بنفسج

ولادات جديدة... آباء وأمهات خلف الكواليس

الثلاثاء 29 يونيو

"شبح يخيّم في أرجاء النفس، روحي تتآكل، أشعر ويكأن العالم قد توقف وبقيت أنا وصغيري وحدنا نواجه وحشًا مخيفًا."

هكذا تصف الأمهات مشاعرهن في فترات الحمل والولادة وبدايات الأمومة، بل كثيرًا ما يستمر الأمر لسنوات. أغلبهن يكتمن تلك المشاعر خوفًا من الوصم المجتمعي، أو أن يقول لها أحدهم أن تلك فطرة ولا يمكن لأم ألا تشعر بالسعادة حين تنجب.
تبدأ رحلة الحمل، فتشعر بمشاعر مخيفة، مختلفة كل الاختلاف عن تلك الصورة الوردية عن الأمومة التي نتخيلها، وعن تلك الدقات المتسارعة التي تشعر بها النساء فرحًا حين يحملن، وعن مشاعرهن حين يرين مواليدهن في اللحظة الأولى، تتخيل أنها لا بد وأن تعيش تفاصيل الرحلة ككل النساء، أو ككل ما يُقال، أو ما يجب أن يُعاش في نظر من حولها.

فتسأل نفسها بصوت خافت: لماذا أنا هكذا خائفة، أو رافضة أمومتي،أخشى الفقد وأرفض الوجود؟ أخشى أن أفقد جنيني، أخشى أن يأتي فتتبدل الحياة، أخاف من المجهول الذي لا أعرفه. وتظل التساؤلات تدور بداخلها لا تعرف ما حقيقتها أو سببها، ربما تمر بقية رحلة الحمل بهدوء، وتصل لمرحلة الولادة، وتأتي من جديد تلك المشاعر، فتتنوع بين الكآبة التي تحدث لكل النساء، وتنتهي بعد أسبوعين ربما من الولادة، أو يتطور الأمر فتصاب باكتئاب ما بعد الولادة.

بين هذا وذاك، قررنا اليوم أن تتحدث الأمهات عن رحلة من المشاعر المضطربة، والتساؤلات العديدة. لذلك، ضمن سلسة اكتئاب ما بعد الولادة تحكي اليوم أمهات قصتهن الشخصية عبر مشاعرهن التي عشنها، بعضهن لم يكن يعرف ما هي، والبعض الآخر كان يدري ويعي ما تمر به.

| أرعاه كواجب...ولكن !

 

الأمومة النهر العذب الذي لا يتعكر، ولكن ماذا عمّا وراء هذه العذوبة؟ عذابات لا تعايشها إلا بعض الأمهات، أسبابها كثيرة وما يعززها هو سبب وأحد مشترك بينهنّ جميعا الخوف من الإفصاح، تواجه نفسها ومتاعبها ومخاوفها منفردة في أغلب الأحوال.

يبدأ الطريق بالإفصاح، والاحتواء، ما يحدث هو أمر طبيعي، وقابل للعلاج، لأجلها ولأجل الاسرة والمجتمع. علي كل ما أم تشعر بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة التوجه لمختص نفسي، حتى لا تقع في حفرة عميقة تنغص عليها حياتها.

تحكي دينا أنها لم تشعر بمشاعر الحب الحقيقي لطفلها الوحيد إلا حين بلغ عامين ونصفًا من العمر. تقول: "كنت أفعل كل ما بوسعي برعايته، كواجب، أحمل وأهدّأ من روعه، كواجب. اضطربت مشاعري تمامًا حتى أنني كنت أخبر نفسي؛ ربما تتعدل حياتي لو لم يكن موجودًا، ربما كنت سأكون أفضل من هذا، ربما وربما. كثير من الاحتمالات التي كانت تتوارد بخاطري وتجعلني أكثر شعورًا بالألم النفسي، حتى أنني لم أكن أشعر بحضنه حقيقيًا كما شعرت به بعد عامين ونصف من ولادته، تلك كانت اللحظة الأولى لشعوري الحقيقي بحضن ابني.

تضيف، "ولم أحصل على الدعم ممن حولي حينها، لم يفهمني أحد، ولم يفهموا مشاعري، حتى أنا لم أكن أعرف ما الذي أمر به وما هي تسميته، حتى تفاقمت حالتي وذهبت للطبيب الذي شخّصني، وبدأت رحلة العلاج التي استمرت من وقت ولادته حتى الآن. ومع الوقت، تطورت علاقتي بطفلي الوحيد، وتحسنت مشاعري تجاهه، وأصبحت أشعر به بالشكل الذي يجعله هو حمايتي في تلك الحياة من تلك الأفكار التي تراودني آحيانا حين يشتد بي تعبي".

لست شخصية تطلب المساعدة أو الدعم، كان زوجي يقدم ما يستطيع فعله، لكن لم أطلب بنفسي المزيد، ربما شخصيتي هي السبب في ذلك، حتى بعد ولادتي اعتمدت على نفسي، بعدها مباشرة بأربعة أيام، شخصيتي مختلفة في ذلك، وأفضل ألا أكون عبئًا على أحد.

تقول ميادة: "لم أكن مستعدة للحمل، كنت قد تأقلمت مع فكرة أننا لم ننجب بعد. أكثر ما كان يخيفني بعد معرفتي بحملي هو فزع من أن يولد طفل لديه مشكلة، كان هذا الفزع هو كل مشكلتي. وبعادتي، لست شخصية تطلب المساعدة أو الدعم، كان زوجي يقدم ما يستطيع فعله، لكن لم أطلب بنفسي المزيد، ربما شخصيتي هي السبب في ذلك، حتى بعد ولادتي اعتمدت على نفسي، بعدها مباشرة بأربعة أيام، شخصيتي مختلفة في ذلك، وأفضل ألا أكون عبئًا على أحد، بالفعل، بعد فتره الولادة دخلت في دوامة؛ عن اكتشاف تشخيص لطفلي، والذي اكتشفناه فيما بعد، ورم نادر لديه، وبعد رحلة علاج تم التعافي بحمد لله. بعدها، بدأت أدرك حجم ما مررت به".

"في رحلة الحمل، كان الأمر صعبًا، خصوصًا أنني كنت أخاف جدًا أن أفقد جنيني، مشاعري المتخبطة تلك زادت للغاية مع الولادة، فصرت أكثر غضبًا، ووصلت قمتها في نهاية فترة الرضاعة. كنت أشعر برغبة في انعزالي عن الجميع، لكن حين انتهت رحلة الرضاعة، بدأت مشاعري تهدأ وتمر بسلام.

أما هديل، فهي قصة مختلفة، لم يكن حملها وارد الحدوث، كان نادرًا، وربما مستحيلًا برأي بعض الأطباء. تحكي وتقول: "كنت أسمع كثيرًا عن اكتئاب ما بعد الولادة، خصوصًا وأنني تأخرت عدة سنوات في الحمل، لم أكن أتخيل أنه سيحدث، كانت معجزة ربانية، حدث الحمل دون أي تخطيط مني بعد ما استنفذت كل طاقتي سابقًا في المحاولات، كنت قد تأقلمت على الفكرة من الأساس.

تردف "في رحلة الحمل، كان الأمر صعبًا، خصوصًا أنني كنت أخاف جدًا أن أفقد جنيني، وكنت أدعو الله أن يكمل حملي علي خير. مشاعري المتخبطة تلك زادت للغاية مع الولادة، فصرت أكثر غضبًا، ووصلت قمتها في نهاية فترة الرضاعة. كنت أغضب كثيرًا، وأشعر برغبة في انعزالي عن الجميع، لكن حين انتهت رحلة الرضاعة، بدأت مشاعري تهدأ وتمر بسلام، وصرت أكثر معرفة بنفسي وبطفلتي. ربما كان ما يهوّن عليّ هي منحة الله لي ببنيتي بعد معجزة نادرة كانت هي السلوى لي ولا زالت".

| الولادة الأولى الأصعب!

اكتئاب2.jpg

أما سارة، وهي أم لخمسة أطفال، أكبرهم في العاشرة، وأصغرهم شهور، تقول: "أصبت باكتئاب شديد للغاية في ولادة طفلتي الأولى، ولم أستطع تجاوز كل تلك المشاعر بسهولة، رغم أنني قد قرأت عن الاكتئاب الخاص بالولادة، لكن المشاعر التي اختبرتها لم تكن كما تخيلت، كانت مشاعر صعبة للغاية؛ اضطراب في المزاج، وعصبية من أبسط الأشياء، خصوصًا في حملي الأول والثاني، وكان الأشد على الاطلاق هي ولادتي الأولى، كنت أشعر باضطراب نفسي واكتئاب شديد، لكن في باقي تجارب الولادة كان الأمر أخف بكثير؛ كنت قد عرفت احتياجاتي بشكل حقيقي، وكنت أطلب من أسرتي الدعم وأخبرهم بما سيكون، وما أشعر به في تلك المرحلة".

"دعم أمي وأختي وزوجي، وهذا هو أهم شيء تحتاجه المرأة في نظري، أن تجد دعمًا حقيقيًا ممن حولها، دعم نفسي وآنس بصحبتهم؛ يحادثونها ويخففون عنها، ودعم مادي بالمساعدة وفي ولادتي الأخيرة. كان الأمر أيسر بكثير، تحديدًا الولادات الثلاث الأخيرة".

تضيف "كنت أنزعج كثيرًا من الأخبار الصادمة في تلك الفترة، فأخبر زوجي بعدم إطلاعي على أي أخبار بشكل صادم. فكرة أن أعرف نفسي وما أشعر به بشكل عملي مختلف تمامًا عن أي كلام نظري كنت أعرفه، ربما كانت التجربة الأولى أصعبها، تليها الثانية، لكن مع التكرار استطعت أن أكّون صورة حقيقية لما أريده تحديدًا. وجدت الدعم ممن حولي بقدر استطاعتهم نظرًا لانشغالات الزوج والظروف المحيطة، ما جعلني أتمكن من تجاوز مشاعري السيئة للغاية في ولادتي الأولى قبل أن يتفاقم الأمر. دعم أمي وأختي وزوجي، وهذا هو أهم شيء تحتاجه المرأة في نظري، أن تجد دعمًا حقيقيًا ممن حولها، دعم نفسي وآنس بصحبتهم؛ يحادثونها ويخففون عنها، ودعم مادي بالمساعدة وفي ولادتي الأخيرة. كان الأمر أيسر بكثير، تحديدًا الولادات الثلاث الأخيرة".

ربما كان عامل الخبرة ومعرفتي بما سيأتي ساعدني كثيرًا؛ دعم زوجي بفهمه ما سأمر به، ومساعدته قدر ما يستطيع، ووجود الأصدقاء بجواري وتناوبهم عليّ ووجودهم، كان فارقًا بالنسبة لي؛ في نفسيتي، خصوصًا وأنني في غربة، كنت حريصة على ورد من قراءة القرآن، يؤنسني حتى في أيام نفاسي الأول، كل تلك الأشياء ساعدتني لأتجاوز المرحلة وأكمل في حياتي بشكل أفضل من تجربتي الأولى والثانية".

| لا أريد بنت!

اكتئاب3.jpg

أما ميّ، وهي أم لولدين تخبرنا عن تلك الصدمة التي تلقتها حين علمت خبر الحمل، فتقول: "شعرت بصدمة شديدة للغاية، لم أكن أريد أن أحمل مطلقًا، ولم أخطط لهذا الحمل، جلست لمدة أسبوع في حالة صدمة وإنكار. أما عن زوجي، فقد كان فرح بالخبر، أخبرني بسعادته ورغبته في أن ننجب مزيدًا من الأطفال، ومن حولي من عائلة وأصدقاء كانوا يشجعونني ويتحدثون عن حملي بشكل إيجابي. ربما هذا جعلني أخرج من حالة الصدمة، لكن لم يخرجني أبدًا من حالة الرفض، وإنني لم أتقبل حملي،فأنا كقناعة داخلية لم أكن أبدًا سعيدة بالحمل، ولم أتقبله ولم أسعد أبدًا به.

كنت أحمل تلك المشاعر بداخلي، لا أشارك أبدًا أحدًا بها حتى زوجي، كانت علاقتي به في أفضل أحوالها، وكان متحمسًا للغاية، ومتشوقًا لرؤية الجنين، وظللت أنا ومشاعري وضغوطاتي وحدي، أواجهها وحدي، ولا أظهرها هذا لأي أحد. كثيرًا ما كانت تنتابني مشاعر اللوم؛ لماذا حملت؟ وي كأنني السبب!

بمرور الوقت، وعندما أفكر أنه ربما يأتي ولد جديد، فأنا للآسف، لم أكن أريد أن أنجب بنتًا، في نظري البنت تحتاج مجهودًا مضاعفًا، ورعاية ودلال، وفي مجتمع كمجتمعي الذي أعيش فيه يجب أن تكون جميلة أيضًا حتى لا تتعرض لأي مضايقات. أم الولد، فهو يتحمل ويتجاوز، هذا تفكيري، هكذا كنت أشعر، كنت أتوق لمعرفة جنس المولود، وربما رغبتي في أن يأتي ولدًا كان تخفف شعوري بالرفض نوعًا ما. ولكن حين عرفت جنس المولودة، وأنها بنت، زاد اكتئابي، أعرف أن هذا خطأ، ولكني كنت أريد ولدًا لأنني لم يعد لدي طاقة لرعاية أضعاف رعاية الولد، ودلال ومجهود. هكذا أفكر وأشعر؛ أن البنت تحتاج مني المزيد، وأنا التي لم تتحرر من مسؤوليات الرضع طيلة 11 عامًا.

كنت أحمل تلك المشاعر بداخلي، لا أشارك أبدًا أحدًا بها حتى زوجي، كانت علاقتي به في أفضل أحوالها، وكان متحمسًا للغاية، ومتشوقًا لرؤية الجنين، وظللت أنا ومشاعري وضغوطاتي وحدي، أواجهها وحدي، ولا أظهرها هذا لأي أحد. كثيرًا ما كانت تنتابني مشاعر اللوم؛ لماذا حملت؟ وي كأنني السبب! لكن سرعان ما كنت أخبر نفسي أنني لم أخطط أبدًا لهذا الحمل، وأن هذا الحمل هدية من الله، ومؤكد أنه سيكون خيرًا لي، وكان هذا يواسيني كي أتقبل. من أسوء الأوقات التي مرت عليّ هي شهوري الأخيرة التي بطبيعة الحال أكون فيها في أسوء حالاتي الصحية، ثم إصابتي بالكورونا التي أصابتني جسديًا، والأسوأ نفسيًا.

ظللت في اكتئاب حتى بعد شهرين من الولادة. الكورونا أثرت عليّ نفسيًا للغاية، لدرجة لم أكن أتخيلها، مررت بحالة صعبة، تعاسة لا تفوقها تعاسة، لا شيء يسعدني، لا أريد أن أتحدث لأحد، لا أريد شيئًا من الأساس، كل المتع، سواء تلك الحالة مع أفكاري عن كوني الآن أصبحت مقيدة بطفلة صغيرة، بعد أن شعرت باستقرار عندما كبر أطفالي، سواء عملي أو علاقاتي الاجتماعية، أو حتى نومي. كل هذا سيتغير معها، وأكون مطالبة بمجهود جديد وكبير كنت قد نسيته.

الآن، بعد مرور سبعة أشهر لم أتقبل الأمر تمامًا، لكن ببطء وبالتدريج أتقبله شيئًا فشيئًا، وأخبر نفسي أنها ستكبر، ولن أفكر في الحمل مطلقًا، ولن تكون طفلة صغيرة معتمدة عليّ، أصبّر بنفسي بهذا، أحاول أن أتجاوز ما أنا فيه بنفسي وبذاتي، مثلما تجاوزت المشاعر الصعبة في بداية الحمل، ومحاولاتي حتى الآن في التقبل. لم أطلب الدعم من أحد، هكذا أعتقد أنني أستطيع أن أتجاوز مع مرور الوقت".

| اكتئاب الآباء!

آباء.png

يقول محمد أحد الآباء الذين مروا بدرجة من درجه الاكتئاب ما بعد ولادة زوجته: "كنت أشعر بتقلب شديد في المزاج، وتوتر وقلق، خصوصًا بسبب تغير عادات النوم، كان هذا أكثر ما يربكني، فهو شيء لم أعتد عليه، وقتها لم أكن أعرف أن الآباء يمرون باكتئاب مثل الأمهات، كل ماكنت أعرفه أنه ربما يمر الآباء بحالة نفسية تجعلهم يشعرون ببعض الآلم مثل زوجاتهم، لكني لم أكن أعلم أن هذا الذي أمر به له علاقة بما يُسمي اكتئاب الآباء".

يضيف، "لكن بعد مضي سنوات، عرفت أن مشاعري المتخبطة تجاه ابني في أول أربع شهور، هذا ملمح من ملامح اكتئاب الآباء، فأنا لم أكن أشعر بالحب تجاه ابني، ولا أشعر بمشاعر الأبوّه. بعد مرور تلك الشهور، تجاوزت الأمر مع الوقت، ولم أشرح تلك المشاعر لأحد المقربين، فحينها، لم أكن أعلم أن هذا شيء طبيعي ربما يمر به بعض الآباء. أعتقد أن الوعي يساعد كثيرًا في تجاوز تلك الحالة، ربما لو تكررت التجربة لتغير رد فعلي، والتعامل مع مشاعري حينها، وعلاج ما بقي من أثر التجربة الأولى".

كل تلك الحكايات هي فيض من كثير من الحكايات التي تشعر بها الأمهات، فمشاعر الأمومة المضطربة ربما لا تنتهي عند الكثيرات. السؤال الدائم عن جدوى وجودنا الحقيقي كأمهات في حياة أبنائنا، والخوف من الفقد. التساؤل الملح حول كيف أننا لا يجب أن ننغمس في الحياة وننسى أنفسنا؟

كثيرًا ما تكون مشاعرنا تلك، وتساؤلاتنا عبئًا كبيرًا لا نفهمه، فنتخبط كثيرًا، ونشعر أننا تهنا في دوامة كبيرة من المسؤوليات والواجبات والشعور بالذنب، تارة تجاه أنفسنا، وتارة تجاه من حولنا. ما يجعلنا نتجاوز كل هذا التخبط هو ألا نصمت عن مشاعرنا، لا نكتمها، ولا نتجاوزها دون أن نعرف كيف نخرج من شرنقتها حتى لا تتفاقم. كثيرًا من الأسئلة التي تراودنا، ربما نجد لها إجابة حين نعرف ما الذي نمر به تحديدًا، نتوقف حين يكون الأمر صعبًا، ونلجأ لأهل التخصص والخبرة، نطلب الدعم من المحيطين، ونخبرهم أننا لسنا بخير، وأننا نحتاج وجودهم ودعهم.

علينا أن نعي أن كل تلك اللحظات التي نمر بها سنتجاوزها سويًا كأزواج، لا بمفردنا، وأن الحياة تشارك، وكل مرحلة تحتاجنا سويًا، ربما هذا هو أكثر ما يخفف من وطأة الألم الذي تعاني منه الأمهات، أن لا يكن وحدهن، وأن يحطن بالحب والود في تلك الأيام الصعبة كي تبدأ الرحلة بأقل خسائر.