بنفسج

د. أحلام بشكار: رحلة "الألف ميل" لم تنته في الصين

الثلاثاء 07 يونيو

"كان أصعب شيء خلال مسيرتي حين اضطررت السفر إلى الصين تاركة خلفي أطفالي الخمسة، من بينهم رضع، فُطر قلبي حينها، ولكني كنت أمام خيارين؛ إما أن أغيب عنهم 4 شهور لإكمال مشواري الدارسي، أو أخسر تعب سنوات". هكذا تستذكر المهندسة أحلام بشكار أصعب لحظات مشوار أحلامها التي جاهدت لتحقيقها وقد باغتتها دمعة لا تُفسر؛ فبعد سنين من التعب والاجتهاد والأسفار جاء الوقت لنزول دموع الفرح كما تصف هي.

| بدايات مشرقة

ولدت المهندسة أحلام بشكار في مدينة نابلس عام 1983، لأسرة كبيرة مكونة من 4 بنات و7 أولاد، ولكن لم يقف ذلك في وجه بزوغ نجمها وتميزها في كل مراحلها.  وظلت أحلام محافظة على المركز الأول في جميع الصفوف رغم تنقلها بين أنظمة تعليمية مختلفة تبعًا لترحال عائلتها الدائم ين فلسطين والأردن.
 
حصلت أحلام على شهادة الثانوية العامة في فلسطين عام 2001 بتفوق، والتحقت بكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية تخصص هندسة بناء، وتخرجت عام 2006. لم تكد أحلام تنهي مرحلة البكالوريوس، وقبل استلامها لشهاداتها، خاضت ميدان العمل حيث بدأت علمها مع شركة PRICO للاستثمار العقاري في رام الله كمهندسة مشروع.

ولدت المهندسة أحلام بشكار في مدينة نابلس عام 1983، لأسرة كبيرة مكونة من 4 بنات و7 أولاد، ولكن لم يقف ذلك في وجه بزوغ نجمها وتميزها في كل مراحلها. ففي المرحلة الأساسية تم ترفيع أحلام تلقائيًا وسبقت أبناء جيلها لنبوغها وذكائها بعد اجتيازها اختبار تقييم خاص بالمراحل الدراسية، وظلت أحلام محافظة على المركز الأول في جميع الصفوف رغم تنقلها بين أنظمة تعليمية مختلفة تبعًا لترحال عائلتها الدائم ين فلسطين والأردن.

لم تتفوق أحلام على الصعيد الدراسي الأكاديمي فقط، بل كانت متفوقة في مجالات أخرى رياضية وفكرية وثقافية، فعلى سبيل المثال، حصلت في الصف السادس على المركز الثاني في مسابقة مطالعة على مستوى كل محافظات الأردن شبيهة جدًا بالمسابقات الحالية التي تخص تحدي القراءة. وفي الصف الثامن، حصلت على المركز الأول في بحث لمادة الكيمياء، وكان البحث عن الغازات المحرمة دوليًا. في الصف التاسع، حصلت على المركز الثاني في ألعاب القوى على مستوى المملكة الأردنية، والمركز الثالث في مسابقة الوثب العالي في نفس السنة.

"كان حلمي منذ الطفولة أن أكون مهندسة، والحمد لله، استطعت تحقيقه؛ فمهنة الهندسة مهنة ممتعة متجددة، فيها تطوير دائم للنفس وحل لمشاكل الناس في مختلف مجالات الحياة، إضافة إلى إعمار الأرض وتطبيق للقوانين العلمية والنظرية على الواقع.

حصلت أحلام على شهادة الثانوية العامة في فلسطين عام 2001 بتفوق، والتحقت بكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية تخصص هندسة بناء، وتخرجت عام 2006. تقول أحلام: "كان حلمي منذ الطفولة أن أكون مهندسة، والحمد لله، استطعت تحقيقه؛ فمهنة الهندسة مهنة ممتعة متجددة، فيها تطوير دائم للنفس وحل لمشاكل الناس في مختلف مجالات الحياة، إضافة إلى إعمار الأرض وتطبيق للقوانين العلمية والنظرية على الواقع، ودائمًا كنت ولا زلت أشعر أن المهندس يمتلك شخصية نافذة وتفكيرًا متميزًا وشخصية مؤثرة".

احلام2.jpg
المهندسة أحلام بشكار

لم تكد أحلام تنهي مرحلة البكالوريوس، وقبل استلامها لشهاداتها، خاضت ميدان العمل وأثبتت فيه جدارتها، حيث بدأت علمها مع شركة PRICO للاستثمار العقاري في رام الله كمهندسة مشروع. بعد ذلك، عملت مع شركات مختلفة وعديدة بعضها وطنية وأخرى أجنبية، وفي بعض الأحيان كانت تقود وتشرف على الفريق المسؤول عن المشروع، مما أكسبها خبرة واسعة على الصعيد العلمي والعملي والأكاديمي.

بعدة عدة سنوات، وأثناء عملها في إحدى الشركات، قدمت على منحة عبر القنصلية الأمريكية للحصول على درجة الماجستير، وفي ذات الوقت، تقدمت على وظيفة حكومية في هيئة كمهندس مشروع في هيئة المدن الصناعية، لتقبل في كلا الجانبين، وبعد عامين، حصلت على الماجستير في هندسة المياه والبيئة من جامعة النجاح، وفي ذات الوقت كانت قد ثبّتت نفسها في عملها الجديد. أثبتت أحلام جدارتها في عملها مما أهلها للحصول على ابتعاث حكومي للحصول على درجة الدكتوراه من الصين، وبالفعل، عام 2016 سافرت أحلام رفقة زوجها وأولدها إلى الصين لتحقيق حلم جديد.

| كل الصعاب تهون ولا تهون الأحلام

قدمت أحلام على منحة عبر القنصلية الأمريكية للحصول على درجة الماجستير، وفي ذات الوقت، تقدمت على وظيفة حكومية في هيئة كمهندس مشروع في هيئة المدن الصناعية، لتقبل في كلا الجانبين.
 
 وبعد عامين، حصلت على الماجستير في هندسة المياه والبيئة من جامعة النجاح، وفي ذات الوقت كانت قد ثبّتت نفسها في عملها الجديد.
 
حصلت على ابتعاث حكومي للحصول على درجة الدكتوراه من الصين، وبالفعل، عام 2016 سافرت أحلام رفقة زوجها وأولدها إلى الصين لتحقيق حلم جديد.

لم تكن تجربة الدراسة في الصين سهلة أبدًا؛ فالبيئة والثقافة كانت مختلفة كليًا، ناهيك غربة الدين الإسلامي هناك، وصعوبة اللغة وتعقيدها، فكيف الحال مع طفلين، ولكن كنت دائمًا أحاول حل المشاكل والبحث عن حلول وتحويل المر إلى سكر. حيث تقول أحلام: "ساهمت هذه التجربة في تطور شخصيتي وشخصية أولادي، وجعلتها رغم كل الصعوبات تجربة رائعة، حيث تعرفت فيها على جنسيات وثقافات مختلفة وجديدة، كانت الحياة هناك تحديًا كبيرًا اجتزته بدعم ومساندة عائلتي زوجي وأولادي". وأضافت: "حافظت على مستوى أبنائي الدراسي هناك، ألحقتهم بمدارس أجنبية وأخرى عربية، وحافظوا على تميزهم رغم النقلة الصعبة التي تعرضوا لها ورغم ضغط الدراسة علي".

احلام3.jpg
المهندسة أحلام بشكار في إحدى المؤتمرات

بعد عام في الصين، اجتازت فيه أحلام المواد النظرية عادت إلى الوطن وعلى رأس عملها الذي ترقت فيه بعد فوزها بمسابقة بينها وبين زملائها لتصبح مديرة دائرة تراخيص الأبنية. وبعد عامين، اصطدمت أحلام عقبة كبيرة شكلت تحديًا كبيرًا بالنسبة لها، فإما أن تعود للصين تاركة خلفها أطفالها الأربعة، ومنهم اثنين رضع من التوائم، لمدة 4 شهور لإنهاء مشاريعها الخاصة بأطروحة الدكتوراه، أو تتخلى عن كل ما سبق، ولكن بتوفيق من الله، وبدعم من أهلها، أمها التي كانت أم ثانية لأبنائها في غياب أحلام والداعم الأول لها، وأخوتها الذين دعموها بكافة السبل، إضافة لزوجها الذي لطالما لقبته بالجندي الخفي خلف كل معاركها، استطاعت أحلام أن تتجاوز هذه العقبة وتحصل على درجة الدكتوراه في مطلع عام 2020. وخلال فترة الدكتوراه نشرت أحلام العديد من الأوراق العلمية والمشاريع الهندسية، وفازت بمراكز علمية في مؤتمرات دولية.

| الأسرة أم العمل أم العلم؟

احلام1.jpg
أطفال المهندسة أحلام بشكار

يتضح مما سبق أن أحلام كانت تعمل وتدرس في آن واحد، وقل ذلك هي الزوجة، والأم والأبنة المحاطة بأفراد أسرتها من كل حدب وصوب تحمل اتجاههم وواجبات عديدة، ولكنها لم تفصل بينهم يومًا، بل كانت تشعر أن كل منهم كان دومًا يكمل الآخر: "برأيي، إن النجاح في أي من العمل، أو الدراسة يخدم كل منهما الآخر، فكان هناك أثر إيجابي كبير كوني طالبة موظفة لتميزي في دراستي، إضافة إلى أن الدراسة ميزتني في عملي، وكلا من الدراسة والعمل بالنهاية هي من أجل أسرتي وأولادي، حيث أنني تمنيت دومًا أن أكون الأم والزوجة والأخت والابنة التي يفتخر بها، وطبعًا هذا يحتاج إلى دعم وتفهم الاسرة". وأضافت: "إن لكل نتيجة أسباب، إن توفرت أستطاع الإنسان تحقيق كل ما يريد، إضافة إلى تنظيم الوقت وترتيب الأولويات، من المهم التوكل على الله واللجوء إليه لتيسير الامور كلها، فما كان أي من ما كان أن يكون إلا بتوفيقه سبحانه".

تقول أحلام عن نفسها: "أفضّل عندما أعرف عن نفسي أن أقول "الفلسطينية أحلام"، فأنا أعتز بهويتي جدًا، وأفتخر كوني فلسطينية، وأسعى دومًا أن أقدم عبر علمي واجتهادي لوطني كما قدم كثيرون أرواحهم". لا تنتهي أحلام أحلام، فهي دومًا تتطلع لمزيد من النجاح، والسعي لتقديم الأفضل لأسرتها وعلمها. تتطلع أحلام أن تصبح في يوم من الأيام وزيرة، وحسب وصفها "ما دامت معية الله وتوفيقه رفيقان لي سأحقق كل ما أتمنى".