بنفسج

المرأة عقلانية أيضا

الأربعاء 26 يناير

المرأة كائن أبدع الله في خلقه كسائر المخلوقات الأخرى، لكنّها متميّزة جدًا لقُدرتها على تنظيم أمور حياتها وتوزيع عاطفتها بالعدل على كل من حولها، وهذا في حد ذاته قوة تُغذّيها من تركيزها وفطنتها، فمن تُربِّ الأجيال وتزرع فيهم القيم والأخلاق ليس ساذجة أو غبيّة، بل امرأة مُحاربة على الدوام تمنح بحبّ كلّ الحبّ.

المرأة تخدم أسرتها بسعادة، تمنح ما تملكه فقط لأجل زرع الابتسامة على وجه أطفالها وزوجها أو أمها وأباها وإخوتها، المرأة لا تستند إلى مشاعرها فقط، فتفكيرها فيك دليل على ضميرها الحي وذاكرتها التي لا تنسَ أحدًا، فالاهتمام ليس ضعفًا، واللاهتمام ليس عقلانية تستدعِ الافتخار.

لماذا لا نقول أنّ المرأة استطاعت الجمع بين متناقضات عدة، وقد يكون السبب الأول في ذلك مزاجها المتقلّب، فقد تبكِ وتضحك في ذات الوقت، قد تُظهر لك مشاعرها الجيّاشة وتُعاملك بصرامة لا لشيء، فقط لأجل مصلحتك، وقد يكون المُصطلح الأقرب لطبيعتها هو: "التضحيّة"، هذه الأخيرة التي تُعطيها قيمة أكثر ما تسلبها منها، فلو لم تكن المرأة ذات عقل وقلب كبيرين لما استطاعت أن تتحمّل ما تحمّلته وما تزال تتحمّله من المجتمع الذكوري الذي تمخّض عن مجتمعٍ أبويّ قاسٍ.

 | المرأة ليست أسطورة

 
 
المرأة كُتلة مُتجانسة من العقل والعاطفة، قد تُغلِّب مشاعرها أحيانًا لأنّها تعلم فائدتها في ذلك الحين، من أجل أن تكسب ودّ عزيز أو أن تكسر حاجز قسوة، وفي أوقات الأزمات ستجد المرأة عقلًا مُدبِّرًا، فعاطفتها ليست ضُعفًا وتعبيرها عن مشاعرها حاجة ضرورية لا تُنقض من قيمتها شِبرًا.

المرأة ليست أسطورة بل حقيقة، لكن في الفكر المجتمعي السائد الذي ينظر إلى المرأة بعين التخلّي عن ذاتها لأجل غيرها، فالتضحيّة التي تُقدّمها لأجل أسرتها وأطفالها وزوجها ليست ضعفًا، بل تُقدّم ما تُقدّمه تعبيرًا عن رضاها وامتنانها، وذلك لا يعني تخلّيها عن شخصيتها تجسيدًا للفكرة المُقدّسة تقديسًا: "المرأة ما هي إلاّ مزيج من العاطفة وقلّة العقل".

المرأة ليست أداة وآلة وهذا ما يجب أن تقتنع به، يجب أن تتخلّص مما زُرع في رأسها من أفكار بائسة تُذكّرها كل مرة بأنّها الجانب الأضعف في هذه الحياة، وبأنّها مُجرّد نِصف يحتاج إلى الاكتمال، وهذا ما يقُودنا لمسألة العاطفة، فكلا المرأة والرجل بحاجة بعضهما من أجل إحداث التمازُج بين عاطفتيْهما، لكنّ المرأة ليست بحاجة لنصف لأجل أن يكتمل عقلها، وعلى مدى عقود أثبتت المرأة نفسها في عديد المجالات وبتفوّق وإبداع مثلها مثل الرجال. 

تخيلوا المرأة إذا كانت قاسية تُفكّر في نفسها فقط، كيف سيبدو العالم؟ إذًا العاطفة ليست ضدّ العقلانية بل ضدّ القسوة، والمرأة متفرّدة بثنائية العاطفة والعقل اللذين مكناها من تربية أجيال وأجيال، وشاهدوا كم ستبدو الوجوه حزينة والقلوب هشّة بغياب الأم والأخت والزوجة.

المرأة كتلة من العقلانية الفريدة، تلك التي جعلتها إنسان يمنح دون انتظار المقابل، جعلت منها كائنًا لطيفًا يوزّع عاطفته من أجل أن يكون العالم أكثر بهجة وفرحًا، فتخيلوا المرأة إذا كانت قاسية تُفكّر في نفسها فقط، كيف سيبدو العالم؟ إذًا العاطفة ليست ضدّ العقلانية بل ضدّ القسوة، والمرأة متفرّدة بثنائية العاطفة والعقل اللذين مكناها من تربية أجيال وأجيال، وشاهدوا كم ستبدو الوجوه حزينة والقلوب هشّة بغياب الأم والأخت والزوجة. نعم، سيتحوّل العالم إلى ميتم يشتهي فيه الناس عناقًا وحُبًّا، فالعالم بالعقل فقط كآلة يحكمها المنطق، كأرضٍ قاحلة ترنو إلى قطرة غيث، ذات الشيء بالنسبة للقلوب سيخنقها الجفاف العاطفّي.

المرأة كُتلة مُتجانسة من العقل والعاطفة، قد تُغلِّب مشاعرها أحيانًا لأنّها تعلم فائدتها في ذلك الحين، من أجل أن تكسب ودّ عزيز أو أن تكسر حاجز قسوة، وفي أوقات الأزمات ستجد المرأة عقلًا مُدبِّرًا، فعاطفتها ليست ضُعفًا وتعبيرها عن مشاعرها حاجة ضرورية لا تُنقض من قيمتها شِبرًا.