يُعتبر وقت الاختبارات تحديًا كبيرًا للأسرة بأكملها، ووضعًا متوترًا للأبناء، وللوالدين، مما يسبب إرباكًا كبيرًا في العلاقة بين الوالدين والأبناء في تلك الفترة، ويضغط بشكل كبير على الأسرة بأكملها.بدايةً؛ عليكِ كأم أن تؤمني تمامًا بأن ذلك الاختبار ليس مقياسًا لكونكِ أمًا جيدة، أو لكون أطفالك أطفالًا متميزين وناجحين!
بل هو فرصة لبذل الجهد، وختام لرحلة تعلّم، وتثبيت للمعلومات، وفرصة لصغارك ليتعلموا أكثر عن الحياة والتعليم، وكيف يثبتون المعلومات، وكيف يستخدمونها وكيف يسترجعونها عند الحاجة.لذا لا تملأي تلك الفترة بمشاعر تحد وأعصاب متوترة، ولا تضعي عينيك على النتائج، بل ركزي تفكيرك في بذل الجهد! فذلك هو الاختبار الحقيقي.
"علينا السعي والغرس وعلى الله الثمر"؛ فالنتائج في النهاية تحكمها الكثير من العوامل خارج سيطرتك، بينما بذل الجهد والمذاكرة هي ما يقع داخل دائرة سيطرتك وتحكمك.فمع اقتراب الامتحانات يتوتر الطفل ويفقد تركيزه؛ لذا يأتي دور الأب والأم لكي يخففوا من هذا التوتر لدى أبنائهم ويساعدوهم على التركيز والهدوء.
ويحتاج الأطفال في الحضانة والمدرسة الابتدائية اهتمامًا ومساعدة أكبر بالمذاكرة عن من هم أكبر سنًا، لذا يجب عليكِ الاهتمام بطفلك وبذل كل جهدك في تلك الفترة كي يعتاد طفلك على المذاكرة في سن صغيرة، ومن ثم يعتمد على نفسه دون الحاجة للمساعدة في سن أصغر.
| لفترة امتحانات أكثر هدوء: إليك هذه النصائح
| جدول المذاكرة: اصنعي مع طفلك جدولًا مقسمًا للمذاكرة، فيه كم معين منطقي كل يوم، بحيث لا يداهمكم الوقت، ولا تضغطي على طفلك بكم كبير من المعلومات في وقت قصير، فيزداد توتره ويتضاعف غضبك وبالتالي يقل تحصيله الدراسي.
| فترات راحة: تركيز الطفل يساوي سنوات عمره بالدقائق مضافًا إليه خمسة؛ لذا احرصي على إعطاء طفلك فترات راحة متقطعة متناسبة مع عمره، فطفل الخامسة يحتاج لراحة كل ١٠ دقائق متواصلة من التركيز، فترة الراحة قد تكون دقيقة او اثنتين في أي نشاط حركي لطيف كالجري أو القفز.
| التدريب مهم: حفظ المعلومات ودراستها لا يكفي، بل يجب أن يرى الطفل شكلًا تقريبيًا للامتحان، ويحل الكثير من التدريبات، ويجرب شعور التذكر واسترجاع الاجابات مما ذاكره.
| ثقي بطفلك: إذا اخبرك طفلك أنه يريد أن يذاكر بمفرده، لا تستهزئي به ولا تصممي على مساعدته، فقط أخبريه بالمطلوب منه، وأخبريه أنك ستكونين قريبه لمساعدته عندما يحتاج. واتركي له مساحة للتجربة والخطأ واكتف بالتوجيه والإشراف.
| مكان مناسب للمذاكرة: من المهم تخصيص مكان للطفل للمذاكرة، مزود بكل ما قد يحتاجه، ولا بأس بإشراك الطفل في إعداده وتزيينه. ومن الضروري أن يكون بعيدًا هن المشتتات والضوضاء.
| شجعي طفلك: كلما أبدى طفلك تقدمًا والتزامًا مهما كان صغيرًا بنظرك، من المهم أن تشجعيه، لتخلقي لديه الدافع لفعل المزيد، والاستمرار بالمحاولات للتحسين.
| اخفضي سقف توقعاتك: لا تطلبي من طفلك الكثير في البداية، ولا تتوقعي الكثير، في النهاية طفلك ما زال يتعلم ويتعرف إلى العالم، ولن يكتسب الخبرة إلا بالمحاولة َالخطأ وهو يحتاج لتوجيهك َتشجيعك ولن يزيده لومك إلا إحباطًا وخوفًا.
| الراحة مهمة: لا تسمحي لطفلك بالسهر في فترة الامتحانات، واحرصي على أن ينام على الأقل 8 ساعات، ولا ينصح بتناول المنبهات مثل شرب القهوة، فكل هذا يقلل من تركيزه ويؤثر على أدائه بالامتحان.
| نوعي بين المواد في اليوم الواحد: لا تخصصي يومًا كاملًا لمادة واحدة كي لا يشعر طفلك بالضغط والإحباط فيفقد تركيزه في النهاية.
| الماضي انتهى: لا تذكّري طفلك بدرجاته السابقة التي لا ترضيكي، كحافز له، لأن ذلك يزيد توتره ويفقده الثقة في نفسه.
ذكري أن تظهري لطفلك الحب والحنان طوال الوقت، أحبك لأنك ابني، أحبك وأنت مصيب، وأساعدك عندما تخطئ لأني أحبك.
| نصائح ليلة الامتحان
| النوم مبكرًا: احرصي على أن يخلد طفلك للنوم مبكرًا، وأن يتناول طعامًا خفيفًا صحيًا.
| المراجعة: المراجعة السريعة ضرورية ليلة الامتحان.
| لا لمعلومات جديدة: احرصي ألا يذاكر طفلك معلومات جديدة ليلة الامتحان لأن ذلك يوتره ويشوش ما ذاكره من قبل.
| الحب مجددًا: احتضني طفلك وأخبريه أنكِ تثقين به وأنكِ تحبينه أيًا كانت النتيجة.
أخيرًا، تذكري أن الامتحانات ليست مقياس لذكاء ابنك وليست كل شيء في الحياة، لذا إن لم يتوفق ابنك بالامتحان شجعيه وساعديه مرة أخرى، فبعض الأبناء يحتاجون فترة كي يتحسنوا بالدراسة، فلا تيأسي ولا تحبطي طفلك، فقط أخبريه أن لا بأس، سنحاول مرة أخرى، وستكون المرة القادمة أفضل.