بنفسج

أم أحمد وخضرا وأخريات: نساء في النكبة المستمرة [2]

الإثنين 24 أكتوبر

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات

تأتي بعض المشاهد في التغريبة الفلسطينية -أو ربما كلها- في تشريح دقيق لواقع لا يخلو من محاسن ومساوئ وشيء من ملابسات؛ فتبيّن موضع الصحة والخلل في كلّ جزء منه، وتفتّش في دوافعه ونتائجه وتوّرث حالةَ استنكارٍ أو استحسان بحسب الرّائي والمقام. والمرأةُ في التغريبة جزء من هذا الواقع، ومعلمٌ ضروريٌّ لا غنى عنه، تؤثّر فيه وتجاهدُ لمقاومته وتقوم بدورها كاملًا، فتارةً تُخضعه لها، وتارةً تغدو ضحيته.

في التغريبة نساءٌ ذواتُ ملامح متغيّرة، تستقي تفاصيلها من بساطة الريف وقساوته وتستمدّها من زخرف التمدن وحضارته، فتتأرجح بين الأصالة والمعاصرَة، وبين الأمية والثقافة، وبين الغنى والفقر، وبين مفاهيم أخرى عن اللجوء والهوية، وكل ذلك في الآن ذاته لا أفضلية لطرف على طرف، لأنّ الصورة كاملة الوضوح لا تُنشأ إلا بفعل التناقضات. فكيف شكّلت التغريبةُ الفلسطينية صورة المرأة؟

 النساء في التغريبة الفلسطينية

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
جملة مسعود الشهيرة التي قالها في مسلسل التغريبة الفلسطينية "يعني الأرملة كتلت جوزها لتسموها كشرة" تدلل على الأمثال الشعبية الفلسطينية في الريف التي ظلمت المرأة الفلسطينية

أمّ أحمد تحمل كؤوس الشاي، وأبو أحمد جالسٌ إلى جانب مسعود في حوش الكوخ الصغير. يهمّ حسن بالمغادرة، لكنّ مسعود يستوقفه ليفاجئ الجميع برغبته غير المألوفة في الزواج من بنت أبو عايد الأرملة لطيفة. وبعيدًا عن حسابات مسعود المادية، ومصالحه من خلال هذا الزواج؛ فإنّ المشكلة بالنسبة للعائلة كانت تكمن تحديدًا في وضع لطيفة غير المناسب بمنظورها ومنظور أهل البلد؛ لأنّ الأرملة في الريف ما هي إلا "كشرة للجوز الأولاني"3.

 ممّا يجعل مسعود يردّ على أمّه قائلًا: "حرام يامّا حرام، الموت والحياة بيد رب العالمين. يعني الأرملة كتلت جوزها حتى تسمّوها كشرة؟"[1] وكان تساؤله منطقيًّا جدًّا في وجه ممارساتٍ تظلم المرأة من دون أيّ سبب بيّن أو تبرير، هكذا فقط. إضافةً إلى أن حسابات مسعود كانت تبدو لهم غير واقعية لأنّ المرأة أصلا لا تأخذ شيئًا من ميراث والدها، "ومن إيمتى المرا عندنا تزاحم خواتها؟" تتساءل أمّ أحمد باستنكار.

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
حسن عبر في مشهد من مشاهد مسلسل التغريبة الفلسطينية عن دعمه للنساء وتحديدًا السيدة الأرملة

أمّا حسن فقد أبدى رأيه هو الآخر بعد طول صمت، لكنّه عبّر من خلال هذا الرأي عن معاناة جيل كامل من النساء اللواتي يحكم عليهنّ بسبب ترملهنّ، في حين لا ينظر إلى الرجل الأرمل بهذا الشكل. يقول لأمّه التي ردّت "الزلمة غير شكل"، "الظالم ظالم مفهوم، بس المظلوم برضو يسبّ على حاله؟ المرأة بيكون مدعوس على راسها، وهي كبل كل الناس بتسبّ على حالها؟ أنا مع الأرملة مش مع أبو عايد".[2]

هذا المشهد على عمقه، وواقعيته الصارخة لم يكن الترجمان الوحيد لنساء التغريبة وأحوالهنّ، بل كان قطعة صغيرةً من قطع كثيرة متناثرة. دعونا نقترب شيئًا فشيئًا منهنّ عبر مشاهد أخرى جليّة، ونفرد لكلّ امرأةٍ قراءةً خاصةً بها من خلال اللقطات التي صُوّرت بها في المسلسل، والتي تعدّ بشكلٍ أو بآخر لقطاتٍ هاربة من حقيقة.

 التغريبة الفلسطينية: خضرة ومأساة الترمّل والشتات

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
خضرا تمثيل لفلسطينية تشبهها كثيرات، تقاوم بصمت في هوامش من الحرية، تخط حكاية الزوجة والأمومة وحسابات المجتمع وشظايا الوطن 

كل شيء في تلك المرأة يبدو هادئًا، صامتًا، متألمًّا حتّى معاناتها، وحضورها الذي يأخذ في المسلسل أدوارًا متعدّدة؛ هي في الوقت ذاته أختٌ حنونة، وزوجة ودودة، وأرملة صابرة، وأمّ مكلومة بفقد ولدها. تمثّل حكايتها مع العبد قصة الحبّ البريئة، التي تتخفّى بسكون بين أشجار الزيتون حتى لا يراها الواشون، والتي تنتهي سريعًا بعقد القران والزواج. لكنّ الفرحة لا تتمّ لأنّ العبد يستشهد في إحدى معارك الثورة ويتركها وحيدةً مع ولدها رشدي وبندقيةٍ للذكرى.

تعود خضرة إلى بيت أهلها، لكنّ مكوثها عندهم لم يكن ليدوم طويلًا. هكذا هي الأعرافُ البالية، تضغط على قلوب الملأ وتحمّلهم لفعل أشياء غير مضطرّين لها. كان لا بدّ من تزويجها وإلا ستظلّ وصمة عارٍ على الأسرة، ومسؤولية لا طائل منها. صحيح أن ظروف الحياة حينها جعلت العيش أقسى وأصعب على الجميع، رجالًا ونساءً، خصوصًا في ذلك الزمن المضطرب تحت وطأة الاحتلال الانجليزيّ، لكنّ الوقع كان أكثر شدّة على النساء؛ أن تكون امرأة فتلك ضريبة إضافية وثمنٌ أغلى لا بدّ من دفعه.

لم يكن الزوج الثّاني ليصل إلى مرتبة العبد أو شهامته. كان على العكس من ذلك بخيلًا، قاسيًا، وكان يضربها بشدّة ويرفض العيش مع ولدها. يعلق الراوي علي على مشهد عودة خضرة إلى زوجها دون الولد، مقابل إسقاطه للدعوة ضدّ أحمد الذي ضربه من أجل أخته بمنتهى الصراحة والألم فيقول: "هل كان يجب أن تنفصل خضرة عن ولدها ذلك الانفصال الموجع؟ وماذا كان الخيار البديل؟ كان الطلاق في الريف يتاخم العار، وحتى لو لم تكن عواقب الطلاق أقسى على خضرة من استمرار زواج من هذا النوع، فقد كانت لتكون أقسى علينا نحن إخوتها، ولذلك كنَّا نؤيد في أعماقنا استمرار زواجها رغم كل شيء".[3]


اقرأ أيضًا: فلسطين كما صورتها التغريبة: هل غيرتنا النكبة؟


مثّل هذا التشتّت الانفصال الأول لخضرة عن ولدها، أما الثاني فقد كان أقسى وأشدّ وطأة وأطول أثرًا. ربّما فصل بينها وبين رشدي في السابق بضع بيوت، لكنّ الاجتياح الصهيونيّ للقرية، والقنابل المتفجرة وسّعت الهوة بينهما إلى أمد غير قصير، فأين عساها تجده وأين عساه يجدها وسط دوامة من التشرّد والتفرّق والمجهول؟

بعد مشهد الانفصال، يُغيّبُ وجه خضرة في المسلسل لكنّه يظلّ حاضرًا في وجدان المشاهد ورشدي. شيء ما يخبرنا بأنّ تلك المرأة الطيبة لن تتخلى عن ولدها، ستظلّ تبحث عنه وتأمل عودته. ثمّة شوقٌ لا يهدأ أبدًا، ثمّة أملٌ لا يخمد. تجتمعُ خضرة بولدها أخيرًا ضمن أصعب ظروف التقسيم والتفريق، في مشهد دراميٍّ لا يخلُ من رمزية العودة إلى التراب الأول، وحضن الأمّ الأول، والوطن الأوّل. فماذا عن أولئك الذين لايزالون يترقبون عودة أولادهم حتّى يومنا هذا؟ هل تُراهم يجتمعون بهم؟ هل تُراهم يلتقون؟

 أم أحمد: أم الفلسطينيين في التغريبة الفلسطينية

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
أم أحمد أم الفلسطينيين، لأن بطنها أنجبت فلسطين بكل أطيافها القائد والشهيد والمتعلم والمربية والحرفي والدكتور 

في تقاسيم وجه أم أحمد، تتراءى الأجيال كلها: جيل الثورة والنكبة والنكسة واللجوء وما بعدها. وبين أطراف ثوبها تنبع الروائح على اختلافها: رائحة الريف والمخيم، وأمّ الشهيد، وأم الفقيد، وصاحبة الأرض، وملامح النية ومجامع الطيبة. وكانت أمًّا للفلسطينيين، لأنّ بطنها أنجبت فلسطين بمختلف أطيافها: القائد، والشهيد والمربية والحرفي والدكتور والمتعلم وغير المتعلم، وكان كل هؤلاء على اختلافهم وتباين وجهات نظرهم يدينون لها بجزء منهم، ويشبهونها في إحدى تفاصيلهم.

أم أحمد هي تلك الفلاحة البسيطة التي ندعو الله أن يهبنا إيمانها فنقول: اللهم إيمانا كإيمان العجائز. ولكنها على بساطتها امرأة قوية، تحمّلت كل النوازل وظلّت واقفة، تربي رشدي، وتعدّ الطعام للأحباب، وتتولى تنظيف أم سالم وتشغل مئة عمل آخر. ويأتيها في أحد الأيام خبر استشهاد حسن فتظل صامدة على فجعها، وتبدي ثباتًا أكثر من ثبات زوجها، وهي الأم الحنونة مرهفة المشاعر، وهو الرجل الأكثر ضبطًا للأحاسيس، والذي يشهد بنفسه على عنادها وصمودها فيقول لها: "إنت يلي ربيتهم من صغرهم على كبرة الراس".


اقرأ أيضًا: التغريبية الفلسطينية: دراما تحمل عبء الذاكرة [1]


صفاتٌ كثيرة كانت تميّز أم أحمد، هذه المرأة التي تمثّل ترميزًا شاملًا لكلّ نساء فلسطين اللواتي شهدن النكبة، ولكنّ أبرزها كانت طيبتها وعزّة نفسها، مشاهد سريعة وخاطفة تلك التي صوّرت هذه الصفات؛ يزورها عليّ مع عائلته، فتنهال بالقبل على زوجته وحفيدته بشكل متكرّر متحمّس مليء بالطيبة والشوق، في ظلّ استنكار سلمى المدنية لتصرّف كهذا. "كاعدة بتمسحي خدك من ورا بوسة ستك؟ أخ يا كوية".

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
من مشاهد التغريبة مشهد أم أحمد وهي تنهال بالقبل على زوجة علي وطفلته فيما تستنكر سلمى المدنية لتصرّف كهذا. فتقول لها:"كاعدة بتمسحي خدك من ورا بوسة ستك؟ أخ يا كوية".

وحينما يطلب منها علي مدفوعًا بتوصيات زوجته ألا تكثر من تبادل القبل مع أهل المخيم حتى لا تصاب بالعدوى والمرض تجيبه بصرامة: "ما بيبوسك غير لي بحبك يا مّا واحنا مش أحسن من هالناس"[4]؛ إذ لم تكن تكترثُ للصحة ودواعي المرض وغير ذلك، كان قلبها الكبير بوصلتها، تحب أبناءها وتؤلف بينهم، وتتعامل مع أهل المخيم كأنهم عائلتها، وتعرف جيّدًا قدر نفسها. 

طلب منها مسعود أن يكون عرس علي متواضعًا بسيطًا وألا تكثر من الغناء؛ فترفض بشدّة مدركةً حجم الفارق الاجتماعي بين عائلة العريسين، مصرّة على أن هذا الفارق لن ينقص من قيمة أحد: "وليش يناسبونا إذا بدهم يستحوا بينا؟".[5] تساؤلٌ بسيط، في منتهى العمق والشفافية، يسرد أطنانًا من آلام المخيّم ومعاناتهم، وإشكالات الهوية الخاصة بهم. ثمّ تختمه بحقيقة في غاية الأهمية: "الفرح مع الناس بيزيد، والترح مع الناس بيقل، ومثل ما قال المثل: الجنة من غير ناس ما تنداس".

 جميلة في التغريبة الفلسطينية ضحية العرف والخديعة

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
كيف تعيش الفلسطينية دون أب أو أخ؟ كيف تدفع حياتها ثمنًا للإشاعة؟ كيف يضيع الشرف عند وقوع الدم؟ تجيبنا جميلة في مشاهد التغريبة الفلسطينية

ذنب جميلة الوحيد أنها كانت من غير أب أو أخ، ولم يكن لها في هذه الدنيا سوى أمها وحسن؛ فراحت ضحية لخديعة وثأر لم يكن لها فيه ناقة ولا جمل، وقتلها أبناء عمومتها الذين لم يظهر لهم أثر إلّا حينما وردتهم إشاعاتٌ مستقطعة من هنا وهناك، وارتكبت في حقها جريمة شرف، بل لن يصحّ أن توصف بهكذا وصف لأنّه لا شرف في الجريمة أبدًا؛ فالقتل أبعد ما يكون عن العرض والشرف.

هكذا كانت -وماتزال- الأعراف البالية تحكم وتقرّر، لا حقّ للمتهمة في أن تدافع عن نفسها أو تثبت براءتها، بل يكفي أن الأعيان حكموا عليها بالموت، ولو زورًا ولو قهرًا. معاناة جميلة لم تبدأ من جزئية قتلها، بل كانت لها مقدّمات، بدءًا من نشر الإشاعة حول عفّتها بين أهل البلد، وصولًا إلى مقاطعتها وأمّها من قبل الناس جميعًا، ثمّ تحريض الأطفال عليها للتعرض لها.

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
أم جميلة تصرخ لتعبر عن قهرها وتقول: "مابقاش يهود وانجليز يتمرجلوا عليهم؟ قاعدين يتمرجلوا على مرا وبنتها؟"

لماذا تكاتف المجتمع البلديّ برجاله ونسائه وأطفاله على امرأة عزلاء لمجرّد إشاعة؟ حديث عابر؟ تصرفات غير مبيّنة؟ ولماذا لم يقع لومه على حسن، كما وقع عليها؟ وكل هذا وقع في ظل ظروف صعبة، الوطن فيها على شفا حفرة من الفقدان، واليهود والإنجليز لا يدّخرون جهدًا في سلب ممتلكات الفلسطينيين، وقتل الثوار والتحضير للاحتلال الصهيونيّ، ولذلك كان صراخ أمّ جميلة شديد الواقعية والأحقية حين قالت: "مابقاش يهود وانجليز يتمرجلوا عليهم؟ قاعدين يتمرجلوا على مرا وبنتها؟"[6].


اقرأ أيضًا: التغريبية الفلسطينية: دراما تحمل عبء الذاكرة


جميلة حكاية مأساةٍ طويلة من مآسي الشرف والعرض والأحكام الظالمة، التي تدفع العائلة إلى القتل دون تحقق أو تثبّت. لكنّ قبرها في المسلسل ظلّ رمزًا للحياة والاستمرار ولو بعد موتها، يسقيه حسن تحت شجرة الزيتون، ويبث هواجسه بجانبه، ويغادر إلى الأبد في مشهدٍ صوّر بجانبه، من خلال رمزيةٍ تسرد استمرار الذكرى والأثر، لأنّ المظلوم لابدّ وأن يؤرّق مضجع ظالمه ولو بعد حين.

 سلمى: النسخة المتعلمة في التغريبة الفلسطينية

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
سلمى نموذجًا للفتاة التي لم تشهد معاناة النساء اللواتي قبلها نشأت في بيت ثري فلم تندمج في حياة المخيم مع تقبلها لعلي وتأكيدها بأنها ستتأقلم مع الفروقات

تختلف سلمى أتمّ الاختلاف عن النساء اللواتي قبلها، في المأكل والملبس وطريقة الحديث، ونمط الحياة؛ إذ لم تعش عيشتهنّ، ولم تشهد معاناتهنّ، ولم تكتو بنيرانهنّ. كما أنّ حقيقة نشأتها في بيتٍ مدنيّ ثريّ وسّعت من الهوة الفاصلة بينها وبينهنّ، وهذا ما يفسر استنكارها للكثير من التصرفات والمظاهر التي رأتها في المخيم وعدم قدرتها على الاندماج، رغم استعدادها في بداية العلاقة مع علي إلى التأقلم مع الفروقات وتقدير ظروف الآخرين.

لكنّ ذلك لم يكن استعلاء من طرفها، بقدر ما كان حقيقة مجتمعية لابدّ من مواجهتها؛ فسلمى شأنها شأن النساء الوطنيات، تحبّ وطنها وتعيش بمبادئ القضية، وتعين زوجها في قراراته التي تختلف معها، وتبكي في أحداث النكسة. إلا أنّ تعليمها وثقافتها وخلفيتها الاجتماعية جعلتها تزن الأمور بمنظور مختلف، وتعتقد أنّ دور المثقف هو تصحيح مفاهيم وأخطاء غير المثقف، وتنبيهه إلى بعض المغالطات التي يعيش فيها.

التغريبة الفلسطينية: خضرا وجميلة وأخريات
سلمى مثال للزوجة التي تعين زوجها على قراراته التي تختلف معها وكانت رمزًا لتحرر المرأة

مثّلت سلمى كذلك رمزًا لتحرر المرأة وحقها في التعليم والمشاركة السياسية، وذلك من خلال لباسها، وسفرها للتعلم في بيروت، وانضمامها إلى المظاهرات المنددة بالعدوان على مصر، وحقيقة كونها ندًّا لزوجها، تشاركه في اتخاذ القرار، والنقاشاتِ، والعناية بالفتاة بشكلٍ لم يكن مألوفًا بين النساء آنذاك، فكانت هي مثالًا لأوضاعهنّ المحسّنة وحقوقهنّ المهضومة. أما التغريبة الفلسطينية، فحسنه أنه لم يهضم حقوق أولئك النساء، بل جعل لكلّ منهنّ حكاية تستحقّ أن تروى.


| المراجع

[1] الحلقة 15 الدقيقة 8.25

[2] الحلقة 15 الدقيقة 10.15

[3] الحلقة 15 الدقيقة 5.18

[4] الحلقة 29 الدقيقة 38.17

[5] الحلقة 26 الدقيقة 15.45

[6] الحلقة 13 الدقيقة 14.20