بنفسج

خريطة طريق: كيف يتعلق طفلك بالمسجد الأقصى؟ [2]

الثلاثاء 14 مارس

معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال
معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال

في الجزء الأول تحدثنا عن معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال، ومدينة القدس وأهميتها بالنسبة لنا نحن المسلمين، وعن أنه بإمكان كل فرد أن يغرس حب الأقصى في نفوس أبنائه، نستكمل هنا خطوات لجعل طفلك يتعلق بحب المسجد الأقصى ومدينة القدس بشكل عام، فيكون منتميًا لها بكل جوارحه. 

ارتبطت القدس بدين وعقيدة وتاريخ وثقافة وحضارة، فهي مهد للديانات السماوية التوحيدية الثلاث، وهي للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة. لذا فالقدس مرتبطة بدين سماوي وبالقرآن الكريم الذي قال الله تعالى فيه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، كما ارتبطت بمسرى النبي محمد ومعراجه وبعبادة هي من أهم عبادات وأركان دين الإسلام ألا وهي "الصلاة"، والتي هي عماد الدين؛ حيث فرضت على أمة النبي محمد في ليلة الإسراء والمعراج والتي كان المسجد الأقصى محطة من محطاتها، وكانت القدس هي القبلة الأولى أيضا للمسلمين يوم فرضت الصلاة، وقبل تحويل القبلة منها إلى المسجد الحرام.

ذكرها النبي- صلى الله عليه وسلم- أيضًا من ضمن المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها حين قال " لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا، أي النبوي" أو كما قال النبي صل الله عليه وسلم. لذلك فالروابط التي تجمع المسلمين خاصة بالقدس ليست مجرد مشاعر وشعارات وإنما هي عقيدة ودين قبل كل شيء، ورغم البعد عنها وعدم القدرة على الوصول إليها حاليا، ستبقى حية في قلوبهم وحياتهم ووجهتهم الأولى التي يسعون لها ويورثونها لأبنائهم جيلا بعد جيل إلى يوم الدين.

|  كيف تجعل بيتك مقدسيا وتعلق قلب طفلك بحب القدس؟

 
ألعاب تشاركية تحدثنا عن القدس: اربط ألعاب أطفالك بالقدس، وقدم معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال. فيمكن عمل مسابقات ثقافية بينهم ونرى من يعرف معلومات أكثر عن القدس وفلسطين. يمكن تطبيق ذلك بعد تعريفهم بها بالفعل، وتكون منتقاة من الجزء الذي تعرف يقينا معرفتهم به، فالهدف هو تحبيبهم وربطهم بها أكثر وليس الانتصار عليهم، يمكن تدريبهم على عمل اسكتشات ومسرحيات تحاكي بها كل مدينة أو قصة بطل من أبطالها، تسمية بعض الأماكن في بعض الألعاب بأسماء مدن ومناطق وأبطال القدس وفلسطين وهكذا.

| ألعاب تحدثنا عن القدس: اقتني لأطفالك الألعاب المقدسية وتعلم كيفية تقديم معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال عن طريق اللعب، هناك الكثير منها مثل البازل الذي يحاكي القدس وخريطة فلسطين، والجداريات والماكيتات، والقصص المصورة، ودفاتر التلوين، وغيرها الكثير.

| ألعاب تشاركية تحدثنا عن القدس: اربط ألعاب أطفالك بالقدس، واعكف خلال عملية اللعب على شرح معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال، فيمكن عمل مسابقات ثقافية بينهم ونرى من يعرف معلومات أكثر عن القدس وفلسطين. يمكن تطبيق ذلك بعد تعريفهم بها بالفعل، وتكون منتقاة من الجزء الذي تعرف يقينا معرفتهم به، فالهدف هو تحبيبهم وربطهم بها أكثر وليس الانتصار عليهم، يمكن تدريبهم على عمل اسكتشات ومسرحيات تحاكي بها كل مدينة أو قصة بطل من أبطالها، تسمية بعض الأماكن في بعض الألعاب بأسماء مدن ومناطق وأبطال القدس وفلسطين وهكذا.


اقرأ أيضًا: أطفال المساجد: عن التربية بين القباب والمآذن


| العمل الخيري لأجل القدس: شجع أطفالك على حب العمل الخيري وخاصة لأجل القدس، والعطاء من الوقت والمال والجهد، بل وتخصيص وتقديس ذلك الوقت لأجل فلسطين. فبالمال يمكن تخصيص "حصالة" في البيت للجميع، أو لكل فرد حصالة يقتطع جزءًا من مصروفه ويضعه فيها واربطها بشعار وليكن مثلًا "لأجلك يا قدس".

| قرطاسيات مدرسية مرتبطة بالقدس: اجعل أدوات أطفالك المدرسية مرتبطة بالقدس، واسعى نحو التفاني في شرح معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال، واقتني لأطفالك من القرطاسية ما هو معزز بصور القدس، فهي تميزهم عن الجميع وتجعلهم قدوة لغيرهم، وأفرادًا لهم هدف ودور في المجتمع ويؤثرون به، كما ترسخ الترابط بينهم وبين القدس وقضية فلسطين وتقويه.

| شجع أطفالك دائمًا: عزز مهارات أطفالك في البحث والنقاش والمناظرة، واعرض عليهم معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال. وحفزهم على حضور الفعاليات والمؤتمرات التي تدعو لنصرة القدس وفلسطين.

| الدعاء للقدس وفلسطين: خصص جزءًا من دعائك للقدس وفلسطين وشارك ذلك مع أطفالك، فتجتمعون للدعاء سويًا، فيتعلمون منك بالقدوة أن الدعاء للقدس وفلسطين واجب مقدس.

| الدعاء للقدس وفلسطين: خصص جزءًا من دعائك للقدس وفلسطين وشارك ذلك مع أطفالك، فتجتمعون للدعاء سويًا، فيتعلمون منك بالقدوة أن الدعاء للقدس وفلسطين واجب مقدس، فيشبوا متعلقين به ومداومين عليه.

| كن قدوة دائمًا: كن قدوة لأطفالك بالأخلاق الحميدة، والتفوق في العمل والانضباط في أمور الحياة والحفاظ على الوقت، وعلمهم أن المؤمن القوي أحب إلى الله، وبتفوقنا وطاعتنا وأخلاقنا نرضي ربنا ورسولنا وأيضا ننصر قدسنا، فالمسلم الضعيف لن يحترم دينه ولن ينصر قضيته، ولن يؤمن بفكرته أحد، وحثهم على التفوق والانضباط الخلقي في كل نواحي الحياة، وشجعهم على ذلك بما يناسب فئتهم العمرية حتى يستمروا عليه ونراعي طفولتهم أيضًا، وكنت أنت المبادر والمهتم في عرض معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال.


اقرأ أيضًا: محطات نحو المسجد الأقصى


| اجعلهم تجّار نوايا: علم أطفالك أن يعددوا نواياهم قبل كل عمل، وأن يهبوا ويخصصوا جزءًا منها بنية نصرة القدس وفلسطين،واعمل على السعي أكثر نحو تقديم معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال، اجعلها مرتبطة في كل حركة وسكنة من حياتهم، وذلك بالقدوة قبل التلقين.

| في كل خير: لا تحقرن من أعمال الآخرين في سعيهم لنصرة القدس ولو بشق كلمة، وعلم أطفالك ذلك، وأن الله يجزينا على كل عمل وحتى على السعي، بل ومجرد النية، وذكرهم بقول النبي صل الله عليه وسلم " لا تحقرن من المعروف شيئا...".


اقرأ أيضًا: ماما.. هاد "إسرائيلي" بقدر أشتريه؟


| قاطع المنتجات الإسرائيلية: فعّل دور المقاطعة للمنتجات التي تدعم الاحتلال، وعظم ذلك في نفوس أطفالك، وكن قدوة حية لهم، واجعلهم يشاركونك في إعداد وطباعة تلك القائمة ومشاركتها مع زملائهم وأقاربهم، وأن رضا الله ونصرة المسلمين فرض وواجب وغاية يجب السعي لها، وأن رضا الله وجنته له ثمن ويستحق أن نبذله بكل حب، وتذكرا قول الله تعالى" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ...".

الاقصى.jpg
حضر فعاليات  تقدم معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال سواء جلسات  تروي فيها القصص لهم أم فقرة رسم تعلمهم فيها رسم قبة الصخرة

| شجع أطفالك دائمًا: عزز مهارات أطفالك في البحث والنقاش والمناظرة، وحفزهم على حضور الفعاليات والمؤتمرات التي تدعو لنصرة القدس وفلسطين.

| لا تلتفت لقعود المتقاعدين: وتخاذلهم عن نصرة القدس، فكل امرئ بما كسب رهين، وعلم أطفالك ذلك، أنك وإن كنت تنصر القدس وفلسطين فأنت فالأساس تقدم عن نفسك عملًا صالحًا وتقوم بواجبك وليس تفضلا منك، وإن تخاذلت فذلك خذلان لنفسك وتقصير في أداء واجبك قبل أن تكون قد خذلت أقصاك وإخوانك ببيت المقدس وفلسطين.


اقرأ أيضًا: هل تتحقق نصرة الأقصى "بالحب" فقط؟


| التدوين: يمكن أن تخصص لأطفالك دفترًا يكتبون فيه خواطرهم ومشاعرهم نحو القدس وفلسطين، وخصص له اسما مثل "الأقصى عقيدتي "، واسمح لهم أن يشاركوك كتاباتهم وادعمهم بما يحتاجون من أدوات، ودع الدفتر الخاص بهم يحوى على معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال، واثنِ على مواهبهم الأدبية والإبداعية وشجعهم دوما على الكتابة، وحفز لديهم أهمية الكتابة وحاجة الأمة الدائمة لمن يذودون عنها بالكلمة، ومدى أهمية الكلمة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونصرتها.

| الربط بين القرآن والقدس: شجع أطفالك على حفظ الآيات والأحاديث المرتبطة بالأقصى والجهاد في سبيل الله، وعظيم ثواب ذلك وأثره على حياة الفرد في الدنيا والآخرة، مثل حفظ سورة الإسراء، ومحمد، والفتح، وأحاديث كثيرة مثل قوله صل الله عليه وسلم: "من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا"، وقوله: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".

واشرح لهم معانيه والدروس المستفادة من هذه الآيات والأحاديث، والواجبات العملية التي ينبغي على كل مسلم فعلها بعد تعلمه لها، وأبرز لهم أهمية غرس الشجر وخاصة أشجار الزيتون وأهميتها ومكانتها التاريخية والدينية وكيف أن الله أقسم بها حين قال " والتين والزيتون" وعلمهم فوائدها، وأنه الشجر الذي يحاوط المسجد الأقصى، وهي- أي الزيتون- شجرة مبارك زيتها وكل ما فيها، وأيضا حذرهم من شجر الغرقد وانتمائه لليهود وأعدهم جيدا ووسع مداركهم ولا تسمح لغيرك أن يملأ عقولهم بالتفاهات أو الأفكار المسمومة.

 | نصرة المسلمين واجب: وضح لهم واجبهم تجاه نصرة المسلمين المستضعفين أينما كانوا بكل الطرق المتاحة لهم، مبينًا لهم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: "ما من مسلم يخذل امرأ مسلمًا في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نُصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته".

| التدوين: يمكن أن تخصص لأطفالك دفترًا يكتبون فيه خواطرهم ومشاعرهم نحو القدس وفلسطين، وخصص له اسما مثل "الأقصى عقيدتي "، واسمح لهم أن يشاركوك كتاباتهم وادعمهم بما يحتاجون من أدوات،  ودع الدفتر الخاص بهم يحوى على معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال، وحفز لديهم أهمية الكتابة وحاجة الأمة الدائمة لمن يذودون عنها بالكلمة، ومدى أهمية الكلمة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونصرتها.

| شجع أبناءك على طرح تساؤلاتهم عن القدس: وساعدهم على التوصل لإجاباتها من خلال البحث عبر الكتب أو الإنترنت أو أجب عنها بطريقة مباشرة بأسلوب يناسب أعمارهم وقدراتهم.

وختامًا، هناك العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها أن نوصل معلومات عن المسجد الأقصى للأطفال، ويمكن تطبيقها لجعل بيتك وحياتك مقدسية وتنصر بها القضية الفلسطينية وتغرس حب القدس في نفوس أطفالك، والتي لا يتسع المقام لذكرها كلها،أطفالكم رعيتكم، والإرث الذي تتركه لهم ليس فقط مال وملك يفنى، وإنما عقيدة وتاريخ وهوية تبقى، إن لم تغرس في نفوسهم حب القدس وتوسع مداركهم بالمعرفة الصحيحة فستسمح لغيرك أن يغرس فيهم ما يهواه، ولا حب أسمى من حب القدس وترابها وهواها وزيتونها، وإلى هنا تنتهي جولتنا -مؤقتنا- على أمل أن نلتقي من جديد في رحاب القدس إذا ما عز اللقاء.