قبل أن نبدأ موضوعنا اليوم بخصوص فيتامين دال وأعراض نقص فيتامين دال عند النساء، أود عزيزتي أن أوجه لك بعض الأسئلة: ما هي المدة التي تتعرضين فيها للشمس المباشرة يومياً؟، هل تستخدمين واقي الشمس عند خروجك من المنزل بشكل يومي؟
هل تشربين الحليب بانتظام وخصوصاً الحليب المدعّم؟، هل تعانين من آلام في المفاصل والعضلات، أو تشعرين أحياناً بالتعب العام والتكاسل عن القيام بأبسط الأمور؟
أتمنى أن لا تثير تلك الأسئلة عجبك؛ فهي صلب الموضوع الذي سنتكلم عنه اليوم، وإجابات تلك الأسئلة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنقص فيتامين دال الذي يعد من المشاكل التغذوية المنتشرة عالمياً، وخصوصاً عند النساء. وكثيراً ما يدور الجدل حول أسبابه و طرق علاجه. ولكن في البداية دعينا نتعرف على هذا الفيتامين وأهميته.
أهمية فيتامين (D)
يعد فيتامين دال أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون. ويمكن للجسم تصنيعه عند التعرض المباشر للشمس، إذ يخزن تحت الجلد مركبات أولية أساسها مركب الكولسترول، وتتحول بفعل الأشعة تحت البنفسجية (UV light) إلى مركب أولي لفيتامين دال، يتم تحويله لاحقاً في الكبد والكلى إلى الشكل الفعال من الفيتامين (D3 ).
يلعب فيتامين دال دوراً هاماً في الحفاظ على صحة وسلامة العظام، وذلك بالتعاون مع الكالسيوم والفسفور. وإن أعراض نقص فيتامين دال عند النساء عديدة سنتناولها بشكل مفصل خلال المقال.
اقرأ أيضًا: الأنيميا عند الحوامل والأطفال: الأعراض.. الأسباب.. وطرق العلاج
تُجري الأبحاث على دراسة أهمية هذا الفيتامين في الوقاية من أمراض القلب والسكري والسرطان، وكذلك السمنة والاكتئاب. يحتاج كل شخص إلى 600 وحدة دولية يومياً من فيتامين دال. وتعتبر الشمس المصدر الأساسي والأول للحصول على هذا الفيتامين؛ حيث إن التعرض للشمس بين الساعة 10 صباحاً و 3 ظهراً، ما بين 15 – 30 دقيقة، يوفّر الجرعة الكافية للجسم من الفيتامين.
كما يمكن الحصول عليه من الأطعمة الحيوانية مثل: الحليب والبيض والسمك؛ ولكنه يتوافر بكميات قليلة لا تعتبر كافية للحصول على الجرعة اليومية الموصى بها. ولهذا تقوم بعض الشركات بتدعيم منتجاتها من الحليب والألبان وأحياناً العصائر بفيتامين دال، وكذلك تقوم بعض الدول بتدعيم الطحين المستخدم في صناعة الخبز بفيتامين دال بالإضافة إلى فيتامينات ومعادن أخرى للحد من عوز الفيتاميات وسوء التغذية.
أعراض نقص فيتامين دال عند النساء ومخاطره
إن قضية نقص فيتامين دال عند النساء ما زالت محط جدل فيما إذا كان يُعزى إلى طبيعة لباس المرأة وتقيدها بالحجاب الساتر للجسم كاملاً أم لا. إذ إن هناك دراسات تؤكد أن تعرض الوجه والكفين لما بين 15- 30 دقيقة يعد كافياً لحصول الجسم على حاجته.
ولكن ربما تعود الأسباب الحقيقية إلى طبيعة الحياة العصرية التي باتت تقتضي مكوث المرأة إما في البيت أو الوظيفة لفترات طويلة، تمنعها من التعرض الفعلي للشمس. كما أن معظم النساء بتنّ يستخدمن واقيات الشمس عند الخروج من المنزل مما يقلل نسبة وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد.
ينتج نقص فيتامين دال عن عدة عوامل أهمها -كما أوردنا- هو قلة التعرض للشمس. كما يمكن لأمراض الجهاز الهضمي أن تؤثر على امتصاص هذا الفيتامين، كذلك أمراض الكلى والكبد التي تؤثر على عملية تحويل فيتامين دال للشكل الفعال في الجسم.
وإن أعراض نقص فيتامين دال عند النساء هي تليّن في العظام مما يؤدي إلى هشاشتها ويعرضها للكسور. وقد وجد العلماء بعض الأعراض الأخرى المرتبطة بفيتامين دال نذكرمنها: الاكتئاب، وضعف المناعة المؤدية إلى زيادة نسبة الإصابة بالالتهابات البكتيرية والفيروسية.
يعد نقص فيتامين دال منتشراً بكثرة في المناطق الباردة التي لا تصلها الشمس إلا في أوقات محددة من السنة، كما أن نسبة نقص هذا الفيتامين منتشرة بكثرة في مناطقنا العربية خصوصاً عند النساء. ففي دراسة أجريت في الأردن عام 2011، وجد الباحثون أن نسبة نقص فيتامين دال عند النساء وصلت إلى 37.3%، منهم 95% ممن يرتدين الحجاب أو النقاب، في حين أن النقص عند الرجال كان فقط 5.1 %.
اقرأ أيضًا: السمنة عند النساء: أسباب ظاهرة وخفية
إن قضية أعراض نقص فيتامين دال عند النساء، ما زالت محط جدل فيما إذا كان يُعزى إلى طبيعة لباس المرأة وتقيدها بالحجاب الساتر للجسم كاملاً أم لا. إذ إن هناك دراسات تؤكد أن تعرض الوجه والكفين لما بين 15- 30 دقيقة يعد كافياً لحصول الجسم على حاجته. ولكن ربما تعود الأسباب الحقيقية إلى طبيعة الحياة العصرية التي باتت تقتضي مكوث المرأة إما في البيت أو الوظيفة لفترات طويلة، تمنعها من التعرض الفعلي للشمس. كما أن معظم النساء بتنّ يستخدمن واقيات الشمس عند الخروج من المنزل مما يقلل نسبة وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد.
معالجة نقص فيتامين دال
يعالج نقص فيتامين دال، إن لم يكن شديدا، بالتعرض للشمس مع تناول المنتجات الغنية به. أما في حال كان النقص شديداً فيحتاج الشخص إلى حبوب مكملة يومية تصل جرعتها أحياناً إلى 5000 وحدة دولية، أو قد يحتاج إلى جرعات عالية تصل إلى 50000 وحدة دولية أسبوعيا.
ولكن يجب الانتباه إلى عدم تناول الحبوب المكملة بدون فحص مخبري، واستشارة طبيب مختص.
يعالج نقص فيتامين دال، إن لم يكن شديداً، بالتعرض للشمس مع تناول المنتجات الغنية به. أما في حال كان النقص شديداً فيحتاج الشخص إلى حبوب مكملة يومية تصل جرعتها أحياناً إلى 5000 وحدة دولية، أو قد يحتاج إلى جرعات عالية تصل إلى 50000 وحدة دولية أسبوعيا.
ولكن يجب الانتباه إلى عدم تناول الحبوب المكملة بدون فحص مخبري، واستشارة طبيب مختص؛ وذلك لأن الجرعات العالية من هذا الفيتامين تعرض الجسم لسميّته، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، مما يسبب ترسبات كلسية في المفاصل أو الكلى وغيرها من الأنسجة.
اقرأ أيضًا: كل ما تودين معرفته حول حمية "الكيتو"
في النهاية.. تعرفنا هنا على أعراض نقص فيتامين دال عند النساء وأصبحنا على دراية بأسباب المشكلة، لذلك ننصح الناس عموماً والسيدات خصوصاً بالتعرض المباشر لأشعة الشمس، كما وننصح باختيار المنتجات المدعمة بالفيتامينات عموماً، وفيتامين دال خصوصاً؛ للحفاظ على مستوى جيد لهذا الفيتامين في الجسم، والوقاية من هشاشة العظام، وغيرها من الأمراض. ونتمنى لكم صحة سليمة وجسداً معافى، ودمتم بكل خير.
