بنفسج

نعم الله تزهر بماء الشكر

الثلاثاء 16 مايو

الحمد لله على كل تقدم وإنجاز ونجاح أصابه أسهم جهدنا، فلولا معية الله ما بدا، فعقل الله فوق عقولنا، وعين الله فوق أعيننا، ويد الله فوق أيدينا، فكُتب لنا ذاك الشرف، ألم يستحق الله أن نحمده بأقوالنا وأفعالنا. ولا يكون الحمد فقط في اليسر والرخاء؛ فالشدة والوهن والضيق تستحق الشكر لله، ففيها يعلو رصيد أجر الصابر الشاكر، وكما يكون الشكر عاملًا لجلاء الهم وكشف الغم، فحمد الله وشكره يتجلى فيهما توحيد الربوبية والألوهية لله تعالى ولنتذكر دائمًا "لئن شكرتم لأزيدنكم".

 تدور رحى الحياة عبر منكبيها العرضين بين الشدة والرخاء، تقفز أزمات، وتُحَل شدائد، وتُقضى حوائج، منها ما هو جليٌ للغير، ومنها في طي الكتمان، ولكن الله يعلمه، فيتوسل صاحبها على عتبات الله فيمطر غيث الله خيرًا، فيكون فيه بعضًا مما قد تمني، وتجد بعضها فاقت أمنياته. فتفكيره محصور بحساباته وقدراته البشرية على خلاف حسابات الخالق العالم، فيُغدق عليه بالنعم. والنعمة كزرع تحتاج لمن يرعاها لكي تزداد وتورق وتزهر، ولا يكون ذلك إلا بشكر العاطي، وأن تفرد لكل نعمة شكر بذاتها، فليُسمي كل نعمة باسمها.

فليقل الحمد لله على فلان باسمه، سواء كان أبًا أو أمًا أو زوجًا أو أخًا أو ابًنا أو صديقًا أو حتى جارًا، أو الحمد على رزق قد رزقك الله إياه، تمنى زواله كارهًا أو أغبطك عليه حبيبًا. حينها الله سبحانه وتعالى سيقول لملائكته: عبدي شكر فزيدوه. ألم يقل وقوله الحق (لئن شكرتم لأزيدنكم)، فالشكر والحمد والامتنان يكون لوجه الله العاطي المانع بحكمة من عنده.

فالحمد لله على البيت والسكن فيه تسكن فيه أروحنا وتأمن قلوبنا. تتساقط على درجات سلمه متاعبنا وهمنا، ندخله والشوق يغدو أوصالنا لكل أركانه. الحمد لله على نعمة الأسرة، نرى في كل وجه فيها روحنا، فنحن هم، وهم نحن. الحمد لله على نعمة الأهل الذين يحسون بمتاعبنا من دون أن نفصح يُلحون في مكالماتهم بالسؤال (عنجد أنتِ بخير)، وكيف لي أن لا أكون بخير وقلوبكم ودعواتكم معي؟

الحمد لله على مائدة طعام مهما كان رُزقها، فأن نتذوق طعم مأكلنا، هي من أشد نعم الله لا مرض نغص علينا طعمه أو منعنا عنه. الحمد لله حينما نستيقظ لصلاة الفجر بصحة وهمة، وبدأ ماراثون اليوم مع الساعة.  الحمد لله على نعمة رَّب العمل الكيس الهين اللين الفطن الذي يكون دافعًا داعمًا لا مهيمنًا ومعرقلًا. الحمد لله على شخوص هيئتهم الأيام ليكونوا جزء من يومنا أو عملنا، فيرسلوا لنا عبارات الحب بعيونهم قبل ألسنتهم فيجعلوا يومنا جميل بجمال طباعهم.

الحمد لله على كل تقدم وإنجاز ونجاح أصابه أسهم جهدنا، فلولا معية الله ما بدا، فعقل الله فوق عقولنا، وعين الله فوق أعيننا، ويد الله فوق أيدينا، فكُتب لنا ذاك الشرف، ألم يستحق الله أن نحمده بأقوالنا وأفعالنا. ولا يكون الحمد فقط في اليسر والرخاء؛ فالشدة والوهن والضيق تستحق الشكر لله، ففيها يعلو رصيد أجر الصابر الشاكر، وكما يكون الشكر عاملًا لجلاء الهم وكشف الغم، فحمد الله وشكره يتجلى فيهما توحيد الربوبية والألوهية لله تعالى ولنتذكر دائمًا "لئن شكرتم لأزيدنكم".