العزيز جوزيه ساراماغو كانت لديه مشكلة مع التقدم في العمر؛ كما أنّها المشكلة ذاتها بالنسبة لي؛ إذ أنّ العمر وتقدمه يعني أنني في محاكمة يومية، فكلّ يوم هناك تقرير وجبّ تسليمه عن سير مخطط الهدف العظيم، منذ مدة هذه الغاية، تتقدم ميلًا في سنة. ساراماغو يوافقني الرأي والأصّح أنّي أُوافق الرأي وساراماغو؛ "لا يسعك أن تتخيل كم تطول قائمة إتهام الذات مع التقدم في العمر". والحقيقة هُنا؛ عدم التقدم أو تقدم البطيء؛ يسفر في النهاية عن قائمة إتهام الذات وجلد للذات أيضًا في بعض الأوقات.

في النهاية العُمر إن لم نفهم الغرض منه من البداية، ضاع في زحام الأيام حتى ليحسب المرء أن أحسن الصُنع وإذ به خسر الدنيا والآخرة.. صباح الخير لباسل الأعرج الذي رمى في وصيته الأولى والأخيرة عن جدوى البحث، ولم يجبنا عن دافع السؤال، باعتبار ذلك سؤال الأحياء؛ ولكنني في كلّ يوم أسأل من منّا الحيّ والميت، وهل الفرق بينهما روح في جسد أم روح في كلّ جسد!