بنفسج

اختيار التخصص.. خطوتك الأولى

الإثنين 10 يوليو

ومن الضروري أن يعي الأهالي مصلحة أبنائهم وأن يخرجوا من إطار "النظرة الاجتماعية"، ما يمَكَن المجتمع من صناعة جيل ناجح متميز بغض النظر عن تخصصه. وكم كان يؤلمني أن أرى شابًا أو فتاة قد أنهوا دراستهم في تخصص صعب ومكلف، ثم باتوا يستجدون أي وظيفة تؤمن لهم لقمة عيشهم ولو كانت حتى بعيدة عن تخصصهم، فالخسارة هنا على الجهد والمال معًا وقت الدراسة. ولأن أبناءنا أحلامنا ومستقبلنا ومستقبل أمتنا، فعلينا أن نساعدهم على خطوتهم الأولى في الحياة العملية بكل وعي، ليختاروا ما يناسبهم ويناسب سوق عمل بات مكتظًا بتخصصات لا قبل له فيها.

انتهى قبل أيام أبناؤنا الطلبة من تقديم امتحانات الثانوية العامة، ما يتطلب منا وقفة طويلة نفكر فيها بمستقبلهم وتخصصاتهم الجامعية. وبعد تجربة متواضعة في سوق العمل يمكنني القول بأن هناك بعض التخصصات الصعبة دراسيًا على الطلاب والمجهدة ماليًا على الأهالي، فضلًا عن أن سوق العمل لم يعد له القدرة على استيعاب خريجيها.

ومن أهم هذه التخصصات الطب وخاصة طب الأسنان والهندسة بفروعها (عدا الطاقة المتجددة والبديلة) والصيدلة والمحاماة. وللأسف نجد اليوم العديد من الأهالي قد يجبرون أبنائهم على دراسة هذه التخصصات لأنهم حصّلوا معدل مرتفع في الثانوية العامة، او لأن الأهل أو حتى الطالب يغريهم البريق الاجتماعي لهذه التخصصات، ما ينتج لنا طابورا من العاطلين عن العمل أو عمل بغير المستوى المتوقع، خاصة بعدما توفرت هذه التخصصات في الجامعات المحلية.

لذا ومن باب النصيحة، فمن يمتلك أهله عيادة أو صيدلية أو مكتب محاماة أو هندسة فبإمكانه دراسة هذه التخصصات لأنه ببساطة سيكمل مسيرة ذويه، أو من يمتلك شغف شخصي فيها وينوي التخرج بتميز وإبداع (ليس شهادة قبلها حرف د أو م أو أ) فالمجتمع بحاجة للمتميزين والمبدعين لأنه قد طفح من "العادي".

ومن الضروري أن يعي الأهالي مصلحة أبنائهم وأن يخرجوا من إطار "النظرة الاجتماعية"، ما يمَكَن المجتمع من صناعة جيل ناجح متميز بغض النظر عن تخصصه. وكم كان يؤلمني أن أرى شابًا أو فتاة قد أنهوا دراستهم في تخصص صعب ومكلف، ثم باتوا يستجدون أي وظيفة تؤمن لهم لقمة عيشهم ولو كانت حتى بعيدة عن تخصصهم، فالخسارة هنا على الجهد والمال معًا وقت الدراسة.

ولأن أبناءنا أحلامنا ومستقبلنا ومستقبل أمتنا، فعلينا أن نساعدهم على خطوتهم الأولى في الحياة العملية بكل وعي، ليختاروا ما يناسبهم ويناسب سوق عمل بات مكتظًا بتخصصات لا قبل له فيها.