بنفسج

بين سبتين وأكتوبرين: نصف قرن وفجر نصر يقترب

الأربعاء 11 أكتوبر

جيلي هو الجيل الذي لم يعِش أيامًا كثيرة -أو قل حتى أيامًا معدودة- تملأ روحَه فيها نشوةُ الانتصار ومشاعرُ الفخر، ولكنه -على ذلك- لم يتنازل مرة عن الاستمرار في الحلم والاستسلام للطموح محلِّقًا به إلى المعجزات!

اليوم هو يوم فارق في حياتي؛ تعلَّمتْ ابنتي "يافا" في عمر يقل عن ثلاث سنوات لُبَّ المعنى من اسمها، فعقب استنكارها متابعتي للأخبار طوال اليوم، اضطررت لإفهامها بعضًا مما يحدث؛ حتى عاد أبوها من عمله فاستقبلته بما يعني أن عمو حرامي ونحن نريد إخراجه من البيت ليتمكن أصدقاؤنا من العودة.

وهو كذلك يوم فاصل في حياة جيلي بأكمله، لأنه اليوم الذي لن يجرؤ بعده أحد على تسفيه أحلام هذا الجيل باستعادة الحقوق، وإرساء قواعد السلام، والاستمتاع بالأمن والحرية والحياة الآدمية الكريمة لكل شعوبنا العربية، "تلك الأحلام التي لم تسقط أبدًا بالتقادم"!


لن يصبح بوسع أحدٍ بعد اليوم السخرية من آمال جيلنا التي تزيد كلما زاد يأسه، تزيد زيادة لا أسس لها ولا دوافع، زيادة تدعو حقًا للسخرية.
أحدٌ لن يكون بوسعه الاستهانة بالسعي الحثيث لي ولزوجي ولأبناء جيلنا كلهم في الظلام المطبق -على مستوى العالم كله- نحو تحقيق أحلامنا.

بين السَبْتين، سَبْت السادس من أكتوبر ١٩٧٣ وسَبْت السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ مرَّ نصفُ القرن، لكن النصرَ متقاربٌ، والعدوَ لايزال واحدًا.
وربما تُزهر ثمارُ أشجار البرتقال في "يافا" مرة أخرى قريبًا، ونحضر موسم حصادها 
بارك الله في أكتوبراتنا.. كل أكتوبر ولنا النصر، والخِزيُ لهم!