بنفسج

د.زهرة خدرج: جولات في الفكر وصولات في الرباط

الإثنين 05 فبراير

تعرف الدكتورة زهرة وهيب عبد الفتاح خدرج نفسها، عبر منصة إكس، على صفحتها الشخصية: كاتبة وروائية فلسطينية، صاحبة قلم مقاوم مؤمنة بعدالة قضيتنا ومؤمنة بنصر الله. والحقيقة أن الاحتلال لا يوفر في ممارساته الوحشية واعتقالاته من أبناء الشعب الفلسطينية، نساءها المفكرات، وداعياتها المرابطات، ومنهم الدكتورة خدرج التي عرفت بجولاها الفكرية والكتابية، وصولاتها في الرباط والمقاومة، حتى اعتقالها جيش الاحتلال في يناير 2024 من بيتها في قلقيلية.

زهرة خدرج حاصلة على البكالوريس في التمريض من جامعة القدس أبو ديس في عام 1994، وهي حاصلة على دبلوم عالي قبالة في مستشفى المقاصد الإسلامية الخيرية في القدس عام 1996، ومن ثم الماجستير في علوم بيئية في جامعة النجاح عام 2004، ودكتوراه تنمية بشرية في جامعة Victorville International University الأميركية في عام 2014.

د.زهرة خدرج: المفكرة والمثقفة الفلسطينية 

صورة للدكتورة زهرة خدرج.jpeg
من وقفة للدكتورة زهرة خدرج للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين

عملت زهرة باحثة ومدربة مجالات التنمية البشرية المختلفة ومتخصصة في لغة الجسد، وتعمل، حتى وقت اعتقالها، مشرفة صحة مدرسية في مديرية تربية قلقيلية، ومدربة تنمية موارد بشرية، باعتباره عملًا خاصًا لها، وهي كذلك باحثة وكاتبة في التنمية البشرية وتطوير الذات، وتدير مركز "عصفور فلسطين الثقافي" في قليقيلة. لها العديد من الكتب القصصية والروائية والتنموية مثل: كيف تنجح وتتفوق، والذاكرة البشرية، أسرار وخفايا ولغة الصمت: دراسة في أسرار لغة الجسد و فنونها في عالم الأعمال، ونساء عظيمات يصنعن التاريخ.والدكتورة زهرة خدرج هي عقيلة الدكتور عبد اللطيف صالح أبو سفاقة، أخصائي طب وجراحة العيون في قلقيلية.

الدكتورة زهرة تجذبها القراءة والكتابة هما هاجساها منذ الطفولة، تقول في حوار سابق معها قبل اعتقالها: "يجذبني الكتاب مثل مغناطيس شديد الجذب لا سبيل لي لمقاومته، حيث كانت قصص المغامرون الثلاثة في روايات الجيب المصرية على رأس قائمة قراءاتي في البداية، جاءت بعدها قصص أرسين لوبين. ارتقت قراءاتي معي حتى وصلت إلى سلسلة البداية والنهاية لابن كثير وفي ظلال القرآن للمفكر سيد قطب، وكان لكل فترة من عمري قراءاتها الخاصة، التي تنوعت مواضيعها ومستوياتها, وهو ما انعكس بشكل مباشر على ولوجي في عالم الكتابة وحصولي على الهوية فيه.

د.زهرة خدرج حاصلة على البكالوريس في التمريض من جامعة القدس أبو ديس في عام 1994، وهي حاصلة على دبلوم عالي قبالة في مستشفى المقاصد الإسلامية الخيرية في القدس عام 1996، ومن ثم الماجستير في علوم بيئية في جامعة النجاح عام 2004، ودكتوراه تنمية بشرية في جامعة Victorville International University الأميركية في عام 2014.

أما عن كتبها المتنوعة والمتعددة وقصصها ورواياتها، فتقول: "تنوعت كتاباتي بتنوع قراءتي، فكتبت عن المرأة وهمومها والطفل ومشاكله الجسدية والنفسية والتربوية، وكتبت قصصاً إنسانية واجتماعية ووطنية وسياسية أيضاً، ومقالات متنوعة لم يقيدها حد أو ضابط، وتقارير صحفية عن شهداء القدس وأسراها وأبطالها عدا عن تقارير بيئية شهرية في مجلة آفاق البيئة والتنمية تمزج البيئة بالسياسة وتُخرجها بنكهة الوطن وعذاباته. كانت ثورتي الداخلية تدفعني دوماً للكتابة، فأعتزل في غرفتي، أعمد إلى أوراقي التي دوماً ما تكون عشوائية مكتوبة بخط رصاصي باهت وغير واضح وأحرف غير مرتبة نهائياً، أُفرغ فوقها مشاعري الهائجة بكلمات جائشة".

بعد فترة، انخرطت السيدة زهرة بدراسة الدكتوراه، ومن وقتها وهي تشعر بأمانة تقع على عاتقها من بين المفكرين والمثقفين، في المشاركة في رسم المشهد الثقافي الفلسطيني في سياقه المقاوم. فبدأت بالكتابة، ليس في المؤلفات فقط، وإنما في المنصات الفكرية والمواقع الفلسطينية والعربية المختلفة، فدونت عن تجاربها، وعن دور النساء ونضالهن، وعن السياق الفلسطيني المقاوم، وسبل التحرير وغاياته.

وعن أحب أعمالها إلى قلبها من بين الكتب، تقول خدرج: "أحببت كتابي "نساء عظيمات "لأنني أُحب المرأة صاحبة الهمة العظيمة التي لا تعترف بالعقبات سبيلاً للتقاعس، وخاصة أن الكتاب احتوى على نماذج لنساء عظيمات مثل زهرة وأسماء وأم حبيب... وأحببت " صوت من وسط الظلام" لأن أُمنية كانت شخصية قوية صاحبة إرادة عالية برغم فقدانها لبصرها، وأحببت عُلا في" وطن بتوقيت التيه" لأنها مثقلة بهموم وطنها مثلي تماماً. وأحببت كتابي" حتى تصبح قائداً" لأنه يعبق بالأمثلة الحية والإرشادات المهمة في طريق القيادة والتقدم.

أثر على زهرة وأسلوبها في الكتابة، وفاة والدتها بسرطان الثدي بعد صراع مرير مع المرض، فأهدت أحد كتبها إلى روح أمها، أما داعماها فكانا والدها، رحمه الله، وزوجها، إذ تقول: "آمن الاثنان بي وبقدرتي على التقدم والإنجاز، والدي بدأ معي الطريق، وزوجي أكملها وأخذ بيدي دوماً من نجاح إلى نجاح. أُهدي نجاحاتي دوماً لكل من وقف معي، أُسرتي، والدي، والدتي، واثنتان من صديقات".

أما روايتها وطن بتوقيت التيه، فقد أهدتها إلى قطاع غزة المحاصر، والذي يقاوم اليوم بحياته، بنفسه، بأوجاعه، في مقاومة الثانية الواحدة للتمكن من العيش بادنى المقومات.

د. زهرة خدرج: رحلتا الرباط والعمل الدعوي

المعتقلة الدكتورة زهرة خدرج.png
الدكتورة زهرة خدرج من باحات المسجد الأقصى المبــارك 

تربط زهرة علاقة حميمة بالمساجد والحلقات والعمل الدعوي والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، فتقول: "منذ طفولتي ارتبطت بالقدس والمسجد الأقصى، كان والدي رحمه الله يأخذني دوماً للأقصى، وأيام الأعياد أقضيها فيه، حتى ترسَّخ حب القدس والأقصى في كل ذرة من خلايا جسمي وعقلي وقلبي، أصبح الأقصى عقيدة وانتماء.. وبرغم القيود الكثيرة والإغلاقات إلا أنني بقيت أذهب دوماً إليه ولا تهدأ روحي إلا بمعانقة ثراه.. غرستُ حبه في نفوس أبنائي مثلما فعل أبي معي. وزوجي مرابط فيه منذ ما يزيد عن 10 سنوات، ويسيِّر حافلات لنقل الناس للأقصى طوال أيام الأسبوع برغم الصعوبات الكثيرة وعراقيل الاحتلال وبرغم كونه طبيب له عمله، ولكننا عاشقون للأقصى، والعاشق لا يهدأ له بال إلا بصحبة وروية ما يعشق!".

د.زهرة خدرج: إطلاق نار وإبعاد واعتقال

الاحتلال الإسرائيلي تعتقل الدكتورة زهرة خدرج.jpg

تعرضت الدكتورة زهرة للاعتقال من باحات المسجد الأقصى وتحقيق وإبعاد عن القدس، وفرضَ عليها الاحتلال منعاً من السفر للخارج بسبب نشاطاتطها المجتمعية، ومن ثم فرض عليها منعاً أمنياً من الحصول على تصريح للصلاة في الأقصى. وفي يونيو 2023 تعرض بيت الدكتورة زهرة لإطلاق النار بشكل مباشر، إذ أطلق مجهولون النار، فجر اليوم الجمعة، على منزل وسيارة زهرة خدرج، في مدينة قلقيلية، وذلك بعد أسبوعين من اقتحام عناصر من الأجهزة الأمنية مركزها الثقافي "مركز عصفور فلسطين الثقافي" الذي تديره في قلقيلة، ومصادرة مقتنياته وإغلاقه.

وأكدت خدرج أن إغلاق مركز عصفور تم بدون أي قرار من المحكمة ولم تقدم لها أي ذريعة من الأمن، ولم تبلغ حتى اللحظة بأي تبرير أو ذرائع قانونية لإغلاق المركز. تقول خدرج: "هناك استباحة لكل شيء وتخريب واقتحام للمنازل ولا يوجد حرمة للمنازل، ولا يوجد من يحاسبهم وتتكرر هذه الحوادث في مختلف المناطق، والجميع يعرف سبب خروج هذا السلاح بشكلٍ علني، في الوقت الذي يلاحق فيه سلاح المقاومة". مشيرةً إلى أنها ستقوم بتقديم شكوى رسمية للأجهزة الأمنية ضد من أطلقوا النار على منزلها، ولكنها "ليست على ثقة بمحاسبتهم"، وفق قولها.وهاي هي تعتقل قبل أيام في يناير 2024 ضمن حملة الاعتقالات الشرسة التي يشنها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر.