بنفسج

يخلعون حجابهن: لماذا يصر الاحتلال على تجريد الأسيرة من حجابها؟

الإثنين 18 مارس

وقعت عمليات قمع وحشية داخل سجن الدامون الإسرائيلي، وذلك بعد أن كشفت معلومات مسربة، ما حدث للأسيرات من اعتداءات وحشية تمثلت في خلع حجابهن وشدّ شعورهن، أقدمت عليها وحدات خاصة إسرائيلية، اعتدت عليهن بوحشية، ووضعت بعضهن في زنازين العزل الانفرادي. نؤرخ لهذه الحادثة يوم الثلاثاء في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021، حينما جاء ضابط العدد الإسرائيلي عند الأسيرة -المحررة خلال صفقات التبادل بعد السابع من أكتوبر 2023، مرح جودة بكير (22 عاماً)، وكانت ممثلة الأسيرات في سجن الدامون، سابقًا، وطلب منها أن تُفرغ الغرفة رقم 11 بالكامل لأسباب أمنية.

وهو من خلال المعرفة التي ينتجها عن الفلسطينيين، وتحديقه بهم، بتفاصيلهم، واستغلال الأطر المجتمعية لديهم، وأن العرض قبل الأرض لديهم، يحاول استهدافهم في ذلك تحديدًا، عملية المرور إلى مجتمع كامل من خلال اختراق محرماته، جسد المرأة، حجابها، وإدارة الإستعمار في كل ذلك.

الأسيرات يُجمعن: أُجبرنا على خلع الحجاب

حالتين اغتصاب لأسرتين فلسطينيتين على الأقل.jpg

ذهبت مرح لتخبر الأسيرات بطلب إدارة سجون الاحتلال، فرفضن ذلك، وكان الوقت متأخرًا والبرد قارسًا، فطلبن التفاوض مع إدارة السجون في فترة الصباح، لكن إدارة السجون رفضت، وتلا ذلك أن جاء ضابط مخابرات الاحتلال، وتحدث مع مرح، وأخذ يهددهن ويتوعدهن بأنه سيخرج الأسيرات من الغرف، قبل أن يمنحهن مهلة 40 دقيقة للتفكير.

وعند الساعة 12.30 منتصف الليل، قطعت إدارة سجون الاحتلال الكهرباء عن كامل القسم، وجلبت قوات القمع بأعداد كبيرة لاقتحام غرفة 11 الموجود فيها أربع أسيرات وهن (ميسون موسى الجبالي، نورهان خضر عواد، شروق البدن، ملك سلمان). فطلبت مرح بكير أن تخرج الأسيرات بطوعهن دون التعامل معهن بالقوة، لكن إدارة سجون الاحتلال رفضت ذلك، واعتدت عليهن بالسحب والجر وتفريقهن إلى غرف متفرقة.

في اليوم التالي، وعند الساعة الثانية والنصف، اقتحمت قوات القمع بأعداد كبيرة القسم وقُطع التيار الكهربائي بحجة إجراء تفتيش للغرف، وسحبوا الأدوات الكهربائية والتلفزيون والراديو وبعدها قاموا بعزل الأسيرة مرح ومساعدتها وثلاث أسيرات “منى قعدان، ياسمين جابر، ربى عاصي”.

وبعد ذلك، أجرت إدارة سجون الاحتلال تنقلات في الغرف كافة والاعتداء على الأسيرات بالضرب والجر والسحب، واكتشف بعد ذلك أن بعض الأسيرات تعرضن لشد الشعر وإزالة غطاء الرأس، وظهرت الكدمات في الجسم والإصابات الطفيفة، وتعرضت الأسيرة إيمان فطافطة للضرب المبرح حتى فقدت الوعي، وتم نقلها إلى غرفة أخرى.

الاستعمار الإسرائيلي عندما يدخل المنطقة الحرام فإنه يخترق منطقة الدين/ المقدّس والعرف والمجتمع، ظنًا منه أنه يهدده في عقر داره، ومحرماته، وتفاصيله الحميمة، والجسد المغطى، وحجاب الرأس نموذجًا له، وتفتيش الضابط الذكر، إنما هو ترهيب اجتماعي ونفسي يخيف به المجموعة الصغيرة، النساء، والكبيرة، المجتمع الفلسطيني بأكمل.

وفي صباح اليوم الرابع، تفيد المعلومات أن الأسيرات فوجئن أثناء الجولة التفقدية المعتادة بين الغرف، بأنه يوجد مساعد ضابط الأمن، ذكرًا، يتفقد مع السجانة أبواب الغرف دون مراعاة خصوصية الأسيرات، إذ تؤكد الأسيرات أن “هذا يشكل انتهاكا صارخا لحرمتهن وخصوصيتهن”، وعلى إثر ذلك قمن بإرجاع وجبة الغداء كخطوة احتجاجية، فيما هددت مخابرات الاحتلال، الأسيرتين ربى عاصي وياسمين جابر بالعزل الانفرادي،

هذه الحادثة ليست بالحديثة، بل سُجلت في عام 2021، إذ يُعلن عن هذه الحوادث التي تمس الأسيرات/ النساء الفلسطينيات، ومنطقتهن المحرمة، أجسادهن وحرمتها، ومن ذلك حجاباتهن، ولباسهن، تعريتهن، تفتيشهن، وكل ما يخصهن، أو ما يشمل منطقتهن الخاصة، في الدين والعرف والحد الاجتماعي والثقافي، المتعارف عليه، وبالتالي المقدرس/المقدر/المحترم من المحيط البيئي والاجتماعي.

وبنية المعرفة الاستعمارية تدرس هذا السلوك، وتشغل حقول البحوث النسانية والأنثربولوجية، لإنتاج آلة تحكّم وإدارة استعمارية تستطيع التواؤم مع المستعمِر، تواؤمًا يعينها على فرض هيمنتها وإخضاعه. والاستعمار الإسرائيلي عندما يدخل المنطقة الحرام فإنه يخترق منطقة الدين/ المقدّس والعرف والمجتمع، ظنًا منه أنه يهدده في عقر داره، ومحرماته، وتفاصيله الحميمة، والجسد المغطى، وحجاب الرأس نموذجًا له، وتفتيش الضابط الذكر، إنما هو ترهيب اجتماعي ونفسي يخيف به المجموعة الصغيرة، النساء، والكبيرة، المجتمع الفلسطيني بأكمل.

النيل من النساء: انتقامًا من السابع من أكتوبر

انتقامًا من السابع من أكتوبر يحاول الاحتلال النيل من المرأة الفلسطينية.jpg

إن تمحيص الآلة العسكرية والمعرفية الإسرائيلية، وتدقيقها في تفاصيلنا، وتحديقها بنا، وتفحص هويتنا بحدقة العينين، والموروث والثقافة، يجعله متنفذًا، معتقدًا أنه سينال منّا بذلك، ونذكر على سبيل المثال في ذلك، شكل اعتقال "الإناث"، وهم يعلمون أن ألم اعتقال الأنثى لدى المجتمع الفلسطيني ربما يكون مضاعفًا، بل إن كثير من العائلات الفلسطينية لا تتقبل اعتقال بناتها. وفي عملية الاعتقال تقتحم البيت مجندات، ويفتشنها، ويقمن بتغميم العينين وتكبيل اليدين، كان هذا في السابق، وإذا حصلت اختراقات فلا تعلن على الملأ.

ولكن الاحتلال يتعمد، منذ السابع من أكتوبر، أن يسمح بنشر الانتهاكات التي ترتكب بحق الأسيرات، سواء أثناء الاعتقال/ اقتحام البيوت/ الاختطاف من الممرات الآمنة، وفي كل مرحل الأسر. وكل ذلك من أجل استهداف الفلسطيني في مناطق محرماته، وخصوصيته، وبالتالي من أجل تخويفه/ تأديبه/ ردعه.

قالت الأسيرة المحررة لمى خاطر لحظة خروجها من سجون الاحتلال ضمن صفقة لتبادل خلال حرب الطوفان: "نُزع الحجاب عن الأسيرات المختطفات من قطاع غزة وقُيدت أقدامهن وأيديهن وعُصبت أعينهن وأُلبسن ملابس أسرى الحرب.

في الحقيقة وضع الأسيرات كما هو وضع الأسرى مأساوي جداً، الأسرى بشكل عام يمكن القول إنهم عادوا إلى نقطة الصفر، تضييقات من كل النواحي الاحتلال يستغل الانشغال بالحرب ويستغل كل ما كان يهدد به بأن يسحب كل المنجزات التي حققها الأسرى بدمائهم ونضالاته وتضحياتهم اليوم الأسرى والأسيرات يعيشون في شبه مجاعة، في عزلة تامة عن العالم الخارجي. نحن كنا معزولات داخل الغرف لا يسمح لنا بالخروج إلا من ربع إلى نصف ساعة للحمام للاستحمام في اليوم ونبقى طوال اليوم معزولات، ومعزولات أيضاً عن العالم الخارجي، لا يوجد أي وسيلة لمعرفة الأخبار للتواصل مع الأهل اقتظاظ داخل الغرف.

في بداية اعتقالي يعني كان التعامل معي بوحشية كبيرة وبقسوة مفرطة، في بداية اعتقالي تم اقتيادي إلى التحقيق وأنا مقيدة، وكانت أعيني مغمضة، لم أكن أعرف من يتكلم معي أو من يحقق معي. وجهوا لي تهديدات بالاغتصاب، وحاولوا الادعاء أنه هذا يعني رد على ما يحدث في غزة. طبعاً أنا قلت لهم أن كل هذه فبركات لا أصل لها ولا دليل عليها، ولكن كان واضح حجم الوحشية التي يتعاملون من خلالها معي ومع كثير من الأسيرات هناك، هناك تفتييش عاري أصبح، يتم هناك ضرب، يتم في مراكز الاعتقال قبل الوصول إلى سجن الدامون كثير من الأسيرات تعرضن للضرب.

تم تهديدي بصراحة بالاغتصاب. وقال لي انا عندي ٢٠ جندي حوالي الآن موجودين. طبعاً كان من الواضح إنه الهدف ترهيب يعني كانت جلسة ترهيب نفسي.طبعاً انا رفضت كل هذه الوحشية في التعامل وايضاً تم تهديدي بحرق أبنائي، قالوا لي سنذهب إلى البيت ونحرق الاطفال الصغار، حتى ضابط المخابرات عندما قلت لهم يعني أنتم كيف تدعون أمام العالم أنكم تتجنبون الأطفال في الاستهداف وتقوم بهذه التهديدات، قال لن يشفي غليلي حتى أقتل ٥٠ ألف طفل في غزة.

الاحتلال يتعمد، منذ السابع من أكتوبر، أن يسمح بنشر الانتهاكات التي ترتكب بحق الأسيرات، سواء أثناء الاعتقال/ اقتحام البيوت/ الاختطاف من الممرات الآمنة، وفي كل مرحل الأسر. وكل ذلك من أجل استهداف الفلسطيني في مناطق محرماته، وخصوصيته، وبالتالي من أجل تخويفه/ تأديبه/ ردعه.

قلت له يعني هل أنت مستعد لتقول هذا الكلام أمام الأعلام، حكالي ما بيهمني يعني اليوم يتحدثون معنا وكأنه قالو لي منذ اللحظة الأولى أنتِ الأن أسيرة حرب، كنت سابقاً أسيرة واليوم ينطبق عليكم، أنتم جميعاً أسرى حرب، وبالتالي لا يوجد قوانين، لا يوجد أي فئة تعامل مع الأسرى، كل شيء مباح، وكل شيء يمكن أن ينفذ في التعامل مع الأسرى.

طبعاً عندما انتقلت إلى سجن الدامون، اكتشفت أنه فعلاً يعني هناك أسيرات في ٧/١٠ وفي ١٩/١٠، ويمكن هذه الشهادة لم تخرج إلى الإعلام تعرضنا للضرب المبرح، وتم توجيه كلمات بذيئة لهن من قبل الضباط الإسرائليين الذين دخلوا إلى السجن، تم رش جميع الغرف بالغاز، بقيت الأسيرات حوالي ثلاث أيام يعانين من حروق في الأيدي والأوجه، تم سحب جميع الأطعمة من الغرف جميع الملابس جميع الأجهزة الكهربائية.

الأسيرات الفلسطينيات: تفتيش عارٍ بوجود "الذكور"

تعرضت الأسيرات الفلسطينيات للتفتيش العاري بوجود الذكور من الجنود أو الأسرى الفلسطينيين.jpg

الأسيرات من قطاع غزة تم اختطافهن، نحن نعلم بوجود عشر اسيرات تم اختطافهن قبل الهدنة بيومين يوم الأربعاء خلال خروجهن من مناطق الشمال حسب ما ذكرن إلى الجنوب، وكما قلت تم انتقائهم بشكل عشوائي يعني كان الأسيرة يتم انتقائها بشكل عشوائي وركزوا على اعتقال الأمهات وانتزاعهن من أبنائهن، إحدى الأمهات قالت إنها عند لحظة اختطافها اضطرت إلى ترك ابنائها في عهدة شخص لا تعرفه، وهي الآن بحاجة إلى من يطمئنها على أولادها لا تعرف أين أولادها أو أين يوجد أولادها.

 إحدى الأمهات كانت مرضعة، المشهد الصعب يعني إنه كان عندما كنا نحن في الغرف يعني من نافذة الشباك، رأينا الطريقة التي أدخل بها الجنود أسيرات غزة، تم نزع الحجاب عنهن، وتم إلباسهن ملابس أسرى الحرب، مكتوب عليها حرف عين بالعبري يرمز إلى غزة اقتيادهن وهن مقيدات، أعينهن مغمضة، إلى داخل الغرفة المخصصة لهن، وتم عزلهن عن بقية الأسيرات، ممنوع يحدث أي احتكاك بينهن وبين بقية الأسيرات، هن حالياً يعشن في ظروف نفسية صعبة، ولكن وضعهن تحسن بعد وصولهن الى سجن الدامون، ولكن عشنا أيام قاسية، كن ينمن على البلاط طيلة فترة الاحتجاز، من منطقة جباليا والشيخ رضوان والاسماء موجودة يعني معنا ومعظمهن أمهات.

في شهادة لمى خاطر هذه، التي أدلت بها بعد خروجها من الأسر ومشاهداتها لتفاصيل كثيرة، تبدو الصورة واضحة أكثر في السياسات الاستعمارية التي تخترق الأماكن الفلسطينية في كل جوانبها، فالتهديد بالاغتصاب، على سبيل المثال، سمعنا به، وقرأنا عنه، أثناء نكبة عام 1948، "لا تبقوا في بيوتكم، هاجروا، سنغتصب نساءكم"، هذه النداءات شيعت في القرى الفلسطينية حتى يهرب الأهالي متجنبين هول ما سمعوه، فلا يمكن للمخيال الفلسطيني تحمل انتهاك عرضه، بينما يمكن مقارعة العدو على الأرض. في السابع من أكتوبر، هددت لمى، وعدد آخر من الأسيرات بالاغتصاب، وسمح بنشر ذلك، لتحقيق هذف الترهيب النفسي، فإن لم تخف لمى، خاف زوجها وعائلتها، وأجبروها على "التأدب"/ الخضوع من منظور استعماري.

وما يؤكد على ذات الصورة، ما شهدت به مرح باكير، في يوم السابع من أكتوبر، فقالت: "إن الأسيرات تعرضن في ذات اليوم للضرب والرش بالغاز، بينما تعرضت هي للعزل الانفرادي في سجن الجلمة "يتدخلون في خصوصيتنا، ضربوني وحاولوا خلع حجابي وملابس الصلاة. وضعوا لي كاميرات في الغرفة تكشف حتى المرحاض".

إن شكل اعتقال النساء/ الإناث الفلسطينيات من غزة، وقد كانت على شكل اختطاف، من بين أبنائهن وعائلاتهن وأزواجهن، أي من مناطقهن وأمكنتهن الخاصة والأكثر حميمية، وكذلك تفتيشهن تفتيشًا عاريًا وخلع حجاباتهن أمام أهلهن، يصب في ذات الهدف الذي يروح الاحتلال إلى تحقيقه.

الأسرى بشكل عام يمكن القول إنهم عادوا إلى نقطة الصفر، تضييقات من كل النواحي الاحتلال يستغل الانشغال بالحرب ويستغل كل ما كان يهدد به بأن يسحب كل المنجزات التي حققها الأسرى بدمائهم ونضالاته وتضحياتهم اليوم الأسرى والأسيرات يعيشون في شبه مجاعة، في عزلة تامة عن العالم الخارجي.

تقول أسيرة غزاوية محررة رفح، جنوب القطاع: "وضعوني والشباب في حفرة في الأرض وكل الشباب يجلسون أمامي، خلع أحد الجنود حجابي عن رأسي في هذه اللحظة بدأت في البكاء وكنت خائفة، طلبت منه أن أرتدي الحجاب، بدأ يضحك بوجهي ورفض أن أرتدي الحجاب مرة أخرى، في تلك اللحظة كنت خائفة وقلقة ،كان زوجي قد تعرض للضرب، أطلق الجندي النار مرتين في الهواء وقال لي قتلت زوجك، بدأت الدبابة برمي الرمل نحوي، وتجاه الشباب، كلما كنت أحاول الهرب وأنا مكبلة اليدين كانت الدبابة تقترب منا، بدأت بالبكاء وسألت الجندي: ماذا ستفعل بنا؟ فقال أريد أن أدفنكم أحياء في هذه الحفرة وأدع الكلاب تأكلكم".

صور للجنود الإسرائيليين بملابس النساء الداخلية

انتشار صور للجنود الغسرائيليين بملاس النساء الفلسطينيات الداخلية.jpg

وقالت فاطمة طنبورة وهي أسيرة محررة من غزة: "جاء جندي ومجندات، حاولوا تجريدي من ملابسي وأنا رفضت نزع ملابسي، قالوا لي سوف تنزعين ملابسك غصب عنك واعتدوا علي بالضرب حتى أنزع ملابسي، طلبت منهم أن يخرج الجندي حتى أخلعه، رفضت المجندة خروجه وظل واقفاً خلعت ملابسي غصباً من شدة الضرب، فتشوني باستخدام جهاز، وبعد الفحص طلبوا منى أن أرتدي ملابسي سريعاً، حاولت أن أضع الحجاب على رأسي.

 رفضت أن أخرج بشعري أمام الجنود تركني أرتديه، قيَّدوا يديّ وقيدوا قدمي ووضعوا الغمامة على عيني لم يسمحوا لأولادي وزوجي أن يروني، قام الجنود بسحبي كالكلاب من يدي ويجرون، طلبت أن اخبر زوجي وأطفالي بأني ذاهبة، فرفضوا، حاولت نزع الغمامة لرؤية أولادي وزوجي رفضوا، وضربني في رأسي بالمسدس وشدد العصابة على عيني ولم يدعوني أرى أولادي لمدة ١١ يوماً. أوقفونا في سجن عناتوت ونحن في الشتاء، وأيدينا مربوطة، كانوا يلقون لنا الأكل مثل الكلاب، لم يحرروا أيدينا للوضوء أو الصلاة أو الذهاب للحمام ١١ يوماً أيدينا مربوطة والكلاب تحوم حولنا، وكان الجنود يسبّوننا بأبشع الألفاظ كانت ١١ يوماً أطول من سنة".

وتقول الأسيرة المحررة نور زهير: " اعتقلوني من ملعب اليرموك، تعرضت للتعذيب، 10 أيام بدون حجاباتنا، كان يمسك راسي يخبطه في ناقلة الجُند، أخذوا بنات أحياء وحطوهم في الثلاجات لمدة 3 ساعات، كعزل انفرادي، وكان الجنود يحطوا إيديهم علينا نطرق بذيئة"

تقول الأسيرة المحررة عبير محمد: "اعتقلوني من الممر الآمن، كان يمسكونا من شعورنا ويمشونا زي الكلاب، قضيت 8 أيام في التحقيق، وبعدها على الدامون قضيت 53 يومًا، تعرضت للتفتيش العاري، والضرب بالأحذية على وجوهنا، لمّا اعتقلوني كان معي أبنائي الثلاث، وما كنتُ بعرف ايش صار فيهم".

وقالت خلود حمودة: "هددونا بالقتل، صورونا، وطلبوا شلح الشالات، وفرزونا وأجلسونا تحت الدبابة، ومعنا أطفال وقاصرات ونساء كبار في السن، لم يراعوا أي أحد، قعدنا 3 ساعات. أخدونا خمس نساء، صرخوا عليّ بالعبري وما كنت فاهمة وطلبت منها تحكي إنجليزي، ورفعت علي السلاح، وطلبوا خلع ملابسي، حطوني على الحيط وضربوني وأخدوا فلوسي، وعلمت بعدها أنهم سرقوا المال والذهب من الأسيرات".