بنفسج

خير النساء: تعتقلهن خفافيش الليل في الضفة

الجمعة 12 ابريل

في كل عام تكتب صحافيات بنفسج عن الأسيرات الفلسطينيات، ويلتقين بالمحررات منهن، ويتواصلن مع محامي السجينات، لسماع أخبارهن قبيل كل عيد: أحوالهن، طعامهن، وشرابهن، ولباسهن، ومنامهن، بعدهن عن الأهل والأحبة، كيف يدبرن مسائل معاشهن وقلوبهن.

منهن القاصرات ولهن احتياجات الأطفال، الكثير من الحنان والتماس العاطفة، بحاجة إلى من يتفقد طعامهن وشرابهن ونظافتهن، ومشاعرهن. ومن الأسيرات، بل الكثير منهن، أمهات وزوجات، يشتقت لأبنائهن، ويتمنين حضنًا كبيرًا، مداعبة شعر ولدها الصغير، ربما أبلغ الأمنيات، والإفطار مع العائلة، وإمضاء العيد.

ولربما، في هذا العيد، ستعيش بعض الأسيرات اللوات تحررن في الصفقات التي أبرمتها المقاومة نهاية العام المنصرم 2023، حلمًا مؤجلًا منذ سنوات عديدة، منها عشر سنوات وأكثر، فهن يمضين رمضان مع عائلاتهن لأول مرة منذ زمن من البعد والاشتياق في كنف عائلاتهن وأبنائهن، وسيعشن ما حلمن به منذ أعوام مضت في كل تفاصيل الحضور بعد أعوام الغياب.

الأسيرة الصحافية الأم: رولا حسنين 

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الصحفية رولا حسنين.jpg

ولكننا نستذكر كذلك حال الأسيرات في سجون الاحتلال، وقد تضاعفت أعدادهن منذ حرب السابع من أكتوبر 2023، وساءت أحوالهن، وصعبت ظروفهن أضعافًا، فقد كنا نقابلهن قبل الحرب فيقلن أنهن يتعرضن للضغط ولكنهن يستطعن تدبر أمور الطعام في رمضان، ويبتعهن من الكانتينا بعض الاحتياجات، ويحاولن، ولو بالقدر القليل، المتوافر إحياء شعائر رمضان والعيد، فيزيين القسم والأبراش، ويتبادلن الهدايا، بل كان إرسال الرسائل عبر برنامج الأسرى متاحًا عبر الراديو، لإبراق التحايا لهم وإبلاغهم أخبارهن وأحوالهن وكيف تمضي حياتهن في الأسر والبعد، فيسري ذلك شيئًا عن قلوبهن وقلوبهم.

ومن تلك الصحفيات الصحافية رولا حسنين، التي اعتقلها الاحتلال في بعد اقتحام منزلها جنوب بيت لحم، في 17 مارس 2024، فلا تبتعد عن طفلتها للمرة الأولى خلال العيد بل إن ابنتها إيلياء، لم تتجاوز التسعة أشهر، وكانت تعتمد بالكامل في تغذيتها على الرضاعة الطبيعية، وهي تعاني من سوء التغذية منذ اعتقال أمها مما اضطر والدها إلى نقلها إلى المستشفى.

 ترفض إدارة السجون الإفراج عنها رغم الطلب الذي تقدمت به عائلتها، أما رولا فهي تعاني من أمراض مزمنة في الكلى وساءت حالتها منذ الاعتقال. رولا صحافية فلسطينية، حاصلة على بكالوريوس إعلام وعلوم سياسية من جامعة بيرزيت، وماجستير دراسات عربية معاصرة من ذات الجامعة. وتعمل صحفية ومدرِّسة.

الأسيرة الصحافية: أسماء هريش

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الصحفية أسماء هريش.jpg

ومنذ السابع من أكتوبر، تغير حال الأسرى والأسيرات، وازدادت الأوضاع سوءًا، وتعرضوا للتنكيل والسحل والضرب والتعذيب حدًا بلغ استشهاد عدد منهم، وساءت الأوضاع الصحية للبعض الآخر، وقل الطعام والشراب ومنعت عنهم الأغذية. وقد أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن 71 امرأة وقاصرة ما زلن حاليا في سجون إسرائيل، بينهن 56 أسيرة اعتقلن بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبعد إفراج إسرائيل عن 33 أسيرة من أصل 37، وذلك ضمن صفقة التبادل المقاومة، تبقى 4 أسيرات معتقلات منذ قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من تلك الأسيرات اللوات اعتقلن مؤخرًا، أسماء نوح هريش، 30 عامًا، وهي صحفية عُرفت بمواقفها المنافحة عن الأسرى والاسيرات، وناشطة مجتمعية، وهي ابنة الأسير نوح هريش، وأخت الأسير أحمد هريش. حصلت أسماء على لقب "فارسة النزاهة ومكافحة الفساد"، وجائزة أفضل تحقيق صحفي استقصائي من مؤسسة أمان لعام 2021.

واصلت أسماء جهودها طيلة فترة الحرب، في مناصرة قضية الأسرى والأسيرات، تظاهرًا ونشرًا وتقصيًا، فاعتقلها الاحتلال مداهمًا بيتها في فجر الأربعاء 3 أبريل 2024 بلدة بيتونيا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد اقتحام قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت منزل العائلة نحو الساعة الثالثة فجراً، واعتقلت أسماء بعد مصادرة هاتفها المحمول.

وقالت شقيقتها بشائر هريش: "قيد جنود الاحتلال يدي أسماء (هريش)، وعصبوا عينيها، ومنعونا من الخروج من المنزل خلفها، وبعدما دفعوها نحو السيارة العسكرية سمعنا صوت صراخها". ووفقاً لهريش، فقد أرسل ضابط من استخبارات الاحتلال رسالة نصية على هاتف شقيقتها أسماء قبل أسابيع، هددها فيها بالاعتقال إذا استمرت بتغطية الفعاليات المساندة لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

الصحافية بُشرى الطويل: تعرفها الزنازين جيًدا

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الصحفية بشرى الطويل.jpg

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس 7 مارس 2024، الصحافية الفلسطينية بشرى جمال الطويل (30 عاماً)، من منزل صديقة لها في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بعد التنكيل بها والاعتداء عليها بالضرب. وقالت والدة الصحافية، منتهى الطويل، إن صديقة ابنتها أبلغتها بأن عناصر من قوات الاحتلال اقتحموا المنزل، وطلبوا من ابنتها تسليم هواتفها المحمولة لهم، وحين سلمتهم هاتفاً واحداً ونفت أن يكون لديها هاتف آخر بدأوا بشتمونها، ثم ضربوها، إلى أن عثروا على الهاتف الآخر.

كانت الطويل تحررت في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، بعد أن أمضت 5 أشهر في سجون الاحتلال من حكمها البالغ 16 شهراً، وأعاد الاحتلال اعتقالها بعد عملية الخليل منتصف عام 2014، وأعاد لها الحكم السابق، فأمضت بقية فترة محكوميتها البالغة 11 شهراً، قبل إطلاق سراحها في مايو/ أيار من العام 2015، ثم اعتقلتها قوات الاحتلال عام 2021، وأمضت عدة أشهر رهن الاعتقال الإداري.

الأسيرة وأم الأسرى: حنان البرغوثي

الاحتلال الإسرائيلي يعيد اعتقال حنان البرغوثي أم عناد.jpg

كما اعتقلت قوات الاحتلال فادية البرغوثي بعد اقتحام منزلها في دير غسانة قضاء رام الله. وفادية هي ناشطة مجتمعية عرفت بمواقفها المناصرة للأسرى وقضاياهم، وهي زوجة الأسير محمود البرغوثي، ووالدة الأسير باسل البرغوثي، وتشاء الأقدار أن يعتقلوا جميعا في الوقت ذاته. وفي الأمس 7 أبريل 2024 اعتقلت قوات الاحتلال الأسيرتان السابقتان ليان ناصر، وطالبة الدراسات العليا في جامعة بيرزيت ليان كايد.

كما تمضي الأسيرة حنان البرغوثي عيدها بعيدًا عن عائلتها، بعد أن كانت معتقلة سابقة بحكم إداري. أم عناد متزوجة وأم ل 7 أبناء، وهي شقيقة الأسير نائل البرغوثي، المحكوم بالسجن مؤبد و 18 عاما.