إنني أخشى على أمومتي في هذا العالم، لم أعد أمارس الأمومة بالشكل الصحيح، إنني في كل لحظة أحتضن بها طفلي تخترقني صرخة أم ثكلى تحمل طفلها الشهيد، إنني في كل لحظة أصنع بها طعاما لعائلتي تقف اللقمة في حلقي تخنقني تبتلعني أصوات خواء بطون إخوتنا المسلمين الذين يبعدون عنا بعض الكيلومترات فقط...
إنني في كل لحظة أبتسم بها وأضحك على موقف معين من مواقف هذه الحياة أشعر بالذنب وكأن السعادة ليست لنا ولا نحن أهلها، إنني أشعر بالذنب لمجرد وجودي في هذه الحياة، كيف لنا أن نعيش بسلام وهناء وهناك إخوة لنا يتقطعون أشلاء يبادون أمام أعيننا، هل نحن حقيقة من فئة البشر؟
يا رسول الله وما حكم من ينام وجاره قد أصبح الناجي الوحيد في عائلته!
كيف للإنسان أن يكون إنسانًا وهو يشاهد كل هذه المناظر أمام عينيه وبتقنية HD وهو مازال ينتظر الحلقة القادمة! ترى على ماذا نعول نحن الشعوب؟ ما الذي ننتظره؟
يقول أحد الخبراء أن الإشارات البصرية هي أكبر محفز للسلوك البشري، ترى ماذا ننتظر أكثر من منظر رأس مقطوع من جسد طفل بريء عمره بعمر أطفالنا؟ أليس هذا المنظر أكبر إشارة بصرية تدعونا لرد فعل وسلوك مباشر؟ تُرى ماذا ننتظر؟
أيها العالم نحن الأمهات أمومتنا في خطر! كيف لنا أن نعيش بسلام مع أطفالنا ونحن نرى نظيراتنا في غزة تفقد أطفالها واحدًا تلو الآخر دون اكتراث من البشرية، ألم يقل نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"
يا رسول الله وما حكم من ينام وجاره قد أصبح الناجي الوحيد في عائلته! اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا الحق وقونا على اتباعه، أرجوكم تحركوا !