بنفسج

الأسيرة إباء الأغبر: قوات عسكرية حاشدة لاعتقال فتاة جامعية

الأربعاء 30 ابريل

الأسيرة إباء الأغبر
الأسيرة إباء الأغبر

حملة تطال الطالبات في الجامعات الفلسطينية، دون تهمة واضحة، أو دون تهمة بتاتًا، الطالبة في جامعة النجاح إباء الأغبر، الخلوقة المجتهدة المحبة لأهلها وعائلتها وصديقاتها يختطفها جيش الاحتلال ظلمًا وافتراء دون وجه حق، وهي التي تحلق في المدى لتحقيق حلمها في قسم الطب وتجتهد في تخصصها "دكتور صيدلاني"، وتركز في مراجعتها وهي الحافظة والمحفظة لكتاب الله.

لا يفرق الاحتلال بين معتقل شاب أو معتقلة، ويمعن في التعسف والتنكيل منذ اللحظة الأولى للاعتقال، والأصعب من ذلك أنه يعزل الأهل عن أي خبر عن ابنتهم أو ابنهم وهو ما يزيد من تأثير الاعتقال، وهو ما حصل في اعتقال إباء الأغبر، إذ تفاجأ أهلها وقد حكم عليها حكمًا إداريًا دون تهمة.

طائرات درون وقوات حاشدة لاعتقالها

إباء الأغبر

إباء الأغبر الطالبة التي تبلغ من العمر 22 عامًا، من مدينة نابلس، وتدرس الدكتور الصيدلاني في جامعة النجاح الوطنية، سنة خامسة، اعتقلها الاحتلال في 16 آذار/ مارس 2025، أي قبل شهر ونيف تقريبًا، وكان وقتها شهر رمضان المبارك. قابلنا أهلها، ومنهم أختها مجد الأغبر، لنتعرف إليها وظروف اعتقالها ووضعها.

 تقول أختها عن ساعة اعتقالها وطريقته الهمجية المرعبة التي قضت مضجع ليلة رمضانية: "كنا مستيقظين ونعد وجبة السحور، لكنا فوجئنا بقوات الاحتلال تداهم المنزل والحارة بأعداد مهولة، أكثر من ٦ آليات كانت أمام المنزل، بالإضافة إلى طيارتين درون، مع انتشار قناصاتهم الموجهة نحو العمارة/ المبنى كاملًا، والشارع الخلفي للمنزل، كان مغلقًا مع ما يقارب ١٢ آلية لجيش الاحتلال. كنا مصدومين جدًا من الأعداد، وهل يستحق الموضوع كل هذا؟ أم أنه مجرد تخويف وترهيب ومبالغة في استراتجيات الاعتقال التي بدأ الاحتلال يتعسف في إجراءاتها منذ بدء حرب الإبادة، دون التفريق بين معتقل شاب أو فتاة".


اقرأ أيضًا: الأسيرة المحررة وفاء نمر: على باب الزنزانة أتممت حفظ القرآن الكريم


وكما نذكر دومًا في الحديث عن تفاصيل الاعتقال وطريقته وإجراءاته التي تعتبر اختطافًا، في المقابلات التي نجريها، إذ يتضمنها فرض حصار على الحي والمبنى الذي يسكنه الأسير/ة، مع حبس الأهل في غرفة منفصلة، مع تخريب محتوياته ومصادرة بعضها، وعن سؤال مجد عن هذا الاقتحام تقول: "دخل جيش الاحتلال المنزل بهمجية، وكانوا قد خلعوا باب منزل الجيران قبل أن يدخلوا إلى منزلنا، طلبوا منا الهويات، فأعطيناهم هوياتنا جميعًا.

 بعدها قال الضابط لوالدي، "معنا أمر اعتقال لإباء"، فوجئنا جميعًا ولم نكن نتوقع ذلك، فهي طالبة جامعية وتخصصها صعب وتفرغ نفسها للدراسة ولا مجال لها لأي نشاط آخر، إذ تقضي ساعات النهار في انشغالات الدراسة والمراجعات، وهي كانت على أبواب امتحانات نصفية في الجامعة، وهي الآن تُحرم منها بسبب الاعتقال.

حُكمت دون أي خبر

اعتقال إباء الأغبر

أخذوها من بيننا، وسلمت سلامًا سريعًا على والدي ووالدتي وأخوتها، وأمي لازمت الدعاء لها واستودعتها رب العالمين، بالفعل، قمة القهر أن تؤخذ الفتاة من بين أمها وأبوها وأهلها وما في اليد حيلة، وهي الوادعة الهادئة الرقيقة التي نخضى عليها من أي ضغوطات أو مؤثرات قد تزعجها في حياتها ودراستها.

في أول ٣ أيام من الاعتقال، لم يكن لدينا أي خبر عنها أو عن مكان تواجدها، عرفنا بعدها عبر مؤسسة الهيموكيد أنها موجودة في تيلموند أي سجن الشارون، وكنا نحاول طيلة هذه الفترة، أن نسأل الضمير والهيئة، ونطرق جميع الأبواب لمعرفة خبر صغير عنها، ومنذ اعتقالها يوم الأحد حتى يوم الخميس، وخلال وجودها في استجواب (تحقيق) في معسكر سالم، سُمح لها بالتواصل مع محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين التي تُوكل للتواصل مع الأسرى والدفاع عنهم من الجانب الفلسطيني، وهو بدوره طمننا عنها.


اقرأ أيضًا: الأسيرة شهد حسن: ريحانة الدار اُعتقلت صائمة


كانت قد عُرضت على المحكمة وتمت محاكمتها دون أن نعرف تفاصيل عن سبب اعتقالها، فلم يوجّه ضدها أي تهم أو قضية أو إداري، لا شيء، لاحقًا، عرفنا عبر القوائم التي تنشر على الإعلام بأن إباء حُكمت بالاعتقال الإداري لمدة ٦ أشهر، وكانت هذه صدمة كبيرة لنا.

واعتقالها إداري، أي أنه ملف سري دون توجيه التهم، ولا تهم موجهة ضدها أو أثبت عليها خلال التحقيق، والمحامي حاول وما زال يحاول تبرئتها لكن المحكمة بلغتهم أن اعتقالها إداري وملفها سري.

لباس شاباص واحد

الأسيرة إباء الأغبر

سألنا مجد عن وضع إباء ف يالمعتقل وظروفها والأسيرات، تجيب: "عن ظروف الاعتقال، فقد وصلنا عبر محامي، أن ظروف الاعتقال صعبة، فالأسيرات يعانين من قلة أكل شديدة جدًا، وأنها عندما وصلت إباء إلى سجن الدامون، صادر السجانون ملابسها منها، وألقوها في النفاية أمامها عمدًا، ووصلنا أنها تأثرت جدًا من ذلك، وهي الآن معها لباس شاباص واحد (ملابس سكنية بنطال وبلوزة "لا ملابس شرعية") ولا يوجد أغطية كافية لهن، كما أن أول فترة اعتقال لها كانت تنام على الأرض فلا يوجد لها برش".

لو تحدثينا يا مجد عن إباء الأخت والشقيقة وسط أهلها وعائلتها وحيها التي سكنت ونشأت فيها، تقول مجد الأغبر: "إباء في العائلة هي الأخت الكبيرة، هي الأم الثانية لنا، هي الطيبة والحنونة على الجميع، وهي التي تجمع البيت بحنيتها ورقتها حرفيًا إباء نسمة البيت "دائمًا ماما بتوصفها هيك (إباء نسمة البيت).


اقرأ أيضًا: الأسيرة آية الخطيب: اعتقال بتهمة العمل الخيري


تأثرت العائلة كلها من الاعتقال، فهي محبوبة بين الكبار والصغار، فجدتي جدًا قلقة عليها ومتأثرة، حتى ابن خالتها الطفل الصغير يسأل عنها دائمًا. إباء حنونة وطيبة مع صديقاتها، وهي تعيش حياة بطابع بسيط جدًا، تذهب للجامعة ولها صديقات، وتعود إلى المنزل لتلتقي مع العائلة..كما قلت أن ماما تسميها نسمة البيت/ وهي كذلك فعلًا، كلنا نفتقد إباء في أصغر التفاصيل.

فأنا عندما أعود للبيت أجدها فأحدثها عن يومي، ولا أنام قبل أن أتحدث معها، وهذه التفاصيل البسيطة نحن محرومون منها الآن. وبإضافة إلى دراستها واجتهادهافإباء حافظة ومحفظة للقرآن الكريم في جامعتها، عسى أن يتقبلها الله ويفرج عنها، ويجعله في ميزان حسناتها.