لكل واحد منا قصته مع الله، في المناجاة والدعاء والاستجابة، في تجارب الرحمات التي ينزلها الله، وحتى في الابتلاءات التي نظنها مصائب الدنيا وإذا بها ألطاف الله الخفية. فيقول أحدنا: تجربتي مع اليقين في الدعاء، ونسبة ياء المتكلم أمر يدل على الذاتية والخصوصية، وتجربة الفرد الذاتية في مخاطبة الله عز وجل لهي أرقى أنواع المناجاة والدعاء في التقرب إليه جلّ في علاه.
- ما هو أفضل الدعاء؟
كل الدعاء خير، وكله عبادة، ويدعو المسلم بيقين حتى لو قال تجربتي مع اليقين في الدعاء، فيتعلم أفضل الدعاء عند الكرب، وأفضل الدعاء لقضاء الدين، وأفضل الدعاء للصحة والعافية، وأفضل الدعاء للتوبة، وأفضل الدعاء من يوم الجمعة، وأفضل الدعاء عند النوم، وأفضل الدعاء في رمضان، وهكذا، ويعلم علمًا يقيًا أن دعاءه مستجاب، وأنه يردد الدعاء المستجاب.
وقد تعلمنا أن أفضل الذكر "لا إله إلا الله، وأحسن الدعاء: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، وأيضًا نردد: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقّه وجلّه، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار. اللهم أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
وفي كل الأوقات وفي سجود الصلاة يردد المسلم الداعي المتضرع إلى الله، والداعي بيقين: اللهم اغفر لي ذنبي واغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني، اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقَّه وجلّه، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.
- ما هي أوقات الاستجابة للدعاء؟
كل الأوقات يستجاب فيها الدعاء، ولكن يستحب الدعاء في أوقات معينة، يقول صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء، ويقول أيضًا: "وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم". ومن أفضل أوقات الدعاء: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة.
يقول عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر". ويقول أيضًا: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة". ويوم الجمعة: "في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه، وعند نزول المطر.
لكل واحد منا قصته مع الله، في المناجاة والدعاء والاستجابة، في تجارب الرحمات التي ينزلها الله، وحتى في الابتلاءات التي نظنها مصائب الدنيا وإذا بها ألطاف الله الخفية. فيقول أحدنا: تجربتي مع اليقين في الدعاء.
ما هي شروط الدعاء؟
في قولنا: تجربتي مع اليقين في الدعاء، نتعلم أن الدعاء لا يكون دون تعلم اليقين بالله حتى لو تأخرت الاستجابة، فالصبر على الإجابة من لذة الدعاء وتحمل مشاق الابتلاءات التي كتبها الله وقدرها. ولكن المؤمن يخلص في الدعاء، ويتوجه بقلب خاشع في مناجاة الله.
ويلحّ في طلبه ويكرره عندما يصبح ويمسي فرب العزة يحب العبد اللحوح كثير اللجوء إلى الله والإياب إليه، كما يختار الوقت المستحب ويستقبل القبلة، ويرفع اليدين عند الدعاء باكيًا خاضعًا مستسلمًا متضرعًا، ويتحرى المسلم الداعي أسباب الإجابة، مثل الصدقة، وصلة الرحم، واجتناب المعاصي.
