"لا تغفل عني فإني مكروب".. قالها الإمام الشافعي الذي قيل أنه أُصيب بمرض "الاكتئاب"، الذي يعد شكلًا من أشكال الحزن والكرب النفسي، عندما دخل عليه صديقه "يونس بن عبد الأعلى"، فطلب منه الشافعي أن يقرأ له آيات من سورة آل عمران، فقرأ له. ولما همّ أن يقوم عنه، قال الشافعي لصديقه: "لا تغفل عني، فإني مكروب!"
هنا إدراك لأهمية الصحة النفسية وعدم اليأس وترك النفس إلى الحزن، وأهمية النداء وطلب المساعدة النفسية في لحظات الضعف، فهذا ليس عيبًا فقد فعل الإمام الشافعي ذلك، وكان لفظ "لا تغفل عني فإني مكروب" يعزز ثقافة طلب العوة وثقافة الصحة النفسية.
كما قال الشافعي في أبيات شعرية: دع الأيام تفعل ما تشاءُ ... وطب نفسًا إذا حكم القضاءُ، وقد ورد في السنة النبوية استعاذة الرسول صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن والعجز والكسل، وهذا يؤكد أن الحزن من المشاكل النفسية التي تنغص على الإنسان حياته، وهي مدخل من مداخل الشيطان.
نأتي للحديث عن الناحية النفسية وأهمية مشاركة همومك مع الغير، وهنا الفضفضة علاج نفسي فعّال بشهادة الأطباء النفسيين، وهي وسيلة من أقوى الوسائل العلاجية، والتي لا تحتاج إلى جلسات كثيرة، وتساعد على التعامل مع مشاعر الحزن والفقد، والتغلب على الصدمات العاطفية.
ويقول ابن القيم إن الحزن يضعف القلب، ويوهن العزم ويضر الإرادة، ولا شئ أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن. لذلك فإن مصارحة الغير بهمومك، والفضفضفة في سبيل الراحة النفسية، تخفف من الوساوس والهم، وتذكري أن طلب المساعدة لا بنقص من قدرك بل يمنحك قدرة على المواجهة ويشيل عنك أعباء ثقيلة.
نأتي للحديث عن الناحية النفسية وأهمية مشاركة همومك مع الغير، وهنا الفضفضة علاج نفسي فعّال بشهادة الأطباء النفسيين، وهي وسيلة من أقوى الوسائل العلاجية، والتي لا تحتاج إلى جلسات كثيرة، وتساعد على التعامل مع مشاعر الحزن والفقد، والتغلب على الصدمات العاطفية.
اقرأ أيضًا: لا تغفل عني فإني مكروب
كما أن اللجوء لأخصائي العلاج السلوكي المعرفي، يعتمد على الحديث مع شخص مختص، بساعدك على فهم أفكارك ومشاعرك وتغيير نظرتك للمواقف. إضافة إلى أن جلسات الدعم الجماعي واحدة من أنجع أساليب العلاج النفسي التي تتطلب جمع أشخاص يمرون بمشاكل متشابهة، وكل واحد يسمع ويتفاعل، وبذلك يشعر المهموم أنه ليس وحده، وهنا يعتبر الدعم الاجتماعي جزء من عملية الشفاء.
لذلك يجب الاهتمام بالصحة النفسية، حتى لا يدخل المرء في مشاكل صحية ونفسية مثل الاكتئاب والسكري والضغط والأزمات القلبية. ومن المهم طلب المساعدة من صديق مقرب حتى وإن كان لن يساعدك بإيجاد حلول، لكن فكرة الإنصات لك جيدة بحد ذاتها، فالبوح بما يجول بخاطرك يخفف من حدة الحزن، كما يمكنك التوجه إلى شخص تثق فيه فيوجهك للحل الأنسب لمشكلتك، إضافة لذلك إن شعرت بأن تحتاج دعم أكبر فيمكنك التوجه لطبيب نفسي يساعدك على فهم مشاعرك وتخطيها.
وأخيرًا، احذر على أن تتحول إلى شخص متذمر، فهناك فرق بين أن الفضفضة والتذمر، فالأول يقويك ويمنحك قدرة على التخطي والبوح بالمشاعر فترتاح قليلًا، والثاني يجعلك شخصًا ضعيفًا لا تفعل سوى البكاء والتذمر وتعيش في دور الضحية والتقوقع بداخل إطار محدد، لذلك لا تخجل من قول: "لا تغفل عني فإني مكروب".