كيف أتقرب إلى الله أثناء الدورة الشهرية؟ سؤال تطرحه النساء دومًا حرصًا منهن على دوام الطاعة والعبادة، والحقيقة أن المؤمن دائم التقرب إلى الله في كل أوقاته وهو يثاب على عمله ظاهرًا وباطنًا في حركاته وسكناته، ويثاب رغم أنفه، ويثاب على طيب فؤاده، فما بال المرأة الابنة والزوجة، وربة البيت وأم العيال. ونحن نعلم أن المرأة أثناء الدورة الشهرية لا تصلي ولا تطوف ولا تصوم، ولكن لا يعني انقطاعها عن العبادات انقطاعها عن الأجر والثواب. فكيف تثاب المرأة رغم أنفها أثناء حيضها؟

ما يجوز للحائض من عبادات

أخبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - السيدة عائشة، يوم أصابها الحيض وهي في الحج: (دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِسَرِفَ وأنا أبكي، فقال: (ما لك أنَفِسْتِ).قلت: نعم، قال: (هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم) رواه البخاري وغيره. إذن كُتب الحيض على حواء، كما كتب لها الانقطاع عن العبادات أثناءه، ولا يحل للمرأة الصلاة خلال فترة الحيض، وذلك لقوله ﷺ لفاطمة بنت أبي حبيش: "إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة". ولكن هذا لا يمنعها من العبادات، ومنها: 

1- ذكر الله: تسبيحه وتحميده وتهليله وتكبيره، وحضور حلقات العلم، وسماع القرآن ممن يتلوه، والإنصات لذلك، والمشاركة في كل خير، ما عدا أنها لا تصلي حتى تطهر ولا تصوم حتى تطهر.

2- قيام الليل: كما قال - صلى الله عليه وسلم-: "ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: "من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له". رواه البخاري ومسلم.ومن خلال قوله -صلى الله عليه وسلم- نجد أن لا حرج علينا نحن النساء أن نقوم الثلث الأخير من الليل، ندعو الله ونذكره، ونسبّح بحمده.

اقرأ أيضًا: لتعرف نبيك: [5] علوم نبوية يُنصح بها

3- قراءة القرآن: وقد اختلف العلماء في المذاهب الأبعة على حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم ولمسه، ومع ذلك فإن الاستماع إليه وتدبره خلال يومها لهو من العبادات التي يمكن للمرأة الحائض القيام بها. 

4- الدعاء والمناجاة: الدعاء عبادة قد نمارسها بصمت وطيلة الأوقات تعود علينا بالخير والطمأنينة والتوكل والانعتاق والتخلي عن كل ما يهمّ النفس، وتدعو المرأة في قيامها وقعودها وتأملها وتثاب على ذلك. 

5- الصدقات: عبادة الصدقات مستحبة ومتاحة لعباد الله أينما كانوا في أي وقت وزمان، وبالقدر الذي يستطيعونه، وهي من اعبادات التي تحبها النساء، فيغدقن بالعطاء المادي والمعنوي على الجار والقريب والمريض والمحتاج، يقول جل وعلى: "إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ".

كيف أتقرب إلى الله أثناء الدورة الشهرية؟

الإجابة عن سؤال: كيف أتقرب إلى الله أثناء الدورة الشهرية، قد أجيب مسبقًا للحائض وغيرها من المسلمين والمسلمات؛ إذ يؤجر المؤمن رغم أنفه وبطيب فؤاد وخاطره ونقاء قلبه، عن نواياه الحسنة واحتسابه العمل وإخلاصه لله عز وجل، ربة البيت تؤجر في خدمتها لزوجها وأطفالها وتدريسهم وسهرها على راحتهم.

 لكن هناك من النساء، إذا أصابهن الحيض، يغفلن كليًا عن ذكر الله وعبادته، فينشغلن بأمور أخرى، ويلتهين عن عبادته تعالى، ممّا يفضي بهن بعد الطهر من الحيض إصابتهن بالفتور، فيتقاعسن ويبتعدن عن بعض العبادات التي كُنّ يمارسنها قبل الحيض، فيتمكن منهنّ الفتور لمدة ليست بقليلة حتى يسترجعن همتهن، ويعدن لممارسة تلك العبادات.

اقرأ أيضًا: "لا تحزني وليطمئنَّ قلبكِ": ما يجوزُ للحائضِ من عبادات

لذلك، على كلّ واحدة منّا أن تعلم أن فترة الحيض ليست بإجازة مرضية-وإن كانت بعض النساء تصب بآلام شديدة في أول أيام الحيض- تصرفها عن العبادات، فتلازم الفراش، البعض الآخر يُصاب بضيق نفسي، ولكن علينا أن نعي أن هذه أيام نُمتحنُ فيها نحن النّساء، وتحتاجُ منَّا مجاهدة للنّفس حتّى لا نستسلِم للشيطان، ونتقرّب من الله عزّ وجل.

 وهناك عبادات يمكننا ممارستها بشكلٍ طبيعي، بحيث نبقى قريبات من الله عزّ وجل حتى لا يصيبنا الفتور. وهنا أجبنا على سؤال كيف أتقرب إلى الله أثناء الدورة الشهرية؟