بنفسج

قصتي.. أم الطفل أحمد سكينة

السبت 02 اغسطس

لم يعد لطفلي أحمد حلمًا سوى أن يعود للمشي، بعدما أُصيب بشلل نصفي بالجهة اليمنى أفقدته القدرة على الحركة والنطق أيضًا، كانت أحلامه تبلغ عنان السماء، كان يحلم بمستقبل واعد، يخطط ويدوّن أمنياته، يقول: "سأفعل كذا وكذا". لكن فجأة سكت الولد الطموح، وقُتل وهو على قيد الحياة. أنا أم الطفل أحمد سكينة، اسمي عطيات، منذ 16 يونيو/حزيران المنصرم، وأنا أعيش أصعب أيام حياتي، أرى ابني يموت من ألمه، عيناه تنطقان بالوجع.
الأطفال المصابون في غزة

لم يعد لطفلي أحمد حلمًا سوى أن يعود للمشي، بعدما أُصيب بشلل نصفي بالجهة اليمنى أفقدته القدرة على الحركة والنطق أيضًا، كانت أحلامه تبلغ عنان السماء، كان يحلم بمستقبل واعد، يخطط ويدوّن أمنياته، يقول: "سأفعل كذا وكذا". لكن فجأة سكت الولد الطموح، وقُتل وهو على قيد الحياة.
أنا أم الطفل أحمد سكينة، اسمي عطيات، منذ 16 يونيو/حزيران المنصرم، وأنا أعيش أصعب أيام حياتي، أرى ابني يموت من ألمه، عيناه تنطقان بالوجع.

 أُصيب ابني صاحب الثلاثة عشر عامًا وهو في طريقه للبحث عن طعام نشتريه، كان يسير بهدوء شوارع خانيونس جنوبي غزة ينظر في الأطراف عله يجد شيئًا يسد الجوع، وفجأة دوى انفجار واخترقت شظية من الصاروخ رأس أحمد، ليسقط على الأرض ينازع روحه، بجمجمة مكسورة.

نُقل أحمد إلى المشفى بحالة يُرثى لها، جزء من دماغه قد خرج، فأجريت له عملية معقدة، ليعيش ولكن مشلولًا. يعاني من التهابات دماغية شديدة، تتسبب في ارتفاع درجة حرارته، وتآكل أنسجة خلايا الدماغ، ولم تفلح المضادات الحيوية في علاجه.


اقرأ أيضًا: أم الشهيد مجد سلامة: هل عادت الحرب لتأخذ مني مجد؟


يعزّ علي أن أرى ابني في هذا الحال، بعدما كان طفلًا نابغة بين أقرانه، كان خوارزميًا صغيرًا، محبًا للرياضيات، اكتشفته خلال مرحلة الروضة بعدما حفظ جدول الضرب خلال أسبوع واحد، فعرفت حينها أن أحمد عبقري صغير، وعملت على تطوير قدراته ليكون صاحب شأن رفيع في صفوف العلماء حين يكبر.

عاش أحمد قبل إصابته أيامًا قاسية، فقد دفنه والده وشقيقه بيديهما، كان والده واهبًا حياته لأطفاله، حنونًا، يجب إعداد الطعام لنا، أما ابني محمد لاعب الكرة المحترف أكبر من أحمد بعام واحد، استشهد بعد قصف بطائرة مسيرة، ليخبروني بإصابته لأركض في الشارع أحتضنه بين يدي، نطق الشهادة، وفارق الحياة على الفور.

كل ما أتمناه الآن أن يشفى ابني ويعود للحركة والنطق، لكن هذا لن يحدث في غزة، في ظل انهيار النظام الصحي، هو بحاجة ماسة للسفر للعلاج بالخارج، لا أودّ أن أرى موت ابني أمامي، طرقت كل الأبواب لتساعدني ولكن عبثًا، ولكن يبقى الأمل بوجه الله الكريم أن تحدث المعجزة.