في الجزء الثالث من التقرير الذي يسلط الضوء على الأمهات اللاتي بلغ عددهن ما يقارب 20 أسيرة في سجن الدامون، نستكمل الحديث عنهن وعن اشتياقهن لأطفالهن، وهن.

بنان جمال أبو الهيجاء

 من مخيم جنين، مولودة في 2 نوفمبر 1985، تخرجت في الجامعة العربية الأمريكية، تخصص القانون، اعتقلت بنان أبو الهيجاء في 5 مايو 2025، أثناء مرورها عبر حاجز جبارة، بنان أم لأربعة أطفال: تُقى، جنى، حمزة، غنى، متزوجة من المهندس عبد الله رصرص. 

أمها أسماء أبو الهيجا (أم عبد السلام)، زوجة المجاهد الأسير جمال أبو الهيجا، ووالدة الشهيد حمزة أبو الهيجا، ووالدة الأسيرين في سجون الاحتلال عبد السلام وعاصم، والمختطف في سجون السلطة عماد، وأخيرًا ابنتها الأسيرة المحامية بنان التي اختطفها الاحتلال عن عن حاجز بشكل مفاجئ. 

بنان مع زميلات الزنزانة رقم 6 (فاطمة منصور وشهد حسن)، قالت بنان للمحامي أن يوصل رسالتها إلى زوجها وأطفالها: "بوصّي عبد الله أول يوم في المدرسة يصوّرلي فيديو وصور، وهم رايحين، وخاصة الصغيرات غِنى وجنى، ويبلّغ روضة غِنى أنها إمها بالسجن وما يشدّوا عليها ويبهدلوها إذا قصّرت، وخلّي ساجدة تتبّع نظافة شعر البنات، وما تنسى واقي الشعر يلّي برشّ. يقول المحامي: "بنان قويّة وبتسلّم على زوجها وأولادها (تُقى، جنى، حمزة وغنى)، على رشا وغفران، وعلى كلّ من يسأل عنها".

زهراء محمد عبد الكوازبة (أبو سرحان)

 من خلايل اللوز، بيت لحم. مواليد 23 ديسمبر 1987. أسيرة فلسطينية، وحامل بطفلتها، ومعتقلة في سجن "الدامون". اعتقلت زهراء يوم 1 نيسان 2025، على حاجز طيار قرب "معاليه أدوميم"، في طريقها من أريحا. لكن التعريف لا يكفي، لأن زهراء  قلب مشقوق بين كرم وزين وفرح وأسماء أخرى تناديها "ماما" حتى لو لم تنجبهم. قالت للمحامي: ليلى، وسارة، ووديع، وليان، وكارمن هدول ولاد فادي، أغلى من ولادي. يسامحوني على اللي صار، اشتقت للجميع."

من عتسيون  إلى المسكوبية، 23 يومًا من الضغط والتشويش، حتى فقدت وعيها في إحدى الليالي نتيجة تشنج حاد. ثم إلى الشارون، ليلة واحدة فقط، لكنها حفرت في الذاكرة، ثم إلى "الدامون" حيث لا ينتهي الاستقبال دون إذلال. تقول: "ضربوني عيني اليسار، وإجري اليمين، أخذوا الجلباب بالقوة، نزل دم من وجهي وثمي، وأنا مش مستعدة أتنازل عن الجلباب."

تقول للمحامي: "رحت أعمل فحص، قالوا بنت الحمل خطير شوي، بدهم خزعة من البيبي ورفضت. مش مستعدة أسمح بشي ينزلها. كنت مربوطة بإيدين وإجرين وكلب بالبوسطة." ثم ابتسمت: "رجعت من الفحص، قلت للبنات: يحيى صار يافا".

 لينا راشد عويضة مسك

 المولودة في 15 ديسمبر 1990،  تاجرة (تستورد مواد خام للعفش)، أم لثلاثة أولاد: سلسبيل سوسو، إيلان، وعبد الرحمن عبود. تقول للمحامي: "ولادي ما يفكّروا إنّي نسيتهم. مشتاقة لهم، راجعة، بحلم فيهم كل الوقت.

اعتقلت عندما توجهت إلى مقابلة مخابرات يوم 24 فبراير 2025، كان تحقيق مخابرات على بوستات، وبعد التحقيق  أخذوها ليلة لسجن هشارون ومنه إلى الدامون.

تقول للمحامي: "في الدامون قمعات، ضرب، عزل مع تربيط كلبشات، ضربوني على إيدي وطلعت عظمة بس الحمد الله مش كُسر، شبح، تهديد بالانتهاكات الجنسية للصبايا والسجّان بتطلع "مبن أفضل ومناسبة أكثر؟" ويضحكون. "سحبونا من الغرف، ضربونا بالساحة، ماسكينا من راسنا ومن ورى، وإحنا مكلبشات ومغمّضات عينينا، وجابو الكلاب، والمسئولين بطلّعوا وبضحكوا، بتلذّذوا بالتعذيب.

اقرأ أيضًا: أسيل حماد.. ياسمين أبو شعبان.. شيماء أبو غالي

تكمل: "سلّم على بنتي سوسو "صرت صبيّة، ديري بالك على إخوتك وعلى تاتا"، وعبود وإبلان "بدي آكلكم أكل بس أطلع من كثر ما بحبّكم، شوفِتكم بتسوى الدنيا"، وكل ليلة قبل ما أنام بتخيّل يحيى ورواند وريما وإمي وأبوي، وحلمت بعثمان جاي يسلّم عليّ.

"راجعة بأمل جديد للحياة"، رايحة أفتح مشروع جديد بخصّ النساء والأطفال، وكمان بيوتي لليزر (عازمة كل بنات الدامون لعلاج مجّاني)، ونِفسي أعمل بوفيه مفتوح لكل بنات الدامون وأحط كل شي اشتهوا بفترة الحبسة. بوسولي ولادي كثير...

 ميسر هديبات

تقبع في سجن الدامون منذ اعتقالها بتاريخ 18 تشرين الثاني 2024، إثر إطلاق قوات الاحتلال النار عليها خلال وجودها قرب حاجز عسكري مؤقت أثناء خروجها لشراء اللبن.  لها 3 أولاد وبنتان.  بحسب إفادتها، لم تتلقَ أي إنذار أو توجيه، وتم نقلها إلى المستشفى ثم إلى السجن مباشرة، حيث أُودعت في القسم النسائي وتحديدًا في الغرفة رقم 5 إلى جانب أسيرات أخريات.