بنفسج

المهارات اللغوية للطفل الدارج اكتساب بالتعلم

الإثنين 22 يونيو

مترجم لموقع بنفسج
مترجم لموقع بنفسج

 إن أجمل مرحلة للطفل حين يبدأ بفهم ما تقولينه له كأم تطلبين منه أن يرتدي وإذ به فهم، يبدأ الطفل خلال عامه الأول باستقبال المفردات منك وتخزينها، ثم فيما بعد يخرجها على شكل كلمات غير مفهومة لاحقًا إلى أن تتشكل الحصيلة اللغوية لديه كاملة ما ناحية الفهم الكامل  والنطق.

هنا نوضح لك تسلسل سير العملية الكلامية للطفل، والكلمات والتصرفات التي سيقوم بها الطفل خلال أعوامه الاولى.

| الكلمات الأولى

93.jpg


اطلبي من صغيرتك أن تحضر لعبتها المفضلة، وسترين أنها تفعل ذلك بسعادة كبيرة. أخبريها أنك ستصطحبينها للحديقة وسترين أنها سبقتك إلى باب المنزل. أخبريها أنّ موعد نومها قد حان، وراقبي ردة فعلها الواضحة؛ ستعترض وتركض محاولةً الاختباء.

بعد تمام عامها الأول، ستلاحظين أن طفلتك تفهم أغلب ما تقولينه، حتى لو كان جلّ المحادثة قائماً على التمتمة والكلمات غير المفهومة. هذه القدرة على إدراك وجود اللغة الناطقة، أو ما يطلق عليه الخبراء "مهارات اللغة الاستقبالية"،  تمثل الخطوة الأولى والحاسمة لبدء الثرثرة.

ولا بد أن تعلمي أن طفلتك قد بدأت فعلاً باكتساب مهارات اللغة الاستقبالية منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها صوتك، وستركز خلال عامها الثاني على تطوير قدرتها على ممارسة هذه المهارة، مثل: تخزين بعض الكلمات، واستيعاب قدر من قواعد اللغة وتراكيبها.

لماذا تحتاج اللغة إلى فترة طويلة للتعلم؟ ليس بالأمر السهل الانتقال من محاولة التخاطب البطيئة قفزاً إلى المحادثة اللغوية التي تستدعي تحويل الأفكار، والمعاينات البصرية والمشاعر إلى كلمات. كما أن اكتساب اللغة يتطلب الدمج بين الأسلوب وقواعد اللغة وإيجاد طرق تطبيقهما معاً.

وكما في معظم مراحل التطور، أوضح جريج سونين، طبيب الأطفال في مشفى بيلور الجامعي التخصصي في دالاس- أمريكا: "إن الحكم على مدى تطور المهارات اللغوية للطفل لا يبدو محدداً بمستوى معين، فهناك أطفال نطقوا كلمتين فقط، بينما هناك آخرون استطاعوا نطق ١٢ كلمة وربما أكثر ببلوغ الثلاثة عشر شهراً. وقد تكون هذه الكلمات غير مكتملة الصياغة، وبالتالي لن يفهمها إلا الوالدين في الغالب“.

 | مسميات

80.jpg


الكلمات الأولى التي يتعلمها الطفل تكون قائمة على إيجاد مسميات للأشخاص والحيوانات والأشياء التي تسكن عالمه، وبالتالي فهو سيتعلم كلمات منفردة أو عبارات قصيرة بدايةً؛ بمعدل كلمة أو اثنتين شهرياً. ثم وبشكل مفاجئ وببلوغ الـ ١٨ شهراً، سيمر الطفل بما يطلق عليه الخبراء مصطلح تفجر اللغة، وهي المرحلة التي يصبح فيها الطفل قادراً على استيعاب ١٠ كلمات في اليوم الواحد.

وعندما يصبح الطفل قادراً على تجميع عدة كلمات، سيكافح لإيصال أفكاره بصورة أدق. في البداية، سيقوم بتقليدك؛ فمثلاً سيبدأ طفلك بلفط اسم قطةعندما يرى القطة تحفر في إناء الأزهار، فقط لأنه سبق أن رآك تفعلين هذا.

 | تراكم

طفلك لن يهتم بالكلمات والإضافات غير الأساسية مثل: حروف الجر، على اعتبار أن ذلك سيأتي في مرحلة مقبلة، ولكن خلال هذه الفترة قد يبدأ الصغير بالصراخ بــ "قطة سيئة!" عندما يرى القطة تحفر في إناء الأزهار.

ستلاحظين كيف سيصبح طفلك قادراً على تحويل المفردات المتزايدة إلى جمل قصيرة. وهذا ما أشارت إليه ستيفاني ليدز، رئيسة قسم التربية والدراسات المعنية بالطفل في كلية "كازينوفيا"- الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن طفلك لن يهتم بالكلمات والإضافات غير الأساسية مثل: حروف الجر، على اعتبار أن ذلك سيأتي في مرحلة مقبلة، ولكن خلال هذه الفترة قد يبدأ الصغير بالصراخ بــ "قطة سيئة!" عندما يرى القطة تحفر في إناء الأزهار.

الفترة التي يستطيع الطفل فيها نطق هذه الكلمات تمثل مرحلة يطلق عليها الخبراء مرحلة الكلام المختصروالتي تتكون عادةً من كلمتين اثنتين. وبغض النظر عن هذا الإيجاز في الحديث إلا أن هذه المرحلة تمثل نقلة جديدة في مستوى التواصل بين الطفل والآخرين. على سبيل المثال، قد يهتف الطفل أبي البيتعندما يرى سيارة والده قد وصلت فعلاً إلى باب المنزل، وقد يقول أيضاً اللعب الأرجوحةعندما يمر بحديقة أو مساحة للعب الأطفال.

وبطبيعة متمركزة حول الذات، قد يطالب هذا الصغير باحتياجاته عن طريق بعض الأوامر. فربما سيصرخ بــ حليب أكثرعندما يريد المزيد من الحليب ليشربه. وقد يقول ابحثي اللعبةعندما يريدك أن تبحثي له عن دميته، وبذلك فإن الطفل يختبر قدرته الجديدة على أن يجعل كل احتياج له معلوماً لديك. وقد يكون الأمر ملتبساً عندك في البداية، فمثلاً عندما يخبرك الطفل انظري باصفغالباً سيكون منفعلاً ومستمتعاً برؤيته للباص لأول مرة مثلاً، ولكنه حين يقول الباص، انظريفهو يريد منك أن تأتي لرؤية هذا الباص.

 | التظاهر

تقول ستيفاني ليدز: في الفترة ما بين 16 و 18 شهراً، سينتقل الأطفال الصغار من تقليد نماذج الآخرين إلى مرحلة التمثيل الرمزي؛ والذي يعني أن لديهم الخيال والقدرات المعرفية على التظاهر بأن شيئًا يمثل شيئًا آخر".

قد تلاحظين مثلاُ أن طفلك يصرخ مثل الكلب أثناء زحفه حول قدميك، أو يستخدم الدمى والألعاب لتقليد الناس. وقد يضع وعاء على رأسه، ويصرّ على أنها قبعة جديدة، أو لعله يستخدم الموزة كهاتف. لعبة التظاهر أو ما يسمى بالتمثيل الرمزي هي حجر الزاوية للتعلم في المستقبل. تضيف ليدز أن القراءة والكتابة قائمتان عن التمثيل الرمزي، وبالتالي فإن هذه القدرة على التخيّل هي خطوة إنمائية أساسية".

وسئلت طبيبة الأطفال، سارة دومهند، عن عدد الكلمات التي من الممكن للطفل أن يقولها فأجابت: في الفحوصات المقبلة للطفل سنسأل نحن الوالدين هذا السؤال، لذلك لا بد أن ينتبهان إلى ما يجري، وما يقال في البيت. ففي هذا العمر، يمتلك معظم الأطفال خزينة مفردات تبدأ من 10 إلى 15 كلمة. ولا يهم إذا كان الوالدان هم الوحيدان اللذان يفهمان هذه الكلمات“ .

 | دور الوالدين

70.jpg


بشكل لا يدعو للمفاجأة، أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين بدأ والداهم بالتحدث معهم منذ الولادة، باستخدام كلمات مختلفة وإبداء ردات فعل إيجابية تجاه أفعالهم، هم أكثر قدرة على تطوير مهاراتهم اللغوية. ومن المهم أن يقلق الوالدان من بطء تطور المهارات اللغوية لدى أطفالهم. يقول الدكتور سونين: جميعنا سيعرف ذلك الشخص الذي أصبح ابنه قادراً على قراءة كتب شكسبير في عمر الــ ١٢“.

لكن لا بد أن يطمئن الوالدان لأنه حتى لو بدا الطفل أبطأ في الكلام من الآخرين، فهو يفهم معظم ما يقال؛ طالما أنه يستمع إلى المحادثات من حوله، ويحاول التواصل من خلال تعبيرات الوجه ولغة الجسد. لذلك هو ربما فقط يستعد لبدء محادثة بطريقته الخاصة. يضيف الدكتور سونين: "إن معظم الأطفال يتعلمون مهارات اللغة قبل مرحلة المدرسة“. بعد ذلك، قد تصبح المشكلة لديك في أنك لا تستطيع تحمل ثرثرة هذا الكائن الصغير!

في عمر الـ ١٦ شهراً: يصبح الطفل قادراً على صعود الدرج، وتقليد الآخرين، كما يبدأ بالشخبطة بالقلم أو بأي شيء آخر للتلوين. وطفلك في هذه المرحلة يفهم معظم ما تقوله، تجده يقلب صفحات الكتاب، ويستطيع تركيب الألغاز ذات القطعة الواحدة، وقد يقدر على ترتيب عدة مكعبات فوق بعضها.

في عمر الـ ١٧ شهراً: يستطيع الطفل أن يثبت قدرته على  تذكر الناس والأماكن، يبدأ الشرب من الفنجان ، ويتعلم أن يمشي عدة خطواتفي عمر الـ ١٨ شهراً: يستطيع هذا الصغير تكوين جمل من كلمتين، والإشارة إلى الأشياء التي يريدها، كما يستطيع تفريش أسنانه مع بعض المساعدة.

  | صنع الذكريات

بعض الأطفال ستكون لديهم القدرة على وصف الأحداث من مرحلة الطفولة، مما يثبت أن اللغة ليست متطلباً مسبقاً لتخزين الذكريات، كما كان يُعتقد سابقاً.

توضح الدكتورة ليز إليوت - وهي مؤلفة كتاب "ما الذي يجري هناك؟“ - وهو كتاب يشرح كيف يتطور دماغ الطفل في السنوات الخمس الأولى - أن الإشارة لأشياء من الذاكرة هو آخر مرحلة قبل التحدث. سيبدأ الأطفال في الإشارة إلى الأحداث التي حصلت مسبقاً  قبل مرحلة التحدث بقليل، كما أن هذه المرحلة "الاستذكار اللفظيستتحسن بشكل كبير خلال سنوات ما قبل المدرسة، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأطفال ستكون لديهم القدرة على وصف الأحداث من مرحلة الطفولة، مما يثبت أن اللغة ليست متطلباً مسبقاً لتخزين الذكريات، كما كان يُعتقد سابقاً.

ومع ذلك، تؤكد الدكتورة إليوت أنه وعلى الرغم من أن اللغة غير مطلوبة لصنع ذكريات، إلا أنها تلعب دورًا رئيساً في جعل هذه الذكريات حاضرةً في ذهن الطفل. وبمجرد تطوير الأطفال لمهاراتهم اللغوية يبدؤون بإنشاء القصص، بحيث يمكنهم "وضع ذكرياتهم الشخصية في إطار الأزمنة والأمكنة، وبالتالي تنتقل الذكريات مع الأطفال من مرحلة الطفولة إلى الحياة المستقبلية“.