بنفسج

طفلي وعيد الأضحى: هل أسمح لطفلي أن يشهد الذبح؟

الجمعة 01 يوليو

قضية جدلية تم تداولها خلال لفترة الأخيرة، ففي كل مرة يقترب عيد الأضحى، تصلني عدة استشارات فيما يخص هذا الموضوع، وهذا مجال أتحدث فيه هنا كمستشارة تربوية حول الأضحية ومشاهدة الأطفال لهذا الحدث الكبير في عيد الأضحى؛ إمكانية ذلك؛ مخاطره ومحاذيره.

شعيرة "الأضحية" هي سنّة، وتطبيقها فيه الكثير من الأجر واتباع هدي النبي الكريم، ولكن، تدور هناك تساؤلات مختلفة حول هذا الموضوع من الأمهات، لذلك، أُرفق في هذا المقال عددًا من الإجابات لعدد التساؤلات:

| ما هو العمر المناسب للطفل ليشهد الأضحية؟

العديد من الأخصائيين والاستشاريين النفسيين حول العالمي يقولون أن العمر المناسب لرؤية الذبح هو سن العاشرة، وهو سن السعي، والذي يستطيع الطفل فيه فهم السبب من وراء الأضحية، لكن بنظري الإجابة ليست سهلة.
 
 فعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار النضج العقلي والانفعالي والتهيئة النفسية والجسدية، وهو الأمر الذي يقيمه ويقدره الأهل بشكل جيد.

العديد من الأخصائيين والاستشاريين النفسيين حول العالم يقولون أن العمر المناسب لرؤية الأضحية هو سن العاشرة، فهو سن السعي، والذي يستطيع الطفل فيه فهم السبب من وراء الأضحية، لكن بنظري الإجابة ليست سهلة، فكما أشرت سابقًا أن النضج العقلي والانفعالي والتهيئة النفسية والجسدية يلعبان دورًا مهمًا في الإجابة على سؤال العمر المناسب، وهو الأمر الذي يعتمد على ملاحظة الأهل وتقييمهم لجاهزية الطفل، وفهمه لأهمية الأضحية من الناحية الشرعية يساعد في تقبله أكثر لما يتم القيام به خلال هذه الشعيرة الإسلامية.

كما ولا بد من أن يكون الطفل قادرًا على التعبير ومناقشة مشاعره وطرح الأسئلة وشرح الأثر الذي تخلقه في نفسه مثل هذه التجربة، وإلا، فستكون هذه التجربة مبكرة عليه، لأنها ستترك آثارًا سلبية، سواء نفسية من مخاوف وأعراض سلبية، أو تجنب تناول اللحم أو حتى مشاعر سيئة تجاه ذبح الحيوان أو الشخص الذي ضحى بالحيوان.

| كيف أهيئ طفلي لمثل هذه التجربة؟

 بالنسبة للأطفال الصغار دون سن فهم السبب وراء الأضحية، نتدرج معهم في إيصال المعنى، ونوضح لهم أن هذا الخروف هو ضيف لوقت قصير وبعدها سنذبحه ونوزع لحمه على الفقراء ونأكل منه، وهذا هو الهدف الرئيسي من وجوده في المنزل. 

نهيئ الطفل عامًا بعد عام لفهم معاني ومقاصد الأضحية حتى يصل لمرحلة الوعي، أما في حال رؤية الطفل للذبح دون تهيئة مسبقة، وظهور بعض الأعراض الطارئة عليه، كالخوف، والانسحاب، والتبول اللا إرادي، فيتم معالجة هذه الأعراض بفتح الحوار والنقاش مع الطفل بغض النظر عن عمره، بحيث يتم التركيز على المحاور التالية: 

| اتركيه يعبر: دعي طفلك يعبّر، واسمعيه ولا تحاولي أبدًا إخماد أي محاولة للتعبير وإبقاء الأمر طي الكتمان، بل بالعكس، شجعي وتحدثي بأريحية مع الطفل وبهذا تكون قد ساعدته على فهم الحدث.

| تحلي بالصبر: الطفل قد يحدثك عن تعاطفه مع الحيوان وقد يستمر في الحديث عن الأحداث بشكل متكرر، حاولي الإجابة عن تساؤلاته وإجابته إجابات بسيطة يستطيع فهمها وتحلي بالصبر.

| أجيبي بأريحية: أكدي للطفل إذا أخبرك بمشاعره أنها مشاعر طبيعية فحتى الكبار قد يشعرون بها، ولا تطلبي منه أن يكون شجاعًا، وأخبريه أنه مع مرور الوقت سيتمكن من تجاوز الأمر، وإذا كان عندك تجربة شبيهة لك أو لشخص تعرفينه حدثيه عنها حتى يطمئن ويشعر أنه ليس لوحده، وإذا كان لديه أي سؤال أجيبي عنه بأريحية.

| أخبريه بحريته: أكدي لطفلك أن لديه الخيار في المرة القادمة أن ينظر لمثل هذا الحدث أو لا ينظر، وأخبريه أنه ليس مجبرًا على ذلك، حتى يشعر الطفل أن الإسلام دين يسر وأن الله يسّر على الإنسان وسهل عليه.

| ناقشي الحدث: ناقشي الطفل في حينه ولا تنتظري شهورًا لتفاتحي الطفل في الموضوع، وإذا لاحظت استمرارية التغيرات على طفلك لأكثر من 4-6 شهور، من إعادة سرد الأحداث وخوف مستمر، فلا تترددي في عرضه على أخصائي نفسي يساعد في حل المشكلة.