تعد عبارات من قبيل "يا ناصح، يا دب"، من أصعب الانتقادات التي يسمعها الطفل، والتي تحضر في ذاكرته طوال حياته؛ ففي بداية مشواره يكون مرض "السمنة" أكبر عقبة في طريق طفولته، حيث تتحول الدهون المتراكمة في جسده الصغير لشبح يطارده أينما ذهب، في الحركة واللعب والتنفس؛ وتصبح كلمة سمين، الصفة الوحيدة الملازمة له. هنا تقدم بنفسج تعريف السمنة عند الأطفال، ونصائح صحية للأم للتعامل مع طفلها.
ما هي أسباب السمنة عند الأطفال؟
تلعب العديد من العوامل دورًا في حدوث السمنة عند الأطفال، ومنها العوامل الصحية، مثل: مشاكل الغدد الهرمونات، والوراثة، والعوامل المتعلقة بأسلوب حياة الطفل وعاداته الغذائية؛ كإدمان الوجبات السريعة، والشيبس، والمشروبات الغازية، وتناول الطعام أمام التلفاز، مما يضاعف كميات الأكل التي يتناولها. كما ويؤثر نظام الحياة الحامل على زيادة فرص الإصابة بالسمنة، ويؤثر نمط ونوعية طعام الأسرة على سلوكيات الطفل وعاداته الغذائية.
اقرأ أيضًا: سيرة نفسية مختصرة لطفل تمتع بالرضاعة الطبيعية
ترتبط السمنة في مرحلة الطفولة بعواقب صحية مختلفة، قد تكون فورية، أو بمراحل متقدمة من العمر؛ فالطفل السمين هو الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض الربو، والقلب، وآلام العضلات، والمفاصل، كما أن الطفل الذي يعاني من سمنة مفرطة عادة يعاني منها عندما يكبر؛ وذلك لأن عدد الخلايا الدهنية لا يقل بعد البلوغ، وهو الأكثر عرضة للتمييز والكآبة، سواء عند شعوره بعدم القدرة على القيام بالأنشطة التي يقوم بها الأطفال الآخرين، أو عند ذهابه إلى السوق لشراء الملابس، أو في حال تعرضه للإحراج والسخرية من أقرانه بسبب الوزن الزائد.
ما هو علاج السمنة عند الأطفال؟
عزيزتي الأم؛ احرصي على جعل طفلك يشعر بأنه محبوب بغض النظر عن وزنه؛ فذلك هام جدًا لتعزيز ثقته بنفسه. واستمعي له برحابة صدر للتأكد من عدم شعوره بالضيق أو الإحباط، فيما يتعلق بوزنه أو شكله، ولا تقارني بينه وبين أخوته، أو غيره من المحيطين، فلكل طفل شخصيته وتميزه.
كما عليك أن تتحدثي معه بصراحة حول المشكلة، وشجعيه دون إصدار أحكام، وحاولي البحث عن حلول معه. وقومي بمراجعة طبيب وأخصائي تغذية لإجراء الفحوصات اللازمة، والحصول على المساعدة. والأهم من ذلك، ابدئي بإدخال التغييرات البسيطة على نظام الحياة مثل الطبخ الصحي، وتقليل المقالي، واعتماد الخضار، والسلطة ضمن الأكل اليومي، وقللي من استخدام السكر والملح عند تحضير الطعام، واشركيه في عملية إعداد الطعام، والتسوق للأغذية الصحية، فهذا يشعره بالمسؤولية.
وتذكري أن طفلك يحتاج إلى الغذاء للنمو، فخسارة نصف كيلو أسبوعيًا هي خسارة مثالية. كما خصصي وقتا لتناول الطعام معًا كعائلة، واحرصي على توفير مناخ مناسب ومريح أثناء ذلك. عدا عن ضرورة تقديم الوجبات الخفيفة الصحية، مثل الفواكه والترمس والبوشار. وكوني حازمة بالنسبة للوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة التلفاز لكونه سببًا في السمنة، لا سيما وإذا ترافقت المشاهدة تناول الطعام، وامنحيه مساحة من الحرية لممارسة الرياضة واللعب خارجًا. وتجنبي أن تقدمي له الطعام كمكافئة.
اقرأ أيضًا: السمنة عند النساء: أسباب ظاهرة وخفية
أخيرًا، السمنة عند الأطفال مرض العصر لذلك احرصي أن لا يفوّت طفلك وجبة الإفطار، وجهزي له الطعام قبل الذهاب للمدرسة، واحرصي أن يكون غنيًّا بالألوان والأنواع المختلفة كي لا يشعر بالملل. أيتها الأم؛ أنت قدوة لطفلك ابدئي بتغيير عادات المنزل، وخلق بيئة صحية مناسبة لا يشعر معها الطفل بالغربة، لاختلاف طعامه عن باقي أفراد عائلته.