بنفسج

دارة .. وثائقي من غزة يحصد المرتبة الأولى عالميًا

الثلاثاء 22 سبتمبر

حياكة القصة، حياكة ربما لم تبدأ، آية المتربيعي صاحبة فيلم دارة، قصتها بهذه الجملة، لكنها لخّصت مسيرة كاملة بدأتها في عالم صناعة الأفلام، ما بين الشغف والتحديات، وذلك بعد رحلة طويلة مع مواهب مختلفة في مواطن الفنون السمعية والبصرية، ما بين الكتابة والتصوير والصوت، وصولًا إلى دارة الذي وُلد في غزة المحاصرة والدائرة الصغيرة، وبدأ يحلق في سمائها بكوفية فلسطينية، ربما ليست بنفس الطريقة الدائرية، إلا أنه وصل للعالمية محققًا نجاحًا باهرًا.

آية أحمد المتربيعي الفتاة العشرينية، وطالبة في الجامعة الإسلامية في قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، وصاحبة فيلم دارة، الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان  Girls impact the world  والذي تنظمه مؤسسة  connect  her  في نسخته الثامنة بولاية تكساس الأمريكية، والذي يشجع الفتيات من كافة  أنحاء  العالم  على صناعة التغيير في الكثير من المجالات بواسطة الأفلام.

| الحكاية حياكة

آية أحمد المتربيعي فتاة العشرينية، وطالبة في الجامعة الإسلامية في قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، وصاحبة فيلم دارة، الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان  Girls impact the .world
 
دارة فيلم وثائقي بورتريه شاعري، تقوم فكرته على عرض فلسفة الدائرة في حياة الشابة يارة أيوب، وهي أخصائية بصريات وهاوية للتطريز بالتارة.
 
 تقول آية: "دارة فيلم وثائقي أنتجته في عام 2019 وهو من الألف إلى الياء من صنعي، وبحب أحكي من حياكتي لأنه حكاية القصة حياكة".

وأكدت آية أنها تقدمت للمهرجان في شهر سبتمبر لعام  2019 ليكون دارة الفيلم الوحيد من غزة  ضمن أكثر من  (400) فيلم مشارك، تأهل منها ما يقارب (60) فيلمًا للمرحلة الأولى، ليتم بعدها الإعلان عن بدأ التصويت لمدة شهر لجائزة الجمهور واختيار أكثر عشرة أفلام تم التصويت لها، ثم قام الحكام بترشيح (3) أفلام من ضمنها دارة، وهو فيلمها  الفائز بجائزة الجمهور، والمرشح لجائزة أفضل إنتاج.

وحول دارة، تقول آية: "دارة فيلم وثائقي أنتجته في عام 2019 وهو من الألف إلى الياء من صنعي، وبحب أحكي من حياكتي لأنه حكاية القصة حياكة". وتوضح آية، أن دارة فيلم وثائقي بورتريه شاعري، تقوم فكرته على عرض فلسفة الدائرة في حياة الشابة يارة أيوب، وهي أخصائية بصريات وهاوية للتطريز بالتارة.

 وتتابع قائلة: "حاولت أن أبرز كيف توفق يارة بين هذه الدوائر، وهل من دوائر جديدة تطمح لها يارة"، مشيرة أن دارة تعني الدائرة باللغة العربية. وتضيف، ينتهي دارة بجملة: "في كل مرة بنضيف دوائرنا؛ اهتماماتنا وشغفنا، بنكبر، بلكي بنصير جزء من هذا العالم". والتي ربما تلخص الأحلام المشتركة بين آية الصانعة ويارة البطلة.

| دارة "لازم يدور"

تقول آية مسترجعة ذاكرتها: "بعد ما خلصت فيلمي عهدت نفسي أنه يدور، نظرت إليه وقلت لازم دارة يدور، وهذا ما حصل بالفعل". وتتابع: "لقد تم عرض فيلم دارة في مهرجان محلي بمؤسسة أيام المسرح، كما تم عرضه في مهرجان أفلام الطلاب من فلسطين، في جامعة ديوك الأمريكية، والذي طلبت إدارته أن يكون الفيلم ضمن الأرشيف الفلسطيني للأفلام في مكتبة روبنشتاين التابعة للجامعة، والتي تصنف ضمن أفضل (10) جامعات في العالم، وكان دارة الفيلم الوحيد من غزة.

وعن التحديات والمشكلات، فقد أكدت آية أن الأمر لم يكن سهلًا، موضحة أن أبرز التحديات التي واجهتها تمثلت في كيفية الموازنة بين الدراسة والأفلام، وغياب الحاضنة، إضافة لعدم تشجيع المجتمع للشابات بالدخول في صناعة الأفلام. مشيرة أن التحدي الأكبر أثناء هذه المشاركة هو ضرورة تحديد دولة الفيلم المشارك، وفي ذلك تقول: "المفاجأة الأكبر أنك ستجد كل ما يخطر ببالك من البلاد عبر القارات إلا فلسطين غائبة عن هذه القائمة، مما اضطرني لاختيار الأردن".

وبعزم وطني، أصرت على إثبات وجود فلسطين من خلال دارة، وفي ذلك تقول: "أن تصل لمنطقة الأمان يعني أنك لن تخاف ولاتهاب الحديث، وسترفض الرجوع"، مضيفة: "تواصلت عبر إيميل رسمي لأوثق أنني من فلسطين، ثم اكتملت بهجتي لحظة إعلان النتائج والتي نُشرت مرفقة بصورتي واسم الفيلم والجامعة، وفلسطين!! وهنا، تسأل آية وتجيب قائلةً: "معقول، بفيلم نستطيع أن نغير.. فتجيب، أجل، وحتى لو كان صغيرًا".

"آية شخصية رائعة وموهوبة، مؤثرة جداً، وليست عادية"، هكذا وصفت يارة التي يتمحور حولها الفيلم، صديقتها آية، في الوقت الذي عجزت فيه عن وصف شعورها بالفوز، كما عجزت عن وضع اسم آخر للفيلم، معتبرة أن دارة هو الأجمل قائلة: "بصراحة، لم أتخيل يومًا أن أصل للعالمية، ومش ح لاقي أحلى من اسم دارة يصف الفيلم". ويُعد والد آية _ رحمه الله _صاحب الدور الأبرز في صقل موهبتها وتقديرها، حيث كان أول من أهداها الكاميرا وهي بالصف التاسع، والذي لم يفتر للحظة أن يلقبها بالأولى.

| طالبات الثورة

20.png

قصة فنية جميلة دفعت آية للكثير من الأسئلة التي وضعتها على طريق مختلف بعدما وجهت الرؤية للنظر بعينها الأخرى، وذلك حين وقف أحد أساتذة الرسم عند لوحة الفتاة الأفغانية التي شاركت فيها آية بأحد المعارض، الفنية قائلًا: "هذه ليست لوحة، هذه قصة فنية". وهنا، بدأت آية بمشاهدة الألوان داخل اللوحة تتحرك، متسائلةً حول إمكانية إضافة الحركة، وشيئًا من الأصوات التي تسمعها داخل اللوحة، وفي ذلك تقول: "من هنا وبكل حماس، بدأت القصة ورأيت نفسي قادرة على تحويل ذلك كله واختزاله بتوليفة واحدة تسمى الفيلم".

طالبات الثورة، تحت هذا الاسم بدأت آية مشوارها الفني بتجربتها الفيلمية الأولى كطالبة في المدرسة الثانوية، حيث تم إنتاجه عام 2016 تحت عنوان  uprising  students  ليحصد بعدها المركز الثالث في مسابقة محلية بمؤسسة مفتاح في رام الله، رغم عدم استيفاءه للشروط، تقول: "أذكر حتى الآن الإيميل الذي أخبرتني فيه المؤسسة عن إصرارهم لدعمي ودعمنا كطالبات نعبر عن آلامنا وآمالنا".

"بالنهاية، أريد أن أوصل رسالة، إحنا في غزة قادرين نرسم ونلون، نكتب ونصنع أفلام قصصنا وشخصياتنا وبذكائنا نوصلها للعالم، ونتنافس، ونكون الوحيدين من غزة بمثل هذه مهرجانات".

تبتسم آية للتوفيق الإلهي قائلة: " قدرًا.. لقد كانت رحلتي الفنية متسلسلة". وأكدت آية أن دارة ليس الفيلم الوثائقي الأول ولا الوحيد، قائلة: "لقد تلاه راء إنتاج ديسمبر 2019 وسبقه فيلم بقاء و15/5 والذي تم عرضه في اليوم الفلسطيني المقام في كوستاريكا في نوفمبر عام 2017 مشيرة أنها تقدم فيلم راء للكثير من المهرجانات، والتي توقف أغلبها بسبب كورونا.

وتتابع قائلة: "بالنهاية، أريد أن أوصل رسالة، إحنا في غزة قادرين نرسم ونلون، نكتب ونصنع أفلام قصصنا وشخصياتنا وبذكائنا نوصلها للعالم، ونتنافس، ونكون الوحيدين من غزة بمثل هذه مهرجانات". وتختتم آية بجملة تلخص شغفها وطموحها قائلة: "الأفلام ولغة السينما العالمية، المكان الوحيد لي بعد رحلة من البحث عن الشغف الحقيقي في سن صغير جدًا، فالأفلام هي التوليفة التي تجمع كل التجارب الفنية السابقة لي".