بنفسج

أزمة "كورونا": اختبار حقيقي لدورك كأم وقدوة ومربية

الثلاثاء 09 يونيو

حالةٌ من الفزع ودوامةٌ من الخوف تسيطر على معظم الأفراد بسبب ما يُعرف بفيروس كورونا؛ المرض الذي أودى بحياة المئات في العالم نتيجة العدوى. أصبح اليوم حديث المجتمع والسياسة والاقتصاد، وقد سيطر على أذهان الكبار والصغار، واختلّت موازين العالم لشدّته وسرعة انتشاره، وعدم التمكّن من إيجاد دواءٍ له حتى الآن.

الوعي والمعرفة التّامة بالشيء يعتبر أولى خطوات الوقاية منه؛ فالتعرّف على المرض، ومسبباته وطرق العدوى بين الأفراد، والأعراض المصاحبة له، ومضاعفاته، وكيفية التفريق بينه وبين أعراض مرضٍ آخر، كالأنفلونزا العادية مثلاً، كلّها تُعينُ على الوقاية منه.

| دور الأسرة

توعية الطفل بخطر الكورونا وبأساليب اجراءات السلامة مهم للغاية، فوجود مُعقّم اليدَين صغير الحجم في جيب طفلك ضرورّيٌّ جدًا، بإمكانه استخدامه في كل حركة يخطوها.
 
 باعتبار أن الفيروس ينتقلُ من مسافة ما يقارب المتر أو أقّلّ منه. بإمكانك تعليم طفلك أَنْ يقف بعيدًا بمسافة لا تقل عن الخطوتين أثناء مقابلته وحديثه مع أيّ شخص، فقنطار وقاية قد يحول دون الإصابة بالفيروس.


يبدأ الوعي من الفرد ليصل إلى المجتمع كلّه، فمثالنا اليوم هو المجتمع الصغير: الأسرة؛ التي تتمثّل بالأم و الأب والأبناء. فالوالدان لا يُرّبيّان فقط، وإنّما يصنَعان شخصيةَ الطفلِ من خلال النّموذج الذي يقدمانه له، فالطفل يراقب والديه بكل الحالات؛ وقت الانفعال والهدوء، الإحباط  والتفاؤل.

فمحاولة الأم أو الأب الظهور بحالةٍ أفضل، سيصنع من الطفل إنسانًا قادرًا على التعامل مع تحدّياتِ الحياة وظرُوفها، ولا سيما بمنح الثقافة العامّة حول ما نمرّ به هذه الأيام من أزمة تَفتك بالمجتمع. دور الأمّ والأبّ يكمن في محاولة تخفيف عبء هذه المرحلة وثقل الأيام القادمة، وتحويل المحنة لمنحةٍ تكسب بها أبناءك.

الأسطح الملوثة من أهم عوامل الخطر لانتقال الفيروس، فمن الأَوْلى تعقيم البيت والأثاث وكل ما يخص الطفل. وتوعية الطفل بذلك مهمٌ للغاية، فوجود مُعقّم اليدَين صغير الحجم في جيب طفلك ضرورّيٌّ جدًا، بإمكانه استخدامه في كل حركة يخطوها؛ باعتبار أن الفيروس ينتقلُ من مسافة ما يقارب المتر أو أقّلّ منه. بإمكانك تعليم طفلك أَنْ يقف بعيدًا بمسافة لا تقل عن الخطوتين أثناء مقابلته وحديثه مع أيّ شخص، فقنطار وقاية قد يحول دون الإصابة بالفيروس.
 

لقد أوضحت بعض الدراسات أَنَّ مدّة بقاءِ الفيروس في الأَنْف يكون من 3 إلى 4 ساعات، حيث يستقر في مجرى التنفس، فلا بد ّمن إيجاد طريقةٍ لغسل الأنف أكثر من مرةٍ في اليوم، إحدى الطرق هي الوضوء؛ فركن الاستنشاق كفيلٌ بتنظيف الأنف 5 مرات في اليوم، فلا يجد الفيروس لحياته سبيلًا في جسم طفلك. هذا ليس وسواسًا وإنما سبيلاً للوقاية، وقايةٌ ستغنيك عن قناطير من العلاج الذي لا يزال غير متاحٍ حتى الآن.

| فرصة للتقارب

البنون هم زينة الحياة الدنيا، مسؤوليةٌ وليسوا عبئًا، فالتذّمر من تواجد الأطفال في المنزل خلال هذه الفترة العصيبة هو خطأٌ فادحٌ بل كارثةٌ حقيقيةٌ يقع فيها بعض الأمهات والآباء؛ فأبناؤكم لهم عليكم حقّ.
 
اليوم هو فرصتكم لتعويضهم عن أيام الانشغال، فرصتكم للتقرّب من أبنائكم؛ بغرس خُلقٍ فضيلٍ جديدٍ في كل لحظة والتوجيه السليم لسلوك أطفالك، لاكتشافه أكثر. اكتشفي ما يحبه طفلك من خلال أحاديث معه لم تجد في السابق متسعاً، حاوريه ودعيه يلمس حبّه في عينيك.

تعطيلُ الكثير من نواحي الحياة سبَبُهُ هذا الفيروس، فإغلاق الحضانات والمدارس والجامعات لفترة ممتدة، سبَّبَّ أضرارًا في سير العملية التعليمية. بإمكانك أيتها الأم ابتداءً من اليوم استغلال هذه العطلة بما يعودُ بالنَّفْع على طفلك.

وباعتبار أَنَّ الأُم هي من تقضي أغلب الوَقت مع الطّفل فلا بدّ من تخصيص ساعتين إلى ثلاث ساعاتٍ يوميًا لمتابعة الطفل في دروسه اليومية من المناهج التعليمية، وذلك بالاستعانة بالمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أُطْلِقَت من خلالها مبادرات فردية، وأخرى جماعية رسمية؛ تُعنى بشرح المعلمين بقيّة المناهج الدراسية فيما يتماشى والخطط الفصلية الموضوعة، ولا بد من كَسْر الروتين أثناء الدراسة، فإدخال بعض الصور والفيديوهات المتعلقة بالمادّة من خلال موقع اليوتيوب وغيره سيقلل من ملَلَ طفلك، ويخفف عنك عناءَ الكلام الكثير والشّرْح.

شاركي طفلَك ألعابَهُ المفضّلة وكوني الصّديق والرّفيق لهُ في ظلّ أيامٍ تخلو من زميل المقعد الدراسي، وصديقِ وجبةِ الفطور في الفُسحة، ورفيق الألعاب والركض في باحة المدرسة. أبْعديه ما استطعتِ عن الهاتف النقّال ولا تَدَعي الألعابَ الالكترونية تأخذه منك.

لا تحرميه؛ ففي عصْرنا هذا يُعتبر الهاتف النّقّال وسيلةٌ هادفة فيما لو تم استخدامها وتوظيف محتواها بشكلٍ إيجابيٍّ مفيد، ولكن اشترطي على طفلك استخدامه في البحث وتعلّم كل ما هو جديد. وبإمكانك تحديد ساعة يومياً للعب تكون تحت إشرافك. ولا بد من اللجوء للألعاب التعليمية والقصص سواء الإلكترونية أو الورقية.

البنون هم زينة الحياة الدنيا، مسؤوليةٌ وليسوا عبئًا، فالتذّمر من تواجد الأطفال في المنزل خلال هذه الفترة العصيبة هو خطأٌ فادحٌ بل كارثةٌ حقيقيةٌ يقع فيها بعض الأمهات والآباء؛ فأبناؤكم لهم عليكم حقّ. اليوم هو فرصتكم لتعويضهم عن أيام الانشغال، فرصتكم للتقرّب من أبنائكم؛ بغرس خُلقٍ فضيلٍ جديدٍ في كل لحظة والتوجيه السليم لسلوك أطفالك. لاكتشافه أكثر. اكتشفي ما يحبه طفلك من خلال أحاديث معه لم تجد في السابق متسعاً، حاوريه ودعيه يلمس حبّه في عينيك.

 أنت المُرّبي والمسؤولة والمديرة، فلا بدّ من ضع القوانين والقواعد والحزم في تنفيذها، والأخذ بالأسباب والالتزام بطرق الوقاية للخروج من أزمة فيروس كورونا دون خسائر تُذْكَر، بيدك كل شيء؛ فأنت الأقرب والأكثر درايةً بمصلحة طفلك. وقبل ذلك استودعوا الله أنفسكم وأهلكم وفلذات كبدكم، واستعينوا بالله فهو خيرٌ حافظًا وهو أرحمُ الراحمين.