بنفسج

العلاج النفسي لأطفال ما بعد الصدمة

الخميس 09 مارس

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

لا شك أن الحديث عن الاضطرابات النفسية يطول كثيرًا ويحتاج لعمق ونحن نكتب عنه ونستعرض المسببات والأعراض، في الجزء الأول من اضطراب ما بعد الصدمة قدمنا مدخلًا متكاملًا عن جوانب الاضطراب، وهنا، خصصنا الجزء الثاني للحديث والاستفاضة بالمعالجة النفسية لاضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال، حيث يعتمد على  عاملين أساسيين وهما التقبل والاحترام، كما سنتطرق لموضوع العلاج باللعب.

 العامل الأول  "التقبل"

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
يتواصل المعالج بنشاط وهمّة مع أحاسيس ومشاعر الطفل ومعانيه الخاصة، ولأن الأطفال مختلفون عن إدراكاتهم ومفاهيمهم تكون الأشياء ذات معان مختلفة، ففي تصورات الطفل التي تظهر من خلال استخدام الرمل والطمي والماء وما شابهها ما قد يرمز إلى كل شيء تقريبًا، فقد يرمز إلى خبرة مؤلمة، أو لمخاوف أو لحب أو كراهية أو العداوة، وكل هذه التصورات الخيالية يتم تقبلها والموافقة عليها من المعالج، ويشجع الأطفال على اكتشاف مشاعرهم وأحاسيسهم إلى أقصى درجة من خلال مثل هذه الوسائل.

 فهم مشاعر الطفل: في حالة اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال يتواصل المعالج بنشاط وهمّة مع أحاسيس ومشاعر الطفل ومعانيه الخاصة، ولأن الأطفال مختلفون عن إدراكاتهم ومفاهيمهم تكون الأشياء ذات معان مختلفة، ففي تصورات الطفل التي تظهر من خلال استخدام الرمل والطمي والماء وما شابهها ما قد يرمز إلى كل شيء تقريبًا، فقد يرمز إلى خبرة مؤلمة، أو لمخاوف أو لحب أو كراهية أو العداوة، وكل هذه التصورات الخيالية يتم تقبلها والموافقة عليها من المعالج، ويشجع الأطفال على اكتشاف مشاعرهم وأحاسيسهم إلى أقصى درجة من خلال مثل هذه الوسائل.

 استخدام جمل مشجعة: يستخدم المعالج عبارات تدل على تقبله للطفل مثل: "نعم، لقد فهمت، هذه الطريقة التي تحس بها، أنت فعلًا تخاف منه". والتقبل لا يكون فقط من خلال العبارات، ولكن أيضًا من خلال المشاعر وأحاسيس المعالج التي يعبّر عنها، وأيضًا شعور التقبل يُهدد إذا ما انتقده المعالج، أو استهجنه بأي طريقة من الطرق.


اقرأ أيضًا: عندما يجعلكِ الخريف حزينة: خمسة طرق مثبتة للتغلب على الاكتئاب الموسمي


 تقبل المعالج للطفل في كل أوضاعه: وكذلك إذا عمل على مكافأة الطفل أو استحسانه، فالطفل الذي يُكافئ أو يُستحسن، قد يميل إلى تقييد نفسه في تلك الأفعال والتعبيرات التي تجلب له الاستحسان والمكافأة، وهذا قد لا يتفق مع كثير من مشاعره وأحاسيسه الداخلية التي تكون في صراع ومعارضة للمشاعر المُتقبلة والموافق عليها، كما أن انتقاد الطفل ينتج نتائج مشابهة لذلك الصراع. وهكذا نرى أن كلًا من الاستحسان والاستهجان يؤخر أو يعوق العملية العلاجية، ولهذا من المهم لكي يؤدي المعالج دوره بنجاح أن يتقبل الطفل تمامًا كما هو وفي كل الأوقات.

 العامل الثاني "الاحترام"

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
 
التعاون مع العائلة لضمان نتائج التدخل العلاجي:  فقد تكون الطريقة التي تقوم بها العائلة، جزء من مشكلة الطفل واضطرابه، أي يلعب رد فعل الأهل دورًا أساسيًا بظهور وتطور الأعراض. مثال توضيحي لذلك: الأم التي تصرخ فزعًا من أي صوت، فتنقل هلعها لأطفالها، تصيبهم بالخوف والقلق أيضًا، وهكذا.
 
كما يجب شمول العائلة في هذا العلاج من البداية، فإن كان هناك خلل أو اضطراب يعاني منه أحد الوالدين، حينها لن يستطيع مساعدة ولده المضطرب في العلاج قبل أن يساعد نفسه.

الطفل الذي يشعر أن اهتماماته ومشاعره مفهومة، وأن له الحق في احترام مشاعره، هذا الاحترام الذي يبديه المعالج له يساهم في العلاج الناجح. لذا، يحاول المعالج فهم الطفل كما هو، ويحترم عاداته كجزء من شخصيته. ولا يجرب أن يعدل معاييره لتتوافق مع معاييره الخاصة التي يعتقد بصحتها. ومن هنا يمكن رؤية الثقة والتقبل والاحترام كإطار مقترح للعلاقة العلاجية بين المعالج والطفل. ومن المهم التثقيف النفسي حول اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال للعائلة لضمان الحصول على نتيجة مرضية.

التعاون مع العائلة لضمان نتائج التدخل العلاجي:  فقد تكون الطريقة التي تقوم بها العائلة، جزء من مشكلة الطفل واضطرابه، أي يلعب رد فعل الأهل دورًا أساسيًا بظهور وتطور الأعراض. مثال توضيحي لذلك: الأم التي تصرخ فزعًا من أي صوت، فتنقل هلعها لأطفالها، تصيبهم بالخوف والقلق أيضًا، وهكذا.

معرفة إن كان يوجد خلل لدى الوالدين: يجب شمول العائلة في هذا العلاج من البداية، فإن كان هناك خلل أو اضطراب يعاني منه أحد الوالدين، حينها لن يستطيع مساعدة ولده المضطرب في العلاج قبل أن يساعد نفسه، كما أن أفراد العائلة لا يقدمون فقط السيرة المرضية، بل إن العائلة كلها هي الوسط الذي يستمر الطفل ينمو بداخله، بعد شفائه كما هو مؤمل.

يجب شمول العائلة في هذا العلاج من البداية، فإن كان هناك خلل أو اضطراب يعاني منه أحد الوالدين، حينها لن يستطيع مساعدة ولده المضطرب في العلاج قبل أن يساعد نفسه، كما أن أفراد العائلة لا يقدمون فقط السيرة المرضية، بل إن العائلة كلها هي الوسط الذي يستمر الطفل ينمو بداخله، بعد شفائه كما هو مؤمل.

معرفة سبب الصدمة: يفتقر الأطفال مقارنة مع الكبار إلى التعبير اللفظي عن أنفسهم، لذا فإن المختص بحاجة إلى معرفة سبب الصدمة التي تعرض لها طفل من الوالدين.

دمج العائلة في الخطة العلاجية:  التوضيح للأهل عن طبيعة اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال، وعن دورهم في مساندة الطفل، والتأكيد عليهم بالصبر والتفهم لكل تصرفات الطفل والدعم الكلي له، والتوضيح للأهل أن تراجع هذه الأعراض يتم بالتدريج، مع تجاوز الطفل مخاوفه.

 مساعدة الأهل على تجاوز توقعاتهم السلبية: تجاه الطفل والتوضيح بأن دورهم في تعزيز السلوك الإيجابي بمواجهه مخاوف الطفل يُعتبر عاملًا اساسيًا في تراجع الأعراض.


اقرأ أيضًا: كآبة أم اكتئاب: مستويات للاضطرابات المزاجية


من المهم عدم تعنيف الطفل المصاب: سلوك الطفل غير إرادي، ولا يستطيع الطفل السيطرة على هذا السلوك، كما يجب التوضيح للأهل بعدم إعطاء تفسير خاطئ للعنف الذي يحدث من الطفل المضطرب أحيانًا، أو تخريبه بعض الممتلكات نتيجة اضطرابه هذا، فلا يخضع للتعنيف أو العقاب.

الابتعاد عن تجنب الحديث عن الحادثة: سلوك التجنب يريح الطفل لفترة قصيرة، ولكنه سيزيد لاحقًا من شدة هذا الاضطراب، ولن يساعد الطفل بالعلاج سريعًا.

 دعم العائلة للطفل: يقتضي دور الأهل أن يكون داعمًا ومطمئنًا للطفل، كما أن انتقاد الطفل والحكم عليه يسيئان من علاجه ويؤخرانه.

 التعاون مع المدرسة

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
 
 
هنا نأتي للمدرسة البيت الثاني للطفل الذي يقضي فيها جل وقته، مهما كانت حالة الطفل سيئة يجب تشجعيه على الذهاب للمدرسة، حيث هذا من ضمن الخطة العلاجية أي أعني يجب دمجه من جديد في المدرسة وكل الأنشطة المجتمعية حتى يستطيع التجاوز.
 
 وينبغي الحرص على عودته إلى حياته وروتينها الطبيعي حتى نستطيع إخراجه من تلك الصدمة، ومن الضروري التعاون مع المعالج النفسي، أو الإخصائي بالمدرسة.

هنا نأتي للمدرسة البيت الثاني للطفل الذي يقضي فيها جل وقته، مهما كانت حالة الطفل سيئة يجب تشجعيه على الذهاب للمدرسة، حيث هذا من ضمن الخطة العلاجية أي أعني يجب دمجه من جديد في المدرسة وكل الأنشطة المجتمعية حتى يستطيع التجاوز، وينبغي الحرص على عودته إلى حياته وروتينها الطبيعي حتى نستطيع إخراجه من تلك الصدمة، ومن الضروري التعاون مع المعالج النفسي، أو الإخصائي بالمدرسة.

تقنية العلاج باللعب المتمركز على الطفل

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
 أسلوب العلاج باللعب هو مجموعة من الاتجاهات التي يستطيع الأطفال من خلالها أن يشعروا بالحرية الكاملة في التعبير عن أنفسهم.
 
يرى المهتمون بدراسة لعب الأطفال أن سلوك الطفل المضطرب نفسيًا يختلف عندما يلعب عن سلوك الطفل العادي الصحيح نفسيًا.
ومن هنا يستفيد المعالج من اللعب وسيلة للتعبير الرمزي عن خبرات الطفل في عالم الواقع.

يمكن النظر إلى أسلوب العلاج باللعب في اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال على أنه مجموعة من الاتجاهات التي يستطيع الأطفال من خلالها أن يشعروا بالحرية الكاملة في التعبير عن أنفسهم بصورة كافية، وبطرقهم وأساليبهم الخاصة بهم كأطفال، حتى يتمكنوا في النهاية الأمر تحقيق إحساسهم بالأمن، والكفاية والجدارة من خلال الاستبصار الانفعالي. واستخدامات اللعب تمر بمرحلتين؛ الأولى هي مرحلة التشخيص، والثانية هي مرحلة العلاج باللعب.

 المرحلة الأولى: يرى المهتمون بدراسة لعب الأطفال أن سلوك الطفل المضطرب نفسيًا يختلف عندما يلعب، عن سلوك الطفل العادي الصحيح نفسيًا. ومن هنا يستفيد المعالج من اللعب كوسيلة للتعبير الرمزي عن خبرات الطفل في عالم الواقع، ويعبّر الطفل في لعبه عن مشكلاته وصراعاته واحباطاته حين يلعب بالدمى أو مع الرفاق.

 المرحلة الثانية: هي مرحلة العلاج، وفيها يستفيد المعالج من لعب الطفل في العيادة النفسية، وهنا سنتحدث عن هذه التقنية من مبدأ العلاج المتمركز حول الطفل child -centered therapy، ما يقوله المعالج وما يقوم به من أشياء في منتهى الأهمية، كما أن طريقة الإلقاء التي تتوارى خلف عبارات المعالج وجمله وردود أفعاله تُعد ذات أهمية بالغة، وهذا الأمر يتضمن مهارة الاستجابة لدى المعالج، ومهارة فيما يجب أن يُقال أثناء الجلسة.


اقرأ أيضًا: أنتم لستم وحدكم.. احتواء مجتمعي


هنا، نجد أن انعكاس المشاعر هي من أهم أساليب العلاج المتمركز حول المتعالج، لكن الوظيفة الأساسية التي تقوم بها هذه الاستجابة تتركز على نقل وتوصيل الاتجاهات التي يعتقد المعالج في صحتها وصدقها، ويؤمن جدواها، وأنها تشكل دورًا في العلاج.

في اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال إن فلسفة العلاج غير الموجه المتمركز حول الطفل لا تعني فقط في الغالب التركيز على التقنيات العلاجية فقط، ولكنها تهتم بنوعية العلاقة التي تمكن الأطفال من أن ينمو انفعاليًا ليحصلوا على الثقة بأنفسهم، كنتيجة لكونهم أفراد لهم مشاعر.