بنفسج

نور أهل: "التعليق الصوتي".. قيمة النص ومرآة الكلمة

الأحد 07 نوفمبر

كوردةٍ لا تعرف طريق الخريف، عزمت نور على صناعه الأثر، فتركت طيبها في الروح، بعد ما أخذت بيدنا إلى جولةٍ تعريفية بين ثنايا شركة "قيمة" التي حملت من اسمها كامل الحظ والنصيب، حيث أبصرت نور قيمة الإنسان، فاتخذته شعارًا لشركتها ثم سخّرت رسالتها لأجله وإليه، لنلتمس ذلك تارةً في أجواء الدفء التي غشيت الشركة، وتارة على حائط حمل الاسم والرسم لـ "قيمة" وضجّ بالحديث دون صوت، وصولًا إلى غرفة صغيرة كساها السجاد واتّسعت العالم بصوتها فاتسع العالم لصداه، حين بدت موجات نور الصوتية كمقطوعةٍ موسيقية تصل للأرواح قبل الآذان، لتضيف قيمة في عالم الصوت.

| تجربة مختلفة

 
"الصوت هو مرآة روحي، وصدى أنفاسي"، بهذه الكلمات تُعبّر المهندسة نور أهل ذات (27) ربيعًا عن شغفها بالصوت، وذلك بعدما شغلت محلًّا بين المعلقين الصوتيين، وعملت مدربة في مجال العمل الحر، وذلك بعد غياب الفرص في تخصصها العلمي في مجال الهندسة المعمارية.
 
وأسست شركتها "قيمة" بعد التخرج لكنها لم تُوفق بعد عام من الانطلاق؛ نتيجة نقص المواد الأساسية، فلجأت نور إلى عالم الصوت وبدأت تتلقى التدريبات، وحرصت على التعليم الذاتي لمعرفة أسرار هذا المجال.

"الصوت هو مرآة روحي، وصدى أنفاسي"، بهذه الكلمات تُعبّر المهندسة نور أهل ذات (27) ربيعًا عن شغفها بالصوت، وذلك بعدما شغلت محلًّا بين المعلقين الصوتيين، وعملت مدربة في مجال العمل الحر، وذلك بعد غياب الفرص في تخصصها العلمي في مجال الهندسة المعمارية، تقول "مُنذ عرفت قيمة التغيير وأنا أحاول أن أصنع من الصوت علامة فارقة"، مؤكدةً على شغفها في صناعة الأثر بأي شكل كان. وحول حكاية شركتها "قيمة"، فقد أكدت نور على أن رحلتها بدأت باختيارها لعالم ريادة الأعمال والإقرار بالمغامرة، فأنشأت مشروعها الأول بعد التخرج لكنها لم تُوفق بعد عام من الانطلاق؛ نتيجة نقص المواد الأساسية، فلجأت نور إلى عالم الصوت وبدأت تتلقى التدريبات، وحرصت على التعليم الذاتي لمعرفة أسرار هذا المجال.

وأوضحت نور أن إقرارها بإطلاق شركتها الخاصة كانت الخطوة التالية لعملية التدريب والتعليم في مجال التعليق الصوتي، فكانت "قيمة" التي أطلقتها على رأس عام 2020 تجربة مختلفة وجديدة رغم كثرة المخاطر والتحديات التي تحُفها. وعن التحديات والصعوبات التي واجهت نور فقط، لخصتها في شُح الإستديوهات المتخصصة في مجال التعليق الصوتي، إلى جانب غياب الأماكن الموجودة الخاصة بالنساء في العمل في هذا المجال، إضافة إلى التكاليف الباهظة التي يتكبّدها كل من أراد الانطلاق في هذا العالم لاسيمًا من الخريجين الجدد.

وأوضحت نور أنها تدرجت في النهوض بشركتها وصولًا للنجاح قائلةً: "فتحت الشركة لمدة (10) شهور في مكان متواضع، ثم انتقلت إلى مكان أفضل في موقع استراتيجي وتطورت تدريجيًا". وتعتبر قيمة واحدة من الشركات المتخصصة في مجال التعليق الصوتي والدوبلاج، متخذةً من تدريب الخبراء ركيزةً أساسية لعملها، إلى جانب انفرادها بتقديم الاستشارات الصوتية، إضافة إلى الترجمة والتدقيق والكثير من الخدمات التي تتعلق في مجال التعليق الصوتي.

وحول سبب تسمية "قيمة" بهذا الاسم، فقد أكدت نور على قوته الكامنة في تعبيره عن رؤيتها ورسالتها، وأضافت: "أريد أن أرى قيمة الإنسان للإنسان، وأطمح لتمهيد الطريق للغير، وأن أكون يدًا للعون، وأسعى لأكون سببًا في تغيير حياة أحدهم وإن كان شخصًا واحدًا". وأوضحت نور أن عملية الانتقاء لاسم الشركة كانت بعد صولات وجولات من التفكير الذي استغرق عدة أشهر، إلى جانب وجود العديد من الأسماء المقترحة من قبل أصدقائها وبعض الأساتذة اللغويين، الأمر الذي زاد من صعوبة التسمية، أما عن لحظة الاختيار فتقول نور:" ألقى الله في قلبي (قيمة)، فكانت".

وفيما يتعلق بإنجازات نور في عالم قيمة، فقد أشارت إلى إتمامها عدة فعاليات مجانية عملت من خلال على نشر الوعي في مجال التعليق الصوتي لمساعدة المبتدئين في هذا العالم، كما وقامت بإمداد من لا يمتلك ثمن الدورات في حضرة القدرات بالعلم اللازم له للانطلاق في هذا المجال. وأوضحت نور أن هذه الفعاليات تنوعت في تنفيذها بين الطريقة الوجاهية والتدريب الإلكتروني، كما تعددت أشكالها، فمنها ما كان على شكل ورشات تدريبية استضافت خلالها قامات صوتية، ومنها ما كان دورات تدريبية موجهة لفئات محددة كما عملت على مناسبة الساعات التدريبية لكل مستوى بحكم اختلاف مستويات الأفراد الملتحقين بكل عملية تدريبية.

وحصلت نور أثناء رحلتها في عالم التعليق الصوتي على جوائز عديدة، أبرزها جائزة المستوى الخامس في مشروع صوتي لعام 2018، وهو المشروع التدريبي الأول في مجال التعليق الصوتي في فلسطين، كما فازت في المسابقة الأولى التي أطلقها المعلق الصوتي المحترف وائل حبال في الوطن العربي عام 2020.

وأضافت نور: "أطلقنا أيضًا المسابقات الصوتية من أجل تطوير المواهب وصقلها"، وترى نور أن هذه الفعاليات هي بوابة لنفع الناس من منطلق المسؤولية الاجتماعية. وتفتخر نور بعملها في "قيمة" بالشراكة مع جهات كبيرة كالأونروا، والتلفزيون العربي، ولوريال باريس، وديتول، وأرامكو السعودية، وغيرها من المؤسسات العريقة لا سيمًا وأن هذه الإنجازات تمت خلال فترة قصيرة في شركة ناشئة لم تتجاوز العامين بعد الميلاد.

"كل نجاح له عندي مكانة مميزة، وفي كل عمل أسجله أشعر وكأنه طفلي الذي أحب، وأفرح كلما رآه الناس ونال إعجابهم"، مشيرة  إلى مطلع قصيدة "أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا، فإنا منحنا بالرضا من أحبنا"، كأحب الأعمال إلى قلبها، وهي إحدى روائع الأدب الديني للشاعر المصري علي بن وفا"، تقول.

وحصلت نور أثناء رحلتها في عالم التعليق الصوتي على جوائز عديدة، أبرزها جائزة المستوى الخامس في مشروع صوتي لعام 2018 وهو المشروع التدريبي الأول في مجال التعليق الصوتي في فلسطين، كما فازت في المسابقة الأولى التي أطلقها المعلق الصوتي المحترف وائل حبال في الوطن العربي عام 2020. "الصوت هو القيمة الكامنة في النص، والمرآة الصادقة للكلمة"، بهذه الجملة الموجزة تُعبّر نور عن مكانة الصوت بالنسبة إليها، معتبرةً أنه الشيء الذي لا يمكن وصفه كما يمكن أن نراه حين نسمعه ونفهم أسراره وحين نغوص فيه.

| الخلطة السرية لـ "قيمة"

 
ترى نور أن إتقان اللغة والأداء هما السّر وراء نجاح كل معلق صوتي، معتبرة أن ذخيرة المعلق الصوتي التي تتضمن معايير النجاح الواجب اتباعها من قبل أي معلق صوتي كي يستحق اللقب، تشمل اللغة الصحيحة والصوت الواضح والأداء المُتقن.
 
وتؤكد على قدرة من يمتلك هذه الأدوات على امتلاكه لأسماع الناس. كما ترى نور أن المعلق الصوتي الناجح هو المعلق الذي يُتقن كل الألوان الصوتية، ويتميز في بعضها.

وكشفت نور عن الخلطة السرية لنجاح "قيمة"، والتي تكمن في معاملة ثلاثية أساسها التقرير لكافة أطراف العمل قائلة: "في قيمة أسعى لتحقيق التقدير للعمل نفسه، وللفريق الذي يعمل، وللزبون الذي أتعامل معه"، موضحة أن الميزة الاستثنائية لقيمة تتمثل بغياب السياسات الصارمة وتركها لتعنت المدراء الذي يعاني منه الموظفون في كثير من المؤسسات مؤكدة على محاولتها لتغيير النظرة النمطية في سبيل تحقيق الرضا على كافة المستويات.

أما عن مجال الدوبلاج الكرتوني، فقد أكدت نور على أنه عالم مختلف يتطلب تقمّص دور الطفل بالصوت والمشاعر والحواس. وأضافت: "عملت في الدوبلاج لصالح عدد من قنوات اليوتيوب، كان أشهرها ديانا، وروما التي حظيت بالنصيب الأكبر من مشاهدات الأطفال وإعجابهم، وحققت مشاهدات عالية تجاوزت الـ 200 مليون مشاهدة في أشهر قليلة". وترى نور أن إتقان اللغة والأداء هما السّر وراء نجاح كل معلق صوتي، معتبرة أن ذخيرة المعلق الصوتي التي تتضمن معايير النجاح الواجب اتباعها من قبل أي معلق صوتي كي يستحق اللقب، تشمل اللغة الصحيحة والصوت الواضح والأداء المُتقن، مؤكدة على قدرة من يمتلك هذه الأدوات على امتلاكه لأسماع الناس.

كما ترى نور أن المعلق الصوتي الناجح هو المعلق الذي يُتقن كل الألوان الصوتية، ويتميز في بعضها. وحول ما أضافته "قيمة" لنور كدروس صامتة للكثير من الدروب، تقول: "تعلمت من قيمة الصبر أولًا، وثانيًا، وأخيرًا، مؤكدة على ضرورة الإصرار في سبيل تحقيق الأهداف. وأردفت "تعلمت من قيمة أيضًا أن أصنع أثرًا أو لا أكون، كما تعلمت أن أعمارنا مقدسة إذا ما قِيست بالإنجازات النافعة".

وتابعت "عبر معلمتي "قيمة" أبصرت قيمة الإنسان أكثر، كما أكدت لي على أن تقدير الإنسان يجعله يبدع فوق ما نتخيل، وأبعد ما نرجو، وهذا ما جعلني أتبنى شعار الإنسان أولًا". أما على صعيد العمل فقد أضافت "قيمة" لنور العديد من اللهجات الجديدة والألوان الصوتية، لا سيمًا اللهجة الخليجية التي أنجزت بها عدد من المشاريع وحازت على استحسان الزبون، كما نالت على مكانة في قلب نور التي تميزت في اللون الوثائقي والرد الآلي الإعلاني قبل كل هذا الانجاز.

| المحتوى المتكامل

وعن المواقف الطريفة التي مرت بها نور خلال رحلتها مع "قيمة"، فقد أشارت إلى استفسار بعض الناس عن سبب اهتمامها بالتصاميم من غير أن يسألونها عن الصوت. وفي هذا النطاق أكدت نور على اهتمامها بالمحتوى المرئي المصاحب للنص لتحقيق التكامل في المادة المنتجة. وتختار نور المشاهد بعناية كي تبدو وكأنها صُنعت للمقطع الصوتي الذي أخرجته، كما أنها تسعى لإنتاج محتوى فريد مصحوبًا بتصاميم ترتقي لذوق المتابع، وهو ما نلمسه عبر استحسان الناس لما تُقدمه نور من مخرجات على اختلاف أشكالها.

وأشارت نور إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب موقع "قيمة" الالكتروني في التسويق لشركتها وتحقيق الانتشار، حيث سهّلت من عملية الوصول إلى أكبر شريحة من العملاء، كما أنها ساعدتها في ترسيخ العلامة التجارية لـ "قيمة" في أذهان الناس. "انتشال الشباب من شبح البطالة"، بهذه الكلمات لخّصت نور هدفها الأسمى، مُفصحةً عن طموحها الذي تسعى إلى تحقيقه عبر "قيمة"، كما تسعى إلى صناعة الأثر وتحقيق رسالتها التي أنشأت لأجلها الشركة، وذلك عبر مساهمتها في خلق مجال حقيقي للعمل بعيدًا عن التخصصات التقليدية.

وبالرغم من هذه الإنجازات إلا أن التحديات التي واجهت نور أثناء العمل في مجال التعليق الصوتي لم تكن سهلة، ولعل أبرزها هو خوضها لعالم ريادة الأعمال في مجال غير مألوف في قطاع غزة، إلى جانب العامل المادي الذي اعتمدت فيه نور بشكل كامل على الدعم الذاتي ودعم العائلة التي شكلت السند الأول والحقيقي لها، إضافة إلى كونها فتاة تقود شركة كاملة.

وهنا استوقفت نور وسألتها كيف واجهتي نظرة المجتمع التي قد تستهجن قيادة الفتاة لشركة بكاملها، وإلى أي مدى كان تفاعل الناس مع مشروعك فأجابت قائلة: "المفاجأة أن المجتمع لم يعد كسابق عهده، ونظرة الناس الآن مختلفة، فبالرغم من أن الأمر لم يكن سهلًا في البداية إلا أن المجتمع الآن بات يدعم المرأة، ويحترم من يصنع مستقبله سواء رجلًا او امرأة وهو ما تعتبره نور أمرًا مُشجعًا للاستمرار".

| غزة الاستثنائية

نور اهل.jpg
نور أهل

تبتسم نور عند سؤالها حول آليه تكوينها لنفسها في غزة الاستثنائية، وتسرح فيما مرت به في الفترة السابقة، حيث تتابعت فيها الأزمات بين كورونا والعدوان، كما أنها تتخيل ما ستمر به لاحقًا. ثم قالت: "الأمر لا يتعلق بكوني فتاة بقدر ما يتعلق بأن يكون المرء عصاميًا ذا إرادة، وأن يُجهز نفسه لأي مفاجأة قد يتعرض لها في مسيرته". أما عن الدعم الذي تتلقاه نور، فقد تصدّر أهلها قائمة الداعمين لها لا سيمًا في الجانب المادي، كما أشارت إلى الكثير من الأصدقاء والأساتذة الذين بادروا في تقديم الدعم المعنوي والمشورة، كما عززوا لديها الثقة. تبتسم نور ثانيةً وتقول: "تصلني رسائل داعمة بين الحين والآخر من أشخاص لا أعرفهم فأحمد الله".

وبالرجوع إلى الماضي لنا أن نكتشف أن رحلة نور مع الصوت لم تكن جديدة، كما أنها مرت في محطات متنوعة من المواهب حيث بدأت لديها موهبة السرد القصصي، بطريقة مفعمة بالتفاؤل ومليئة بالشغف، وهي في الثالثة من عمرها. أما عن حبها للكتابة، فقد رافقها القلم منذ سنواتها الدراسية الأولى، حيث كانت تحتفظ نور ببطاقات الأفراح لتكتب فيها رسائل غزلية لوالدتها، ثم استمرت في تطوير موهبتها حتى أتقنت كتابة الخاطرة، وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية، لتنتقل إلى كتابة القصائد العمودية التي نشرت عدد منها في بعض الدواوين بعد حصولها على عضوية في رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين.

وكفتاة ريادية في غزة المحاصرة تعتبر نور شبكة الإنترنت بوابتها إلى العالم، مشيرة إلى أن اللغة الإنجليزية هي مفتاح الدخول إلى العمل الحر، وذلك بسبب التنافس الشديد على منصات العمل الحر العربية. وأضافت: "من يريد أن يتميز ويحصل على فرصة أفضل يجب أن تكون لغته الإنجليزية ممتازة؛ كي يستطيع التشبيك والتعامل مع المصادر الأجنبية من مختلف الثقافات.

ولم تتوقف نور عند هذه المحطة، بل انتقلت إلى عرافة الحفل والتقديم، وصولًا إلى مجال التدريب الذي حاز على النصيب الأكبر من اهتمامها، ورأت فيه السبيل الأجدر لإيصال رسالتها. وهنا وبشيء من الفضول سألت نور: "ماذا يعني لكِ التدريب، وماذا أضاف لكِ كمدربة"، فأجابت قائلة: "التدريب هو المصطلح الحقيقي الذي يمكنك من خلاله وصف الخبرة المهنية"، وتؤمن نور بأن النجاح ينتقل بالعدوى وهي ما تسعى إلى تطبيقه. وأضافت: "إن التوقف عن التعليم يعني التوقف عن الإبداع"، مشيرة إلى أهمية استمرارية التدريب لكافة المستويات.

وأشارت نور إلى ضرورة تزكية العلم بالإنفاق تطبيقًا لوصية الرسول، صلى الله عليه وسلم، مُفصحةً عن حبها لمشاركة طلابها لكافة أفكارها ونجاحاتها عبر محاضراتها في مجال التعليق الصوتي والعمل الحر، من أجل أن ينعكس ذلك على أدائهم. وهنا كان عليّ أن أسال نور حول مدى مساهمة العمل الحر في إنقاذ الوضع الاقتصادي للشباب في قطاع غزة، فردت كما هو المتوقع قائلة: "باعتقادي أن المشاريع الريادية في غزة الآن هي بمثابة قارب النجاة الأخير في ظل انعدام سبل الحياة"، مشيرةً إلى اعتماد معظم المشاريع الريادية الناجحة على العمل الحر مع دول خارجية كونها أسواق مفتوحة، موضحة أن هذه الطريقة من شأنها أن تحقق جزء من الاستقلال المادي لهذه المشاريع.

| الريادي الناجح

نور أهل1.jpg
نور أهل في مشروع صوتي

وكفتاة ريادية في غزة المحاصرة تعتبر نور شبكة الإنترنت بوابتها إلى العالم، مشيرة إلى أن اللغة الإنجليزية هي مفتاح الدخول إلى العمل الحر، وذلك بسبب التنافس الشديد على منصات العمل الحر العربية. وأضافت: "من يريد أن يتميز ويحصل على فرصة أفضل يجب أن تكون لغته الإنجليزية ممتازة؛ كي يستطيع التشبيك والتعامل مع المصادر الأجنبية من مختلف الثقافات".

وترى نور أن الريادي هو شخص ذو فكر وإرادة ولا يمكنه أن يحقق نجاحًا في عمله بأحدهما دون الآخر. وأضافت: "أعتقد أن المشروع الريادي الناجح هو المشروع القائم على حل مشكلة تواجه شريحة كبيرة من الناس ويضيف قيمة حقيقية تنفع المجتمع". وتنصح نور الشباب الغزي بالتوقف عن انتظار الفرص والانطلاق مباشرة، لا سيمًا وأن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة.

ودعت نور كل من أراد العمل في مجال التعليق الصوتي إلى تنفيذ عدد من الخطوات، والتي تبدأ بتعلم المجال ومعرفة كيفية العمل به، فالالتحاق بالدورات مع الاستمرار في تطوير الذات ثم الانتقال إلى متابعة الخبراء، وصولًا إلى الخطوة الأخيرة التي أوجزتها في كلمتين عبر قولها: "ابدأ فورًا". وترى نور أنه بإمكان أي شخص أن يصبح معلقًا صوتيًا، وما عليه إلا أن يتسلّح بالإرادة والصبر والذكاء، لتختم حديثها بنصيحه تُقدمها لطلابها على الدوام، داعيةً الجميع لتنفيذها عبر خطوات متسلسلة في قولها: "تعلّم، امتلك المهارة، واصنع أثرًا".