بنفسج

هل تتصنع المرآة آلام الطمث والولادة؟ كيف يجيب العلم؟

الإثنين 31 يناير

منذ أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بصانعي المحتوى،باتت النزاعات والمناوشات اليومية بين صانعي المحتوى والمتابعين أمرًا مألوفًا، فبين متنازعان على عدد الإعجابات والمتابعين، يستهزئ أحدهما من الآخر لتشتعل منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، وكأننا نتابع أزمة دبلوماسية إقليمية تهدد الشرق الأوسط!  وفي جهة أخرى من هذا الكوكب الأزرق، ينشر أحدهم محتوى فكاهيًا، ثقافيًا، شخصيًا، أو طبيًا، ربما بالاستناد إلى مصادر ومراجع موثوقة، أو من دون أي اكتراث للتأصيل العلمي، ليصبح" ترندًا" يشغل حديث الناس، وتعليقاتهم لفترة "ما" لاحقة. 

ومن الجدير بالذكر، أن بعض صانعي المحتوى لا يتحرج أبدًا بأن يؤذي بمنشوراته- المزيفة- فئات مجتمعية عريضة، أو أن يتحدث باسمهم، من دون إذن مسبق، أو اتفاق حتى مع ما يكتبه، فضلًا عن أن تكون المنشورات ذات مصداقية في الأساس! وفي هذا الصدد، فقد ذاع  صيت أحد صانعي المحتوى في الآونة الأخيرة الذي  خرج على إحدى المنصات الاجتماعية ليقول أن النساء  يتصنعن ألم الولادة والطمث، وأنه ألم غير حقيقي، بل هو أقرب للأوهام النفسية؛ أظن أنك أنت كامرأة الآن ستشتعلين غضبًا لمجرد قراءة هذا الحادثة. وهذا ما فعل بالضبط؛ فقط اشتعلت النساء على وسائل التواصل الاجتماعي غضبًا، وحاولن الرد على هذه الافتراءات، ولكن كيف يرد العلم على الموضوع؟

| كيف نتألم؟

 
يشعر الإنسان بالألم عندما تقوم المستشعرات العصبية في الجلد، أو العضلات، أو المفاصل، أو الأعضاء، بتسجيل إحساس ضار محتمل، مثل الحرارة، فترسل إشارات عبر الأعصاب الطرفية إلى النخاع الشوكي، وتنشط الأعصاب الأخرى التي ترسل إشارات إلى جذع الدماغ، ثم إلى القشرة الدماغية التي تفسّر تلك الإشارات بأنها ألم، ليصدر جسدنا ردة فعل سريعة بالابتعاد عن الحرارة. وفي حالات الألم العضوي نمسك مكان الألم ونتلوى بشكل تلقائي، وربما نبكي أو نصرخ، لألم يحدث بدرجات مختلفة ويمتد لوقت متفاوت، وتساهم مسارات كيميائية متنوعة في ذلك.


يشعر الإنسان بالألم عندما تقوم المستشعرات العصبية في الجلد، أو العضلات، أو المفاصل، أو الأعضاء، بتسجيل إحساس ضار محتمل، مثل الحرارة، فترسل إشارات عبر الأعصاب الطرفية إلى النخاع الشوكي، وتنشط الأعصاب الأخرى التي ترسل إشارات إلى جذع الدماغ، ثم إلى القشرة الدماغية التي تفسّر تلك الإشارات بأنها ألم، ليصدر جسدنا ردة فعل سريعة بالابتعاد عن الحرارة. وفي حالات الألم العضوي نمسك مكان الألم ونتلوى بشكل تلقائي، وربما نبكي أو نصرخ.

الألم يحدث بدرجات مختلفة ويمتد لوقت متفاوت، وتساهم مسارات كيميائية متنوعة في ذلك، فهناك استجابة حادة لشيء حار أو حاد، وهناك ألم مزمن طويل الأمد قد يستمر حتى بعد الشفاء الأولي من المرض الأساسي، ويمكن أن يظهر الألم المزمن من فرط الحساسية للمحفزات غير المؤلمة في نفسها على خلاف ذلك. السؤال هنا هل هناك فرق في الشعور بالألم بين الرجل والمرأة؟

وفي سياق الحديث عن الفروقات في الشعور الألم بين الجنسين ذكرت الدراسات أيضًا أن الرجال، قد تكون لديهم قدرة أكبر على تحمل الألم في حين أنهم يتذكرونه بشكل أسرع، أما المرأة فأكثر قدرة على نسيان الألم وتجاوزه، وذلك تبعًا لتعرضها للألم بشكل كبير بمراحل متعددة ومتقاربة من حياتها مثل ألم الطمث والولادة.

كشفت دراسات عديدة مبنية على ظواهر بشرية واجتماعية متكررة أن النساء يشعرن بالألم بوتيرة أكبر من الرجال، أو يستشعرنه أولًا، وذلك تبعًا لعدة عوامل بعضها بيولوجي، والآخر مرتبط بالبيئة المحيطة والثقافة، وأسلوب التنشئة أما عن تلك البيولوجية، فإن هرمون الأستروجين الذي يتم إفرازه بشكل أكبر في جسد المرأة يلعب دورًا في التنبه للألم بشكل أسرع والشعور به بوتيرة أعلى، في حين أن هرمون التستوستيرون، وهو هرمون ذكري يزيد القدرة على تحمل الألم بشكل أكبر.

النسوية6.png

على صعيد البيئة المحيطة والثقافة وأسلوب التنشئة، فإن روح المسؤولية والصلابة والقدرة على التحمل التي تعزز في الذكور منذ نعومة أظافرهم، فينهرون في حال البكاء، أو التأوه من الألم تحت عبارة "أنت رجل"، في حين أن الإناث الملقبات بالجنس الناعم يتم تربيتهن وتنشئتهن على أنهن "الرقائق"، فهي -أي الأنثى- بحاجة دومًا إلى سند تتكئ عليه، ويتم تعزيز هذه المعاني من خلال التنشئة الاجتماعية، فتوجه الفتاة إلى كل الأدوات الناعمة والرقيقة في اللعب والملبس والتعامل، في حين يتعامل مع الذكور بخشونة وشدة ويتعرض للعقاب أكثر.

وفي سياق الحديث عن الفروقات في الشعور الألم بين الجنسين ذكرت الدراسات أيضًا أن الرجال، قد تكون لديهم قدرة أكبر على تحمل الألم في حين أنهم يتذكرونه بشكل أسرع، أما المرأة فأكثر قدرة على نسيان الألم وتجاوزه، وذلك تبعًا لتعرضها للألم بشكل كبير بمراحل متعددة ومتقاربة من حياتها مثل ألم الطمث والولادة.

| ألم الطمث والولادة

 
أما عن ألم الولادة الذي يفوق ألم الدورة الشهرية بأضعاف، فيحدث على مراحل يبدأ بانقباضات في منطقة الرحم مشابهه لآلام الدورة على مراحل تستمر كل انقباضة 30-45 ث، في البداية، وبين كل انقباضة وأخرى 60 د في بادئ الأمر، وبعد ذلك تلف الجسم كاملًا، وتصبح بوتيرة أعلى وأكبر تشعر فيها المرأة بألم كبير في العضلات والعظام تشببه كثيرات بتفتت العظم واحتراق العضلات.

أما عن ألم الطمث، فيحدث بشكل شهري لكل امرأة، ولكن بحدّة مختلفة من امرأة أخرى تبعًا لعوامل مختلفة أهمها العامل الوراثي الذي يلعب دورًا كبيرًا في التأثير على قوة الألم من فتاة إلى أخرى. والطمث، أو ما يُعرف بالدورة الشهرية هي عملية طبيعية تحدث مرة كل شهر. في بداية كل دورة، يبدأ الرحم في تكوين بطانة رخوة مكونة من أنسجة غنية بالدم استعدادًا لاستقبال البويضة المخصبة، في رحلة حمل طويلة تستمر تسعة أشهر. 

فإذا حدث إخصاب للبويضة، فقد تنتج جنينًا. وإذا لم يحدث إخصاب للبويضة، فعندئذٍ يتم التخلص من بطانة الرحم الغنية بالدم لأنه لم تعد هناك حاجة إليها. ويطلق على هذه العملية الدورة الشهرية، أو الحيض، وتتألم المرأة بشكل كبير لأن الرحم والعضلات المحيطة به تبدأ بالانقباض بشكل مستمر للتخلص من هذه البطانة التي تنسلخ بشكل تدريجي خلال عدة أيام.

أما عن ألم الولادة الذي يفوق ألم الدورة الشهرية بأضعاف، فيحدث على مراحل يبدأ بانقباضات في منطقة الرحم مشابهه لآلام الدورة على مراحل تستمر كل انقباضة 30-45 ثانية، في البداية، وبين كل انقباضة وأخرى 60 دقيقة في بادئ الأمر، وبعد ذلك تلف الجسم كاملًا، وتصبح بوتيرة أعلى وأكبر تشعر فيها المرأة بألم كبير في العضلات والعظام تشبه كثيرات بتفتت العظم واحتراق العضلات. وبالعودة إلى حقيقة هذا الألم، فهو أمر لا يختلف عليه اثنان، حتى أن بعض الرجال خضعوا لتحدي الطلق الصناعي الذي لم يستطيع كثيرون إكماله.

https://painfreebirthing.com/English/wp-content/uploads/2021/04/paiinpathways.gif

 ولكن يجدر التنويه أن حدة الألم تختلف من امرأة لأخرى، حيث لا توجد وحدة موثوقة لقياس الألم. في الأربعينيات من القرن الماضي، حاول الباحثون استخدام جهاز يُعرف باسم مقياس الألم، والذي يستخدم الحرارة من مصدر الضوء، لتحديد مستويات الألم، ومع ذلك، فإن هذا القياس لم يحظَ بالاهتمام مع تزايد الأدلة على أن الألم لا يعتمد فقط على إحساس جسدي منعزل. بدلاً من ذلك، يتأثر بمخاوف الشخص ومزاجه وذكرياته وشخصيته، فضلاً عن عوامل مثل المدة والتجربة الكلية لمصدر الألم والعوامل الوراثية وصحة الجسد والصحة النفسية.

ويرفق كثير من الأخصائيين نصائح للنساء لتخفيف الألم، مثل أخذ حمام دافئ أثناء الانقباضات حيث له دور في تخفيف الألم، ناهيك عن تقنية التنفس بين شهيق وزفير طويل. كذلك أخذ فيتامينات وممارسة التمارين قبل الولادة مدة، إذ أن لها دور في تسريع عملية الولادة والمخاض وتسهيلها بشكل كبير.