في الكثير من البيوت، تُعد المكتبة المنزلية، ليست فقط مكانًا لتخزين الكتب والحفاظ عليها، بل تُعد أيضًا قطعة ديكور منفصلة، وحافظة لقطع الديكور الصغيرة، وصور الذكريات المهمة، والعديد من الشهادات، وربما الأوسمة والميداليات. كيف إذًا يمكن أن نستفيد من هذه القطعة، ونصل بها لمستويات أخرى من الاستغلال والتجميل في بيوتنا؟ تعرض لكم بنفسج في هذا المقال أهم النصائح والإرشادات لتصميم المكتبة المنزلية التي ربما تكون ملهمة للبعض عند تأسيس مكتبته الخاصة، وربما تلهم العديدين في سبل تخزين واستغلال أفضل للمساحات.
| أفكار ملهمة
في البيوت الضيقة ربما يصعب تخصيص غرفة خاصة للمكتبة وملحقاتها، لذلك يمكننا التحايل على المساحة الضيقة وتوفير مساحات قد لا تلفت أنظارنا، ولكنها عملية جدًا. كتحويل الحائط أو جزء منه لمكتبة كما في تلك الحالة.
وربما نستغل حائط ممر من الممرات لتحويله لمكتبة تستوعب الكثير من الكتب، بل وبعض متعلقات أصحاب البيت إن أردنا؛ عن طريق استخدام بعض الصناديق ربما أو السلال.
الأريكة في غرفة المعيشة أيضًا، من الممكن أن تتحول لمكتبة صغيرة وعملية جدًا – في حال عدم وجود أطفال – وبذلك يكون لدينا قطعتان مكملتان لبعضهما بعضًا؛ الأريكة والمكتبة سويًا، من أجل فترة قراءة واطلاع ممتعة، ويا حبذا لو أن الأريكة بجوار نافذة أو مصدر إضاءة مناسب للقراءة.
استغلال الشرفات أيضًا قد يكون نوعيًا ومفيدًا، بتحويلها مساحة مناسبة للقراءة بعد اختيار تصميم مناسب لمناخنا في الدول العربية، ويضمن عدم تعرضها المباشر للشمس والغبار، مع إضافة بعض العناصر التي ربما تساعد على الاسترخاء كالزرع واللوحات، وستضفي أيضًا الأعمال اليدوية أبعادًا جديدة للمكان.
بعض الأفكار النوعية، ولكنها تحتاج لفني ماهر ومساحة مناسبة، كجعل باب الغرفة نفسه مكتبة خاصة، سواء من الداخل أو الخارج أن تكون المكتبة بابًا لغرفة الخدمات -إن توافرت في المنزل – سيكون استغلالًا رائعًا للمساحة. المكتبات أيضًا من الممكن ألا تكون مجرد مساحة تخزين للكتب وقطع الديكور، بل يمكن أن تكون أيضًا هي قطعة ديكور في حد ذاتها. كما أن المكتبة في الشقق ضيقة المساحة قد نستخدمها كفاصل بين الغرف بعضها وبعض، كفصل لغرفة المعيشة عن المطبخ مثلًا، فنكون بذلك قد قسّمنا المساحة وقمنا باستغلالها بأفضل شكل.
بالحديث، عن تنوع استخدام المكتبات من الممكن أيضًا استعمالها للعديد من الأغراض، كحافظة للتلفاز البلازما أو رف لعرض قطع الأنتيكات التي نرغب في رؤيتها يوميًا، وضع وحدات الضوء بمختلف أشكالها وأطوالها قد يكون خيارًا جيدًا أيضًا في توزيع الإضاءة المنزلية، وربما الاعتماد عليها في بعض الأوقات من اليوم، وخصوصًا وقت القراءة نفسه.
هل المكتبات يجب أن تكون خشبية فقط؟ بالتأكيد الخشب يعتبر العنصر الأكثر شيوعًا في تنفيذ المكتبات، ولكن يمكننا استخدام خامات أخرى، بل ودمجها مع الخشب إن أردنا ذلك، فالمعادن كالإستانليس استيل والنحاس والحديد تعتبر خيارات مثالية لتطعيم أخشاب المكتبة، والزجاج أيضًا يعتبر خيارًا جيدًا.
ماذا يمكننا أن نلون المكتبة؟ هل اللون البني فقط هو المناسب؟ بالطبع لا، فالمكتبات الآن أصبحت كما قلنا قطعة ديكور رئيسة في مكان تواجدها، فيمكننا دهانها بأي لون يتناسب مع ديكور وألوان المنزل، ومراعاة نمط الأثاث الذي اعتمدناه؛ هل هو نمط كلاسيكي أم نمط عصري حديث. وعلى هذا الأساس يمكننا اختيار ألوان المكتبة.
ماذا نحتاج أيضًا بجوار المكتبة؟ لتمضية وقت ممتع مع كتبنا ورواياتنا، من الأساسي أن نحتاج لكرسي مريح جدًا، ووحدة إضاءة مريحة أيضًا لا ترهق أعينننا أثناء القراءة، ويا حبذا إن تواجدت شرفة أو نافذة بجوار المكتبة، ستصبح القراءة الصباحية ليست فقط هواية محببة للقارئ، بل وقت استجمام، واسترخاء يمتص الطاقة السلبية منه ليساعده على استقبال يومه والتخفيف من عبء المهمات اليومية. ديكور المكتبة كما ذكرنا يمكن أن يتنوع بأكثر من طريقة بخلاف النباتات والصور والقطع الفنية، إذ يمكننا استخدام الكتب نفسها في إعطاء لمسة جمالية استثنائية. يمكن مثلًا ترتيب الكتب حسب الحجم، واللعب في توزيع وترتيب الكتب بشكل هندسي مميز يلفت الانتباه.
يمكن أيضًا ترتيب الكتب حسب ألوانها، ومن خلال ذلك يصبح الشكل النهائي كلوحة فنية بسيطة معتمدة على ذاتها في البروز وحدات الإضاءة أيضًا بمختلف أشكالها ودرجاتها تعطينا مجالًا واسعًا للاختيار، وتطبيق المناسب منها في مكتبتنا من أجل الوصول لأفضل مشهد.
مكتبات غرف الأطفال لا تختلف كثيرًا عن المكتبات الرئيسية في الحديث عنها، ولكن قواعدها الأساسية هي عدم ملئها عن آخرها، ليتمكن الطفل من الشعور بالبراح في التنقل بين أنواع الكتب، وأيضًا وجودها على ارتفاع مناسب، وأن تكون مفتوحة بدون أبواب لتساعدهم على الاختيار بحرية. والأهم اختيار تصميم مناسب وألوان جذابة تروق للصغار من أجل الاستفادة المثلى من وجود مكتبة في غرفهم.
للمكتبات تصاميم لا نهائية، و لكن في الآونة الأخيرة ظهرت العديد من التصميمات المستوحاة من ثقافتنا العربية والإسلامية والتي بالإضافة للشكل الجمالي و مساحات التخزين المبتكرة فإنها بمثابة حافز قوي للقارئ في جعل تلك اللحظات التي يمضيها مع كتبه حافزًا قويًا للحفاظ على تراثه جيلا بعد جيل. ليس ببعيدًا عنا أيضا المكتبات ذات التصميم المستوحى من اللغات الأخرى وربما من الفنون كما في النموذج التالي.
كانت هذه أهم النصائح والإرشادات لتصميم المكتبة المنزلية، بإمكانكم الإفادة منها والزيادة عليها.