بنفسج

قبل أن يبدأ: أفكار متوارثة تجعل من " الزواج" مشروعًا فاشلًا

الأربعاء 10 يونيو

ما هي علامات الزواج الفاشل؟
ما هي علامات الزواج الفاشل؟

يتحفظ الكثير من الأشخاص على الزواج، ويرفض البعض الارتباط ودخول هذا المعترك الشرس الذي يحتاج إلى التفهم وتقدير الآخر بالدرجة الأولى، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى، فـــــ ما هي علامات الزواج الفاشل؟ وما هي علامات الزواج الناجح؟ وكيف نجعل مشروع الزواج ناجحًا دون اتباع أسلوب الند بالند.

هذه يارا لا تتوقف عن التعبير عن امتعاضها وتصدير طاقتها السلبية وخوفها، إلى المحيطين بها، وذلك رهبة من أن يأتي رجل يقف في وجه طموحاتها وأحلامها. وذلك محمد لم يبتعد عن رأي يارا كثيرًا، فعقليته دومًا تؤكد له أن الزواج عبارة عن صندوق لا تعرف ما بداخله، لا تعي إن كان شريكك سيدفعك للأمام، أم أنك ستعود للخلف مع المسؤوليات القادمة.

تلك النظرية زرعها المجتمع في عقول أفراده،إضافة إلى عادة "فرد العضلات من الزوج على زوجته". منظومة الزواج تلقى دائمًا كثير من الاتهامات، وتحاط بمجموعة كبيرة من الأفكار السلبية والرؤى المغلوطة، كما تحاط بكمية هائلة من التذمر من الزوجات، وطبيعتهن وشكلهن الذي يتغير بعد الزواج. وكمية اللوم والتذمر والنكد الذي يتمتعن به تباعًا مع التقدم والغوص أكثر في هذا الارتباط المقدس.

وتتمحور معظم النكات التافهة حولهن وحول الزواج، كمشروع يفشل مع مرور الوقت، وكأنه المقبرة التي يتفسخ فيها الحب ليصل إلى حتفه، حتى يصبح جثمانًا يُنعى في مقبرة الأرقام، بلا اسم أو عنوان، أو أي ذكرى تدل عليه سوى رقم عابر وكثير من الحسرات على ما فات. بدلًا من توطد العلاقة بين الزوجين وتعمقها وتحولها من المرحلة الأولى للحب العابر إلى مراحل متقدمة من الهيام، تغلفها السكينة والمودة والرحمة. أعتقد أن الخلل ليس بالزواج نفسه، بل يتمحور الخلل في عدد من الأمور، سأحاول أن أجملها على شكل نقاط:

ما هي علامات الزواج الفاشل؟

ما هي علامات الزواج الفاشل؟
الزواج ليس بمشكلة بل اختيار شريك الحياة هو المفصل فإن كان صالحًا متفهمًا نجحت العلاقة

| سوء اختيارنا للشريك المناسب: الزواج ليس الإشكالية، إنما قضية اختيار الشريك هي المفصل، وهي رأس الحربة، فالخلل باختيار الشريك يجعلك غير قادر على التوافق مع شخصية مخالفة لك تمامًا، في الطبائع في التطلعات، في الرؤية، ما يجر سلسلة من الاختلافات التي تخلق المشكلات تباعًا، فاختيار الشريك المتوافق مع شخصيتك ومبادئك هي البوصلة التي تحدد مكان السعادة وتشير إليها.

| الأفكار المتخبطة والعشوائية: تلك الأفكار تنهار علينا من التجارب الفاشلة التي حولنا، والتي تعطينا تصورات أولية، وتجعلنا نسقطها على حياتنا الزوجية منذ اليوم الأول، وتوقعنا في كثير من المشكلات: مثل لا تُعود مرتك عليك، ما تسمع كلمتها، بتقلك يمين روح شمال، وغير ذلك.

| النظر إلى الزواج كمنصة لتحقيق الأحلام: لطالما تساءلت عن ما هي علامات الزواج الفاشل؟ وبعد تفكير معمق وجدت أن ظاهرة تحقيق الأحلام في بيت الزوج منتشرة لدى كثير من النساء والإفراط في الطلبات يؤدي لفشل العلاقةـ تتزوج المرأة وتريد أن تحقق ما لم تحققه في بيت أبيها، من تعليم وشهادات ورخص، أما الزوج، فيأتي بنظرة مختلفة، باحثًا عن حافظة للنقود، مدّبرة للأمور، وكثيًرا ما تتعارض الرؤى. أنا مع أن تكون المرأة مكتفية بذاتها، قانعة بما لديها، طامحة للمزيد بصورة منطقية وواقعية. فالزواج هو شراكة لتحقيق الأفضل لكلا الزوجين، وليس منصة لتحقيق فردية طرف على حساب الآخر.

| طريقة تجاوز المشكلات: التربية والبيئة التي جاء منها الزوجان ترسم ملامح رؤيتهما، وطريقة نظرتهما للأمور، ومدى تقبلهما للمشكلة وطرائق الحل، فعندما تعصف مشكلة بهما أن يقوما بالبحث عن طرق الحل. لا عن طرق إذلال الآخر وإخضاعه. فأحيانا يجب أن يتنازل أحدهما في مقابل استمرار الود. أما الاستمرار بمنهجيات ملتوية وتراكم الأخطاء دون علاجها، فيقودنا نحو مشكلات أكبر وأعمق ويكون حلها معقدًا أكثر.

ما هي علامات الزواج الفاشل؟
عدم مشاركة الرجل مع المرأة في المهام الأسرية يقودها نحو التذمر والاعتراض كنوع من التفريغ

| معرفة الحقوق والواجبات: ساهم الضخ الإعلامي والتربية الحديثة بخلق حالة من عدم معرفة كل طرف لحقوقه وواجباته، فينظر للآخر وكأنه مقصر نتيجة ضبابية توزيع المهام، وضبابية وعشوائية المبادئ التي نستقي منها مفاهيمنا حول الصواب والخطأ والمقبول وغير المقبول. 

| الأُلفة تزيل الكلفة: التعود على الحياة وعلى الشريك وعدم محاولة التغيير للأفضل. فأحيانًا، التعود يجعل الإنسان متفلت أمام هذا الشريك، لا يلقى الكثير من الاهتمام على مشاعره، ولا يعامله معاملة الغرباء، فيصرخ إن شاء، ويقاطع إن شاء، ويهمله ويخرج. أما لو وقف أمامه شخص غريب يتحول إلى ودود مسالم وديع، وهذه إشكالية في معاملات المعظم مع عائلاتهم.

| عدم المشاركة: إلقاء المهام جميعها الداخلية والخارجية على المرأة دون مشاركة الرجل ولو معنويًا في تخفيف وطأة الضغط والأعباء، ما يقودها نحو التذمر والصراخ كنوع من التفريغ.

| عدم الاهتمام بالمظهر: قد يركن الرجل أو المرأة أو كلاهما إلى منطقة الراحة، فيظن أن مظهره غير مهم، ومع ضغط الحياة ومسؤولياتها، قد ينسى قوامه وشكله وهندامه، ظانًا أن ذلك مقبولًا، ولا يهم شريكه، والحقيقة تكون منافية لذلك تمامًا. فعلى سبيل المثال، سأتطرق لمشكلة متكررة، وهي عدم محاولة تقليل الوزن في حال السمنة، عدم محاولة التغيير إلى الأفضل، وعدم السعي لجذب اهتمام الآخر في الشكل والمظهر، وعدم النظر إلى احتياجات الآخر.

 أجبنا في هذا المقال عن سؤال ما هي علامات الزواج الفاشل؟ وأنهي حديثي بالقول لا يقوم أي زواج إلا بتنازل من أحد الطرفين، لتدوم الأُلفة، فالوصول لمنصة مشتركة ولمنطقة الوسط هو الطريق نحو زواج ناجح، ولا يتم ذلك إلا بالبحث الدؤوب حول السعادة وتحقيق المصلحة العامة للأسرة، الزواج هو المنصة الوحيدة الشرعية لتفريغ الحاجات الجنسانية والنفسية وتحقيق غريزة الأبوة والأمومة، ولا يمكن أن يستعاض عنه بأي طريقة بديلة. الاختيار الصحيح للشريك ونمط الحياة الصحية، والتفكير السوي يقود نحو الزواج الناجح، بعيدًا عن التصورات الخاطئة والرؤى المغلوطة.