تخيلي معي، موقفًا ما، شعرتِ بمشاعر غاضبة للغاية، تشعرين بهذه المشاعر بقوة، تمامًا كبركان على وشك الانفجار، ولكنكِ، للأسف، لا تستطيعين أبدًا التعبير عن كل ذلك، لا تملكين الكلمات المناسبة التي تنفسين بها عن ذلك الغضب، لعل كل ما تملكينه في هذه اللحظة هو الأفعال المعبرة عن الغضب، التحدث بصوت عالٍ، صراخ، دبدبات على الأرض، أو حتى تكسير الأشياء، وفي أسوء الأحوال الضرب.الجميع يرونك وأنت تتصرفين بهذا الشكل ويظنون أنك عنيدة أو مجنونة، فهم لا يفهمون لما تتصرفين بهذا الشكل.

| تخيلتِ؟

دورنا كآمهات -وآباء بالطبع- أن نعلّم الأطفال كيف يجدون الكلمات المناسبة للتعبير عما يدور داخلهم من مشاعر، أن نعلمهم كيف يديرونها، كل ذلك بأفضل طريقة ممكنة.

 

فالأطفال يأتون إلى هذه الحياة صفحة بيضاء، نحن من نكتب فيها الكلمات الأولى التي ستؤثر بعد ذلك على بقية حياتهم، وإن كان هناك خطأ ما سيأخد معهم وقت طويلًا لتصحيحه.

هذا بالضبط ما يحدث مع الأطفال. الأطفال يشعرون تمامًا بما يشعر به الكبار البالغون، المشاعر لا تعرف سنًا، لكن طريقة التعبير عن المشاعر وتطويرها هي التي تساعد الإنسان على النضج، الأطفال فقط لا يملكون آلية أو يعرفون طريقة للتعبير عن مشاعرهم.

دورنا كآمهات -وآباء بالطبع- أن نعلّم الأطفال كيف يجدون الكلمات المناسبة للتعبير عما يدور داخلهم من مشاعر، أن نعلمهم كيف يديرونها، كل ذلك بأفضل طريقة ممكنة، لأن الأطفال يأتون إلى هذه الحياة صفحة بيضاء، نحن من نكتب فيها الكلمات الأولى التي ستؤثر بعد ذلك على بقية حياتهم، وإن كان هناك خطأ ما سيأخد معهم وقت طويلًا لتصحيحه.

لنعد للمشاعر، الأطفال لا يستطيعون التعامل مع المشاعر، وقد لا يفهون تمامًا ما يشعرون به، فيخطئون في طريقة التعبير المناسبة.من عمر السنتين، يستطيع الأطفال أن يفهموا
ما تقصدين، لا تظني أنه لا يزال الطفل صغيرًا، على العكس، كلما تعلم الطفل مبكرًا التعامل بالمشاعر بالكلمات عوضًا عن الأفعال السيئة، كالضرب والتكسير كان الوضع أسهل كثيرًا، ومن هذا العمر تستطيعين تعليم الطفل المشاعر الأولية البسيطة كالفرحة والحزن، الغضب والخوف، وعندما يتعلم الطفل هذه المشاعر، يستطيع بعد ذلك فهم مشاعر أكثر تعقيدًا، كالفخر والشعور بالذنب.

تعليم الأطفال المشاعر يبدأ بتفهم مشاعرهم، على سبيل المثال: وضعتِ ابنتك في السرير، وبمجرد أن خرجتِ بكت بشدة، كل ما عليكِ هو الجلوس بجوارها بهدوء، وتقولين: عزيزتي أنا أعلم أنكِ قد تكونين خائفة لأنك في الغرفة وحدك، ولكني هنا في الغرفة المجاورة إن احتجت أي شيء، كما أنكِ بطلة وستنامين دون خوف، واتركيها تعبر عما في داخلها، وتحدثي معها عنه، وستطمئن شيئًا فشيئًا.

| بعض الأفكار التي تساعدك في تعليم أطفالك فهم مشاعرهم 

1 – وضحي لهم المشاعر باسمها

عندما ترين طفل يتصرف بطريقة تعبر عن مشاعر معينة وضحي له اسم مشاعره، فعندما يتصرف بسعادة قولي له أنت سعيد للغاية، عندما يتصرف بغضب قولي له لماذا أنت غاضب، او إن تصرف بحماس وضحي له وقولي أنت متحمس للغاية لأجل كذا، أليس كذلك، وهكذا.

2 – استخدمي شخصياته المفضلة

هناك العديد من برامج الأطفال التي تساعد الأطفال، تعلمهم عن مشاعرهم بطريقة سهلة وتشد الأطفال، وأشهر ما أعجبني في هذا الموضوع برنامج "افتح يا سمسم".

3- اقرئ لهم القصص

أغلب قصص الأطفال مليئة بأطفال يتعاملون مع مشاعرهم، اختاري لهم سلاسلَ مختلفة واقرأيها لهم، وتناقشيها فيها معهم.

4- استخدمي صورًا التعبير عن المشاعر

الإنترنت مليء بهذه النوعية من الصور، وهي تعلم الطفل عن الذكاء الاجتماعي والعاطفي، لأنها ليست فقط تساعده على فهم مشاعره، ولكنها أيضًا تساعده على فهم الآخرين ومشاعرهم، وكيف يتعامل معهم وكيف يساعدهم إن كانت مشاعرهم سلبية.

5- إن كنت أما لصبي أرجوك ضعي حدًا لهذا

الرجال لا يبكون، كفانا حمقًا، كفانا أجيالًا من رجال لديهم من الغباء العاطفي ما يكفي الكوكب ويوزع على الكواكب، الرجال بشر، يبكون ويغضبون ويفرحون ويحبون، عليهم فقط، كالبنات تمامًا، أن يدركوا كيفية التعامل مع ما يشعرون به.

كما نهتم بصحة أطفالنا الجسدية، ونهتم بدرجاتهم الدراسية، يجب، ولازمًا علينا أن ننشئهم أناسًا عطوفين، يتفهمون مشاعرهم ومشاعر الآخرين، لأن البشر الطيبون سيظلون أساس العالم مهما ظهر العكس.