بنفسج

كيف يساعدك العمل في تطوير شخصيتك؟

الأربعاء 09 مارس

"المرأة مكانها المطبخ"، أغلبيتنا سمع هذه العبارة، وخاصةً لأننا في مجتمع شرقي بعض رجاله ينكرون، أو ربما يجهلون أهمية العمل بالنسبة للمرأة. ويعتقدون أن المرأة مكانها المنزل، ويقيسون مدى نجاحها بقدرتها على إنجاب أكبر عدد من الأولاد، وتربيتهم، وتنظيف المنزل، وصنع طعام لذيذ. تخيلي معي هذا الروتين اليومي الساذج الذي ستعيشين فيه، لا شيء سوى أعمال المنزل، وتربية الأطفال، ومشاهدة التلفاز. أين أنت من كل هذا؟ أين شغفك هدفك وطموحك؟ دُفنت في المنزل الذي لن يساعدك على رؤية الخارج، لا بل على العكس، سيقتل أي موهبة أو شغف لديكِ. فأي فرد فينا من دون عمل، أو وظيفة، يصيبه الخمول، والكسل، والاكتئاب، ويشعر بمدى الفراغ الذي يعيش فيه. لذا إليكِ في هذا المقال؛ دور العمل في صقل شخصيتك.

تخيلي معي بناء بلا حديد، سيسقط حتمًا عند أول عاصفة قوية تصطدم به. هكذا الحال مع شخصيتك أيضًا ستكون هشة ضعيفة في الوسط الخارجي من دون عمل؛ فالعمل هو الذي يصقل شخصيتك، ويفتحك على العالم الجديد. ربما الكثير يعتقدون بأن الشخصية لا علاقة لها بالعمل، بل هي نتاج الوسط المحيط. لذلك لا يسعني القول إلا أنكم على صواب وخطأ في نفس الوقت، كيف ستنخرط في الوسط المحيط من دون عمل أو تعليم، كيف ستثبت ذاتها، هذا غير ممكن.

عندما يكون لديك عملك الخاص فلا أحد لديه السلطة عليكِ ولن تخافي شيء بقدر خوفك من فقدانك لذاتك التي بناها لكِ عملك. من خلال انخراطك في المجتمع ستتعلمين متى تتحدثين، ومتى تصمتين، سيكون لديكِ حضورك القوي في أي حديث، وشخصيتك الواثقة التي ستفرض احترامها في أي مجلس.

عندما يكون لديك عملك الخاص فلا أحد لديه السلطة عليكِ ولن تخافي شيء بقدر خوفك من فقدانك لذاتك التي بناها لكِ عملك. من خلال انخراطك في المجتمع ستتعلمين متى تتحدثين، ومتى تصمتين، سيكون لديكِ حضورك القوي في أي حديث، وشخصيتك الواثقة التي ستفرض احترامها في أي مجلس، ولن تشعري أبدًا بأنك ذاك الفرد الضعيف الذي لا حول له ولا قوة. فإذا كنت عزيزي الرجل تحب المرأة التي لها فم يأكل، وليس لها فم ليتكلم، ابحث عن فتاة غير مثقفة وغير عاملة، لأن هذا النوع لن يعجبك.

لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية العمل، فالبلدان المتقدمة يقاس نجاحها بعدد الأفراد المتعلمين والعاملين فيها من رجال ونساء، فالمرأة شريكة للرجل في بناء المجتمع، ودورها لا يقل عن دوره. لذلك عمل المرأة من الضروريات التي لا بدّ منها وفيما يلي جوانب أهمية عمل المرأة: العمل يساعد المرأة على تحقيق ذاتها، وإثبات وجودها وشخصيتها ضمن مجتمعها وأسرتها. ويمنحها الثقة بالنفس، والقوة، والاستقلالية، يخلصها من الروتين اليومي الممل المنحصر ضمن المنزل، الذي لن يمنحها سوى الاكتئاب، وفقدان الشغف من كل شيء.


اقرأ أيضًا: هكذا تلتحقين مبكرًا في سوق العمل


كما يضمن لها الاستقلال المادي، فلكل امرأة متطلباتها واحتياجاتها الخاصة التي ترغب في تلبيتها بنفسها، من دون الحاجة إلى الاعتماد على أهلها أو زوجها. من الناحية الاقتصادية، عمل المرأة يساعد على تخفيف الضغط المالي عن زوجها، أو أسرتها. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، وارتفاع الأسعار، عملها يساهم في رفع الدخل الشهري، والعيش برفاهية أكثر. عمل المرأة يساهم في تطور ونمو مجتمعها، فمن خلال عملها ستزداد الإنتاجية، وتخف نسبة البطالة، وستدفع عربة المجتمع نحو التقدم والازدهار.

أما عن الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة، هناك العديد من المشكلات التي تواجه المرأة في ساحة العمل، والتي قد تعرضها للضياع والتشتت وخاصةً بسبب وجودها ضمن نطاق متعدد الشخصيات والطباع، وقد يفقدها الثقة في بعض الأحيان، ومنها على سبيل المثال: التمييز العنصري بينها وبين الرجل من حيث الأجور وطبيعة العمل، فالعديد من الشركات العامة والخاصة يختارون بعنصرية متجاهلين الشهادة والخبرة، فهم يعتقدون بأن الرجل قادر على القيام بكل الأعمال أكثر من المرأة، وهذا غير صحيح.

إضافة إلى عدم قدرتها على تحقيق التوازن بين العمل والمنزل، وهذا يسبب لها إجهادًا، ومشاكل في العمل والمنزل، ما لم تنظّم وقتها. وعدم تناسب العديد من الوظائف مع المرأة، فبعض الوظائف تحتاج إلى جهد عال، أو عمل لوقت متأخر، وهذا قد لا يناسب البعض. كما تتعرض لمضايقات من زملائها في العمل، قد تصل إلى التحرش أحيانًا.

والمرأة العاملة تتعرض للكثير من الإشاعات بسبب الغيرة أو الخلافات في العمل والتي تهدد سمعتها ومستقبلها. لتتفادي كل ذلك، والابتعاد عن هذه المشكلات؛ ثقي بنفسك، وآمني بقدراتك، واعلمي أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. وأنجزي كل ما يوكل إليكِ من مهمات، وأضيفي لها بصمتك الخاصة لجعلها مميزة، إضافة إلى ذلك لا تكوني فردًا صامتًا منطوي على نفسه، بل ناقشي، وافرضي آرائك بوعي وتميز. وإذا تعرض أحد لكِ بكلام أو موقف يزعجك، أو يمس سمعتك، لا تصمتي، بل واجهي بقوة وحزم. ليعلم الجميع أن سمعتك خط أحمر لا يحق لأحد التعرض لها بكلمة أو بموقف.

وفي الختام، جميعنا نعلم أنه إذا أراد أحدنا أن يكون ناجحًا، فإنه يستطيع ذلك. فطريقة حياتنا من صنع تفكيرنا، فلنجعل حياتنا مليئة بالعمل والحماس. ودعونا نتفق على أن العمل هو الخلاص من الفراغ، فلا شخصية، ولا كيان، ولا استقلال من دون عمل. لذلك، لا تتنازلي عن أهدافك وطموحك، بل آمني بها، واسعي إليها، وكوني سيدة نفسك.