أيامُ قليلة تفصلنا عن إعلان بدء شهر رمضان المبارك. ويُعتبر الشهر المبارك فرصة ذهبية للبدء في تعريف الأطفال عن أهمية الشهر، وذِكر فضائله، وتعريفهم بأركان الإسلام، وغرس القيم والأخلاق الحميدة. وباعتبار رمضان فرصة لنا ولأطفالنا، فلا بُدّ من الاستعداد لرمضان وتهيئة الأطفال لاستقباله؛ إذ إن التحضير والاستعداد المُسبق يزيد من شعور الأطفال بالحماس، ورغبتهم بقدوم شهر رمضان المبارك. كيف نستعدّ لاستقبال شهر رمضان الكريم نحن وأطفالنا؟ سنقترح عليكم مجموعة من الأفكار والوسائل التي تُساعدكم مع أطفالكم لجعل رمضان شهرًا مميزًا لهم.
| تعريف الطفل بشهر رمضان
ويكون ذلك من خلال شرح مبسّط مناسب لعمر الطفل، وفهمه وإدراكه، ويشمل التعريف؛ الإجابة عن أسئلة الطفل المتعلقة بالصيام وشهر رمضان. هذا التعريف ضروريّ كخطوة أولى؛ لأن الطفل سيفقد الاهتمام بالصيام إذا لم يعرف شيئًا عن رمضان.
هذه الخطوة تساعدنا وتساعد الأطفال لاحقًا في مرحلة التدريب على الصيام، والالتزام بالصيام في ما بعد.
ويُمكن للطفل في هذه المرحلة أن يتعرّف إلى الأشهر الهجرية وإلى أطوار القمر.
| استخدام العدّ التنازلي
يمكن ذلك من خلال تصميم لوحة عدٍّ تنازلي لاستقبال شهر رمضان المبارك، ويبدأ الطفل مع عائلته بالتذكير بالأيام المُتبقّية. هذه الطريقة تخلق جوًّا من المرح، ويزيد من حماس الطفل لاستقبال الشهر الفضيل يومًا بعد يوم.
| تزيين المنزل
الزينة وتجهيز البيت من أكثر الفقرات المُحببة للأطفال في كل المناسبات، وأهمّها شهر رمضان الكريم. يمكن للأطفال المشاركة باختيار الزينة، أو صُنعها. وكذلك، وجود زاوية رمضانية، أو خيمة رمضانية مخصصة للطفل سيزيد من حماسه وحبّه لرمضان والصيام.
ومن المهم معرفة أن الزينة ليست مجرّد طقوس أو أجواء، بل من خلالها نبدأ بغرس القيم والتنشئة الدينية، وتعظيم شعائر الله في نفوس أطفالنا. حيث نبدأ بالترغيب من خلال هذه التحضيرات، ونخلق (عادات) لتكبر هذه بحبّ وتعظيم، وتصبح (عبادات) في حياة أطفالنا.
| رؤية هلال رمضان
رصد ورؤية هلال رمضان، والذي يعني بداية شهر رمضان الكريم، من الفعاليات التي تشجّع الأطفال لاستقبال شهر رمضان، وتعرّفهم فيه بشكل مباشر وممتع.
| القصص والمفكّرات الرمضانية
تعتبر القصة مدخلًا مهمًا وممتعًا لتعريف الطفل بشهر رمضان المبارك، ومفهوم الصيام، وهي من الأدوات والوسائل التي تُساعد الأهل مع أطفالهم في ترغيب الطفل، وتبسيط المفاهيم المتعلقة بالصيام، تحديدًا، لو رافق القصة شخصيات، أو دُمى يد، وأصابع، فينجذب الطفل للقصة أكثر.
| بطاقات وهدايا رمضانية
يمكن للأطفال توزيع بطاقات تهنئة بحلول الشهر الفضيل على الجيران والأقرباء والأطفال في المدرسة، تحديدًا، لو كنتم في بلد غير عربي، وكذلك يمكن توزيع هدايا مناسبة للأطفال لتشجيع الأطفال الآخرين على الصيام، أو استقبال رمضان.
ويمكن للأطفال الآخرين أن يبادلوكم ذات البطاقات والهدايا، وهذه سُنّة وعادة حسنة تقوّي الروابط الاجتماعية، وتزيد من المودة والتواصل مع الآخرين من الأقرباء والجيران وغيرهم.
| شارك تجربتك الخاصة
يحبّ الأطفال سماع القصص والحكايا التي ترتبط بشخصيات، فكيف لو كان هذا الشخص هو الأم أو الأب؟
يمكنك استعادة ذكريات رمضان في طفولتك ومشاركتها مع طفلك؛ كيف كان، وماذا كنتم تفعلون، وما هي الطقوس الخاصة بعائلتكم، وما هي المهمات التي كنت تساعد بها، وما أكثر شيء كنت تحبه في رمضان، مشاركة قصتك الخاصة ستدهش طفلك حقًا، وستدفع فضوله لمعرفة الكثير عن رمضان.
| التطوّع وأعمال الخير
من المهم أن نتحدث مع أطفالنا عن مفهوم الأعمال الصالحة بشكل أوسع؛ فالأعمال الصالحة ليست منحصرة بالصلاة والصوم وقراءة القرآن فقط، مع أهميتها وضرورة ذكرها والتذكير بها، لكن المشاركة في الفعاليات الخيرية الرمضانية لها فضل وأجر كبيرين، فقد لا يستطيع الطفل أن يتصدّق بالمال، لكن يمكنه أن يتصدّق بوقته وجهده في أعمال خيرية، أو أن يتطوع في توزيع التمر في المسجد، أو تجهيز طرود الطعام، أو تنسيق إفطار للمحتاجين، وغيرها الكثير من الفعاليات المتاحة بالقرب من المنزل.
| تعويد الطفل على الصيام
شهر رمضان مدخل مهم للبدء مع الطفل في التعويد والتدريب على الصيام، مع ضرورة التأكّد من أن الطفل مستعد، وقادر جسديًا وصحيًا ومن دون إكراه أو إجبار، لأن الغاية من التدريب أن يألف الطفل الصيام، وأن يتعلّم ويُحبّ الصيام. وحماس الأطفال يساعد جدًا في وقت التدريب، فعادة ما نسمع بأن الطفل هو مَن رغَب وعرض على أهله البدء بتجربة الصيام، ودورنا أن نتمهّل، ولا نستعجل، وأن نحرص على خلق عادات جميلة تشجّع الطفل وتدعمه أكثر.
| التشجيع والتعزيز الإيجابي
التقدير والتشجيع من الأمور التي يُحبها الأطفال للالتزام بالصيام، يُمكن استخدام المكافآت مع الأطفال، تحديدًا في فترة التعويد والتدريب، لأن الهدف بناء عادة وخلق التزام، يمكن للمكافأة أن تكون بالمدح وكلمات التقدير، أو شراء هدية رمضانية، أو اختيار الذهاب لمكانهم المفضّل، أو إعداد وجبتهم المفضّلة، وغيرها من الأفكار التي تختلف من عائلة لأخرى.
اقرأ أيضًا: رمضان في أنشطة الأطفال: كيف ننقش القلوب الصغيرة بمعانٍ كبيرة؟
| تهيئة طفلك للصلاة
بما أن رمضان فرصة للحديث عن أركان الإسلام، فيمكننا أن نستثمر هذه الفرصة، ونُعرف الطفل إلى الصلاة، وأن نُحبب الطفل بالصلاة، ويمكن اصطحابه إلى صلاة التراويح ولو لمرات قليلة ليتعرف إلى المسجد وصلاة الجماعة، وكل ما هو مرتبط بالصلاة. ويمكن أن نخصص للطفل سجادة للصلاة، أو ملابس صلاة للفتيات، وبهذا نكون قد بدأن بتهيئة الطفل بشكل غير مباشر للصلاة.
| مسابقات وفوازير
من الوسائل الممتعة للعائلة والأطفال؛ تخصيص وقت يومي أو أسبوعي للمسابقات، يُمكن أن تكون الأسئلة دينية ورمضانية، أو أسئلة عامة وفوازير متنوعة، وبهذا تقضي العائلة معًا وقتًا مُسلّيًا ومفيدًا.
قد لا يُسعفكم الوقت لتطبيق هذه الأفكار كلها مرة واحدة؛ لذا يُمكن اختيار المناسب لكم ولظروفكم، ومحاولة تطبيق بعضها، ويمكن أيضًا الإضافة عليها بما يتناسب مع أطفالكم، لكن من المهم البدء مع الأطفال بالتحدّث عن فضائل وبركات شهر رمضان. ولا ننسى أنه من واجبنا غرس القيم الإسلامية في سن مبكرة.
