بنفسج

مجدولين حسونة.. وطن تنهد في أنين قلم

الجمعة 12 يونيو

"عبثاً تحاول... لا فناء لثائر".

"عبثاً تحاول... لا فناء لثائر". ترددها دومًا وتؤمن بها إيمان الثائرين المناضلين، متشبثة برأيها، لا تهاب قول الحق في وجه ظالم، بالرغم من دفعها ثمن مواقفها في كل مرة، ولكنها لا تتراجع؛ ثابتة على مبادئها كجندي خرج لخوض حرب بمفرده، بإرادته الحرة حتى لو يعلم أن الثمن ممكن أن يكون حياته.

هادئة جدًا، ومشاكسة جدًا في آن واحد، ممتنة لعامة الناس البسطاء الذين علموها معنى الحياة. تعلمت الصحافة عن حق في الميدان؛ بين الشعب وهمومه، بين عائلات الشهداء والمظاهرات. لم تمارس الصحافة كمهنة فحسب، بل مارست إنسانيتها وإيمانها بقضيتها قبل أي شيء، لم تكن صحافية فحسب، بل كانت أيضًا تمارس الطب على طريقتها الخاصة؛ فتمسح برفق على قلوب المكلومين.

الصحافية مجدولين حسونة تحكي لنا حكاية أعوام نضالها بالكتابة الصحافية، والعمل الميداني، وتنظيم المظاهرات. تروي لنا عن روايتها المنتظر خروجها للنور قريبًا.

  |  مجدولين الطفلة

 
تمكنت الصحافية المثابرة بالكاريزما التي تمتلكها وملكة الكتابة أن تصنع لها اسمًا منذ سنواتها الأولى في الجامعة. حين درست مادة تحرير صحفي "1" كانت لديها المقدرة أن تكتب تحقيقًا صحفيًا، وتستطيع أن تعمل في أي مجال سواء العمل المكتوب أو المرئي دون أن تواجه أدنى صعوبة.
 
تقول: "عملي بالصحافة بدأ منذ سنتي الثانية في الجامعة لم يكن لي أي نشاط سياسي وقتها، عملت مراسلة لعدة صحف محلية، وفي الوقت الذي كنت أعمل فيه، كنت أيضًا الأولى على دفعتي".

عدنا في بداية الحوار لسنوات طويلة؛ حين كانت مجدولين الطفلة لا تفارق والديها المتعلقة بهم أشد التعلق. لها عالمها الخاص، وألعابها بعيدًا عن أقرانها الصغار، تقول: "قضيت طفولتي في هدوء تام، لم أكن مشاكسة أبدًا، لم يكن طموحي أن أصبح صحافية، بل ككل الأطفال، أحلم بالطب، وخصوصًا أنني كنت متفوقة جدًا في المدرسة".

في مرحلة الثانوية العامة كانت مجدولين بالفرع العلمي تناقش مدرسيها بأشياء تفوق عمرها، تتحدث معهم بالفيزياء والكيمياء والنظريات العلمية البحتة؛ مما كوّن فكرة لدى مدرسيها أن هذه الفتاة يجب أن تدرس الهندسة الكيميائية أو الطب، ولكنها قررت أن تخالف كل التوقعات، وقررت أن تدرس الصحافة والإعلام.

مجدولين لاقت تشجيع والدها ودعمه بقرارها، لكن كان لوالدتها تخوفات، تقول لـ "بنفسج": "أكثر ما كان يعنيني أن أخدم وطني، فعقدت مقارنة؛ هل من الممكن أن أخدمه بالطب أو الهندسة أم بالصحافة، فرجحت كفة الأخيرة، كونها ستمكنني من الكشف عن الفساد وإيصال صوت المظلومين، وقراري لم يكن نابعًا من شغف فقط، بل من فكر حيث كنا في أوج الانتفاضة حينها".

تمكنت الصحافية المثابرة بالكاريزما التي تمتلكها وملكة الكتابة أن تصنع لها اسمًا منذ سنواتها الأولى في الجامعة. حين درست مادة تحرير صحفي "1" كانت لديها المقدرة أن تكتب تحقيقًا صحفيًا، وتستطيع أن تعمل في أي مجال سواء العمل المكتوب أو المرئي دون أن تواجه أدنى صعوبة. تقول: "عملي بالصحافة بدأ منذ سنتي الثانية في الجامعة لم يكن لي أي نشاط سياسي وقتها، عملت مراسلة لعدة صحف محلية، وفي الوقت الذي كنت أعمل فيه، كنت أيضًا الأولى على دفعتي".

  مالك قلبها

غ45.png
 

بالرغم من شغفها بكل فنون الصحافة، إلا أن التحقيق الصحافي هو مالك قلب مجدولين، لا تتخيل نفسها بدونه وبدون أن تسهم بالكشف عن فساد ما، حتى وإن كان سيقحمها في مشاكل لا سقف لها، تقول بإصرار: "لو شو ما صرت بالإعلام، ما رح أتخلى أبدًا عن عمل التحقيقات".

كل عمل لها تفخر به وتقدسه، ولكن للتحقيقات مكانة فضلى لديها. مجدولين حازت على لقب أفضل صحافية استقصائية على مستوى الدول العربية، وحصلت على المرتبة الأولى، بجائرة إعلاميون في مواجهة الفساد على مستوى فلسطين.

تضيف: "التحقيق الذي أفتخر به وأذكره دومًا، كان عن طفل تعرض لإعاقة بسبب الحليب الفاسد، وقفت مع عائلته خطوة بخطوة، شاهدت حسرة قلوبهم على طفلهم، أنجزته، وحصلت على جائزة "إعلاميون في مواجهة الفساد"، ولكنه مُنع من النشر في الجريدة المقرر نشره فيها بضغط من وزارة الصحة".

يقولون عنها في الأوساط الإعلامية "شو قوية!"، ولكنها تنفي ذلك بشدة، وتقول، "أنا شخصية هادئة جدًا بحياتي الشخصية، أميل للعزلة على عكس حياتي العامة".

مجدولين الشجاعة تفعل ما تستطيع لأجل مناصرة المظلومين في كل هذه الأرض، لها حضور قوي في الحديث عن قضية الأسرى، تحب أن تكتب عنهم، "كل المواد القريبة من قلبي تخص بسطاء الناس ".

رأس مالها الحقيقي، الناس الذين تكتب عنهم، ومنهم تستمد القوة لكي تبقى صامدة لتدافع عنهم، يقولون عنها في الأوساط الإعلامية "شو قوية!"، ولكنها تنفي ذلك بشدة، وتقول، "أنا شخصية هادئة جدًا بحياتي الشخصية، أميل للعزلة على عكس حياتي العامة".

لم تتمكن مجدولين من حصر المؤسسات الإعلامية التي التحقت للعمل فيها، بدأت من جامعة النجاح الوطنية كمعيدة، ولكنها سرعان ما تم فصلها لأسباب سياسية، وحُرمت وقتذاك من منحة التفوق أيضًا.

  | العمل الدولي

 
وعن عملها في قناة" TRT" التركية، تقول "لم أسعَ للعمل خارج الوطن، تواصلت معي إدارة القناة وقبلت طلبهم بالانضمام إليهم، مع أنني كنت من أشد المعارضين للعمل في الخارج.
 
 أربع سنوات في القناة  أضفن لخبرة صحافية الميدان، توسعت الآفاق والثقافة والدراية بالشأن اليمني والأفغانستاني والسوري، أضحت أكثر قدرة وخبرة على كتابة الأخبار الخاصة بالشأنين العربي والدولي.

بعد أعوام من العمل الإعلامي المحلي، ومحاربتها من السلطات الفلسطينية والإسرائيلية، ومنعها من ممارسة العمل لأسباب سياسية، وبتهمة "إطالة اللسان"، وتعرضها للتهديد بالقتل وتشويه السمعة في كثير من المرات، نتيجة لآرائها، انتقلت مجدولين للعمل الدولي مع قناة "TRT" التركية.

الصحافية التي ما زالت تدفع ثمن عملها الإعلامي تروي لـ "بنفسج" حكاية انتقالها للعمل بالقناة التركية، تقول "لم أسعَ للعمل خارج الوطن، تواصلت معي إدارة القناة وقبلت طلبهم بالانضمام إليهم، مع أنني كنت من أشد المعارضين للعمل في الخارج، ولكني كنت أخطط وقتها لإكمال الماجستير، فجاء طلب العمل بالتزامن مع قرار الدراسة".

أربع سنوات في قناة" TRT" أضفن لخبرة صحافية الميدان، توسعت الآفاق والثقافة والدراية بالشأن اليمني والأفغانستاني والسوري، أضحت أكثر قدرة وخبرة على كتابة الأخبار الخاصة بالشأنين العربي والدولي.

مجدولين حين تكتب لا يتحرك قلمها فقط، بل قلبها أيضًا يكون حاضرًا في كل كلمة، تذكر في إحدى المرات أنجزت تقريرًا عن اليمن فسألها صديقها اليمني، مجدولين هل ذهبت لليمن من قبل؟ كان جوابها على زميلها اليمني بالنفي، فُدهش قائلًا: "كتبت تقريرك، وكأنك ابنة اليمن ومولودة فيها". ترى الصحافية الشجاعة أن الكتابة عن الشعوب المظلومة تطور إنسانية الفرد، وتضيف لضميره ووجدانه.

وعند سؤالها عن أهمية عمل الفلسطيني في المؤسسات الإعلامية الدولية، أجابت: "العمل بقناة دولية يمنحنك الفرصة لتصدير قضيتك ونشر أخبار معينة، وعرض وجهة النظر الفلسطينية، ويعطيك المساحة للخروج في وسائل إعلام دولية أخرى للحديث عن أي حدث فلسطيني". سفيرة فلسطين في تركيا، واجهت سوء فهم من صحفيين عرب يعتبرون أن فلسطيني الـ 48 عملاء، ولكنها استطاعت أن توضح لهم الصورة كاملة، ليس بهذه القضية فحسب، بل بالعديد من الموضوعات التي تخص الشأن الفلسطيني.

بالرغم من مغادرتها البلاد لعملها في تركيا، إلا أن البلاد لم تتركها، ظلت عالقة بقلبها هناك، كيف لا، وهي المتيمة بنابلس وشوارعها مجدولين زعيمة المظاهرات وصاحبة الصف الأول فيها، لم تنفك عن تنظيم الاعتصامات في الوطن من تركيا، بالرغم من أنها لم تكن ضمن المتظاهرين كعادتها، تضيف: "سفري لم يكن عائقا أمامي لممارسة عملي في فلسطين، بل كنت حاضرة في كل الأنشطة والمظاهرات، لم أنقطع عن الوطن كل ثلاثة شهور أتواجد فيه لفترة ومن ثم أعود على رأس عملي، على الرغم من معرفتي أنني من الممكن أن أتعرض للمضايقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي".

  | بلواي الجميلة

View this post on Instagram

لم يبق عندي ما أقوله، كل شيء بي أعلن الحداد، تنطفئ الحياة بداخلي يوما بعد آخر، أشعر بأنني بعيدة عن كل الأشياء التي سبق أن أحببتها، وقريبة من شيء واحد فقط، الوطن. إن كل الأثمان التي دفعناها لا تعادل قطرة دم نزفت من شهيد. لكن الموت لم يعد مقتصرا على الفناء، إننا نموت كل يوم، من عجزنا، من إحساسنا العالي، من خيباتنا المتتالية. إن كل مسخ فينا يدفع ثمن وجوده في الحياة بطريقة ما وفي مكان ما. إنني فاشلة في الحديث عن الموت الرطب، الموت الذي لم تجف آثاره عن الأرض التي احترقت من القنابل. لا أحد يعلم كم يكلفك أن تظل صلبا قوياً، لا أحد يسمع الانهيارات التي تحدث في داخلك. لقد فقدتُ قدرتي على البوح، رغبتي في قول أي شيء يحزنني أو يغضبني. إنك تصل إلى مرحلة لا تريد فيها الانتصار على أحد ولا على نفسك، سيروقُكَ أن تكون مهزوما تنظر إلى معارك الآخرين بسخرية مُفرطة وأنتَ تعلم أنكَ ستترك لهم مكانك يوما ما ليجلسوا فيه ويسخروا من عبثية الأشياء التي كانوا يقاتلون من أجلها. إنني حزينة وكئيبة وتعيسة وساخطة على كل شيء، وفي طريقي نحو التخلي عن كل شيء، بما فيه مهنة الصحافة التي لطالما كانت بلواي الجميلة، حين اخترتها كنت على قناعة بأنها أقصر طريق للوصول إلى الحقيقة، وأن ثمة خطأ يرتكبه الصحافي حين يخرج من نصوصه بريئا غير متهم بوطن، إن لها طعما آخر مختلفا حين تعطي ممّا تفقده، ذلك أنني ما زلتُ على قناعة بأن فاقد الشيء يعطيه وببذخ، كما أنا الآن فاقدة لكل الأشياء التي أمنحها. ربما نحن بحاجة إلى ولادة جديدة، نحتاج إلى أن نعترف بهزيمتنا، أن نتقبلها كما لو أنها انتصار، أن نعيش في عزلة بعيدا عن كل شيء، يستطيع الإنسان أن يعيش وحيدا لمدة طويلة، ستكون فترة صعبة عليه، لكنه يستطيع، سيعاني في البداية خلال مقاومته لحاجته الطبيعية في البوح، وحاجته في الظهور والتألق ومدح الناس والبحث عن نفسه في عيون الآخرين، لكنه وما أن يبدأ بقمع كل تلك الأشياء فيه، ما أن يعطي نفسه فرصة عيش حياته وحده دون حاجته إلى نقل تجربته إلى الآخرين أو إظهارها من أجل إخبارهم أنه يقوم بكذا وكذا، حتى يبدأ بالتحرر، لاحقا لن يتحمل وجود أشخاص معه لساعات متواصلة، سيشتاق إلى وحدته بعد كل لقاء، إنني حقا لا أعي كيف يقضي المرء يومه مع أي شخص دون رغبته في البقاء وحيدا. إن الحرية هي القيود التي ترسمها لنفسك، كلما فرضتَ على نفسك قيودا أكثر، تحررت من الخطأ ومن أشياء كثيرة، إن قمع رغبتك في الظهور هي أول حرية تحصل عليها، فكل إنسان استخدم هذا النهج في حياته استطاع أن يكون عظيما. أكتفي بهذا القدر من الحزن. http://cutt.us/93kPt

A post shared by مجدولين حسونة (@majdoleen_hassona) on

في آخر زيارة لفلسطين تعرضت مجدولين للإيقاف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأصدر بحقها قرارا بالمنع من السفر، تقول: "لم يتم تبليغي بشكل رسمي بسبب المنع طُلب مني مقابلة المخابرات الإسرائيلية، ذهبت أكثر من ثلاث مرات ولكن لم يقابلوني، وأرجح أن المنع بسبب عملي الإعلامي مع قناة تركية حكومية، شعرت بالانزعاج عند منعي، ولكن لم أشعر أن الأمر عظيم".

"أنا في طريقي للتخلي عن كل شيء، بما فيه مهنة الصحافة التي لطالما كانت بلواي الجميلة"، من نص مقال عنوانه "لم يبق عندي ما أفعله وليس ما أقوله فحسب". حين كتبت مجدولين هذا لم يكن نابعًا من يأس، بل من ألم على واقع، تقول: "كنت قد نظمت وقفة احتجاجية على اعتقال معتقل سياسي في الضفة الغربية، حضرها العديد من أصدقائي، ولكن عائلة المعتقل لم تحضر، وهذا أثار استيائي، فأنا عرّضت نفسي للخطر لأجلهم، ولكنهم لا يريدون الدفاع عن أنفسهم".

 | حضن العائلة وغيوم القلب

View this post on Instagram

لم أتقن في حياتي شيئا مثل حبها، وكل الأشياء التي أنجزتها لا قيمة تُذكر لها كقيمة الاعتناء بها، مثلا، محاولاتي لجعلها تبتسم، تصغر عيناها ويكبر الكون بداخلي. شكرا لك يا الله، لقد منحتني القدرة لإسعادها ولو قليلا. هناك أشياء أخرى فعلتها، أجدتُ التبسم في وجوه الناس، أحببتُ بلدي كثيرا، أمضيت معظم وقتي مع الفقراء واستمعت كثيرا للمظلومين، سرقتُ دعوة من امرأة طاعنة في الهم تبيع المحارم بالشارع، ربتُ على كتف صديقة نخر الحب قلبها، أبقيتُ أماكن في قلبي لمن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، تفقدت من كان يحبهم والدي واعتنيتُ بهم، عرفت معنى الأشياء، واقتربتُ من الحقيقة واعتنقت مذهب الحق وكان "الحبُ ديني وإيماني" كتبت وكتبت وكتبت ثم عدتُ لأحب أمي أكثر. لكني لم أفعل شيئا يستحق الذكر أعظم من حبها. #مجدولين_حسونة

A post shared by مجدولين حسونة (@majdoleen_hassona) on

طبيبة قلوب المكلومين والحزانى حين تميل بها الدنيا، تسند نفسها بنفسها، والدها توفي قبل سنوات، ولكنه ظل حيًا بقلب ابنته الشجاعة التي تواصل المسير، لأجله تحافظ على مبادئها لتظل ابنته التي لطالما افتخر بها.

وحين سألتها عن والدتها، وحول ردة فعلها حين يأتيها استدعاء سواء من الأجهزة الأمنية الفلسطينية أم السلطات الإسرائيلية، اخترقت أذني عبر الهاتف ضحكة مجدولين، ضحكت بشكل أثار انتباه أختها الجالسة بجوارها فضحكنا ثلاثتنا، تقول: "والدتي كتير بتخاف علي، بتمرض لما يصير معي أي مشكلة، ولكنها متفهمة لطبيعة عملي، وهى زي أي أم بالعالم بتحب أكون بنت هادية وبحالي".

"إذا بدك تصير صحفي لازم يتوفر فيك الحس الوطني والإنساني، وما تاخد الصحافة كمصدر رزق"، هكذا أجابت مجدولين على سؤالي: "ما نصيحتك لمن يدخل عالم الإعلام؟

مرهفة القلب، دموعها قريبة، كتبت العديد من المقالات، وغيمة دموع عينيها تحجب عنها الرؤية. تستذكر جنازة الشهيدين عامر أبو عيشة ومروان القواسمة حين شيعت مع الجماهير جنازتهم، عادت لتكتب مقالًا عنهم كل حرف كُتب كان بشلال دموع،  وغصة بالقلب، تساءلت فيه قائلة: " ترى، ما الذي من الممكن أن يكون مات فينا حتى نعتاد على رؤية الخراب ولا نكترث؟

 | مجدولين الأديبة

 
تستعد مجدولين لإنهاء روايتها الأولى قريبًا، تقول بحماس: "أتمنى أن يكون لي على الأقل كتاب واحد يُكتب عليه اسمي، وبالرغم من أنني أنقطع عن كتابة روايتي لفترات طويلة إلا أنني أسعى جاهدة لإنجازها قريبًا".
 
حين تندمج بالكتابة، تنفصل عن العالم والناس، وإن كانت تراهم وتحدثهم، في كثير من الأحيان يأتيها الإلهام فجأة؛ فتدوّن نصها على تذكرة باص أو قصاصة صغيرة، فمكتبتها عامرة بالقصاصات الورقية التي تحوى عبارات من روايتها.

 نأتي بعيدًا عن الكتابة الصحافية والعمل الإعلامي، لنتحدث عن مجدولين الأديبة التي تستعد لإنهاء روايتها الأولى قريبًا، تقول بحماس: "أتمنى أن يكون لي على الأقل كتاب واحد يُكتب عليه اسمي، وبالرغم من أنني أنقطع عن كتابة روايتي لفترات طويلة إلا أنني أسعى جاهدة لإنجازها قريبًا". حين تندمج بالكتابة، تنفصل عن العالم والناس، وإن كانت تراهم وتحدثهم، في كثير من الأحيان يأتيها الإلهام فجأة؛ فتدوّن نصها على تذكرة باص أو قصاصة صغيرة، فمكتبتها عامرة بالقصاصات الورقية التي تحوى عبارات من روايتها.

الأديبة مجدولين فضلت الاحتفاظ باسم روايتها المنتظر خروجها للنور التي كانت تنشر بعضًا من نصوصها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لكنها تعرضت للسرقة، تقول: "لقد سرق شخص نصوصا من روايتي ونسبها لنفسه مما أثار غضبي، ثم حدثت مشاكل بيننا وكان من المحتمل أن تصل للقضاء، وأعتبر أنّ سرقة جهد الغير عمل مشين ومؤذٍ للغاية".

ضيفة بنفسج لديها أذن موسيقية تستمتع بعزف العود، وتتمنى أن تتعلم على أول آلة نفخية عُرفت في تاريخ الموسيقى "الناي"، والتي تعد أقرب أنواع الموسيقى لقلب مجدولين. تسرق من الحياة وقتًا لتمارس شغفها مع السمك، ففي رحلاتها تتخلى عن الصحافة، وتبدأ مهنة صيد السمك. حدثتني مجدولين عن هواياتها بحب، ولم تنس أن تذكر لي عشقها للخط العربي والتطريز، وعن نيتها لتعلّم أصولهما قريبًا.

بعد حديث الصحافة والسياسة، وحكايات الطفولة والعائلة، وموسيقاها وروايتها المنتظرة، والمظاهرات وصحبة البسطاء، ختمت مجدولين الهادئة حوارنا بجملة من روايتها التي سنراها في المكتبات قريبًا: "ثمة خطأ يرتكبه الصحافي عندما يخرج من نصوصه بريئًا غير متهم بوطن".