بنفسج

جمان غزال.. من الواجهة الزجاجية إلى طموح العالمية

السبت 11 فبراير

تجلس قبالة الواجهة الزجاجية في غرفتها متأملة الغيوم التي تتبدل، فتراها شخصيات ورسوم كرتونية، تغمض عينيها لتنام، فتحلم برسوم متحركة من نسج خيالها، تطيل السجود لتكمل رسم مشهد كرتوني، هذا كان عالم الطفلة جمان غزال التي تعشق التخيل والرسم ، وهي رسامة قصص أطفال، درست التصميم الجرافيكي في جامعة النجاح، عملت في مجال التصميم أولًا، ثم تصميم الألعاب والرسوم المتحركة، والآن ترسم قصص الأطفال إضافة لكونها محاضِرة في جامعة النجاح.

أول خطوة لعالم الفن

في الصف الثالث الابتدائي، قررت جمان أن تصبح فنانة " كنتُ أحب الرسم كثيرًا، وكان الرسم بالنسبة لي هو ما يميزني عمن حولي، وهو رفيقي الذي يخرجني من لحظات الانزعاج والضيق، فاتخذت هذا القرار وصممت على تحقيق الحلم". بعد خمس سنوات، حصلت جمان على المرتبة الأولى في جائزة القنصلية الفرنسية عن قصة سارة والبحر " تميزي بالرسم في المدرسة والمسابقات التي كنت أشارك فيها عزز ثقتي كثيرًا بنفسي وموهبتي".
 
طفولة جمان الزاخرة بحب الفن والتعلق بالرسومات جعلتها تحسم أمرها بدراسة الفنون، إلى أن تخصصت بالتصميم الجرافيكي الذي قالت جمان عنه: "علمني كيف أصمم، وما الألوان المتناسقة مع بعضها، وكيف أتعامل مع برامج الرسم على الحاسوب" ،  تفوقت جمان خلال دراستها الجامعية وحصلت على المراتب الأولى "كنتُ أرسم وأٌبدعُ وأتميز، وهذا ما دفعني للاستمرار".

في الصف الثالث الابتدائي، قررت جمان أن تصبح فنانة "كنتُ أحب الرسم كثيرًا، وكان الرسم بالنسبة لي هو ما يميزني عمن حولي، وهو رفيقي الذي يخرجني من لحظات الانزعاج والضيق، فقررت هذا القرار وصممت على تحقيق الحلم". بعد خمس سنوات، حصلت جمان على المرتبة الأولى في جائزة القنصلية الفرنسية عن قصة سارة والبحر "تميزي بالرسم في المدرسة والمسابقات التي كنت أشارك فيها عزز ثقتي كثيرًا بنفسي وموهبتي".

طفولة جمان الزاخرة بحب الفن والتعلق بالرسومات جعلتها تحسم أمرها بدراسة الفنون، إلى أن تخصصت بالتصميم الجرافيكي الذي قالت جمان عنه: "علمني كيف أصمم، وما الألوان المتناسقة مع بعضها، وكيف أتعامل مع برامج الرسم على الحاسوب". تفوقت جمان خلال دراستها الجامعية وحصلت على المراتب الأولى "كنتُ أرسم وأٌبدعُ وأتميز، وهذا ما دفعني للاستمرار".

"لا أعتبرُ أني نضجت كما الذين في عمري، ما زلت أتمتع وأعيش أمورًا من عالم طفولتي حتى اللحظة، ما زلت أحتفظ بمخيلة جمان الصغيرة". بصوت شغوف يملؤه المرح وبعيون لامعة تحكي جمان لنا عن تلك الفترة من حياتها. الطفولة: "كان في غرفتي واجهة زجاجية، أجلس وأرى الغيوم والنجوم بشخصيات كرتونية تتبدل وأجري بينها حوارًا، أتخيل رسومًا ومشاهد كاملة، وفي بداية تعلمي للصلاة كنت أستغل حتى لحظة السجود فأطيلها لأتخيل الرسوم تتحرك أمام عيناي".


اقرأ أيضًا: "محاسن الصدف" في فتح الأبواب المغلقة


تستقبل الورقة قلم جمان الذي ينساب بالأفكار على شكل رسومات دون تعثر أو توقف: "يسألني الكثيرون دائمًا: هل ترسمين من دماغك؟ أم تنقلين الرسم؟ والحقيقة أنني في كثير من الأحيان أحس بتدفق الأفكار من القلم للورقة فورًا لتخط الرسمة النهائية، وهذا من فضل الله عليّ".

في طفولتها، كانت تحلم جمان أن تدخل عالم (ديزني) وترسم رسومًا متحركة ، ولكن حين كبرت تخلت عن هذا الحلم؛ "لأن (ديزني) أصبح مثالًا لكل شيء سيء، وأحمد الله أنه لم يكتب لهذا الحلم التحقق".

رسم قصص الأطفال يشكل أفكارًا في ذهن الطفل

2-41.jpg
رسومات الفنانة جمان غزال

قبل خمس سنوات قررت جمان دخول عالم الرسم الخاص بقصص الأطفال، فالتحقت بمسابقات (Inktober)، إذ تمثل هذه المسابقة تحديًا بين كل فناني العالم من خلال استخدام قلم الحبر فقط، لتحويل الكلمات إلى رسومات مختلفة لمدة شهر كامل وهو شهر أكتوبر، تقول جمان عن مشاركتها في هذه المسابقة: "قررت أن تكون كل الرسمات التي سأشارك بها ترجمة لكلمات تعبر عن الأطفال؛ وذلك كي ألفت انتباه دور النشر، وفعلًا نجحت بذلك".

تزامنًا مع دخول الرسامة جمان مجال رسم قصص الطفولة، عانت من حالة نفسية تدعى ( (art block "مدة سنة كاملة كنت أخاف الإمساك بالقلم! ولمدة سنة كاملة لم أرسم، وكان وقتها معي سلسلة مكونة من خمس قصص استغرقت في رسمها عامًا كاملًا!". كما اجتازت جمان هذا العام الصعب، وتوالت نجاحاتها، وأقنعت رسوماتها عددًا من دور النشر، وحازت على انطباع إيجابي لدور النشر هذه بسرعتها والتزامها بالوقت وتميز رسوماتها.

تهدف جمان لانجاز رسومات قصص ذات قيمة وغاية، وترفض رسم الكثير من القصص التي تشعر أنها لا تنهض بوعي الطفل وعقليته، وتطوير لغته "الرسم بالنسبة لي، خروج من ضغوط الحياة، وايصال لرسالة هادفة للأطفال بشكل جميل، إضافة إلى أنني أرسم لأساهم بالنهوض بقصصنا العربية والعمل عليها بما يكافئ أو يتفوق على الفن الغربي".

تعتبر جمان أن دماغ الطفل يعمل بشكل واعٍ، ويلخص ما يراه ويبقى معه لآخر حياته، "برسم قصة تكون فيها الأم محجبة، والأب يلبس لباسًا محترمًا وشكله طبيعي لا يضع وشومًا، والطفل في القصة شكله طبيعي ولباسه أيضًا، هذه المظاهر في الصور تحافظ على براءة أطفالنا".


اقرأ أيضًا: راية أبو عيشة: "روح" مركز يستنطق لغة الضاد


في المقابل، ترى جمان أن بعض قصص الأطفال تبرز رسوماتها جسد المرأة وتركز على مناطق معينة في الرسم، تضيف جمان: "كأم، لا أرتضي لطفلي الاطلاع على هذه القصص؛ بل أحب أن يصلهم كل ما هو لطيف وبريء، فتصل للطفل أفكار سليمة من خلال ما يقرأه".

وفي حديثنا عن فن قصص الأطفال الغربي والعربي، ترى جمان أن أفكار ورسومات القصص العربية ضاهى في بعض الأحيان الغربية منها، والسبب يرجع كما تقول غزال: "تعتمد القصص العربية في مجملها على الأفكار البناءة بينما الغرب يميل كثيرًا للاعتماد على الخيال والقصص القديمة، كما أن هناك دور نشر عربية قوية جدًا بقصصها ورسوماتها وتفوقت على الغرب بمستواها".

الواقع الفلسطيني في رسومات الأطفال

1-42.jpg
فلسطين في رسومات الفنانة جمان غزال

هل من الصعب التعبير للطفل برسومات عن واقعه؟ تجيب جمان على السؤال بالنفي المطلق قائلة: "ليس صعبًا أن نعكس لأطفالنا واقع حياتنا الذي نستمد منه مشاعرنا، وأستغرب ممن يعارض ذلك، مبررًا رأيه بضرورة عدم اقحام الطفل بهذه الأمور من الآن، ولكن هل من المنطقي أن يقحم الطفل في أمور تشوه وتسلب طفولته وفطرته الإنسانية وأفكارًا تعارض مجتمعه ودينه؟

ترى جمان أنه من الضروري أن يفهم الطفل واقعه الفلسطيني، وما الخطر الذي يحيط بأرضه ومقدساته وأن يعرف "أن هناك احتلالاً يأسر أباهم أو أخاهم أو عمهم، ويقتل جارهم، ويقصف أبناء شعبهم في غزة ويقتحم أقصاهم". وتعتبر جمان أنه من حق الفنان الفلسطيني أن يعبر عن قضية شعبه برسومات للأطفال، "مهم جدًا أن يفهم الطفل واقعه، فهل من حق الشياطين أن تعبر عن أسوأ وأدنى الممارسات الحيوانية، وتمررها للطفل تحت مفهوم الحرية؟ وليس من حق الرسام أن يوصل للطفل من يسلبه طفولته وبهجتها؟".

جدير بالذكر، أن جمان شاركت مع 21 رسامة من أنحاء الوطن العربي، برسمات مشتركة عن حقوق الفلسطينيين، ورسم اعتداءات الاحتلال على غزة والمسجد الأقصى بروح طفولية تعكس حلم رؤية فلسطين محررة.

عن الأبناء والحكايات

 

كفنانة، يلهم جمان خيالها الواسع، الذي ينطلق كثيرًا حين تغمض عينيها أو حين تسبح، "أحب السباحة، وتأتيني الأفكار خلال أوقات السباحة، ولكن تلهمني أكثر حركات أولادي، وقفزهم، وألعابهم، والمشاعر التي يمنحونني إياها".

تضيف جمان في حديثها أن "ترجمة النصوص لرسومات يحتاج الكثير من الخيال، ولنفسية فنان مرتاحة.. سر الرسم في حياتي أنني أقرأ نص القصة ليلًا، وأرسمه صباحًا؛ لأنه سيبقى طيلة الليل يدور في رأسي وأتخيله وأنا نائمة".

 

 

كفنانة، يلهم جمان خيالها الواسع، الذي ينطلق كثيرًا حين تغمض عينيها أو حين تسبح، "أحب السباحة، وتأتيني الأفكار خلال أوقات السباحة، ولكن تلهمني أكثر حركات أولادي، وقفزهم، وألعابهم، والمشاعر التي يمنحونني إياها".

تضيف جمان في حديثها أن "ترجمة النصوص لرسومات يحتاج الكثير من الخيال، ولنفسية فنان مرتاحة.. سر الرسم في حياتي أنني أقرأ نص القصة ليلًا، وأرسمه صباحًا؛ لأنه سيبقى طيلة الليل يدور في رأسي وأتخيله وأنا نائمة".

القصة المفضلة لجمان غزال من بين القصص التي رسمتها هي قصة "من ينقذ العيد؟"، لدار نشر (كاتبيانا) في كندا والتي لم تصدر بعد، وفي معرض الحديث عن القصة تقول جمان: "رغم حبي لجميع رسومات القصص التي أنجزتها في حياتي، إلا أنني أعتبر أن قصة ( من ينقذ العيد؟)، هي أجمل قصة رسمتها وانتظر نشرها بفارغ الصبر".


اقرأ أيضًا: كيف يصاحب أبناؤنا الكتب؟ تجربة ثرية لميمونة دغلس


حازت رسامة قصص الأطفال، جمان غزال، جوائز عدة خلال مسيرتها الفنية، منها: جائزة عن المرتبة الأولى في مسابقة للقنصلية الفرنسية، وهي في الصف الثامن، كما حصلت على المراتب الأولى في مسابقة صلاح المصري للإبداع لعامين خلال دراستها الجامعية، كما حازت على جائزة ملتقى Behance)) عن رسوماتها.

وعن الحلم الذي تسعى جمان لتحقيقه، فقد قالت لنا، بعد تخليها عن حلم الالتحاق بعالم ديزني، "أنا أسعى لإنجاز قصة برسوماتي وقدراتي، تحوز على جائزة عالمية، وأن تكون القصة ذات هدف ومعنى، ورسوماتها مبهرة".