بنفسج

تربية الذكور: كيف تساعدين طفلك ليكون رجلًا متزنًا؟

الثلاثاء 10 يناير

تربية الأطفال الذكور
تربية الأطفال الذكور

تبدو تربية الأطفال كمارثون لا ينتهي، وعندما نتحدث عن تربية الأطفال الذكور فأنتِ في مارثون من نوع خاص مليئ بحواجز القفز العالي، وحروب الفضاء وعربات التصادم وألعاب الفيديو "الجيمز". أعترف أن تربية طفلتي الكبرى كانت أسهل في تربيتها رغم كونها طفلة مشاكسة، لكن الأمر يختلف تمامًا مع الصبيان، تحديدًا عندما ترغبين في تربية طفل ذكر، ليكبر رجلاً حنونًا متزنًا نفسيًا، وهذا يشبه المشي على حبل السيرك.

لماذا تربية الأبناءالذكور أصعب من البنات؟

 تربية الأطفال الذكور
بمجرد أن تحملي بطفل ذكر؛ ستسمعين من  الجميع "كان الله بعونك" لصعوبة تربية الأطفال الذكور عن البنات، وعلى الرغم من صحة هذه المقولة نسبيًا، إلا أن الأمومة وتربية الأطفال بشكل عام تتطلب الكثير من الصبر والجهد والحكمة.
 
الحقيقة هي أن تربية البنات والذكور تختلف عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع العواطف، والمواقف الاجتماعية، وما إلى ذلك. والإجماع العام هو أن الأولاد أكثر صعوبة في التربية بين سن الرابعة والثامنة، ومن ثم تصبح الفتيات أكثر إشكالية في التربية.

بمجرد أن تحملي بطفل ذكر سيخبرك الجميع "كان الله بعونك" لصعوبة تربية الأطفال الذكور عن البنات، وعلى الرغم من صحة هذه المقولة نسبيًا، إلا أن الأمومة وتربية الأطفال بشكل عام تتطلب الكثير من الصبر والجهد والحكمة. الحقيقة هي أن تربية البنات والذكور تختلف عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع العواطف، والمواقف الاجتماعية، وما إلى ذلك. والإجماع العام هو أن الأولاد أكثر صعوبة في التربية بين سن الرابعة والثامنة، ومن ثم تصبح الفتيات أكثر إشكالية في التربية.

وفقًا للهيئة الأمريكية للصحة النفسية للأطفال، فإن تربية الأطفال الذكور أصعب من الإناث من ناحية الحفاظ على الصحة النفسية للطفل والتعامل معه بطريقة صحيحة وذلك للأسباب الآتية:

| كتمان المشاعر: يواجه الأطفال الذكور غالبًا صعوبة في التواصل مع مشاعرهم والتعبير عنها مقارنة بالإناث، لأنهم دائمًا ما يوصمون بأن إظهار المشاعر ضعف وخزي، مثال على ذلك الجملة الشهيرة "الصبي لا يبكي". لذا فإن معظم الأولاد يدفنون مشاعرهم بعمق حتى يفقدون تميزها في ما بعد.

| قلّة التعاطف والتواصل الجسدي: لاحظي في محيطك عندما يخدش أو يقع صبي مقارنة بفتاة، من سيركض له الجميع يربتون ويمسدون ظهره ويحتضنوه ليعبر عن مشاعره بحرية؟ الفتاة طبعاً! بينما الصبي، الصبي لا يبكي، الصبي يتحمل، الصبي قوي. ومن هنا تصبح مشاركة المشاعر لدى الأطفال الذكور والتعبير عنها من أصعب ما يكون.

| أكثر عرضة للقلق والتوتر: تقول دراسات الجمعية الأميركية لطب الأطفال، إن الأجنة الذكور يتأثرون بهرمون الكورتيزول (هرمون التوتر والقلق) أكثر من تأثر الأجنة الإناث، وذلك لأن تكوين أدمغتهم في مرحلة الجنين تكون أكثر هشاشة وتأثرًا من الأجنة الإناث، ومن ثم فإن حالتك النفسية تؤثر بهم وبشدة في فترة الحمل وبعد الولادة.

تربية الأطفال الذكور
 
| بطء تطور المهارات الاجتماعية والحركية:
 
عادة تتحدث الفتيات أبكر ويطورن مهاراتهن الاجتماعية في التواصل بشكل أسرع، ويعبرن عن مشاعرهن أفضل.
 
ويبدأن التفكير المنطقي أبكر من الأطفال الذكور في سنوات الطفولة المبكرة قبل المدرسة. يعود ذلك إلى تطور أدمغة الإناث كما ذكرنا، بالإضافة لما يحصلن عليه من تعاطف وتواصل جسدي مقارنة بالذكور.
 

| صعوبة التواصل: عندما يتعلق الأمر بالتواصل يميل الذكور إلى عدم التواصل بشكل علني مثل الإناث، مما يجعل من الصعب الحصول على إحساس حقيقي بما يزعجهم، أو فك رموز المحفزات التي تثيرهم عندما يتعلق الأمر بنوبات الغضب.

| الميل للعنف الجسدي: غالبًا ما تظهر عدوانية البنات في الألفاظ، إذ يستخدمن الكلمات للتعبير عن غضبهن، بينما يُظهر الأولاد الصغار من جميع الأعمار سلوكهم العدواني جسديًا عن طريق الضرب واللكم والدفع.


اقرأ أيضًا: المخاوف عند الأطفال: كيف نفهمها ونتجاوزها معًا؟


بشكل عام، تصبح تربية الأطفال الذكور أصعب عندما يتعلق الأمر بالتأديب والتهذيب، فمن المحتمل أن تواجه أوقاتًا أكثر صعوبة مع أولادك الذكور، في حين أن الفتيات قد يكن أكثر دراماتيكية، فيعارضن النصيحة والإرشاد  بنوبات غضب وتقلبات مزاجية، بينما  يرفض الأولاد اتباع التعليمات ويقاومون أي نظام بالصراخ والعنف وقذف الأشياء. وكلما تقدموا في السن، أصبحوا أكثر تحديًا، وسرعان ما سيتجاهلون الكثير مما ينصح به الأبوين، الأمر الذي يثير استياء الأمهات في كل مكان نحو تربية الذكور مع رفع شعار "ابني لا يسمعني!".

كيف أربي أبنائي الذكور؟

تربية الأطفال الذكور
يجب أن تكون هناك طريقة حازمة ومتسقة لتربية الذكور دون إفراط أو تدليل 

بناء على ما سبق، فإن تربية الأطفال الذكور تصبح صعبة عندما لا نعرف الطريقة الصحيحة للتعامل معهم، وخاصة في أول 7 سنوات من عمر الطفل، والتي تشكل شخصيته بصورة كاملة لما بعد، إذا مرّت السنوات السبع الأولى بسلام، نضمن لكِ مرحلة مراهقة بأقل قدر من الخسائر والتصادمات. لذلك يحتاج طفلك الذكر في سنواته الأولى إلى الآتي:

| التربية الحازمة المتزنة: ولا نعني هنا القسوة والإهانة أو التعنيف أو التعامل بمبدأ "الصبي لا يبكي ولا يتوجع!"، نعني أن يكون هناك طريقة حازمة متسقة للتربية داخل وخارج المنزل، قوانين مرنة وروتين واحد لكل شي دون إفراط بالتدليل أو تفريط بالتعنيف.

| التواصل الجسدي والعاطفي: بجانب التربية الحازمة المتزنة، يحتاج طفلك الذكر إلى التربية العاطفية، ليعرف أحقيته في التعبير عن مشاعره بوضوح دون وصم ودون خوف، يحتاج طفلك إلى إظهار مشاعر الخوف والحزن والبكاء والسعادة والمحبة بحرية. يحتاج طفلك إلى التربية العاطفية دون إفراط في التدليل ولكن بتعلم التعامل الصحيح مع مشاعره.


اقرأ أيضًا: حماية الأطفال من "المشكلات العائلية": الاعتذار لهم أول الطريق


| الاتزان النفسي: يحتاج طفلك الذكر للحصول على أكبر كم من الأفكار الإيجابية عن نفسه على الأقل أول سبع سنوات من عمره.

| المثل والقدوة: يتعلم الأطفال في هذه السنوات بالمحاكة، ولذلك إذا أردتِ تربية طفل ذكر بسهولة كوني صديقته أنتِ وأباه، اهتمي باهتماماته وشاركيه أفكاره وخيالاته وأحلامه وتجاربه الأولى، أعطه الأهمية الكافية، وستندهشين من إنعكاس ذلك على سهولة تربيته لاحقًا.

نصائح تساعدك في تربية الذكور

تربية الأطفال الذكور

| كن حاضرًا: وحديثي هنا للأب تحديدًا؛ فحضور الأب في حياة ابنه لا تقدر بثمن، ليس فقط جسديًا، ولكن عاطفيًا وروحانيًا وعقليًا أيضًا. كن حاضرًا في حياة ابنك.

| كن قدوته: يقول الدكتور شولر أخصائي تعديل سلوكيات الأطفال، إن أحد أهم الأشياء التي غرسها والده فيه هو "ألا تكون منافقًا". إذا وعدت طفلك وعدًا نفذه ليكبر مثلك.

تربية الأطفال الذكور ليست أصعب للأسباب السابق ذكرها وحسب، بل لأن طبيعة الصبي أو الذكر تختلف كثيرًا عن الإناث، من حيث الميل للحركة والفوضى والألعاب السريعة دون قيود. ولكن مع ذلك، هناك عدة نصائح تساعدك في تربية الأطفال الذكور بطريقة أفضل تقلل من التوتر والقلق والصراخ.

| كن حاضرًا: وحديثي هنا للأب تحديدًا؛ فحضور الأب في حياة ابنه لا تقدر بثمن، ليس فقط جسديًا، ولكن عاطفيًا وروحانيًا وعقليًا أيضًا. كن حاضرًا في حياة ابنك.

| كن قدوته: يقول الدكتور شولر أخصائي تعديل سلوكيات الأطفال، إن أحد أهم الأشياء التي غرسها والده فيه هو "ألا تكون منافقًا". إذا وعدت طفلك وعدًا نفذه ليكبر مثلك.

| توفير بيئة أسرية متزنة: كلما كانت العلاقات الأسرية المحيطة بالطفل صحية ومتزنة، كانت تربيته أسهل وأفضل، الطفل الذي ينشأ في بيت لا يكف أبويه عن الصراخ والشجار، هل تتوقعون له تربية سهلة أم محاطة بالأسلاك الشائكة؟

| صلِ معه: نصحتني أمي هذه النصيحة التي أتت بثمارها في معظم الأوقات، عندما يفيض بي من طفلي ولا أعلم ماذا أفعل بالتحديد، أذهب لأصلي معه، وقوفك للصلاة مع طفلك ستساعده على الشعور بالراحة، وستظهر له الامتيازات والقوة التي تأتي من الصلاة.

| امنحه الفرص للمساهمة: أعط لطفلك دور في المنزل يناسب عمره، يعلمه ذلك المسؤولية ويمنحه صورة جيدة عن الرجولة الحقيقية لما بعد.


اقرأ أيضًا: ثلاثية التنشئة: طفل واثق.. قادر .. مسؤول


| اتركي له مساحة للتجربة والخطأ: اسمح لابنك بتحمل المخاطر. صنفت إيلين بيت هانسن ساندسيتر اللعب المحفوف بالمخاطر إلى 6 فئات في بحثها. وبالنسبة إلى الأولاد الذكور، فهم يشاركون في اللعب المحفوف بالمخاطر أكثر من الفتيات. إنهم يحبون الإثارة كونهم على حافة الخطر والمرح والمغامرة دائمًا، اتركي لهم هذه المساحة مع مراعاة ألا يؤذوا أنفسهم.

| كن حنونًا: عانقي طفلك وقبليه وأخبريه كم تحبينه. هل يسمع ابنك أنك تخبرينه برأيك فيه؟ هنئيه وأخبريه أنك فخورة به، وتأكدي من أنه يعلم أنك مسرورة به.

وأخيرًا، أهم نصيحة أرددها لنفسي قبل أي شخص، عند تربية صبي، لا تنس أن تعلمه المهارات الحياتية، مثل العناية بالنظافة الشخصية والنظافة والتنظيم وخدمة نفسه. هذا المقال ليس تفضيلاً لنوع على الآخر ولا ينبغي أن يزيد من معاناة أم الذكور، بل ليهمس في أذننا جميعًا لماذا علينا أن ننتبه لـ تربية الأطفال الذكور في هذا الزمن، لأنها ربما تكون من أصعب التحديات، وربما لا تكون تحدي على الإطلاق، القرار بيدينا والسداد من الله.