بنفسج

لم يعد طفلًا: لتجاوز آمن لمرحلة المراهقة

الثلاثاء 16 مايو

كيف أتعامل مع ابني المراهق
كيف أتعامل مع ابني المراهق

ماذا لو استيقظت يومًا وأخبرك أحدهم أن منزلك فيه كنز ثمين جدًا ماذا، ستفعل؟ بالطبع، ستبحث عنه وتفني جهودك كلها لتجده وتخرجه لتستفيد منه.. فماذا لو أخبرتك الآن أن هذا الكنز بالفعل بداخل منزلك وقد يكون بجوارك الآن. أعلم أن علامات التعجب نالت منك وأصبحت تفكر، أين؟ إنه المراهق الذي يعيش معك، فهو كنز بشري لا يفنى أبدًا. ربما تسأل كيف وهو السبب الرئيس في قلقنا تجاه هذا العمر، بل ونركز في كيفية السيطرة عليه، وتظل تسأل كيف أتعامل مع ابني المراهق.

أتعلمون أن أسامه بن زيد ولّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- قيادة الجيش وعمره 18 عامًا. وأن الزبير بن العوام كان حواري رسول الله وهو ابن 15 عامًا. وأن سعد بن أبي وقاص كان من أصحاب الشورى وهو ابن 17 عامًا، وغيرهم الكثير. وفي عصرنا الحالي عام 2012 اخترع جاك أندراكا جهازًا لتشخيص سرطان البنكرياس، وكان يبلغ من العمر 15 عامًا.

أعلم أن التساؤلات قد ازدادت لديك، لكن هنا جاء دوري لأسأل: ماذا فعلت لتخرج كنزك؟ كم مرة تحاورت مع ابنك؟ كم مرة أخذته معك ليحتك بالمواقف الحياتية التي تتعرض أنت لها؟ كم مرة سألته عن ما يريد؟ وإن كان يحب ما تقدم له أم لا؟ كم مرة جعلته يشعر بالمسؤولية ويتحملها؟ للوصول إلى كنزك يجب اتباع عدة أساليب للإجابة على تساؤل كيف أتعامل مع ابني المراهق.

كيف أتعامل مع ابني المراهق

كيف أتعامل مع ابني المراهق
اعمل على مشاركته كل شيء منذ الصغر؛ بأن يشاركك مجالس الكبار .. أعلم أنك تقول في ذاتك إنه صغير وينقل ما يراه من أحداث، هذا طبيعي، لكن إن عزلناه عن الخبرات الحقيقية، فكيف سيتعلم؟ وما الحل إذًا؟
 
وعليك أن  لا تسخر منه مهما حدث؛ فالسخرية تزعزع الثقة بداخله وأنت بحاجه لبنائها، فلا تسخر، وإن خجل أخبره أنك في الماضي كنت طفلًا، وأخطأت في بعض الأمور أقصص عليه ليزول خجله، فالمخجل ليس أن تخطئ لكن المخجل أن لا تتعلم من خطأك.

| مشاركة الخبرات معه: اعمل على مشاركته كل شيء منذ الصغر؛ بأن يشاركك مجالس الكبار .. أعلم أنك تقول في ذاتك إنه صغير وينقل ما يراه من أحداث، هذا طبيعي، لكن إن عزلناه عن الخبرات الحقيقية، فكيف سيتعلم؟ وما الحل إذًا؟

| علمه آداب المجلس: من الإجابات المهمة على سؤال "كيف أتعامل مع ابني المراهق" هي هو أنه عليك أن تعلمه آداب المجلس وآداب الحديث، بالتحدث معه صغيرًا، ورواية القصص له ومشاركته خبراتك، لكنه الآن في سن المراهقة، فهل تأخرت؟ لا، وهنا تأتي النقطة التالية.

| توجيهه إلى القراءة: فالقراءة تعد خبرات سريعة الاكتساب؛ ففيها تنمية للعقل وتنمية للذات والقدرات، وخاصة إن كانت مدعمة بمشاركة الخبرات التي تحدثنا عنها سابقًا.


اقرأ أيضًا: أبنائي والكارت السحري: كيف يكون حب المال أخلاقيًا؟


| المشورة وأخذ رأيه: وإن كنت لا تعتد لرأيه ولن تفعل به، أشعره أنه فرد من الأسرة له قيمة، فلا تستهن بمشورته، ولا تسخر منه إن أخطأ، مدحه بأن تقول مثلًا (أعجبني رأيك يا فلان، لكن الأرجح في موقفنا هذا هو أن نفعل كذا وكذا).

| تكليفه بمهام: إعطاءه بعض المسؤوليات التي تناسب خبراته؛ فمثلًا أرسله بدلًا عنك في زيارة مريض؛ يخبر رسالة على لسانك لأحدهم أو يذهب لقضاء حاجة من حاجيات المنزل.

كيف أتعامل مع ابني المراهق
أشعر ابنك المراهق بأنه فرد مهم في الأسرة خذ برأيه وشاوره في بعض الأمور فهذا يعزز من ثقته بنفسه

| دعه يخطئ ليتعلم: فلا تقل لا أتركه يفعل لأنه لا يملك الخبرة وسيخطئ، إننا أحيانًا بحاجة للخسارة، لكي نتعلم، فكما قالوا في المثل (محدش بيتعلم ببلاش).

| لا تزعزع ثقته بنفسه: في قانون كيف أتعامل مع ابني المراهق من القواعد المهمة أن لا تسخر منه مهما حدث؛ فالسخرية تزعزع الثقة بداخله وأنت بحاجه لبنائها، فلا تسخر، وإن خجل أخبره أنك في الماضي كنت طفلًا، وأخطأت في بعض الأمور أقصص عليه ليزول خجله، فالمخجل ليس أن تخطئ لكن المخجل أن لا تتعلم من خطأك.

| امدحه جيدًا: قم بإعلانك عن رجولته أو بإعلانك كأم عن أنوثتها؛ ستقول في سياق حديثك (كان أحدهم يسألك عنه؟ أخبره إنه ولدي فلان قد أصبح رجلًا ويأتي معي لكل مكان ليساعدني)، وكذالك الأم مع ابنتها.


اقرأ أيضًا: الاعتراف بالمشاعر.. نحو طفل ذكي "عاطفياً"


| التربية بالقدوة: وهنا يكون العبء كله عليك، لأن التربية هي تربية الذات أولًا، ثم لأبنائنا، فعندما أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الناس كافة، كان معروفًا بالصادق الأمين، وهكذا أنت لا تنفي صفه بصغيرك متصف أنت بها (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ).

| أوجد له القدوة: واخلق لطفلك القدوه المتممة؛ أي إنه الشخص الذي تريد أن يقتدي به صغيرك من السير والروايات، وسميت بالمتممة، لأننا لا نقرأ عنها سوى ما يميزها ولم يكتب عن عيوبها شيئًا .. فأوجد القدوة التي تتناسب مع شخصية رجلك الصغير، أو أنيستك الصغيرة، ثم أقصص عليها أخبارها.

كيف أتعامل مع ابني المراهق
 
اخلق لطفلك القدوه المتممة؛ أي إنه الشخص الذي تريد أن يقتدي به صغيرك من السير والروايات، وسميت بالمتممة، لأننا لا نقرأ عنها سوى ما يميزها ولم يكتب عن عيوبها شيئًا، فأوجد القدوة التي تتناسب مع شخصية رجلك الصغير، أو أنيستك الصغيرة، ثم أقصص عليها أخبارها.

| اخلق بداخله مراقبة الله: فإن خلقت مراقبة الله بداخله لن تخاف عليه أبدًا، فقد أورد الغزالي في إحياء علوم الدين هذه القصة اللطيفة، فقال :قال سهل بن عبدالله التستري: "كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، فقال لي يومًا: ألا تذكر الله الذي خلقك، فقلت: كيف أذكره؟ فقال: قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك، الله معي، الله ناظري، الله شاهدي فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته، فقال: قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته.
 فقال: قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلته، فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة، قال لي خالي: احفظ ما علمتك، ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يومًا: يا سهل من كان الله معه وناظرًا إليه وشاهده، أيعصيه؟ إياك والمعصية، فكنت أخلو بنفسي، فبعثوا بي إلى المكتب.

فقلت إني لأخشى أن يتفرق علي همي، ولكن شارطوا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع، فمضيت إلى الكُتّاب، فتعلمت القرآن وحفظته، وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين، وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنا عشر عامًا. 

من المهم أن تضع إجابات عميقة لسؤال "كيف أتعامل مع ابني المراهق" وتطبقها بحذافيرها دون الاخلال بها لأن أي تجاوز منك كمربي أو تصرف خاطئ قد يسبب شرخ في شخصية ابنك المراهق لذلك عليك أولًا وأخيرًا وقبل أي خطوة في سياق التربية أن تخلق بداخله مراقبة الله.