بنفسج

كيف أحفز طفلي للحديث عن يومه المدرسي؟

الأربعاء 28 سبتمبر

كيف تسأل طفلك عن يومه؟
كيف تسأل طفلك عن يومه؟

يستطيع بعض الأطفال التحدث عن يومهم في المدرسة بسهولة أكثر من أقرانهم، الذين يكتفون عادة بكلمة "لا أتذكر" أو "كان يومًا جيدًا"، فتنتهي المحادثة قبل أن تبدأ، فـ كيف تسأل طفلك عن يومه؟ عادة لا يتعمد الطفل ذلك، لكنه في الحقيقة لا يعرف كيفية فعل ذلك، أي لا يعرف تحديدًا ماذا يقول وكيف يقوله، لذا، تابعي السطور التالية لتعرفي بطرق مجربة كيف أحفز طفلي على الكلام عن يومه في المدرسة؟ ولماذا لا يحكي طفلي عن يومه في المدرسة؟ حتى تعرفي كيف تحفزين طفلك على الكلام عن يومه في المدرسة، عليكِ أن تعرفي أولاً لماذا لا يحكي الطفل. 

 لماذا لا يحكي بعض الأطفال عن يومهم المدرسي؟

كيف تسأل طفلك عن يومه؟

كل ما أريد قوله في هذه النقطة هو البحث عن الأسباب حول عدم حديث الطفل، ربما لا يعود الأمر لطباعة وسماته الشخصية وحسب كما في تجربتي، بل على سبيل المثال، بعض الأطفال لا يفضلون الحديث عن يومها في المدرسة لهذه الأسباب.

التشويش أو الإرهاق والتعب نتيجة يوم دراسي طويل.  الطفل لا يعرف الطريقة المناسبة للتعبير عن مشاعره. الوالدان يتحدثان بتوجيه النصائح والوعظ أكثر مما يستمعان للطفل.  يخاف الطفل من أبويه إذا كانوا يتبعوا أسلوب الهجوم أو التعنيف أو العقاب الدائم. التعرض للأذى النفسي مثل تنمر الأصدقاء.  ومواجهة صعوبات في التعلم أو في تكوين صداقات جديدة.

عادة تميل الفتيات إلى الحكي والحديث أكثر من الذكور، لذلك عندما أسأل ابنتي كيف كان يومك، فإنها تعطيني شرحًا تفصيليًا بكل ما حدث بداية من طابور الصباح وحتى وقت العودة للمنزل، بينما يكتفي ابني بكلمة "لا شيء يذكر" أو "كان يومًا جيدًا". والسبب؟ بالعودة للسبب هنا وجدت السبب في اختلاف طباع الطفلين، الفتاة اجتماعية ولديها ذكاء عاطفي ملحوظ وقدرة  للتعبير عن مشاعرها بسهولة، بينما الصبي انطوائي وخجول إلى حد كبير ولا يفضل التحدث في مجموعة، كما أنه أصغر سنًا، وبالتالي أقل قدرة في التعبير عن مشاعره بالكلمات.


اقرأ أيضًا: كيف تعلم الطفل الفوضوي الترتيب والنظافة؟


إذًا ما الحل؟ وما الإجابة لسؤال "كيف تسأل طفلك عن يومه؟"  الحل في معالجة السبب أولاً، مع تقبل أن الطباع الشخصية واختلافاتها هي  أمر طبيعي ومقبول تمامًا دون مقارنة، بالإضافة إلى طرق التحفيز التي سأسردها لاحقًا في هذا المقال.ولكن، كل ما أريد قوله في هذه النقطة هو البحث عن الأسباب حول عدم حديث الطفل، ربما لا يعود الأمر لطباعه وسماته الشخصية وحسب كما في تجربتي، بل على سبيل المثال، بعض الأطفال لا يفضلون الحديث عن يومها في المدرسة لهذه الأسباب.

 | الإرهاق:  التشويش أو الإرهاق والتعب نتيجة يوم دراسي طويل.

| عدم إجادة التعبير:  الطفل لا يعرف الطريقة المناسبة للتعبير عن مشاعره.

 | عدم الاهتمام من قبل الأم:   التحدث مع الطفل بعدم اكتراث وبصورة روتينية لا أكثر.

| استخدام أسلوب النصح: الوالدان يتحدثان بتوجيه النصائح والوعظ أكثر مما يستمعان للطفل.

| الخوف من الوالدين: يخاف الطفل من أبويه إذا كانوا يتبعون أسلوب الهجوم أو التعنيف أو العقاب الدائم.

كيف تسأل طفلك عن يومه؟
قد يتعرض طفلك  للتنمر أو يواجه مشكلة في تكوين صداقات جديدة لهذا لا يفضل الحديث عن يومه الدراسي.

| التعرض للتنمر: التعرض للأذى النفسي مثل تنمر الأصدقاء.

| التعرض للضغط النفسي:  مواجهة صعوبات في التعلم أو في تكوين صداقات جديدة.

| السؤال بطريقة غير مناسبة:  سؤال الطفل عن يومه بطريقة خاطئة أو غير مناسبة لمرحلته العمرية يؤدي إلى تجنبه الحديث عن تفاصيله.

كيف أحفز طفلي للحديث عن يومه المدرسي؟

كيف تسأل طفلك عن يومه؟
من المهم معرفة كيفية تحفيز طفلك الكتوم للحديث عن يومه المدرسي لملاحظة أي سلوك جديد ومعرفة ردوده تجاه المواقف

بالرغم من وجود كل هذه الأسباب، إلا أنه  وفي بعض الأحيان يكون عدم حديث طفلك طبيعيًا، ودون أسباب تُذكر، فطفلك قليل الكلام، وهذه سماته الشخصية والطبيعية، يتحدث عن يومه بوصف بسيط، دون أن يؤثر ذلك على رغبته في الذهاب للمدرسة، أو تكوين صداقات، أو التفاعل الأكاديمي، أو صحته النفسية بشكل عام، ويمكن ملاحظتها من سلوكه ونمط طعامه ونشاطه الجسدي، فإن ذلك لا ينبغي أن يجعلكِ تقلقين بشأن عدم حديث طفلك على الإطلاق.

والآن بعدما تعرفنا على الأسباب المحتملة لعدم حديث الطفل، ننتقل لإجابة السؤال موضوع المقال، في الفقرة الآتية: كيف أحفز الطفل على الكلام عن يومه في المدرسة؟ وكيف تسأل طفلك عن يومه؟ بقدر ما يتسبب عدم حديث طفلك عن يومه في المدرسة في إحباط وتوتر وقلق لكِ ولأبيه، خاصة في سنواته الأولى، إلا إن ذلك التوتر والقلق لا ينبغي أن يصل لطفلك سواء في طريقتك بطرح الأسئلة عن يومه، أو في معاملتك له حتى لا تزداد الأمور سوءًا. جرّبي هذه الطرق مع التحلي بالصبر، لأن خلق عادة جيدة يتطلب المداومة عليها لبعض الوقت.


اقرأ أيضًا: المخاوف عند الأطفال: كيف نفهمها ونتجاوزها معًا؟


اسألي أسئلة مفتوحة: إذا طرحت سؤالاً يمكن الإجابة عليه بكلمة واحدة - نعم أو لا - فهذا ما ستحصلين عليه في المقابل، إجابة من كلمة واحدة. حاولي طرح أسئلة مفتوحة بدلاً من ذلك، مثال: "ما هو أفضل شيء فعلته في المدرسة اليوم؟".

| ابدأ بالحديث عن يومك: لأن الأطفال تتعلم بالمحاكاة، هذه الطريقة جربتها وأتت بنتائج رائعة مع أطفالي. في البدء أعط طفلك بعض الوقت ليهدأ بعد يوم دراسي حافل، لا تسأليه، بل تحدثي أنتِ عن يومك كما ترغبين أن يحدثك طفلك، احكي في نقاط واضحة وجمل بسيطة أفضل ما فعلتيه في اليوم، ما أسعدك وما أحزنك، ومن ثم عندما تنتهين ستجدين، إما أن طفلك سيبدأ من تلقاء نفسه في الحديث عن يومه مثلك تمامًا، أو عندما تسأليه سيعرف بالضبط كيف يتحدث ويصف يومه ومشاعره.

كيف تسأل طفلك عن يومه؟
 
 اختاري الوقت المناسب: كما ذكرنا سابقًا، بعض الأطفال يحتاجون الهدوء والجلوس دون كلام أو حركة لبعض الوقت بعد يوم دراسي حافل، اختاري الوقت المناسب لطفلك لسؤاله عن يومه.
 
 يمكن أن يكون ذلك بعد المدرسة مباشرة ويمكن أن يؤجل لوقت ما بعد الغداء، لا تضغطي على طفلك حتى لا يصبح الأمر بالنسبة له روتين ثقيل ومزعج، بل حوّليه لوقت خاص ممتع مع طفلك.
 
 

|  ابدأي بملاحظة تجذب انتباهه: غالبًا ما يواجه الأطفال صعوبة في الإجابة على الأسئلة التي يبدو أنها تأتي من فراغ مثل كيف كان يومك. بدلاً من السؤال، أعطِ طفلك ملاحظة عن يومه بالمدرسة تجذب انتباهه وتحفزه على الكلام. مثال: "لاحظت أن عدد الأولاد في صفك أكثر من البنات، هل هذا صحيح؟".

| تجنبي الأسئلة السلبية: إذا كنت تعتقدين أن شيئًا ما لا يسير على ما يرام مع طفلك، فلا تتحدثي بطريقة سلبية تحمل كلمات حزينة مليئة بالشفقة على طفلك، مثل "لماذا تبدو حزينًا؟". سيخاف طفلك ولن يحكي شيئًا، بدلاً من ذلك تحدثي بطريقة إيجابية تساعده على التعبير عن مشاعره باطمئنان. مثال: "لو أمكنك إعادة اليوم من بدايته ما الذي ترغب في تغييره؟".

|  استمعي وتواصلي باهتمام: عندما تتحدثين مع طفلك حافظي على نقطتين في غاية الأهمية، الاستماع والاهتمام بالتواصل البصري، استمعي له دون مقاطعة ودون وعظ ودون توجيه أو لوم أو تأنيب، استمعي فقط مع إظهار الاهتمام بالتواصل البصري والنظر إلى عينيه مباشرة في مستوى نظره والتلامس الجيد؛ كالتربيت أو مسك اليدين وما إلى ذلك.

| الحكي والقصص والمحاكاة: حفزي طفلك على الكلام عن يومه من خلال حكي القصص التي تناقش نفس المشكلة ومحاكاة مواقف تمثيلية، بالتدريج سيتعلم طفلك ويعرف تحديدًا كيف يتحدث عن يومه باطمئنان.

والآن سأقول لك كيف تسأل طفلك عن يومه؟ سأشاركك أمثلة لبعض الأسئلة التي يمكنكِ طرحها على طفلك لتحفيزه على الكلام عن يومه في المدرسة؛ ما أفضل صف حضرته اليوم؟  ما هو أكثر شيء يسعدك في المدرسة؟ ما أكثر ما أضحكك اليوم؟   هل تعلم أنني تناولت إفطاري مع صديقتي؟ ماذا عنك؟ هل انضممت لأصدقاء في تناول الإفطار؟  ما هو الشيء الأكثر مرحًا الذي قاله معلمك اليوم؟  هل يمكن أن تريني ماذا فعلت اليوم بالصف؟  ماذا لو أمكنك أن تكون المُعلم لصفك غدًا، ماذا ستفعل وما الذي لن تفعله؟   هل ساعدت أحد اليوم؟ أو ساعدك أحد؟   كيف كان الوصول إلى الخزانة الخاصة بك لوضع أغراضك؟  من تحب التحدث معه أكثر في أصدقائك؟


اقرأ أيضًا: خلف عتبة الخوف: كيف نفهم مخاوف أطفالنا؟


| تعلمي توقيت طرح الأسئلة: تذكري، في بعض الأحيان، لا يشعر الأطفال، مثل البالغين، بالرغبة في التحدث. من المهم أن تعرفي حينها متى تتوقفين عن طرح الأسئلة وتركها لوقت آخر. إلا في حالة إذا كان هناك شيء عاجل أو جاد يحدث ويستدعي التساؤل، فعليك طرح أسئلة مباشرة ومحددة للحصول على إجابة.

وأخيرًا،إن الإجابة على التساؤل المطروح كيف تسأل طفلك عن يومه؟ تحتاج لصبر طويل لفهم ما يدور في ذهن الطفل، وإن صياغة أسئلتك بطريقة مباشرة تدعو طفلك إلى التحدث عن يومه في المدرسة، لكن لا تتوقعي أن ينتج عن كل سؤال إجابة طويلة ومفصلة. الهدف في النهاية هو إجراء العديد من المحادثات الصغيرة ستكبر بمرور الوقت، ولكي يحدث ذلك عليكِ التحلي بالصبر والهدوء.