بنفسج

ريح راسك

الثلاثاء 16 مايو

(ريح راسك) ولا تقصص كل قصصك على الآخرين، فالعين حق، والحاسد في بعض الأحيان يتظاهر بالمحبة. ولا ترهق نفسك بالاستماع لجل تفاصيل قصص الغير إلا إذا كنت داعمًا مساندًا لضعفهم وحلًا لمشاكلهم. (ريح راسك) فرضى الآخرين ونيل إعجاب الجميع لا يُجلب ولا يُشترا، فكن من الزاهدين فيه، ولكن اللهث وراء رضا الرحمن، فرضاه وراء كل فرصة ومنحة ومعونة وحب ووراء نجاحك وسعادتك واستقرارك وذويك.

حينما يكون الإنسان في أوج شبابه وعلى درجات السلم الأولى من حياته وعمله، وحينما يقدّر ذاته ويقر من داخله ضرورة التغيير في منظومات حيواته الاجتماعية أو العملية، فيجابه، بل يقاتل لأجل التغيير. ويتبع المحاولة، يُصيب ويخطأ، يُقدر ويُهمش، يُواجه أو يُصفق له، تبعًا لأنماط الشخوص في المنظومات التي يعيش أو يعمل فيها.

وتمضى سنون من العمل والكر والفر الى أن ينطفئ فتيل المقاومة لأجل التغيير، فالسنوات العمر بما فيها من تجارب بحلوها ومرها كفيلة بأن تعلمك درسًا مفاده (ريح راسك). فكما أنت تحمل على زنديك قناعاتك هناك من يحمل أيضا قناعاته على الشطر الآخر، ويقاتل أمامك لأجلها إذ كان لا بد أن تتعلم أن الحياة فيها الجميل جدًا، والجميل، والأقل جمالًا، والقبيح، فالمدينة الفاضلة لم تكن يومًا حقيقة سوى في أمنيات أفلاطون.

فتجد كل الأصناف والألوان من الناس في الحياة، حتى من نحب نستوعبهم بمساوئهم ومحاسنهم لأجل وجودهم في قلوبنا، وأبنائنا من أرضعناهم طباعنا، وأورثناهم جيناتنا لا يشبهوننا تمامًا. لهذا سيكافئك الزمن يومًا على قدر خيباتك ودمعاتك وإحباطاتك وهزائمك، بقناعة غالية ثمنها سنوات شداد من عمرك (ريح راسك). فلا عليك سوى أن تزرع الخير، وتمضى في حياتك بأقل الخسائر، المهم لا تقف على أرض بور وانثر بذورك وأسقها من ماء خًلقك، وأمضِ عسى أن تنبت بعد حين.

حاول أن تمتلك مفاتيح القلوب التي ستجعلك هدفًا لحب الآخرين، ولكن كن حذرًا من كثرة الصداقات، (ريح راسك)، وقلّم علاقاتك بالآخرين فكثرتها ترهقك اجتماعيًا ونفسيًا وماديًا. وفي المقابل اهتم أكثر بعائلتك الصغيرة فهي المهد لكل سعادة، فخراجها سيطبطب على روحك وذلك لن يكون بعيدًا، فحينما يحل تموز عمرك سيكون ظل شجرتهم الوافي بانتظارك.

(ريح راسك) ولا تقصص كل قصصك على الآخرين، فالعين حق، والحاسد في بعض الأحيان يتظاهر بالمحبة. ولا ترهق نفسك بالاستماع لجل تفاصيل قصص الغير إلا إذا كنت داعمًا مساندًا لضعفهم وحلًا لمشاكلهم.

(ريح راسك) فرضى الآخرين ونيل إعجاب الجميع لا يُجلب ولا يُشترا، فكن من الزاهدين فيه، ولكن اللهث وراء رضا الرحمن، فرضاه وراء كل فرصة ومنحة ومعونة وحب ووراء نجاحك وسعادتك واستقرارك وذويك.

(ريح راسك) سامح من كان سببًا في أذية مشاعرك أو جرح قلبك، ولكن لا تغفل وكن حذرًا، أما من طبب ذاك الجرح، فضعهم في قلبك وأغلق عليهم لتحفظهم لأيام كربك وانثر عليهم عبير وفائك.