بنفسج

 هل الخفة في التخلي حقًا؟

الثلاثاء 16 مايو

أدركت فجأة أن الخفة في التخلي.. التخلي عن ما يثقل حتى لو كان حلمًا قديمًا، أن تكف عن طرق تلك الأبواب التي عكفت أمامها سنوات حتى التهمت كل احتمال بتحقيق شيء آخر. يخبرونا أن القوة في الوصول، في الحرب حتى النهاية، ولكني أدركت أن هناك قوة في الترك حين تستنفذ كل السبل، في عدم التعلق بما لم يحدث لدرجة توقف الحياة عن الجريان، في ترك ما لم يكن لك يومًا، في القدرة على التخطي لحلم جديد. فحلمك هو الذي لا يثقلك.

وأنا أصغر كنت أعتقد أن الأحلام تجعلنا أخف أو أكثر قدرة على الطيران، ربما هذا ما كانت توحيه لنا أفلام الكارتون والقصص الملونة. لم أكن أعرف أن الحلم يمكنه أن يجعلك ثقيلًا. أن تتعلق به حد نسيان أي شيء آخر فيصبح العالم يدور حول فكرة واحدة وكأن كل شيء آخر تستطيع فعله وتحقيقه أختفي فجأة، ألتهمه الحلم ربما؟

مر الوقت وتشبثت بأحلام كثيرة لم تتحقق، غابت وانتهت! يبدو الأمر حزينًا! منذ عدة سنوات عاهدت نفسي أن أكون أخف ألا أكون ثقيلة على أحد ولا على نفسي.. صدقًا لم أستطع! هناك شيء ثقيل أحمله وما أن أقرر تركه حتى أحمل ما هو أثقل، وأمشي في طريق طويلة لا تنتهي فلا أصل ولا أفهم!

أدركت فجأة أن الخفة في التخلي.. التخلي عن ما يثقل حتى لو كان حلمًا قديمًا، أن تكف عن طرق تلك الأبواب التي عكفت أمامها سنوات حتى التهمت كل احتمال بتحقيق شيء آخر. يخبرونا أن القوة في الوصول، في الحرب حتى النهاية، ولكني أدركت أن هناك قوة في الترك حين تستنفذ كل السبل، في عدم التعلق بما لم يحدث لدرجة توقف الحياة عن الجريان، في ترك ما لم يكن لك يومًا، في القدرة على التخطي لحلم جديد. فحلمك هو الذي لا يثقلك.