بنفسج

من عليه تَحمّل الآخر الكنة؟ أم الحماية؟!

الأربعاء 17 مايو

الفتاة حين تتزوج تدخل إلى أسرة قد ألف أفرادها بعضهم بعضاً وفهموا شخصياتهم وحددوا علاقاتهم، أما هي فلا تعرف شيئاً عن حياتهم الخاصة وعاداتهم وقوانين بيتهم، حتى زوجها نفسه تكاد لا تدرك طباعه وأخلاقه وجبلته، فتكون في البداية غريبة بينهم تشعر بالوحشة وتشتاق لأسرتها وبيتها. فكان من الطبيعي أن يقدر زوجها وأهله هذا الوضع، وأن يحيطوها برعايتهم، ويتحملوا سلوكها (وقد ذهبت إلى بيت لم تألفه وقرين لم تعرفه)، فتأخذ وقتها لتألفهم ويألفوها. ولكن العكس هو ما يحدث.

الفتاة حين تتزوج تدخل إلى أسرة قد ألف أفرادها بعضهم بعضاً وفهموا شخصياتهم وحددوا علاقاتهم، أما هي فلا تعرف شيئاً عن حياتهم الخاصة وعاداتهم وقوانين بيتهم، حتى زوجها نفسه تكاد لا تدرك طباعه وأخلاقه وجبلته، فتكون في البداية غريبة بينهم تشعر بالوحشة وتشتاق لأسرتها وبيتها. فكان من الطبيعي أن يقدر زوجها وأهله هذا الوضع، وأن يحيطوها برعايتهم، ويتحملوا سلوكها (وقد ذهبت إلى بيت لم تألفه وقرين لم تعرفه)، فتأخذ وقتها لتألفهم ويألفوها. ولكن العكس هو ما يحدث.

من أعجب ما نراه أن الحماية هي التي تختار الفتاة، وهي التي تذهب إليها برجليها وتخطبها، ثم تكون أول من يحاصرها ويضيق عليها! وإذا اشتكت الزوجة من بعض المواقف التي تشير لعدم الاهتمام أو قلة الاحترام، أو معاملتها وكأنها دخيلة غير مرغوب فيها، عاتبها زوجها، ورأى أنها تتصرف بحساسية زائدة، وطلب منها التصبر والتحمل.

والقضية: ليست حساسية، وطلبات الزوجة ليست غريبة، وإن الحاجة للاهتمام والتقدير من حاجات الإنسان الأساسية، فاهتموا بشكوى الزوجات. وأنا لست مع الذين يرون أن الكنة هي الأصغر والأكثر مرونة، وبالتالي عليها الصبر والتحمل مهما جار أهل زوجها عليها، فالحماية هي الأكبر والأعقل، وهي ذات الخبرة والتجارب، وعليها هي رأب الصدع وفهم الوضع.

وإني ضد قولهم "الكبير لا يمكن تغييره أبدًا وعلى الصغير الرضى ويتحمله كما هو، ولو جار عليه أو ظلمه"، وإننا إن فعلنا نكون قد: هدمنا "القدوة"، وحين يأتي الأحفاد ويرون الحال، نكون قد هدمنا عملية التربية كلها.