بنفسج

"الاهتمام لا يطلب".. فكرة فيها سم قاتل

الأربعاء 23 اغسطس

الاهتمام لا يطلب
الاهتمام لا يطلب

انتشر في الآونة الأخيرة الكثير من (الكليشيهات) أو المقولات غير القابلة للنقاش والهدامة للأسر والبيوت الآمنة، بل والتي تسهم في تسميم أفكار المقبلين والمقبلات على الزواج، اليوم نحن بصدد الحديث عن أحد هذه المقولات وهي (الاهتمام مابيطلبش)، هل الاهتمام لا يطلب حقًا، إنها قطع من الأفكار التي تصنع فجوة بين شركاء الحياة دون سبب جوهري يذكر، مستندةً على نظرة غير واقعية أشبه بأحلام اليقظة وأماني الصغيرات وقليلات الخبرة في الحياة، فهم محدود لفكرة مشاركة الحياة والأفكار، والتعبير عما بداخلنا للوصول لفهم أعمق وتواصل حقيقي، يجعل كلا الطرفين ينتمي للآخر ويشعر بالسكن والمودة معه.

هل حقًا الاهتمام لا يطلب؟

الاهتمام لا يطلب

 

في الواقع طلب الاهتمام بدون" كتالوج "لكيفية هذا الاهتمام أشبه باختبارات الذكاء بالنسبة للرجال، بل قد يراك (تفكرين بالصيني) كما يقولون، نعم إنها الفطرة، وكما قال (جون جراي) النساء من الزهرة والرجال من المريخ، ذلك باختصار لأنك خلقت بقدرات نفسية وعقلية مختلفة. لله سبحانه وتعالى حين خلق الأنثى خلقها بقدرة أكبر على الاحتواء وفهم التفاصيل ورصد المشاعر، وبالتالي تقديم الاهتمام والدعم بالصورة المناسبة.

والحقيقة أنه إذا أردت الحب فتعلم كيف يكون الاهتمام أولًا نعم بلا أدني شك، لذلك حين وصف الله سبحانه وتعالي الزواج وصفه بالمودة والرحمة فالمودة هي مستوي أعلي و أرقي من الحب متمثلة في الفعل ورؤية تفاصيل المحبوب وشريك الحياة، المساعدة والعطف والسند والدعم عند الحاجة... لذلك كان الاهتمام جزء لا يتجزأ من المودة بل الضمانة لبقاء الود والرحمة والتواصل بل و هو الرسالة الصادقة لوجود حب حقيقي .ورغم ذلك هل حقًا الاهتمام لا يطلب؟

دعونا أولًا هنا نفرق بين زوج لا يهتم ولا يكترث ويهمل زوجته بالفعل، وزوج آخر يحاول الاهتمام، لكنه لا يعرف كيف يكون ذلك؟ كيف يكون الاهتمام الذي تتمناه زوجته؟...كيف يفهم إحساسها الحقيقي فيقدم لها الاهتمام والدعم المناسب؟ وأحيانًا يكون سبب شعورك بالأسى أنك تجيدين القيام بذلك، تجيدين تقديم الاهتمام طوال الوقت، وتنتظرين المقابل، ولكن لا حياة لمن تنادي.

هيا لنفند مقولة الاهتمام لا يطلب، في الواقع طلب الاهتمام بدون" كتالوج "لكيفية هذا الاهتمام أشبه باختبارات الذكاء بالنسبة للرجال، بل قد يراك (تفكرين بالصيني) كما يقولون، نعم إنها الفطرة، وكما قال (جون جراي) النساء من الزهرة والرجال من المريخ، ذلك باختصار لأنك خلقت بقدرات نفسية وعقلية مختلفة، الله سبحانه وتعالى حين خلق الأنثى خلقها بقدرة أكبر على الاحتواء وفهم التفاصيل ورصد المشاعر، وبالتالي تقديم الاهتمام والدعم بالصورة المناسبة.


اقرأ أيضًا: لماذا نتمسك بمشكلاتنا؟ إغراءات دور الضحية


 أنت من تستطيعين تقديم الكثير من المهام بالتوازي في وقت واحد، خلق الله داخلنا السكن والرحمة بالفطرة، ولذلك نستطيع فعل ذلك وببساطة، أما الرجل فإن فطرته الطريق المستقيم بين أي نقطتين، التفاصيل هي آخر ما يشغله بل قد لا يراها نهائيًا، دعيني أقرب لك الصورة، فقد تدركين ذلك إذا قارنتي بين قدرة كل من ابنك وابنتك (أو حتى بينك وبين أخيك)، على رؤية التفاصيل أو التعبير عن المشاعر، قد يذهلك الفرق بل قد يضحكك أحيانًا.

الاهتمام لا يطلب: لكل منا وجهة نظر

الاهتمام لا يطلب
إن فكرة الاهتمام في البيئة العربية لا تزال فكرة غير واضحة المعالم بل مستهجنة لذلك لا بأس إن طلبت الاهتمام

أضيفي لذلك أن كل منكم ترعرع وتربى في بيت مختلف بخلفيات مختلفة وطرق مختلفة للتعبير عن الاهتمام بين أطرافه، بل إن فكرة الاهتمام وتقديم العاطفة والمشاعر في بيوتنا العربية لا تزال فكرة غير واضحة المعالم، بل ومستهجنة في بعض البيوت. لكل منا فطرة وطفل داخله يجعله يفهم الاهتمام بشكل مختلف ويراه من منظور مختلف. أعلم أنك تنتظرين الاهتمام كتعبير عن مدى الحب والشعور بأهميتك لدى الطرف الآخر، بل على الأرجح قد تشعرين بأن الاهتمام يفقد رونقه وقيمته إذا طلب من طرفك.

ولكن دعيني أقولها لك بكل صراحة، نعم قد يحدث ذلك في البداية قد يحدث أن تشعرين بأن الاهتمام لا يطلب،  وأنه فقد قيمته بطلبك له، لكن الوضع سيختلف مع تكرار المواقف، فقد تفاجئين بشريك حياتك وقد أدرك المطلوب، وبدأ يبدع ويضع بصمته الخاصة أيضًا، حينها ستشعرين بالامتنان لنفسك، الامتنان أنك لم تقض الباقي من عمرك في انتظار الوهم، أقولها لك ثانية هو ليس لديه أدنى فكرة كيف تحبين أن يقدم لك الاهتمام، إنها معركة خاسرة.

الحب يبدأ كأساس ولبنة أولي ونبتة صغيرة تنبت بين الطرفين ثم يأتي دور الاهتمام فيما بعد لتترعرع النبتة وتنمو وتستقر وتصبح أكثر صلابة في مواجهة منعطفات الحياة العاصفة . فالاهتمام يدعم رصيد كل طرف عند الآخر وعلي النقيض الإهمال ينفذ معه الرصيد يومًا بعد يوم وتقسو الحياة ويقتل الحب.

والحقيقة أنه إذا أردت الحب فتعلم كيف يكون الاهتمام أولًا، نعم بلا أدني شك، لذلك حين وصف الله سبحانه وتعالي الزواج وصفه بالمودة والرحمة فالمودة هي مستوي أعلي وأرقي من الحب متمثلة في الفعل ورؤية تفاصيل المحبوب وشريك الحياة، المساعدة والعطف والسند والدعم عند الحاجة، لذلك كان الاهتمام جزء لا يتجزأ من المودة بل هو الضمانة لبقاء الود والرحمة والتواصل، وهو الرسالة الصادقة لوجود حب حقيقي.

الحب يبدأ كأساس ولبنة أولي ونبتة صغيرة تنبت بين الطرفين ثم يأتي دور الاهتمام فيما بعد لتترعرع النبتة وتنمو وتستقر وتصبح أكثر صلابة في مواجهة منعطفات الحياة العاصفة . فالاهتمام يدعم رصيد كل طرف عند الآخر وعلي النقيض الإهمال ينفذ معه الرصيد يومًا بعد يوم وتقسو الحياة ويقتل الحب ويكون علي الطرفين إما الاستمرار من أجل اسباب أخري كالأبناء والمصالح وغيرها أو الانفصال لينجو كل طرف بنفسه. فهل حقًا يمكن أن نتغافل عن طلب الاهتمام؟ وهل حقًا الاهتمام لا يطلب؟

كيف تطلبين الاهتمام من شريك حياتك؟ 

الاهتمام لا يطلب
 
هل الخدمات والأفعال هي الأهم بالنسبة لك، أم شعورك بإنصاته إليك واهتمامه بحديثك، الاهتمام بالمناسبات الخاصة بكم، أم أن ذلك لا يمثل لك أهمية بقدر ما تمثلها هدية بسيطة لمصالحتك عند الغضب، عبري عما تتمنيه بكلمات واضحة، وضحي المقصود، لا تقولي أتمنى أن تهتم بي، وكفي عن إلقاء اللوم عليه بكلمات مثل (إنك لا تهتم بي، متى ستهتم بي إذاً، ألا تري كيف يهتم فلان بفلانة؟

لماذا تضيع منا الكثير من السكينة من أجل تلك الأكذوبة المبتدعة؟ دعينا الآن نهبط إلي الأرض إلي الواقع دعينا نكون أكثر نضجًا وتفهمًا، بل وعلمًا، دعينا نبتعد عن الأحلام الوردية وحواديث سندريلا وصديقاتها، ودعك من مؤدين مقولة الاهتمام لا يطلب والذين ينهون حديثهم بالقول: الاهتمام مابيطلبش" بل هو يطلب صراحة، الاهتمام يطلب مباشرة، الاهتمام يطلب طواعيةً، بل وتقديم الاهتمام بشكل ما فكرة تُبنى مع الأيام وقد تحتاج إلي صبر أحيانًا.

| أفهمي معنى الاهتمام: إنها مسؤولية كليكما معلم ومتعلم. إذًا كيف تطلبين الاهتمام من شريك حياتك؟ هنا ستحتاجين أنت أولًا للإجابة عن بعض الأسئلة: ما هو الاهتمام من وجهة نظرك بشكل عام؟ كيف تحبين أن يقدم لك الاهتمام؟ هل تحبين الكلمات الطيبة، أم تشعرين بالاهتمام بمشاعرك من خلال احتضانه لك وقت الأزمات.

| أيهما أهم: هل الخدمات والأفعال هي الأهم بالنسبة لك، أم شعورك بإنصاته إليك واهتمامه بحديثك، الاهتمام بالمناسبات الخاصة بكم، أم أن ذلك لا يمثل لك أهمية بقدر ما تمثلها هدية بسيطة لمصالحتك عند الغضب؟

| عبري عما تتمنيه بكلمات واضحة: وضحي المقصود، لا تقولي أتمنى أن تهتم بي، وكفي عن إلقاء اللوم عليه بكلمات مثل (إنك لا تهتم بي، متى ستهتم بي إذاً، ألا تري كيف يهتم فلان بفلانة؟ وإنما فلتكن كلماتك أحب أن تهتم بي بهذا الشكل وهذه الطريقة، كلماتك اللطيفة تشعرني بالسعادة، عبري عن سعادتك بهديته مرات ومرات، إلى أن تصلي لهدفك، وحتى تنعما سوياً بمزيد من المودة والرحمة والسكينة.


اقرأ أيضًا: هذه علاقة سامة... "ميديا" تدس السم في العسل


| اشكريه على اهتمامه: مع كل مرة يظهر لك شيء من الاهتمام، شجعيه واشكريه، كوني راضية وسعيدة ومقدرة لما قدمه اليوم، يزداد الاهتمام مع الأيام، أظهري ذلك وعبري عنه.

اتفقنا سابقًا أن نجاح العلاقات عمومًا مسؤولية يجب ألا تتنازلي عنها بسهولة. يمكنك أيضًا أن تسألي شريك حياتك كيف تتمنى أن أهتم بك؟ في أي صورة تتمنى أن يكون اهتمامي بك. مثل هذه الكلمات والأسئلة توجهه بشكل غير مباشر لسؤالك نفس السؤال أو محاولة الوصول لما يرضيك أنت أيضًا، بل ويشعره أنك مهتمة بالعلاقة فيزداد شغفه لمزيد من فهم شريكة حياته والاهتمام بها، الفكرة ليست في طلب الاهتمام فقط، وإنما الفكرة الأهم في كيف أطلب كذلك،  واتركي من يقول أن الاهتمام لا يطلب، دمتم في بيوت دافئة آمنة عامرة بود أهلها.