بنفسج

حملات مناصرة جنين.. فلسطين كالجسد الواحد

الأربعاء 05 يوليو

في نابلس جبل النار، طولكرم، رام الله، وغزة والداخل المحتل، هبت كل المدن الفلسطينية لنصرة وإغاثة جنين، بعد بدء العدوان الإسرائيلي عليها، فأصبحت فلسطين كالجسد الواحد، ما إن أنّت جنين، حتى تداعت باقي المدن لإغاثتها ومداواتها. تكاثفت السواعد وتضافرت الجهود عبر حملات شعبية، كانت بداياتها تلقائية غير منظمة، جاءت بجهود شباب فلسطيني، دفعهم حسهم الوطني والإحساس بالمسؤولية المجتمعية، لتنظيم أي عمل لنصرة جنين وأهلها.

جنين "على قلب رجل واحد"

FB_IMG_1688561032421.jpg
صورة لفلسطينيين يجمعون التبرعات لصالح مخيم جنين

انطلقت الدعوات في كل المدن، حتى أصبح الجميع كخلية نحل، تعمل بشكل دوري مستمر، كلٌ في مكانه وموقعه، لجمع التبرعات والأغذية والمواد التموينية والماء وغيرها، وإيصالها بأي طريقة لأهالي مخيم جنين. وبالرغم من المعيقات والعقبات، إلا أن تلك الحملات لاقت قبولا فاق التوقعات من أبناء الشعب الفلسطيني، فقد اصطف المواطنون بالمئات لتقديم ما تجود به أنفسهم، وما هو بقدر استطاعتهم، تضامنا مع جنين ومخيمها.

جاد البعض بماله فيما جاد آخرون بدمائهم، فقد توجه المئات من الفلسطينيين إلى المستشفيات للتبرع بالدم، لصالح جرحى العدوان الإسرائيلي، على أمل أن يساهموا في إنقاذ حياة من أصيب خلال العدوان. ولم تقتصر حملات المؤازرة وتعزيز صمود أهالي جنين على ذلك، بل أعلنت الكثير من الجهات والمؤسسات والعائلات عن فتح أبوابها لاستقبال المهجرين قسرا من المخيم، لإيوائهم وتوفير ما يلزم لهم، إلى حين انسحاب قوات الاحتلال من المدينة.


اقرأ أيضًا: اجتياح مخيم جنين: وحدة البارود الفلسطيني


الصحفي والناشط محمود إسكندر أحد القائمين على حملة إغاثة جنين في مدينة نابلس، يقول إن الفكرة جاءت بشكل عفوي في لقاء لعدد من الصحفيين والناشطين تم خلال مناقشة عدة آراء واقتراحات لنصرة جنين، ومحاولة تقديم الدعم ولو بالحد الأدنى. ويضيف: "كنت متردد وخائف في البداية من عدم نجاح الحملة ومن ردة فعل المواطنين تجاهها، لكن كانت لدي العزيمة لخوض التجربة والبدء في المبادرة".

قوافل مساعدات نحو جنين

وخلال حملة "فزعة جبل النار" واجه الفريق العديد من الصعوبات، كان بدايتها التردد والخشية من فشلها، مرورا بالبحث عن طريقة مناسبة لتوصيل المساعدات لمستحقيها مباشرة دون أي وسيط لضمان سرعة وصولها. ويوضح إسكندر أن قوات الاحتلال أعاقت على بعض الشبان وهم متوجهين إلى جنين لإيصال المساعدات، فاعتقلت عددا منهم، وضيقت عليهم واحتجزتهم لأكثر من خمس ساعات، إلى جانب إطلاق قنابل الغاز على سيارات نقل المواد الإغاثية في محيط مستشفى جنين.

بدأ إسكندر في تجميع الصحفيين والنشطاء والتفكير في طريقة مناسبة لتقديم المساعدة للمدينة، تحت اسم حملة "فزعة جبل النار" وحدد مكانا عاما ليكون مركزا للنشطاء لتجميع واستقبال المساعدات الإغاثية. ووفق إسكندر فإن تفاعل المواطنين وأبناء مدينة نابلس، فاع توقعاته بكثير، فإقبالهم على تقديم المساعدة والعون بكافة أشكاله، وامتداد الحملة لباقي مدن الضفة والداخل المحتل، شكل دافعا قويا لهم للمضي في حملتهم.

ويقول: "جاء المئات من الشبان والناشطين إلى مكان الحملة وبدأوا بالمشاركة في حمل وفرز المساعدات تمهيدا لتجهيزها وإرسالها لجنين". ويبين أن الفريق سعى لتوفير المياه بعد تدمير الاحتلال للبنية التحتية في المخيم، كما جرى توفير كميات كبيرة من الخبر تقدر بـ7 أطنان، إلى جانب المعلبات والأطعمة التي لا تحتاج إلى طهي والمواد الصحية، لتخرج عشرات القوافل المحملة بالمساعدات من مدينة نابلس وحدها.


اقرأ أيضًا: بين جنين وغزة.. حين لا تشرق الصباحات


وخلال حملة "فزعة جبل النار" واجه الفريق العديد من الصعوبات، كان بدايتها التردد والخشية من فشلها، مرورا بالبحث عن طريقة مناسبة لتوصيل المساعدات لمستحقيها مباشرة دون أي وسيط لضمان سرعة وصولها. ويوضح إسكندر أن قوات الاحتلال أعاقت على بعض الشبان وهم متوجهين إلى جنين لإيصال المساعدات، فاعتقلت عددا منهم، وضيقت عليهم واحتجزتهم لأكثر من خمس ساعات، إلى جانب إطلاق قنابل الغاز على سيارات نقل المواد الإغاثية في محيط مستشفى جنين.

ويتابع: "استطعنا تخطي كل الصعوبات التي واجهناها لنصرة جنين ومؤازرتها". نجح الجميع في إيصال المعونات لأهالي المخيم، بجهود أهل الخير وفزعتهم، وبإرادة شباب فلسطيني يافع، قرر أن ينصر قضيته ويقاوم المحتل بما أوتي من قوة وجهد، وأن يؤازر مخيم جنين في معركته مع الاحتلال ولو بأضعف الإيمان.