بنفسج

نحن والأطفال "باحتياجات خاصة": عن مشكلاتنا المزمنة

الأربعاء 17 يونيو

"تشير التقديرات العالمية أن هناك حوالي 200 مليون طفل يعانون من أحد أشكال الإعاقة، ويمكن أن يصبح الأطفال الذين يعانون من واحد أو أكثر من أشكال العجز الجسدي أو العقلي أو الفكري أو الحسي، معاقين إذا أدت عوائق سلوكية وبيئية إلى حرمانهم من حقوقهم الإنسانية، وإعاقة حصولهم على الخدمات الأساسية، ومنعهم من المشاركة على قدم المساواة." -اليونيسيف-

وتُعد حقائق الإعاقة -خاصة لدى الأطفال- مقلقة في جميع أنحاء العالم، وفي المنطقة العربية تحديدًا، ما تزال التشريعات والسياسات والمواقف لا تعالج المشاكل الجوهرية التي يعاني منها الأطفال ذوي الإعاقة؛ كالتمييز الاجتماعي والقانوني ضدهم، علاوة على وجود خليط من المفاهيم الاجتماعية غير السوية تؤدي إلى تفاقم التمييز ضد هؤلاء الأطفال وتزيد من تعرضهم للعنف والاستغلال والإيذاء. 

جميعنا نسعى لحماية أطفالنا من كل الأخطار المحدقة بهم، وأهالي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالتحديد يواجهون مشاكل الآباء والأمهات بشكل مضاعف، ويمكن لنا كمجتمع أن نبني العديد من القيم السوية المتوافقة مع ديننا الحنيف وأعرافنا الإيجابية في أنفسنا وأبناءنا مما يساعد على تقبل هذه الفئة كأشخاص مساوين لنا في الحقوق والواجبات. 

 | كيف نتعامل مع الأطفال بالاحتياجات الخاصة؟ 

 
| سنة كونية: الاختلاف من السنن الكونية ومن مسلمات الوجود، لا حاجة للخوف منه، فقد يتمثل في المظهر المختلف أو السلوكيات الجديدة.
كما أن الأطفال الملائكيين، هم أهل الجنة على الأرض يعيشون بيننا ويستحقون منا التقبل والحب والاحترام.
 
ويمكن أن يكتب الله على أي أم أو أب منا أن يكون له طفل باحتياجات خاصة، فالأجدر أن نشعر بنعمة الصحة لأبناءنا وأن لا نخاف من مد يد العون لمن يحتاجها.

| لا للمبالغة بالعاطفة: التلقائية بالتعامل مع الأطفال الملائكيين، شأنهم كباقي الأطفال الآخرين؛ لا حملقة ونبذًا ورفضًا، ولا مبالغة في إظهار العاطفة التي تتحول إلى شفقة. إضافة إلى أهمية التواصل معه وعدم إهماله، ودمجه في اللعب الجماعي.

 تجنب الأحكام المسبقة: عادة ما يميل الناس إلى تبني أحكام مسبقة لديهم، كأن يكون الطفل صاحب إعاقه ذهنية. وهذا ليس شرطًا في كل الحالات. بالإضافة إلى الافتراض أن الطفل الملائكي ميالٌ للعنف، ولكن العكس هو الصحيح، فغالبًا ما يمارس الطفل الحب والحنان والعناق والقبلات، أما العنف فهو الاستثناء.

| راعي الأسلوب: عدم التحدث معهم بلكنة وأسلوب طفولي مبالغ فيهما، خاصة إذا تجاوز الطفل العامين، فهذا يشعره بالاستخفاف والدونية.

| مدح الطفل الملائكي: ملاحظة الصفات المميزة لدى الطفل الملائكي، ورصد نقاط قوته وتعزيزها ومدحها، وإشعاره بقدرته على تطوير نفسه وعلى الإنجاز، وأن قبول المساعدة من شخص يحبه ليس عيبًا وليس فيه انتقاص منه.

 
| السؤال: السؤال قبل تقديم المساعدة لأي طفل ملائكي، وخاصة لو كانت المساعدة عادة في الأعمال التي يستطيع أقرانه إنجازها لوحدهم، فقد يؤثر ذلك على ثقته بنفسه من خلال إشعاره بالضعف والعجز، أو قد يحتاج المساعدة ذاتها لكن بطريقة عرض مختلفة تجنبه العجز.
 
أو يمكن أن تبقى حول الطفل توفر له ما يحتاج دون أن تساعده بشكل مباشر مما يؤدي إلى شعوره بالرضا والأمان.

| مساعدة: قبول مساعدته في حال عرضها، فهذا يشعره بالثقة، بعيدًا عن التقليل من قدراته.

| لا لإعطائه الطعام: عدم إعطاء طعام لأي طفل قبل استشارة أمه، فقد يكون لديه حساسية من بعض الأطعمة، أو مشاكل في البلع.

| تعزيز قيم المساواة: إن المجتمعات المتحضرة تسعى لمساندة جميع الفئات التي تحتويها تلك المجتمعات، وأساس هذه المساندة يبدأ من التربية في الأبناء، يجب تعزيز قيم المساواة والانسانية لدى أطفالنا كل ما أُتيحت لنا الفرصة.

التذكر دائمًا أن الملائكي طفل، قبل أن يكون حالة خاصة، ومعاملته على هذا الأساس، وبناء جسر من الحب بيننا وبينه. جعل الاختلاف حافزًا ليقظة الوعي وتجدد الفكر وتطور الحياة، بدلًا من أن يكون حافزًا للعنصرية والرجعية.