بنفسج

فاطمة البسيوني: قائد المدفعية زوجي الشهيد

الخميس 06 فبراير

الشهيد القائد أكرم شبات
الشهيد القائد أكرم شبات

في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أخبرها أن غدًا يوم العبور الأكبر، وأن شهادته باتت قريبة، خرج يومها ولم يعد إلا على صلاة الفجر لتلتقي به اللقاء الوادعي، لكن على الرغم من ذلك كان يتملكها أمل أن الحبيب سيحيا ليعيش طويلًا ويرى أحفاده، لكنه رجل مقاوم سلك طريق الشهادة ونال ما طلب.

تستضيف منصة بنفسج فاطمة البسيوني، زوجة الشهيد القائد محمد أكرم شبات، تروي سيرة الرجل التي تصفه هي بالمناضل، وعن لحظات تلقيها لنبأ استشهاده، والأبناء وافتقادهم لوالدهم.

| "شفتو البطل شفتو"

زوجة مقاوم فلسطيني
زوجة قائد مدفعية بيت حانون في غزة

تبدأ زوجة الشهيد محمد حديثها بالعودة إلى اللقاء الأول بينهما في العام 2007، تقول لبنفسج: "تعارفنا بالصدفة في العام 2007، فأحببته وأحبني، وكانت ثمرة الحب 5 أطفال ولد و4 بنات، كنت على دراية بمصيره منذ اليوم الأول لكني قلبت أن أكون زوجة مجاهد ضحى بنفسه في سبيل الله والوطن، في كل حرب أتحمل مسؤولية أطفالي لوحدي، أدعو الله أن يعود لي وفي كل مرة كان يعود".

لم يخذلها زوجها ولو مرة كما تقول دومًا كان في الصف الأول يصفق لها على كل نجاح يدعمها بكل خطواتها، مرت السنوات هادئة، عاشا عدة حروب سويًا، فأصيبت بداء القلق خلال كل حرب، لكن المرة الأخيرة كانت قاسية عليها جدًا، تضيف: "في أكتوبر 2023 افترقنا لعمله الجهادي، ثم تقابلنا في 9 ديسمبر، فبقي معنا 21 يومًا، وفجر اليوم الذي استشهد به طلب مني أن أذهب لزيارة شقيقته وأخبرها أنه مشتاق لها، غبت لمدة ساعتين تمامًا، وأنا في طريق العودة قال لي أحد الأشخاص عظم الله أجرك، ولكني لم آخذ بكلامه ولم أهتم، وفور وصولي إلى باب المدرسة التي نزحت إليها، تجمع عدد كبير يخبروني "محمد استشهد هيو بالصف تعالي ودعيه". كان أطفالي جالسين بجانبه منذ ساعتين ينتظرونني أن أعود لأودع رفيق الدرب الطويل".


اقرأ أيضًا: ضحى ناجي: في بيتي فقد وشهيدان


يوم أن استهدفه الاحتلال كان يشعر بقرب الأجل فأوصاها على الأولاد، فبكت على مرارة ما يمرون به، تعددت مواقف الحرب المريرة لكن أصعبها حين حادثته أول مكالمة بعد فراق طويل، كان يبكي بكاءً مريرًا ويقول: "أمانة ديري بالك على الأولاد". أما الموقف الثاني حين التقيا وشعرا بأن الخطر زال لكن أمر الله قُضي.

| مقاتلًا فريدًا

أبناء الشهداء
أبناء شهداء غزة

لطالما فخرت بإنجازاته على صعيد المقاومة، تصفه بلقب البطل على الدوام، حينما ضرب ضربة الصواريخ الأولى على الاحتلال وقتل 4 جنود، هاتفته وقالت له: "الكل بيسلم عليك وبدعيلك على هالضربة". فرد "هاد كله بفضلك ودعائك إلي وصبرك علي".

تكمل: "كان زوجي المقاوم رجلًا هينًا لينًا حنونًا، مقاتلًا فريدًا من نوعه يدك عرش اليهود، ترك لي من الأبناء 5 أكبرهم عبدالله 15 عامًا، الذي كان والده يقول له: "أنا أبوك وأخوك وصاحبك". ولين 14 عامًا شبيهة والدها التي حفظت 20 جزءًا من القرآن الكريم عن روح والدها خلال 7 شهور من النزوح والفقد والألم، سجى الشقية الجدعة 10سنوات، وسوار الحساسة الرقيقة 8 سنوات، شبيهتي أنا كان أبوها يسميها فطوم الصغيرة، أما آخر العنقود سارة 5 أعوام، لم تكن تقبل النوم إلا بحضن والدها، حتى أيام الرباط كانت تصر على الاتصال به لتسمع صوته لتنام.

تختم حديثها: "مر على استشهاد رفيقي محمد أكرم شبات قائد مدفعية بيت حانون عامًا ونيفًا عن عمر يناهز 40 عامًا، لكنه باق في قلبي وقلوب أولاده الذين يحملون صفاته ولا اقول إلا ما يرضي الله فالحمدلله دائمًا وأبدًا".