كيف نحبب الأطفال بالصلاة، هي قصة نرويها عن ندى، وهي أم لطفل في الثامنة من عمره، تواجه تحديًا يوميًا مع صغيرها آدم عند وقت الصلاة، كلما حان الأذان، ابتسم بخجل ووجد لنفسه لعبة أو نشاطًا آخر يشغله، لم تكن تريد إجباره بالقوة حتى لا ينفر من الصلاة، فبحثت عن طرق تحبيب الأطفال في الصلاة، بدأت بشراء سجادة صلاة ملونة خاصة به، وتحكي له عن ذكريات طفولتها والتزامها بالصلاة وهي طفلة.
إن مرحلة الطفولة هي البذرة التي تُزرع فيها القيم، وما يتعلمه الطفل في هذه السنوات المبكرة يرافقه إلى الكبر، لذلك، تسعى ندى والكثير من الآباء والأمهات للبحث عن طرق تحبيب الأطفال في الصلاة بأسلوب لطيف وفعال، يجمع بين التشجيع والقدوة الحسنة، بعيدًا عن الإجبار أو العقاب.
كيف نحبب الأطفال بالصلاة؟

1- ربط الصلاة بالحب لا بالإجبار: عندما تريدين كأم أن تحببي طفلك بلصلاة، عليك التعامل معه وفقًا للحب، وتجنبي أسلوب الأمر والعقاب، لأن الإجبار غالبًا يجعل الطفل يزيد في عناده، لذلك من المهم ربط الصلاة بمشاعر إيجابية، مثل تعليمه الدعاء لتحقيق الأمنيات، وأن يُثنى عليه بعد الصلاة والتأكيد على أنه طفل رائع.
2- ربط الصلاة بأفعال محببة: جعل الصلاة جزءًا من الروتين اليومي المبهج، لذلك يمكن جعل أوقات الصلاة مرتبطة بأنشطة مبهجة، مثل استخدام سجادة ملونة خاصة بالطفل، أو ضبط مواعيد الأذان من هاتفه، والحرص على أداء صلاة الجماعة مع العائلة من وقت لآخر، والجلوس بعدها لتخصيص فقرة دينية قصيرة يُقرأ بها القرآن، أو تحكي الأم قصص الأنبياء.
3- القدوة الحسنة في أداء الصلاة: الأطفال يتعلمون بالمشاهدة أكثر من التلقين، فإذا رأوا والديهم يحافظون على الصلاة بخشوع وابتسامة وطمأنينة، سينجذبون لتقليد هذا السلوك، لذلك احرصي على أداء الصلاة أمام طفلك، وهذا ممتاز ل تحبيب الأطفال في الصلاة فالقدوة الصالحة تترك أثرًا أعمق بكثير من أي كلام مباشر.
ما هي الأساليب التي تحبب طفلك بالصلاة؟

1- القصص والرسوم المتحركة: يمكنك عرض قصص عن الأنبياء أو شخصيات محبوبة للأطفال تؤكد على أهمية الصلاة يمكن أن تجعل الطفل يتفاعل معها بحب واهتمام، مثل حلقات من كرتون مثلًا يحكي عن الصلاة، أو قصة عن نبي أو شخصية محبوبة تؤدي الصلاة، فإن الطفل يبدأ في ربط الصلاة بمشاعر إيجابية مثل السعادة والطمأنينة.
ولا شك أن الرسوم المتحركة تزيد من عنصر الجذب البصري والحركة، ما يجعل الطفل يركز أكثر ويشعر بالحماس للتفاعل مع الحدث، سواء بالحديث عن الشخصية أو محاولة تقليدها في الصلاة.
2- الأنشطة التفاعلية والألعاب التعليمية: تجعل الطفل يشارك بشكل عملي في تعلم أركان الصلاة وأوقاتها، مثلًا، يمكن عمل بطاقات تحتوي على صور لكل ركن من أركان الصلاة ويُطلب من الطفل ترتيبها بالترتيب الصحيح، أو لعبة توقيت تحدد متى يجب أداء كل صلاة. هذه الطريقة تحوّل التعلم من مجرد حفظ كلام إلى تجربة ممتعة وتفاعلية.
3- الأناشيد الدينية: الأناشيد القصيرة والمرحة عن الصلاة تساعد الطفل على ربط الصلاة بالمتعة والسعادة، عندما يغني الطفل أناشيد عن الصلاة، يصبح حفظ أوقاتها وأركانها أسهل، ويشعر بالفرح أثناء الترديد، ما يعزز تعلقه بالصلاة ويجعلها جزءًا من حياته.
وهنا استعرضنا أبرز الخطوات التي يمكنك كأم اتباعها تحبيب الأطفال في الصلاة، وتذكري أنه يجب أن تبدأي في تعويد طفلك على الصلاة منذ صغره، فالأمر أشق عليكِ كلما كبر الطفل، وكوني أنت قدوته الحسنة.