الخذلان هو ذلك الشعور القاسي من الشخص الذي وثقت به واعتبرته أخًا وسندًا فخذلك. في تلك اللحظة تشعر وكأن موازين الأرض اختلّت، وجفّ الكلام في حلقك، والعيون التي كانت مليئة بالأحلام قد ذبلت.
الخذلان ليس موقفًا عابرًا، بل تجربة تُشعرك أن لا شيء مضمون في حياتك. هو أشبه بخسارة عضوٍ من جسدك؛ ذلك العضو الذي لم تكن تستطيع الاستغناء عنه فانتهى عمله لديك ورحل. فلا تجعل ثقتك كلّها في مكان واحد، بل وزّعها كي لا تنكسر من المرة الأولى، بل تتعلم من التجربة.
صحيح أنه شعور مؤلم، لكنك تستطيع من خلاله التعلم في المرة القادمة، فلا تفشي سرك لأحد، وحاول أن تُطفئ النار التي اشتعلت في قلبك. وصدق من قال: (لم أُقتل عندما رُميت بالسهم، بل قُتلت عندما رأيت من رماه).
الخذلان هو ذلك الشعور القاسي من الشخص الذي وثقت به واعتبرته أخًا وسندًا فخذلك. في تلك اللحظة تشعر وكأن موازين الأرض اختلّت، وجفّ الكلام في حلقك، والعيون التي كانت مليئة بالأحلام قد ذبلت.
هو سهم الغدر، غُرس في قلبك الذي أهديته إياه، وزرعت فيه ثقتك ووعده. هو سهمٌ مشتعل بالكراهية تجاهك، يريد رحيلك وأنت تريده بجانبك. تخلى عنك بسهولة، بينما كنت تُعافر لتقترب منه، وها هو الآن يغدرك ويخونك. كنت ترى فيه حلمك، لكنه رحل ولم يودّعك.
في تلك اللحظة يعلو صوت الحوار بين العقل والقلب: العقل: ألم أقل لك إنه سيرحل؟ القلب: لكنه عاهدني. العقل (بضحكة خفيفة): وقد كسر هذا الوعد، أنت هنا وهو هناك. القلب: سوف يعود. العقل: نعم، لكن في حلمك. ولنقل إنه سيعود، فهل إذا عاد ستسامحه؟
اقرأ أيضًا: الصمت: احتجاج صاخب في عالم أصم
هل ستصدّق من خانك مرة؟لا أظن أن هذه النار ستنطفئ بمجرد كلمة “آسف”. فهي كلمة تغيّر ملامح الوجه الظاهرة، لكن ما في القلب سيبقى كما هو. ويُقال في الخذلان: (أعطيتك سيفي لأريك وفائي، فما لي أرى سيفي تملؤه دمائي). سيفي الذي أعطيتك إياه لمجرد ثقتي بك، غدرت بصاحبه وطعنته به. السيف الذي نحته لأجلك لتحمي نفسك به، دخل جسدي وسال دمي به.
احفظ سرك في بئرك الذي تشرب منه وحدك، ولا تجعل أحدًا يشاركك فيه؛ فبمجرد مشاركة الآخرين قد يُفضح سرك. فاجعل الناس من يحبونك، لا أنت من تحبهم. فكلما ازدادت قدراتك تمسّك الناس بك، وكلما قلّت قدراتك ابتعد الناس عنك. فاجعل الناس يحتاجونك، لا أنت من يحتاجهم. وقل: يا عِزّةَ النفسِ كوني في العُلا قمرًا.. فالعيشُ دونكِ مثلُ الغصنِ.. إن مالا ما قيمةُ المرءِ إن ضاعت كرامتُه؟.. فالكرامةُ تعلو على الجاهِ والمالا

