بنفسج

كيف نجحت تجربتي في العمل من المنزل؟

الخميس 06 يناير

عمل المرأة من المنزل
عمل المرأة من المنزل

عمل المرأة من المنزل أضحى واقعًا مألوفًا في الأونةِ الأخيرة، فحتى قبل فرض هذا الواقع على العديد منّا خلال أزمة فيروس "كورونا"، ظهرت جليًا على الساحة فكرة "العمل من المنزل" لأسباب مُختلفة ولأغراض مُتنوّعة، ولا يبدو هذا غريبًا، فتحوّل العديد من الأعمال من أرض الواقع إلى الواقع الافتراضي فرض أمورًا لم تكن في الحُسبان من قبل، خاصًة، وأن فكرة العمل في المنزل مُناسبة للعديد من الناس، ولا سيّما النساء اللوتي يُردن تحقيق الموازنة بين العمل والمنزل، أو الحياة الشخصية بشكل عام.

 

لذا، اخترت في هذا المقال أن أتحدث من واقع تجربتي الشخصية التي بدأت منذ عام 2017 والتي كانت برغبتي الشخصية الكاملة، والتي ما زالت قائمة حتى اللحظة بنجاح، وتوفيق من الله سبحانه وتعالى. وهنا، أقدم بعض النصائح التي أنقلها إليكم، من عمق تجربتي، والأمور التي أعتقد أنها كانت سببًا - بعد توفيق الله - في إنجاح هذه التجربة.

عمل المرأة من المنزل: تغيير المسار 

عمل المرأة من المنزل

للمرة الثانية، نويت أن أُغيّر مساري الوظيفي، إذ قررت أن أدخل مجال "التدريس" بعد تجربة لم تكن مُرضية بالقدر الكافي، بالنسبةِ لي، في مجال "الإدارة"، أما في هذه اللحظة، خلال عام 2017، قررت أن أُنهي مساري الوظيفي كمُدرسّة بعدما شعرت بأنني في المكان الخطأ.

كان الأمر مُربكًا بعض الشيء، ولكن بتوفيق الله، ومُساعدة أشخاصٍ أثق بهم، وقع الاختيار على مجال الكتابة، بعد قرار اتخذته، أكثر حسمًا، وصعوبة، وهو العمل من المنزل! نعم، كان ذلك القرار الذي اتخذته بعد الكثير من التفكير، ولكنني ارتأيت نمط هذا العمل، وهو الأنسب لي في الوقت الحالي، خاصةً بعد سعيّي الدائم لتحقيق التوازن بين العمل، وتخصيص وقت كافي لمُمارسة هواياتي، وقضاء وقت في عمل ما أُحب.
كان الأمر مُربكًا بعض الشيء، ولكن بتوفيق الله، ومُساعدة أشخاصٍ أثق بهم، وقع الاختيار على مجال الكتابة، بعد قرار اتخذته، أكثر حسمًا، وصعوبة، وهو العمل من المنزل!

وبعد فترة من البحث بدأت البحث عن عمل المرأة من المنزل والأسس التي تنجحه، ثم وقع الاختيار على أكثر ما أُحب فعله وهو "الكتابة"، على الرغم من ارتباكي بعض الشيء بسبب عدم رغبتي في خلط الكتابة الإبداعية، التي أعشقها وأُمارسها منذ سنين، وبين الكتابة كمصدر للعيش. الفكرة التي سُرعان ما تلاشت، وتأكدت أن ذلك هو مجالي الذي كان يجب عليّ التفكير به مُنذ سنوات.


اقرأ ايضًا: هكذا تلتحقين مبكرًا في سوق العمل


وفي أُغسطس من عام 2017، بدأت أول عمل لي في الكتابة كعمل حُر، ثم توالى الأمر شيئًا فشيئًا حتى أصبحت أعمل عملًا دائمًا من المنزل، وتنقلّت إلى أكثر من موقع مُتخصص في أكثر من مجال، وبرُتبات مُتنوّع. وبعد مرور 4 سنوات، وهي المُدة التي قضيتها في العمل من المنزل حتى أصبح جزءًا ممّا أنا عليه، أستطيع الآن أن أسرُد التجربة كاملة، وأن أُعطيكم نبذة عمّا قُمت به من أجل إنجاح التجربة، وهنا، إليكم أهم النقاط والنصائح التي أنصح بها من يُفكّر في خوض التجربة.

 

عمل المرأة من المنزل

| تخصيص مكان مُناسب للعمل:

من النصائح الذهبية التي قُمت بتجربتها عمليًا، هي تخصيص مكان مُناسب للعمل. فلن تُعزز شعور الالتزام، الاستقلالية، والإنجاز إلّا من خلال تخصيص مكان خاص بالعمل، عوضًا عن الجلوس على الأريكة أو طاولة الطعام التي من شأنها أن تُشعرك بعدم الراحة.

لن يحتاج الأمر إلى أكثر من مكتب صغير، ركن هادئ وإضاءة كافية، لا داعي لكثرة الأدوات ولا للمكاتب الفاخرة، عليك فقط اقتناء ما أنت بحاجة إليه بشكل حقيقي.

| التهيئة: تهيئة العقل هي أهم وأول ما يُمكنك القيام به إذا نويت العمل من المنزل، الأمر لا يبدو اعتياديًا في البداية، رُبما ستمُر بمرحلة من التشتت حتى تستجمع نفسك، وتبدأ في الفصل بين العمل وحياتك الاجتماعية تحت سقف البيت. فقط ثق بالتجربة وباختيارك، وخُض هذه الفترة التي ستمُر سريعًا إذا التزمت ببعض القواعد.

| البُعد عن المُشتتات: من ضِمن أهم المُشكلات التي يمر بها العديد من الأشخاص في بداية عملهم من المنزل، هي المُشتتات العديدة التي قد تُعيق التركيز، لا بُد من المُحاولة الدائمة للبُعد عن المُشتتات وخلق بيئة مُناسبة للعمل، تكون مبنيّة على التركيز واحترام العمل أيًا ما كان نوعه، وتذكّر، كُلّما احترمت العمل وأعطيته كُلّما سيُعطيك ما لم تكن تتوّقع. ستظهر المُشتتات تباعًا، ما يجب عليك فعله هو التعامل معها وحلّها مُنذ البداية، ولكن بشكل عام، أنصحك باستخدام التطبيقات الخاصة بحجب الإشعارات التي تصدُر من الهاتف المحمول، كونه يُعد من أكبر المُشتتات ولا سيّما في المنزل.

 

عمل المرأة من المنزل

| استيقظ مُبكرًا:

قد يبدو ذلك غير مُتعلق بالأمر، ولكنها تبقى أهم نصيحة للمُقبلين على العمل من المنزل. فالاستيقاظ مُبكرًا أخذ تجربتي مع العمل من المنزل لمرحلةٍ أُخرى تمامًا.

دعني أُعدد لك فوائد الاستيقاظ مُبكرًا: تركيز أفضل بفضل ساعات الصباح الهادئة. كما يُساعد على توازن اليوم بشكل أفضل، حيث أن الاستيقاظ مُبكرًا يعني الانتهاء من العمل مُبكرًا، وهذه فُرصة للقيام بأنشطة أُخرى. 

| تحديد ساعات للعمل: من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها العديد من الأشخاص مع بداية عملهم من المنزل، عدم تحديد ساعات مُعيّنة للعمل، وغالبًا ما ينتهي الأمر بهم إلى العمل لساعات طويلة جدًا - مُتقطعة بالطبع - ما يجعل الشعور بالضغط والعبء يزدادان يومًا بعد يوم، كما يؤدي الأمر بالشخص إلى الشعور بفشل التجربة، والحل بسيط!


اقرأ أيضًا: سياسات التحيّز ضد المرأة: كيف تواجهينها في العمل؟


فقط قُم بتحديد ساعات مُعينة للعمل، ولتكن 7 ساعات يوميًا - في حال لم يتم تحديد ساعات عمل لك من قِبل رب العمل - كما يتم تحديد أي ساعات بالضبط ستلتزم بالعمل بها، ولتكن على سبيل المثال، من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة الرابعة مساءً، وهكذا. كل ما عليك فعله هو تعويد نفسك على الالتزام بهذه الساعات يوميًا، وسينجح الأمر لا محالة بالالتزام والإصرار.

 

عمل المرأة من المنزل

 

| تنظيم الوقت:

يمكنك استخدام بعض التقنيات التي تُساعدك على الالتزام وتنظيم الوقت أثناء العمل، من ضِمن أهم تلك التقنياتالـ Pomodoro والتي تقوم على فكرة الموازنة بين العمل والراحة، العمل لمدة 25 دقيقة ثم أخذ استراحة لمدة 5 دقائق، تُساعد هذه التقنية على التركيز بشكل أفضل.

استخدام قوائم المهام، سواء الورقية أو الإلكترونية، والتي تُساهم في ترتيب الأفكار بشكل أفضل، والبُعد عن الارتباك والتشوش.

| اعمل خارج المنزل كل فترة: قد يؤدي العمل من المنزل وعدم وجود بيئة عمل إلى شعورك بالملل قليلًا، ولذلك عندما ينتابني الملل أُفضّل العمل خارج المنزل. لدي أماكني المُفضلة التي ألجأ إليها، خاصةً وأنها مُناسبة للعمل سواءً لهدوئها النسبي، أو لبيئة المكان المُريحة بالنسبة لي. اصنع قائمتك الخاصة التي يُمكن أن تلجأ إليها عندما تشعر بالرغبة في التغيير.

| ضع حدودك وحدود الآخرين: تجربة العمل من المنزل تُعتبر جديدة إلى حد كبير، ولذلك، من الطبيعي ألّا يتفهم البعض الفكرة في البداية، خاصةً الأشخاص الذين تعيش معهم في بيت واحد أو الأصدقاء والأقارب.


اقرأ أيضًا: مهمة خاصة في العمل والأسرة... كيف يكون التوزان ممكنا؟


فلا تتعجب أبدًا إذا وجدت ذاك الصديق يطلب منك مُقابلته في الصباح الباكر يوم الثُلاثاء، أو أن يطلُب منك إحدى والديك القيام بمُهمة خارج المنزل يوم الأحد صباحًا! ستشعر بالتأذي رُبما في البداية، ولكن عليك تفهّم ذلك أولًا، ثم وضع حدودك منذُ البداية.

ثانيًا. رُبما ستحتاج إخبار عائلتك وأصدقائك بمواعيد عملك التي حددتها لنفسك، المهم أن تضع حدود منذ البداية، وتذكّر دائمًا أن الصورة التي تضعها عن نفسك يلتزم بها المُحيطين عاجلًا أو آجلًا.

وأخيرًا، إن تجربة عمل المرأة من المنزل ليست بسهلة على الإطلاق، تحتاج لأن تكون على قدر من المسؤولية لتنظيم نفسها دون التأثر بالمشتتات الخارجية، ولكل سيدة تود أن تخوض هذه التجربة عليك ضبط نفسك جيدًا وتحديد عدد ساعات معين للإنجاز في ظروف محيطة مناسبة.