بنفسج

الطفل الانتقائي: حالة تؤرق الأمهات

الأربعاء 16 اغسطس

أستيقظ قبله بفترة حتى أجهز له طعامه المفضل، ليس صنفًا واحدًا بل صنفان، أزين طبق طعامه بطريقة جذابة لعلها تكون حلًا لرفضه تناول الطعام، أمسك بكلتا يديّ، ملعقتين، كل ملعقة فيها نوع من الطعام، أغني له كل أغاني الأطفال التي حفظتها لأجله، أشغل له كرتونه المفضل، أحاول الحديث معه وإضحاكه والتحايل عليه، أغريه بالهدايا التي يحب، وبالخروج لأهم مكان له على الإطلاق، مدينة الألعاب، مقابل أن ينهي طعامه!

أفشل غالبًا وأنجح قليلًا، في وسط هذه المحاولات أفقد أملي أن يتناول طفلي طعامه مثل الأطفال، أخطط معه لسباق من سينهي طعامه أولًا هو أم أخته الصغرى، لا يكترث ويرفض من جديد، يهرب مني باللعب حتى لا يأكل، مشكلتي تؤرقني للغاية! فعلت كل ما بوسعي لأجل أن يتخلى طفلي عن رفضه تناول معظم الأطعمة إن لم يكن كلها.

كثيرا ما أستمع لهذا الوصف لحالة الأم مع طفلها في عيادتي الخاصة، أو ما يُسمى علميا "الطفل الانتقائي" للطعام، إذ تعاني العديد من الأمهات مع أطفالهن ولا يعرفن المشكلة بالتحديد؛ هل بنوعية الطعام ومذاقه أم أن الطفل يتدلل أو أنها يعاني من مشكلة صحية.

عزيزتي الأم؛ إذا كان طفلك في المرحلة العمرية بين العام عشرة أعوام، وتشكين في عدم اهتمامه بالطعام، والأكل بملل وببطء، ويرفض معظم أنواع الطعام، ويظل عقله مشغولًا باللعب أثناء وقت الطعام، فاعلمي أن طفلك يعاني من حالة سلوكية شائعة عند الأطفال تُسمى "الطفل الانتقائي للطعام". لا تقلقي، ولكن اقرئي كثيرًا عن المشكلة بتمعن وتعرفي على الأسباب التي أدت لذلك والحلول التي يجب عليك اتباعها.

| كيف يكون الطفل انتقائيًا؟

يكون الطفل انتقائيًا في حال رفضه الطعام الجديد، وإصراره على تناول أنواع محددة من الأكل وتناوله الطعام ببطء شديد وملل. والانتقائية لا تعد حالة مرضية، بل حالة سلوكية فقط بين الأطفال من عمر السنة حتى عمر الثامنة.
وأبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور السلوك الانتقائي للطعام عند الطفل، تأخر إدخال الأم للطعام الصلب للطفل، وانشغال الطفل عن الطعام، أما الحلول تكمن في تقديم الوجبات في وقت محدد وبكميات قليلة، وتزيين طبق الطعام لتشجيعه على تناوله.

يكون الطفل انتقائيًا في حال رفضه الطعام الجديد، وإصراره على تناول أنواع محددة من الأكل وتناوله الطعام ببطء شديد وملل. والانتقائية لا تعد حالة مرضية، بل حالة سلوكية فقط بين الأطفال من عمر السنة حتى عمر الثامنة. تسبب هذه الحالة الخوف لدى الأمهات وتشغل تفكيرهن، خاصة لو كانت الانتقائية تجاه الأنواع الصحية من الأكل، إذ تبدأ الأم بالتصرف، إما بإجباره على الطعام وهو ما يقد يؤدي إلى نتائج عكسية أو بالاستسلام وترك الخيار له، وهذا ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية ونقص في العناصر الأساسية اللازمة لنموه. 

| ما هي أسباب الانتقائية؟

food.jpg
طفل انتقائي للطعام

| تأخر إدخال الأم للطعام الصلب للطفل: مما يسبب له الخوف من تجربة الأطعمة الجديدة أو استصعاب عملية المضغ.

انشغال الطفل عن الطعام:  فهو في هذه المرحلة العمرية يبدأ بالمشي واكتشاف المحيط فيرفض الطعام حتى يهرب إلى اللعب، وكثير من الأطفال يرفضون بعض الأنواع حتى قبل تجربتها.

| عادات الأهل: أو تذمر أحد أفراد العائلة من نوع طعام أمامه يجعله يقتدي به ويرفض هذا النوع .

| الشعور بالأمان: فالطفل يفضل الأنواع المألوفة التي استساغ أكلها خاصة لو كان قد جرب أنواع حارة سببت له ألمًا أو شرقة.

| إثبات الشخصية: ومحاولة الحصول على المزيد من الاهتمام من الأم.

| الإكثار من الوجبات الخفيفة: خاصة السوائل؛ كالحليب والعصير مما يسد شهيته عن الطعام "الحد الأعلى الموصى به لشرب الحليب في هذا العمر هو كوبين أي حوالي 500 مل".


| ما الحل؟

عزيزتي الأم، عليك أن لا تتوقعي تغييرًا سريعًا، فالموضوع يحتاج إلى وقت وصبر، وفي حال لم يتحسن الوضع استعيني بطبيب أو أخصائي.

| تقديم الوجبات في وقت محدد: ويفضل أن يكون بنفس موعد وجبات الأهل، وتقديم طبق يحتوي على نفس طعام الأهل.

| كميات قليلة: قدمي له الطعام بكميات صغيرة، ولا تجبريه على إكمال الصحن.

| قصر مدة الطعام: الحرص على أن لا تتعدى فترة الطعام النصف ساعة.

| لا تبدي ردة فعل: في حال رفض الطعام المقدم على لا تبدي أي رد فعل ولا تجبريه على تناوله.

| لا تقدمي بدائل: ولا تعرضي عليه أصنافا أخرى من الطعام.

| الملاحظة: محاولة ملاحظة أنواع الطعام التي يفضلها ودمجها مع التي يرفضها.

| التنظيم: الحرص على عدم تقديم الوجبات الخفيفة للطفل قبل الوجبة بساعتين على الأقل حتى يشعر بالجوع.

| المشاركة: إشراك الطفل بتحضير الطعام والتسوق، فهذا يجعله أكثر رغبة بتجربة الطعام.

| تزيين الصحون: وتقديم الطعام بطريقة ملفتة وجميلة.

| صلصات التغميس: استخدام صلصات التغميس الصحية بجانب الطعام، كاللبن والخضار المهروسة وعصائر الفواكه.

| المشاركة: دعيه يشارك أقرانه الطعام، فهذا يجعله يتشجع أكثر.

| الابتعاد عن الملهيات: حاولي أن تبعديه عن المشتتات في وقت الطعام كالتلفاز.

وأخيرا عزيزتي الأم، عليك أن لا تتوقعي تغييرًا سريعًا، فالموضوع يحتاج إلى وقت وصبر، وفي حال لم يتحسن الوضع استعيني بطبيب أو أخصائي.